إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قراءة في نتائج الانتخابات اللبنانية للعام 2009 ونتائجها .... الدراسة تؤكد تأييد الأكثرية اللبنانية ( الشعبية ) على نهج المقاومة وبالأرقام والنسب

حافظ عز الدين

نسخة للطباعة 2009-06-11

إقرأ ايضاً


1- في الانتخابات بشكل عام :

كما لم يكن خافيا على أحد ، وبعد انتهاء العملية الانتخابية التي جير كل طرف لها كامل امكانياته المعنوية والمادية للوصول إلى مبتغاه من العملية الانتخابية مع الفارق بالاهداف المتوخاة من ورائها ، فكما لا يخفى فان الموالاة الممثلة لنهج 14 آذار ترمي إلى الحصول على الاكثرية النيابية التي تمنحها الحق بمتابعة التفرد بالسلطة وتمرير اهدافها المعلنة والغير معلنة والتي تحمل في طي مضمونها عنوانا اساسيا هو التخلص من خط المقاومة أو على الاقل من سلاحها ، وبالمقابل تسعى المقاومة التي تمثل عنوان المقاومة اضافة إلى التحالف القائم بين عضوي تكتل 8 آذار ( التيار الوطني وحزب الله وباقي الاحزاب الوطنية ) ، تسعى إلى تثبيت وجودها وحقها بالاستمرار وصوابية خطها وتأييد المجموع اللبناني لها .  

ولهذا فقد بدأ التحضير على قدم وساق باكرا لخوض غمار هذه المعركة واستخدمت لها كافة الوسائل المشروعة والغير مشروعة والتي تتلبس احيانا بالمشروعية رغم لا مشروعيتها اخلاقيا ( كاستقدام الالاف من المواطنين اللبنانيين من الخارج للتصويت تحت وطأة الاغراء بالمال ومصاريف السفر وجلهم من لون واحد تقريبا على الرغم من وجود فعل مماثل من الطرف الاخر ولكن على مستوى متواضع للهوة الكبيرة بين القدرات والامكانيات ) .

 ولقد لعبت سلطة المال الدور الاساسي في هذه العملية ، وقد قدرت جهات عديدة قيمة ما تم صرفه على العملية الانتخابية بما يفوق العشرة مليارات دولار امريكي ساهمت بدفعها وبشكل كبير جهات متمولة عربية واجنبية اضافة وان بشكل اقل من قوى محلية ومتمولين افراد. وهذه الاموال لو تم تجييرها للصالح الوطني العام لأنقذت لبنان من ازمته الخانقة واقفلت ابا كبيرا من ابواب النزف الحاصلة جراء الديون المتراكمة على الدولة .  

ولا بد من الاشارة ايضا إلى التحريض المذهبي والطائفي الذي صوّب وبشكل فاتح اللون إلى حزب الله وخطه و7 ايار وولاية الفقيه والتخويف من قيام الدولة الشيعية وغيرها من الاقاويل التي نشرتها الصحف الموالية وتناقلتها وسائل الاعلام محليا وخارجيا ، حتى انه تمم الافتاء بأن المتعاملين مع هذا الحزب او من يؤيده او يتفاهم معه يكون بالتالي متواطئا على لبنان وامنه واستقراره وسيادته وحريته والى ما هناك من عبارات لا تعد ولا تحصى .  

وكان للتجييش المذهبي الدور الاكبر في ذلك ، حيث تم ايصال فكرة إلى الطائفة السنية الكريمة بلبنان بان تيار المستقبل هو الحامي والضامن لوجودها مع حلفائه ( رغم قلتهم في ميزان القوى حيث عمليا لا يمثلون من مسيحيي لبنان الا ما يقارب 20-25% بجميع تياراتهم القوات والكتائب والاحرار وقرنة شهوان وما يسمون بالوسطيين والكتلويين .... وفي الجانب السني فقد تبين إن الشارع السني ايضا له تمثيل معارض معاكس يوازي لهذا التمثيل المسيحي الموالي ( متمثلا بجزء كبير من اشارع الطرابلسي مع عمر كرامي ( 33% من نسبة الطربلسيين ) ، والشارع الصيداوي مع اسامة سعد ( 36% من نسبة الصيداويين ) وبنسبة تفوق 44% من سنيي البقاع الغربي وغيرها ... ( وقد ظهر ذلك جليا بنسب الاقتراع في المناطق المذكورة والمحسوبة على الطائفة السنية ...

