إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل يُعقل أن تكون أمريكا "قدوة" للعالم الاسلامي ؟

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2009-06-08

إقرأ ايضاً


صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما, قبيل زيارته الى الرياض والقاهرة, بأن الولايات الأمريكية المتحدة يمكن أن تكون "قدوة" للعالم الاسلامي . ومن البديهي ان يقابل مثل هذا الهذيان بالرفض لأسباب تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية ودينية عديدة .

الأسباب التاريخية :

لا تملك أمريكا ما يؤهلها لأن تكون " قدوة " لدول العالم الاسلامي ولا لغيرها, نظرا لماضيها الحافل بالحروب العدوانية وسياسات التوسع الاستعمارية منذ اكتشافها حتى وقتنا الحاضر. وعلى خلافها, يحق لمُعظم شعوب الدول المكونة للعالم الاسلامي ان تفخر بانتمائها وتاريخها الحضاري,الذي عرفت عراقته واعترفت بفضائله شعوب العالم , قبل وبعد الاسلام .

ومعلوم أن التطور والسبق العلمي للمسلمين في مجالات الطب والهندسة والرياضيات والكيمياء والفلك وصناعة السفن قد دفع بالمفكرين ورجال العلم في أوروبا الى ترجمة الكتب العربية, ذات الصلة بالعلوم التطبيقية الى لغاتهم, وأدخِلت كلمة Arsenal العربية الأصل ( دار الصناعة ) كمؤشر على بداية مرحلة النهضة الصناعية المكتسبة والمطورة لاحقا. وقد استعان الأوربيون باجهزة الاسطرلاب والمزولة والبوصلة والساعة المائية,التي أخترعها العرب, في النشاط الاستعماري المحموم للبرتغال واسبانيا وفي رحلات كولومبوس الاستكشافية,التي شكل البحارة المسلمين حوالي ثلث طواقمها .

ويُعد ما كتبه كولومبوس في رسائله عن لغة أهالي جزيرة سان سلفادور القريبة في بعض مفرداتها من اللغة العربية, وما دونه عن قبيلة إمامي المسلمة في الهندوراس, ومشاهدته للمسجد في كوبا, وما ذكره بعض المؤرخين عن قبائل الوفائيين المسلمة في ولاية ياهيا البرازيلية, واكتشاف جماجم بشرية, تعود الى سكان غرب أفريقيا, بمثابة أدلة على وجود علاقات قديمة بين السكان الأصليين في أمريكا والمسلمين سبقت كولومبوس, وتؤكد على ان ما تركه المسلمون من آثار مادية ومعنوية في نفوس السكان الأصليين, يختلف تماما عما خلفته فترة ما بعد كولومبوس الدموية .

إن خزائن العلم والمعرفة, التي يعج بها تاريخ الدول المؤلفة للعالم الاسلامي تكفي لأن تجعلها هي القدوة لشعوب العالم . ولا وجود لأية أوجه شبه, أو مقارنة, بين التاريخ المجيد لهذه الدول وتاريخ الولايات المتحدة الأسود. وكما قال الشاعر : ألا ترى أن السيف ينقص قدره, إذا قيل أن السيف أمضى من العصا ..؟

شنت الولايات المتحدة الأمريكية منذ إعلان استقلالها في 4 تموز 1776 العديد من الحروب العدوانية على شعوب العالم (عدا حروب الإبادة الجماعية للسكان الأصليين والأهلية ) سقط فيها مئات الألوف من القتلى والجرحى . وأدت سياساتها التوسعية, التي عبر عنها الرئيس الأمريكي مونرو في منتصف القرن التاسع عشر " إن زيادة عظمة أمريكا وجبروتها يتوقف على ضم الأراضي الجديدة " الى زيادة مساحاتها بما يقرب من عشرة أضعاف مع نهاية القرن . وعلى الرغم من الاتفاق على عدم تدخل أمريكا في شؤون الدول الأوربية, وامتناع الأخيرة عن التدخل في شؤون أمريكا, الا أن الولايات المتحدة بقيت تخطط للتخلص من منافسة بريطانيا وفرنسا واسبانبا والبرتغال لها, بهدف السيطرة على القسم الجنوبي للقارة, والذي حققته باعلانها الحرب على المكسيك عام 1846 .

