إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل تكتمل انتفاضة العشائر على الحريري في عكّار؟

الأخبار

نسخة للطباعة 2009-04-25

كتبت "الأخبار" تقول , ان الانتخابات بعد شهر ونصف، ومع ذلك فلا الذي أنجز لوائحه ارتاح لأن "الزعلانين أكثر من الراضين"، ولا من لا يزال يبحث عن تسوية من هنا ومحاولة توفيق من هناك، يبدو على موعد قريب مع الراحة... والسجال الانتخابي انتقل أمس من صيدا إلى الرياض

في مثل هذه الأيام من عام 1985، وقبيل ما عرف ب "تحرير شرق صيدا"، كان الشاب أسامة سعد يشرف على تثبيت نقاط قتال لقوات الشهيد معروف سعد، في مواجهة القوات اللبنانية وميليشيا أنطوان لحد، عندما تلقى عبر جهازه اللاسلكي، أن هناك من ينتظره في مقر التنظيم الشعبي الناصري في صيدا، لنقل رسالة إليه.

لم يكن الضيف يومها إلا فؤاد السنيورة مع شخص آخر، أوفدهما رجل الأعمال اللبناني - السعودي، الشيخ رفيق الحريري، للاطمئنان وعرض الخدمة وتكوين رؤية عما ستكون عليه أوضاع صيدا وموقعها ودورها، وقال السنيورة لسعد الذي وافاهما إلى المقر ببزته العسكرية، إن "الشيخ رفيق مهتم بما سيؤول إليه الوضع وكيف ستحكمون وكيف ستكون صيدا ودورها".

بعد اللقاء، أبدى سعد عدم رضاه عن الكثير من كلام الموفد، بالقول: "مش صيدا اللي بتعمل كانتون، ونحنا شايفين دورها وطني عابر للمذاهب، ما بدنا مساعدات مشروطة من مين ما كان ومنقاتل بأواني المطبخ ولا نضيّع البوصلة"، ثم طلب من مساعده "الاتصال بالرفيق أنور (الشهيد أنور الفطايري مسؤول التعبئة العسكرية في الحزب التقدمي الاشتراكي آنذاك) لتأمين بعض المستلزمات العسكرية ولا سيما القذائف الصاروخية". وفي تلك الفترة صيغ شعار "لا للمشاريع الطائفية والمذهبية وصدر صيدا يتسع لكل الأفكار والعقائد والأديان، والممنوعون من ممارسة أي دور هم فقط عملاء العدو".

بعد 24 سنة، يعود السنيورة إلى صيدا رئيساً للحكومة مرشحاً للانتخابات في مواجهة سعد، وكل منهما يمثل مشروعاً مختلفاً، من كيفية إنماء المدينة وصولاً إلى ماهية دور السعودية التي كانت محور سجال أمس، إذ اتهمها سعد بعد لقائه الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، بالتدخل في الانتخابات عبر "دفع الأموال الطائلة وممارسة الضغوط لمصلحة مرشح السلطة" السنيورة، معتبراً أن وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة يزور لبنان خصيصاً لتقديم الدعم المباشر لترشيح السنيورة. وقال: "نريد أن نعرف متى يكون السنيورة رئيساً ومتى يكون مرشحاً في مواقفه السياسية واستقبالاته وإجراءاته الأمنية واستعانته بالإداريين والمستشارين الذين يتقاضون رواتبهم من الخزينة اللبنانية ومن المكلف اللبناني".

ورد السنيورة عبر المكتب الإعلامي لحملته الانتخابية، معتبراً أن "التهجم" على السعودية وخوجة "يدل على حالة الضيق التي وضع النائب سعد نفسه فيها". وقال إن ترشحه "لا يخالف القانون ولا يخرج عن الأعراف والتقاليد إلا في عيون النائب سعد والقوى الحليفة له، التي تريد أن تفرض على مدينة صيدا خياراتها ومواقفها وتحدّد لها قراراتها، وهو ما لا يريده أبناء صيدا". وسأل منافسه "كم قانوناً أو مشروع قانون أو مشروعاً اقترح خلال ولايته النيابية لإنماء مدينة صيدا، أم هو يعتقد أن الإنماء يكون بالتصاريح الصحافية والمواقف العنترية".