وقد ساهم التجييش المتمثل بان الدولة الشيعية برئاسة حزب الله اتية للقضاء عليهم والتي تم اقناع العديد من اللبنانيين بها عبر الضغط المباشر والغير المباشر إلى تكتل هذه الفئة الكبيرة من اللبنانيين في بوتقة واحدة دفاعا كما تعتقد عن حماية مصيرها ووجودها المهدد اضافة إلى فئة كبيرة تستفيد من الوضع الخالي وتريد الاستمرار به ( كما ظهر جليا في احد المقابلات مع مجموعة من اللبنانيين القادمين إلى لبنان للانتخاب بانهم جاؤوا لكي يحافظوا على لبنانهم الذي يملكونه ولن يدعوا احدا ( يشلحهم اياه ) ....

بالمقابل فان الجزء الآخر من الشيعة صب اصواته وبشكل كبير لصالح نهج المقاومة والتغيير ، وجير جزءا لا يستهان به إلى حليفه الكبير الجنرال عون في بعض المناطق لانه يرى به الامان الذي ينشده بالوطن وضمانا لنيل حقوقه من الدولة اللبنانية القادمة ...

مسيحيا كانت الحملة كبيرة جدا على الجنرال عون وتياره وحلفائه ، ابتداءا من التخوين واتهامه بالتعامل مع ايران وسوريا ضد المصلحة الوطنية ، ومرورا بالضغوط الكبيرة ونهج الترغيب والتهديد وانتهاء بدفع الأموال الطائلة التي فاقت المتوقع ( حيث قيل إن قيمة الصوت وصلت في بعض الاحيان إلى أكثر من 2000 دولار للصوت الواحد ) .  

أهم ما يمكن الاشارة اليه بأن الانتخابات رغم كل الظروف التي شابتها ، مرت بسلام على لبنان ، وتم الانتخاب ولو صوريا بصورة ديمقراطية وحضارية وكان للجيش اللبناني وحنكة الوزير بارود الدور الفاعل بانجاحها والهدؤ الذي توفر لانجاحها. واظهرت بصورة جلية إن لبنان وطن للجميع بجميع ابنائه وطوائفه وعشائره وافراده وان الواحد منهم ليس باحرص على هذا الوطن من أخيه مهما كانت اتجاهاته بعيدا عن حسابات الزعماء التي تحاول تضليلهم ، فاللبناني بالنهاية قام بواجبه الدستوري على أكمل وجه ، وعمل حسب اقتناعه أو حسب ما اقتنع به في هذه الاجواءالمشحونة.  

ولكن يبقى السؤال الكبير .... ما هي النتيجة الحقيقية لانتخابات 2009 ، من واقع الصناديق ... ونتائج الفرز ؟؟؟؟  

2- المفاجأة ( انتصار خيار المقاومة والاصلاح والتغيير )

                       هناك أمور لا بد من الاشارة اليها على مستوى التمثيل الشعبي في الانتخابات اللبنانية والتي يلحظها الجميع ويتستر عنها لدواعي عدم المس بالدستور او القوانين والاعراف المراعاة ، ولكن ذلك لا يمنع من الاشارة اليها ولو من باب الحقيقة التي يدعي الجميع انه يريدها والتي يحرص الجميع على اظهارها ...