ومن أهم الحروب العدوانية,التي شنتها الولايات المتحدة والمؤامرات,التي حاكتها ضد دول وشعوب العالم :

- 1846- 1848: الحرب ضد المكسيك .

إستُغِلت الخلافات على الحدود ومُطالبة تكساس بالانفصال عن المكسيك,لأعلان الولايات المتحدة الحرب على المكسيك وأجبارها بعد احتلال عاصمتها على توقيع اتفاقية,فرضت أمريكا بموجبها على المكسيك بيع مساحات شاسعة لها, تشمل كاليفورنيا ونيفادا ويوتا وولايتي اريزونا ونيومكسيكو .

- 1898: الحرب ضد إسبانيا .

إستغلت أمريكا مطالبة كوبا بالاستقال عن إسبانيا فقامت بأرسال سفينة بحجة حماية المصالح الامريكية, تم تفجيرها عمدا, لايجاد مبرر إعلان الحرب على اسبانيا واحتلال مستعمراتها في البحر الكاريبي ( كوبا) وجنوب شرق آسيا ( الفلبين) .

- نيسان 1916: قمع انتفاضة الدومينكان واحتلال البلاد بواسطة القوات البحرية الأمريكية .

- آب 1945: إلقاء قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية, أودت بحياة 78150 شخصاً وشوهت عشرات الألوف .

- آب 1945: القاء قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناكازاكي اليابانية, قضت على 73884 وشوهت أكثر من 60.000 .

- أيلول 1945: المصادقة على قرار إنشاء قاعدة جوية للقوات الأمريكية في الظهران, سبقها إتفاق, تم بموجبه إعطاء حق امتياز التنقيب عن النفط في الجزيرة العربية في حزيران 1933 .

- 1949-1947: إشعال فتيل الحرب الأهلية في اليونان واعتراف الولايات المتحدة بدورها المباشر فيها. أما الحصيلة فكانت 150 ألف قتيل وعشرات الألوف من الجرحى والمعتقلين وإعدام قرابة 6 آلاف يوناني .

آذار 1949: انقلاب عسكري في سوريا, بقيادة حسني الزعيم خططت له وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وفي آب 1949 قامت مجموعة من الضباط السوريين بمحاصرة حسني الزعيم وقتلته بعد أن تمرد عليهم .

- حزيران 1950: التدخل العسكري الأمريكي في كوريا .

- آذار 1952: انقلاب في كوبا, بقيادة الجنرال باتيستا, بدعم مباشر من الولايات المتحدة .

- آب 1953: انقلاب ضد حكومة مصدق الوطنية في إيران, نفذته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية .

- حزيران 1954: انقلاب عسكري في غواتيمالا, دبرته المخابرات المركزية الأمريكية.

- تموز 1958: الأسطول السادس الأمريكي يفرض هيمنته على لبنان تأييدا لحكومة كميل شمعون العميلة .

- نيسان 1961: انقلاب فاشل وهزيمة منكرة في معركة خليج الخنازير في كوبا, دبرته الولايات المتحدة للإطاحة بالقائد فيدل كاسترو .

- شباط 1963 : إنقلاب دموي في العراق, أطاح بالزعيم الوطني عبد الكريم قاسم بدعم من الولايات المتحدة .

- 1964: الحرب الأمريكية ضد لاوس, إستخدمت الولايات المتحدة خلالها السلاح الكيماوي بكثافة .

- يوليو 1964: الحرب الأمريكية ضد فيتنام شنت الولايات المتحدة في بدايتها 64 غارة جوية على 4 قواعد بحرية فيتنامية.