أما على صعيد شرقي شرق صيدا، فقد فتح الاجتماع الذي عقد في دارة العماد ميشال عون، في حضوره والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل والوزير جبران باسيل ووفيق صفا، الباب أمام احتمال إيجاد حل لعقدة جزين التي تؤخر إعلان لائحتي المعارضة في جزين وبعبدا، ويبدو بحسب أكثر من مصدر متابع أن الأمور تجاوزت مرحلة الأبواب الموصدة، لكن الباب لم يفتح بطريقة تقود إلى حل سريع، بل إن ما عرض من أفكار ومقترحات يحتاج إلى جهود إضافية لأن الأمر لا يتعلق فقط بأصل التسوية، بل بالمناخ "غير الجيد" الذي يسود أجواء العلاقة بين عون وبري، وخصوصاً أن كلا الرجلين يتمسك بشروطه التي لا يمكن أن تنتج حلاً.

ومن بين ما جرى التداول به هو العمل على تسوية تتيح لعون أخذ مقعدين في جزين، على أن يصار إلى اختيار الثالث بطريقة لا تغضب الجانبين، ما فهم أنه رفض من عون لبقاء النائب سمير عازار، على أن يشمل الحل في هذه الحالة إما تسمية عون للمرشح الشيعي الثاني في بعبدا، أو أن يتم التوافق عليه بين عون وحزب الله أو حتى بمشاركة بري نفسه.

لكن رئيس المجلس يرفض التخلي عن عازار، وهو يقول إنه لم يعد معنياً بالمقعد الشيعي الثاني في بعبدا وقد تنازل عنه لمصلحة حزب الله بعدما سحب الاخير مرشحه من بيروت الثانية، ويقول بري "ليفعل الحزب ما يريد بهذا المقعد".

وإذ لمس الوسطاء مناخات أقل تعقيداً من الايام السابقة، فإن الأمور في رأيهم تحتاج الى وقت إضافي، لكنه لن يكون طويلاً لأن المعنيين بدأوا يلمسون انعكاسات سلبية للخلاف على الأرض، وهو أمر قابل للاحتواء في ظل عدم رغبة أحد في التصعيد، لكنه مناخ يتيح لمن يريد من فريق 14 آذار ولآخرين أن يقلبوا الدنيا على رأس المعارضة وأن يستفيدوا لتحقيق انتصارات حيث لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك في الانتخابات نفسها.

وإلى لقاءات الصف الواحد، استضاف الرئيس نبيه بري مساء أمس، النائب سعد الحريري، على مائدة عشاء كان طبقها الرئيسي التباحث في إمكان بذل المزيد من الجهود لتحقيق تزكية في دائرة بيروت الثانية، إضافة إلى كيفية تجنب التوتر الذي يسود الحملات الإعلامية والخطابات في المعركة الانتخابية. وكان لقاء أحزاب المعارضة قد اتهم الموالاة بالعودة إلى "الخطاب التوتيري" وإلى "استحضار الاتهامات بالقتل واستغلال دم الرئيس الحريري، التي تبيّن أنها اتهامات باطلة ومغرضة ومسيّسة".

وإذا كانت التزكية تريح بيروت الثانية من معركة انتخابية، فإن عكار (مراسل الأخبار) بدأت تستعد لمواجهة تداعيات استبعاد المرشح محمد سليمان عن لائحة "المستقبل"، لأن كل ما فعله "وسطاء الخير" لتطويق "الانتفاضة" التي انطلقت شراراتها الثلاثاء الماضي، هو إقناع سليمان بتأجيل لقاء العشائر العربية في وادي خالد من يوم أمس إلى الغد، دون النجاح في ثني هذه العشائر عن اتخاذ رد قاس في كل مناطق وجودها لا في عكار وحسب.

