إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اسرائيل... نظرات كثيرة

مأمون شحادة

نسخة للطباعة 2009-07-13

إقرأ ايضاً


ان الذي يميز الحرب الاسرائيلية في اونتها الاخيرة لجوئها الى حرب من نوع جديد، جعل من عقيدتها الحربية ( الاستباقية ) متجددة، في ظل سعي اسرائيل لرسم حدودها الاقليمية ،.... ولكن ما هو الشيئ الذي اضيف الى العقيدة الحربية الاسرائيلية ؟ ، نعم، هو لجوئها الى اسلوب " الردع والرادع الدولي "، وهذا ما فعلته اسرائيل في حربها على لبنان و غزة .. لكن ما معنى عبارة الردع والرادع الدولي حسب العقيدة الحربية الاسرائيلية الجديدة ؟

ان الردع والرادع الدولي يحمل في طياته اشياء كثيرة، بحيث ان الردع : ان تقوم اسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية رادعة للخصم مستخدمة في ذلك كل الاساليب المتاحة مسببة حالة من الدمار في المنطقة المستهدفة لاجبار الخصم على القبول بالشروط الدولية ، اما الرادع الدولي : قدوم قوات دولية لحماية الحدود الاسرائيلية، الذي تعتبره اسرائيل اقوى من حالة الردع الاولى، ذلك لانه يتماشى مع القانون الدولي و متمم للضربة الاولى .

ان الحربين الاخيرتين التي شنتها اسرائيل على لبنان وغزة، انما تهدف الى تطبيق خطتها الحربية " الردع والرادع الدولي " من خلال ارسال رسالة الى الخصم بان قوة الردع الاسرائيلية قوية ومدمرة، وهذا واضح من خلال تصريحات حسن نصرالله بعد حرب تموز حينما سأل عن ضخامة الضربة الاسرائيلية :" لو كنت اعرف ان الضربة الاسرائيلية ستكون بهذه الصورة المدمرة لما قمت باسر الجنديين "، الذي يدل على ان حزب الله لن يخوض في المستقبل حربا مع اسرائيل مهما تكن الظروف ، وهذا هو نفس الشيء الذي فعلته اسرائيل مع قطاع غزة ، فمن ذلك تكون اسرائيل قد الغت من فكرها مبدأ اقصاء الخصم، وانما احتوائه .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ما تقوم به اسرائيل اليوم هو عملية لترسيم حدودها الاقليمية بالقوات الدولية لتخفيف حدة التوتر بينها وبين الدول العربية ؟، كما فعلت مع جمهورية مصر العربية في صراعها على طابا ووضع قوات دولية هناك ، وكما فعلت مع جنوب لبنان محققة في ذلك وقفا نهائيا لاطلاق النار حيث لم يتبق سوى نقطة صراع واحدة الا وهي مزارع شبعا،... فهل اسرائيل الان تدرس اعادتها الى لبنان لكي تسعى الى اقامة علاقات متبادلة مثلما اقامتها مع مصر؟..ولكن!! هل يعتبر الجدار الفاصل حدودا ابدية لاسرائيل؟


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024