- نيسان 1965 التدخل العسكري الأمريكي في الدومينكان .

- 1968 انقلاب سوهارتو على الرئيس سوكارنو في اندونيسيا, بتدبير ودعم مباشر من الولايات المتحدة. عدد الضحايا: مليون شخص .

- نيسان 1970: العدوان على كمبوديا بمشاركة 32 ألف جندي أمريكي .

- أيلول 1973: انقلاب دموي في تشيلي بقيادة الجنرال بينوشيت بدعم أمريكي مباشر, قتل فيه الرئيس سلفادور اليندي و 40-50 ألف من الشيوعيين وأليساريين واعتقل حوالي 100 ألف, اختفا أثر الألاف منهم .

- تشرين 1973: الجسر الجوي الى إسرائيل من 13 تشرين الأول حتى 14 تشرين الثاني 1973, لتعويض الجيش الإسرائيلى عن خسائره فى حرب تشرين .

- 1975: إعداد خطة في الكونغرس الأمريكي لاحتلال آبار النفط في منطقة الخليج .

- تشرين الأول 1977: أعلان وزير الطاقة الأمريكي "ربما سيتعين على الولايات المتحدة اللجوء يوماً ما إلى حماية مصادر البترول في منطقة الشرق الأوسط ."

- كانون الثاني 1979: طلب إعداد دراسة شاملة حول الحركات الإسلامية في العالم من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية .

- آب 1979: تصريح بريجنسكي حول تشكيل قوة التدخل السريع, لحماية مصالحها وحلفائها في المناطق التي تنشب فيها الاضطرابات. وفي شهر كانون الأول 1979 تجمعت في بحر عمان أضخم قوة بحرية أمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.

- نيسان 1980: قيام القوات الأمريكية الخاصة بعملية فاشلة لتحرير الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران .

- آب 1981: أسقاط طائرتي حراسة ليبيتين فوق خليج سرت بواسطة طائرات الأسطول السادس الأمريكي .

- آذار 1986: تدمير سفينتين وإغراق سفينة حراسة ليبية وقصف قاعدة صواريخ قرب مدينة سرت .

- تموز 1982: اقتراب الأسطول السادس الأمريكية إلى مسافة اقل من 50 كيلو متر من السواحل اللبنانية, لإسناد القوات الصهيونية الغازية للبنان في 5 حزيران 1982 .

- تشرين الأول 1983: الهجوم على غرينادا إحدى اصغر دول العالم, بحجة تعرض الطلاب الأمريكيين للخطر .

- نيسان 1987: أعلان مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي أن القوات الأمريكية في هندوراس ستبقى هناك إلى اجل غير مسمى .

- آذار 1988: أرسال أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي إلى هندوراس بحجة تعرضها لغزو من قبل نيكاراجوا.

- آذار 1988: أرسال 50 ألف جندي من قوات البحرية بحجة حماية المؤسسات والمصالح الأمريكية في بنما.

- 1991 الحرب على العراق بحجة تحرير الكويت .

- 1992: التدخل في الصومال والهزيمة في 1994 .

- 1998: العدوان على السودان بحجة وجود برنامج انتاج اسحلة كيماوية في السودان وخطر إمكانية وقوع هذه الاسلحة في أيدي القاعدة.

- 2001: إعلان جورج بوش "الحرب الصليبية". وقد اعتبر هذا الاعلان "زلة لسان" فسميت لاحقا بالحرب على الأرهاب.

- 2003: الحرب القذرة على العراق واحتلاله ( أكثر من مليون شهيد, 3 ملايين يتيم, 1.5 أرملة و 3-5 ملايين مهجر ) .