وبحسب ما نقل عن سليمان فإن خياراته غداً ستكون واحداً من ثلاثة: الاستمرار في الترشح إما منفرداً أو في لائحة ثالثة غير مكتملة تضم شخصيات وقوى مستقلة. الثاني: دعم لائحة المعارضة، رغم أن هذا الخيار من شأنه أن يعزز موقع خصمه التجاري والسياسي النائب السابق محمد يحيى ولكنه يعيد خطوط الاتصال المقطوعة مع دمشق منذ فترة غير قصيرة ولا سيما أن هناك دعوات وجهت إليه لزيارة سوريا لم يلبّها لغاية اليوم. أما الثالث فهو العزوف عن الترشح مقابل ثمن سياسي لن يكون أقل من مقعد وزاري، إذا حصل النائب سعد الحريري على الأكثرية النيابية. لكن مصادر أكدت أن الرجل ماض في تحدّي "المستقبل" وقد باشر اتصالاته مع شخصيات معارضة ومستقلة في عكار ليكون الرد في صناديق الاقتراع.

وبهذا التحدي وهتافات مناصريه "يا سعد يا غدّار نحن مع الرئيس بشار"، يلاقي سليمان مزاج عشائر الوادي القريبة من سوريا والمحسوبة انتخابياً على المعارضة استناداً الى انتخابات 2005 حيث نال يحيى وجمال إسماعيل نسبة مرتفعة من أصوات العشائر تلاهما وجيه البعريني، فيما لم ينل مرشح تيار المستقبل النائب عزام الدندشي سوى 700 صوت من أصل 4000 مقترع، مع الإشارة إلى أن عدد ناخبي وادي خالد يقدر بنحو 13000 ناخب.

من جهته، يعقد النائب السابق طلال المرعبي لقاءات مع فاعليات من منطقة عكار لاستمزاج آرائهم حيال خوضه الانتخابات، وقال إنه لن يتخذ "أيّ خطوة قبل استكمال المشاورات مع أبناء المنطقة، وهم المرجع الأول والأخير".

طرابلسياً، رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن التحالف في طرابلس "تأسيس لمرحلة من التعاون السياسي الوطني عموماً وعلى مستوى أهل السنة خصوصاً، لأن الخلافات والمناكفات والمعارك القاسية لن تخدم مصالحهم على الإطلاق". وسأل "من ينتقدون تحالفنا: أيّهما الافضل أن نختار جمع الكلمة ورأب الصدع أينما وجد أم إدخال أهلنا ومنطقتنا في صراع سياسي انتخابي يفرّق ولا يجمع؟".

في ما خص المعارك الأخرى، ذكر المرشح ناظم الخوري، من عين التينة، أن "اللائحة المستقلة" في جبيل ستبصر النور في اليومين المقبلين. أما النائب ميشال المر فزار مساءً رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، وحدّد منتصف الليلة الماضية موعداً نهائياً لتسمية مرشحي لائحة المتن.

وعن نتائج الانتخابات، كرر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ترجيحه فوز المعارضة بالأغلبية "وعلى الأقل أكثر من النصف بقليل". وقال: "الصورة الجديدة بعد 7 حزيران ستكون من رحم المعارضة لا من خارجها"، معتبراً أن "مشهد المعارضة اليوم هو مشهد متماسك بينما مشهد الموالاة متزلزل"، فيما رفضت السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، تحديد موقف بلادها في حال فوز المعارضة، قائلة: "سننتظر نتائج الانتخابات وسننتظر لنطلع على تركيبة الحكومة وبيانها وسياساتها، وبعدها سنبني على الشيء مقتضاه".



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024