إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

غزة.. المنازلة الكبرى بدأت

معن حمية - البناء

نسخة للطباعة 2009-01-06

إقرأ ايضاً


لحرب الإبادة على غزة وجهان..

وجه "إسرائيلي" غير مستتر، موغل في قبحه وارهابه واجرامه.. ووجه عربي، مستتر بعروبة وهمية، وهو أشد قبحاً في ذله وتواطئه وتآمره.

الوجه "الإسرائيلي" معلوم، ولا مناص من مواجتهه، وبذات القسوة التي يمارسها. حياة المستوطنين يجب أن لا تكون بمنأى عن الإستهداف في كل زمان طالما أن دماء أطفالنا ونسائنا ورجالنا تسفح في فلسطين..

الوجه العربي بات معلوماً، ولا مناص من مواجهته، وبذات القسوة التي يمارسها. فالنظام الرسمي العربي المتأسرل يجب أن يذهب إلى الجحيم... هذه دعوة صريحة إلى سحل هذا النظام، وقذف اركانه إلى مزبلة التاريخ.

"إسرائيل" وعرب المهانة، وجهان لحرب واحدة، قذرة، حرب تستهدف تصفية شعبنا في فلسطين.. وليس مطلوباً من الذين يقاومون ويواجهون، أن يميّزوا، بين شطر "إسرائيلي" وآخر "عربي"، فالتماهي بينهما جعل "أنسجتهما" واحدة..

بدون مقدمات، تجرأ "الجهاز" الرسمي العربي ومن دون وازع، على اعلان نفسه متواطئاً، لا بل مشاركاً في الحريق الذي يزنر غزة بالحديد والنار، ومبرراً للعدو قتل أطفال غزة وإبادة أهلها. تماماً كما برر قبل عامين ونيف الحرب على لبنان وتصفية مقاومته..

بدون مقدمات، تجرأ هذا النظام الرسمي العربي على إتخاذ قرار بمواصلة الحرب "الاسرائيلية" على غزة، فقد إجتمع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وقرروا بأكثريتهم المنتمية إلى حلف التواطؤ، أنه ليس هناك من ضرورة لعقد قمة عربية، فما يحصل في غزة، برأي الأكثرية المتواطئة، لا يستوجب تجشم الملوك والرؤساء والقادة العرب وعثاء السفر إلى بلد عربي قريب!.

وزراء البلاط العربي، الذين قبض عليهم متلبسين بجرم التواطؤ، إستثمروا "أكثريتهم" فقرروا إحالة حريق غزة إلى مجلس الأمن الدولي، وهم يعلمون علم اليقين، بأن هذا المجلس، سيصدر مضبطة اتهام بحق المقاومة في فلسطين، وفي أحسن الحالات، يمكن أن يساوي الجلاد بالضحية!؟.

جل ما يريده النظام العربي المتآمر، تجريم المقاومين وتبرئة الصهاينة من دماء الفلسطينيين. ففي بداية العدوان على غزة، خرج موظفو هذا النظام بإسم أسيادهم، ليبرروا لـ "إسرائيل"عدوانها، وليحملوا المقاومة مسؤولية هذا العدوان..

وطبقاً لما يريده النظام العربي المتخاذل، "إستنفرت" الفضائيات التابعة له موظفيها ومراسليها وجندتهم في الحملة المنظمة على المقاومة، وامتلأت شاشاتها بـ "الدحالنة" الفلسطينيين والعرب.

فعلها المتواطئون العرب، ولم يخجلوا من فعلتهم. حتى أن أحد المسؤولين الصهاينة أكد بأن التغطية العربية للعدوان على غزة، تفوق التغطية لعدوان تموز 2006 على لبنان،.. في حين أن أيهود أولمرت أعلن صراحة بأنهم هم (أي عرب الإعتلال) من طلب ويطلب استمرار العدوان، ومع ذلك لم ينف أهل النظام العربي هذه الحقيقة، لا بل أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، حينما طالبتهم الشعوب العربية بلسان قادتها، بتحمل مسؤولياتهم في وقف العدوان على غزة.. فانبرى الوزير المصري أحمد ابو الغيط للرد على سيد المقاومة حسن نصرالله، دون أن ينبس ببنت شفة حيال ما أعلنه أولمرت. لكن يبدو أن وقع كلام نصرالله المنتصر على "إسرائيل" في حرب تموز 2006 أرعب ابو الغيط وأسياده، ما جعل الرئيس المصري يجاهر برفضه فتح معبر رفح إلا إذا تسلمته سلطة محمود عباس باشراف مراقبين أوروبيين، وهذا تعبير عن ربط وقف العدوان على غزة، بتسليم السلطة فيها لـ "الدحالنة" الفلسطينيين والعرب.

"إسرائيل" ومعها التواطؤ الرسمي العربي، لن يقرروا وقف العدوان على غزة، حتى لو ملأت تظاهرات التنديد والاحتجاج كل الساحات العربية والعالمية..

وحدها صواريخ القسام، التي تنهال على المستعمرات وتدفع المستوطنين إلى الملاجئ وتؤكد ارادة الصمود، ستحسم المعركة وتوقف العدوان..

وحدهم رجال المقاومة في ساح الجهاد، سينتصرون لدماء أطفال غزة وفلسطين..

وحدها الشعوب العربية الغاضبة، ستقرر أي مصير يستحقه أولئك المتواطئون المفرطون بالكرامة والحقوق..

.. ووحدهم المتواطئون العرب، يجب أن يخضعوا لفحص الدم.. إن دمهم لا يشبه دمنا، لا بل جف الدم في عروقهم التي امتلأت بسموم الأفاعي. وقلوبهم ليست كقلوبنا.. فقد امتلأت قلوبهم حقداً.. ولذلك يستحقون مصيراً اسودً..

إنهم مسؤولون عن حريق غزة.. و"ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على القلب من وقع الحسام المهند"..

ولأنهم شركاء في حريق غزة وضياع فلسطين، فلينتظروا العاقبة.. لأن المنازلة الكبرى قد بدأت في غزة، والنصر سيكون حليف المقاومين والأحرار.


*افتتاحية العدد 1110


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024