فهل يؤمن باراك أوباما حقا, بعد هذا التاريخ الدموي,الحافل بالمؤامرات والاحتلالات, بإمكانية احتلال الولايات المتحدة هذه المرة لمكانة "القدوة" في العالم الاسلامي ؟. لا شك أن الأحمق والمغفل و"أصدقاء أمريكا" وحدهم من سيصدق بذلك. أما الذين ساروا مع المخلصين لشعوبهم وأطانهم وعرفوا دجل وخداع وكذب ونفاق وعدوانية الامبريالية الأمريكية, فلا يسعهم إلا السخرية من الدور الجديد للذئب,الذي لبس جلود النعاج الوديعة, ظنا بأن هنالك من سيصدق أنه أصبح وديعا ..

الأسباب السياسية :

قد لا يختلف النظام السياسي للولايات المتحدة من حيث تركيبته الهيكلية عن الأنظمة السياسية لدول المعسكر الرأسمالي , كنظام اجتماعي تقوم المؤسسات القضائية والتشريعية والتنفيذية فيه بصنع القرارات السياسية, وتعمل على تنظيم العلاقات الاجتماعية وإدارة موارد المجتمع الاقتصادية,التي يعتمد على كيفية استغلالها, تبلور معالم العلاقات الاجتماعية وسلوك الأفراد داخل المجتمع, لكنه يتميز عنها بعدوانيتة وشغفه اللا محدود في التوسع على حساب الجميع . ومن الطبيعي ان تزداد الفوارق بين الأنظمة الأجتماعية, طالما عملت الأنظمة السياسية للدول الرأسمالية على إيجاد هذه الفوارق, وتعمدت في إطالة عمر المرحلة الاقطاعية للدول,التي استعمرتها, والخاضعة لسيطرتها حتى بعد إنتهاء الاحتلال, لجعل عملية النمو بطيئة والتطور محدودا, لضمان نهب وسرقة ثرواتها .

الأسباب الأقتصادية :

يمثل الاقتصاد الأمريكي نموذجا لمرحلة الرأسمالية المتطورة ( الامبريالية ) القائم على الاستغلال الجشع والتباين الطبقي وشن الحروب العدوانية الهادفة الى بسط النفوذ والهيمنة ونهب ثروات الشعوب. وقد عانت الدول العربية والاسلامية ولا تزال من السيطرة المباشرة ( الإحتلال ) وغيرالمباشرة ( تنصيب أنظمة مستقلة شكليا وعميلة للأنظمة الرأسمالية فعليا ) . واذا شكل البحث عن الذهب أحد أسباب التنافس للسيطرة على الدول في السابق, فإن النفط قد أصبح شغل الدول الاستعمارية الشاغل, خصوصا للولايات المتحدة,التي حرصت على أن تكون الرائدة في الاستحواذ على خيرات دول العالم الاسلامي منذ أمد بعيد, بدليل إعداد الكونغرس الأمريكي لخطة احتلال آبار النفط في منطقة الخليج عام 1975, والاعلان عن احتمال اللجوء الى القوة لحماية مصادر البترول في منطقة الشرق الأوسط عام 1977, والتجمع الضخم للقوات الأمريكية في الخليج عام 1979, وتحقيق ما أعد له باحتلال العراق في 2003, وما يُعد له لضرب واحتلال إيران,الحلم الذي تعذر على الأمريكان تحقيقة للأسباب التالية :

- الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة العراقية الباسلة للقوات الأمريكية الغازية .

- عدم قدرة قوات الاحتلال على توسيع الرقعة الجغرافية لأرض المعركة .

- وجود أعداد كبيرة من قوات الاحتلال في العراق يعني وقوعها في ورطة كبيرة في حال إفتاء المرجعية الدينية بما لم تفتي به من قبل, بالجهاد والدفاع المقدس عن الوطن .

- نجاح الدبلوماسية الايرانية الى حد الآن, في عدم قطع شعرة طهران- واشنطن وإدراك القيادة الأمريكية لمخاطر وعواقب ارتكاب حماقة ضد إيران .