وهنا اذا القينا نظرة متانية على الجدول التالي الذي يظهر نتيجة الانتخابات في جميع الدوائر وفق البيان الرسمي لوزارة الداخلية ، فماذا نستنتج:                                                                                         

يتبين وفق الاحصاءات الرسمية والجدول المرفق ما يلي :

أولا : نسبة الاقتراع :

1-    عدد المسجلين في جميع الدوائر الانتخابية والذين يحق لهم الاقتراع = 3,257,107 مواطن لبناني مؤهل للانتخاب

2-  عدد الناخبين الذين احتسبت اصواتهم بالصناديق                     = 1,636550   مواطن ( يضاف اليها حوالي 5000 صوت ملغى او ورقة بيضاء)  

وعليه فان نسبة الاقتراع تمثل ما نسبته حوالي 50% ( أي نصف عدد المسجلين ) ويعود ذلك لاسباب عديدة منها عزوف العديد عن التصويت نظرا للمشقة التي يواجهها نتيجة الازدحام او لعدم تمكن البعض من الوصول إلى مكان الاقتراع لسكنه خارج الدائرة التي ينتخب بها ، واى تلكؤ العديدين عن التصويت لقناعته بان صوته في بعض المناطق لن يكون له التأثير على مجريات المعركة الانتخابية اما لانه من الاقلية والاكثرية تمثل خطا مغايرا له ولن تتأثر النتيجة بها ، واما لكونه مع الاكثرية ومؤيدا لها وصوته لن يكون له التأثير الكبير عليها ... هذا على الصعيد الداخلي اما على صعيد الاغتراب فان العديد ممن لم يصوتوا موجودون خارج حدود الوطن ، وهذه السنة تهيأ لجزء منهم القدوم إلى الوطن للتصويت ولكن العدد الاكبر منهم لم تكن لديه الوسيلة او الحيلة للقدوم

 وهنا لا بد من اعادة النظر بالقوانين المرعية الاجراء بخصوص المواطنين المسجلين والمتواجدين خارج الوطن ، وذلك عبر السماح لهم بالتصويت ضمن السفارات المتواجدة في اماكن اغترابهم ، وهي تعتبر ارض لبنانية وباشراف لبناني ، وهذا يؤدي إلى فضيلتين :

أ‌-    عدم استغلال المغترب اللبناني من قبل اصحاب الاموال باغرائه بتذكرة السفر وبالتالي شراء صوته بطريقة غير مباشرة .

ب‌-   اعطاء الفرصة لهذا المواطن الذي هجرته الظروف ولقمة العيش لممارسة حقه الذي يصونه الدستور للمشاركة بمصير الوطن.  

وهنا لا بد من الاشارة إلى إن من يقول إن الانتخابات قد اعطته تمثيلا كاملا من اللبنانيين يكون قد أعطي نصف تمثيل لان النصف الاخر محروم او عاكف عن الادلاء بصوته وهم يمثلون 50% من المواطنيين اللبنانيين ..

 ثانيا : نتيجة الانتخابات على الصعيد العام( الفرز القائم والناتج عن الانتخابات لصالح قوى الموالاة وقوى المعارضة ) 

اذا تمعنا بالجدول المرفق وقرأنا نتيجة الانتخابات وفق عدد الاصوات التي اوصلت كل فريق إلى البرلمان يتبين لنا مدى الهفوة التي يقع بها هذا التمثيل الغير عادل على المستوى الوطني العام ( حيث إن النائب وفق الدستور والقوانين هو ممثل للشعب اللبناني بأكمله ) فلنرى على سبيل المثال ما يلي :

1-               في بعض الدوائر تم ايصال المرشحين إلى سدة البرلمان عبر اقتراع عدد لا يتجاوز 15000 صوت مثلا ، بينما هناك ممثلين وصل مجموع من اقترع لهم إلى حدود ال 50000 صوت ( أي انهم يمثلون شريحة من المواطنين كبيرة قياسا إلى الآخرين ) ولم يتثنى لهم النجاح ...