الأسباب الاجتماعية :

لا يمكن للعلاقات الاجتماعية المهترئة والمتفسخة في شرائح كبيرة من المجتع الأمريكي أن تكون" قدوة" للمجتمعات الاسلامية,التي كانت ولا تزال محافظة على القيم السامية والأخلاق العالية المتوارثة . ولعل تشابه العلاقات الاجتماعية والروحية ما يفسر أسباب التقارب والتجانس التاريخي للمجتمعات الأسلامية, على خلاف المجتمع الأمريكي المتباين أصلا في تركيبته الدينية وأصوله العرقية .

أن معاناة العديد من الأسر المهاجرة من الدول العربية والاسلامية الى أوروبا وأمريكا ورفضها الإنصهار في مجتمعاتها الغريبة على عاداتها وتقاليدها لايعني مطلقا, ضيق أفق تفكير أربابها, وإنما هو رد فعل تمليه الارادة الطبيعية والمنطق السليم لرفض اللإنجراف نحو بيئة, غارقة في التفسخ الخلقي والانحدار الاجتماعي,الذي تحميه ما يسمى بحرية الفرد . صحيح ,أن مجتمعاتنا بحاجة الى اصلاح إجتماعي, يكفل تجاوز بعض العادات والتقاليد المتخلفة, إلا أن هذه الحاجة,لا تعني القبول باستيراد الوجبات السريعة الجاهزة للعادات والتقاليد من المجتمعات الغربية وأمريكا .

الأسباب الدينية :

عرفت الإنسانية أديانا عديدة في مختلف مراحل تطور التكوينات البشرية مديدة العمر. واذا أعتقد المفكر الايطالي البرتو مورافيا بأن " الأنسان قد خلق الله لكي لا يقتل نفسه ",على أساس أن الخوف من العاقبة, قد يردع البعض عن ارتكاب الجرائم والخطايا, فإن ذلك, لا ولن يحول دون الإيمان بالإله غير المنظور, الذي يقر به المؤمنون بالأديان السماوية الثلاثة ( اليهودية,المسيحية والاسلام ). وعلى الرغم من ان العديد من المفكرين والباحثين يشيرون الى أن الدين المسيحي والاسلام هما الأقرب من باقي الأديان, إلا ان هذا القرب قد تعرض للتباعد بسبب الحروب الصليبية, وازداد بعدا بسبب حملات التبشير القسرية, والتحريض ضد الاسلام, والإساءة المتعمدة له بواسطة التيارات المسيحية المتطرفة,التي يشكل أحفاد قادة وجنود الحملات الصليبية عمودها الفقري .

الخلاصة :

يتبين من الأسباب الآنفة الذكر والتفصيل,ان أمريكا كانت وستظل راسخة في ذاكرة شعوب العديد من دول العالم كدولة عدوانية, ذات تاريخ حافل بالجرائم والمؤامرت, ودولة كهذه, لا يمكنها أن تكون قدوة لدول العالم الاسلامي ولا لغيرها .

إن على الرئيس باراك أوباما إن أراد بداية جديدة في العلاقة بين أمريكا والعالم الاسلامي أن يقرن أقواله بافعاله,التي يتوجب أن يكون في مقدمتها سحب قوات بلاده الغازية من العراق وافغانستان, والكف عن سياسات التسلط والهيمنة, وعدم استخدام القوة في تحقيق مآرب اقتصادية تحت أعذار كاذبة ومبررات مُختلقة . ولا يجوز للمبادئ العالمية في "الديمقراطية وسيادة القانون وحرية التعبير والحرية الدينية" ,التي تحدث عنها أن تفرض على الشعوب بالقوة,لا سيما وان غياب الديمقراطية وانعدام القانون وحرية التعبير والحرية الدينية سيجدها أوباما هناك, حيث الأنظمة القائمة, موالية للولايات المتحدة كتلك, التي زارها مؤخرا..


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024