2-               في الكورة مثلا تم ايصال نائب مجلس النواب السابق فريد مكاري إلى الندوة باصوات 14952 صوتا من اصل مليون وستمائة الف مقترع أي بنسبة اقل من 1% و ( 13066 صوتا لستريدا جعجع ممثلة القوات اللبنانية وهي اقل نسبة تمثيل على صعيد كافة المناطق ولا تتجاوز 0.5% )

     اما في دوائر اخرى فقد تمثل علي المقداد وغيره من نواب المعارضة مثلا في بعلبك 108455 صوتا أي بنسبة تتجاوز 6% من اجمالي المقترعين  

3 : ميزان القوى استنادا إلى نتيجة الانتخابات الرسمية  

لقد كانت الانتخابات اللبنانية بمثابة استفتاء على خطين لا ثالث لهما ( مهما قيل عن استقلالية البعض او تجرده) وهذان الخطان هما

أ‌-                خط المقاومة والانماء والتغيير ( ويضم حزب الله والتيار الوطني الحر (الجنرال عون) وحركة أمل (الرئيس بري) والاحزاب المنضوية تحت لواء ما يسمى 8 آذار . 

ب‌-                            خط الحريرية السياسية ( تيار المستقبل( الحريري-السنيورة ) – جنبلاط – جعجع ) 

اذا اخذنا الجدول وفرزنا قوة كل فريق من واقعه( على اساس اعلى نسبة مقترعين بالدائرة لممثل المعارضة واعلى نسبة مقترعين بنفس الدائرة  لممثل الموالاة نجد ما يلي:  

·   الخط الاول ( المقاومة والانماء والتغيير) يمثل 922999 صوتا من اصل مجموع المقترعين . ( الجدول /عامود 5 )

·       الخط الثاني ( 14 آذار )   يمثل 708397 صوتا من اصل مجموع المقترعين . ( الجدول /عامود 6 )

 وعليه تكون نتيجة الفرز لصالح خط المقاومة بما يقارب 214000 صوتا. وتكون النسبة 56% لصالح المعارضة و 44% لصالح الموالاة ، وبناءا تستحق المعارضة 72نائبا كتمثيل واقعي ، و56 نائبا للموالاة     ( بعكس النتيجة المعلنة ) .  

وعليه فاني اتوجه إلى اركان المعارضة الذين يتواضعون بالاعلان عن خسارتهم للانتخابات ، بان النهج الذي يحملونه والافكار التي ينتهجونها هي الرابحة وان خط المقاومة والانماء والتغيير والتي جرى عليها الاستفتاء في جميع المناطق اللبنانية هي قدر لبنان وهي مطلب الشعب اللبناني باكثريته  

فهنيئا للمقاومة بانتصارها العظيم ، وهنيئا للبنان بشعبه المقاوم ،  

 

الدائرة

 عدد المسجلين

عدد المقرعين

النسبة

اعلى تصويت معارضة

اعلى تصويت موالاة

 

صيدا

53859

36624

68%

13512

25460

معارضة اسامة سعد وبهية الحريري موالاة

قرى صيدا

92995

50217

54%

45315

3574

بري معارضة ورياض الاسعد موالاة

بنت جبيل

123396

52899

42%

49852

470

حسن فضل اللهمعارضة ومحمد بيضون معارضة

جزين

54188

29225

52%

21051

7399

موالاة ادمون رزق وزياد اسود

صور

153060

74941

48%

69362

2322

جمال صفي الدين موالاة وعبد المجيد صالح معارضة

النبطية

121912

59736

49%

62720

3866

محمد رعد معارضة ادهم جابر

بعلبك

255637

126038

49%

108455

14755

علي المقداد معارضة فادي يونس موالاة

كسروان

89228

60336

67%

31861

26418

الجنرال عون معارضة وكارلوس ادة موالاة

زغرتا

71035

34399

48%

19227

16251

طوني فرنجية معارضة وميشال معوض موالاة

الكورة

57794

27417

49%

12202

14952

مكاري موالاة فايز غصن معارضة

جبيل

75582

49128

65%

28852

شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024