إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اعذرنا يا اقصى .. لقد فقدنا الاحساس !!

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-09-27

إقرأ ايضاً


في هذه الساعات يتم اقتحام المسجد الاقصى على ايدي المتطرفين اليهود مدعومين من قوات الشرطة الاسرائيلية ويتم الاعتداء على المتحصنين هناك دفاعا عما تبقى من كرامة لدى الامة العربية !

وفي هذه الساعات وقبل تسع سنوات اقدم شارون على دخول الاقصى لتتفجر الانتفاضة الثالثة

نعم في مثل هذا اليوم من كل عام يتم اقتحام الاقصى في عيدهم "عيد الغفران" تحت بدعة زيارة الهيكل المزعوم .

ما يحدث في محيط الأقصى اليوم له ما بعده ... الصدامات التي تحصل بين الإخوة المرابطين هناك من فلسطينيي أل 48 والذين منحوا شرف الدفاع عن الأقصى كونهم قادرون على الوصول إليه ستؤدي إلى انفجار شامل وهذا الانفجار سيكون له مردوده على العالمين العربي والإسلامي .. فاذا كانت الأنظمة العربية لا تحرك ساكنا فان الشعوب لا بد وان تنتفض على الانتهاكات بحق مقدساتها .. أملنا كبير بالشعوب فالأقصى هو الخط الأحمر الذي لا يسمح كل ذي نخوة وضمير لأحد بان يتجاوزه.

من حقنا ان نسأل امة المليارد ... اوليس الأقصى ملكا لكم له قدسيته وحرمته ؟أم انه عقار خاص لأحد المتمولين ؟ حتى يتم الصمت على الاعتداءات المتكررة وحتى أن الإعلام العربي بات يتجاهل ما يحدث في محيط المسجد الأقصى من عمليات تجريف واقتحامات متكررة تهدف للسيطرة عليه !

إن القدس ليست ملك الفلسطينيين وحدهم، وكذلك الأقصى المبارك والصخرة المشرفة. انها ملك المسلمين جميعا، فهي جزء لا يتجزأ من عقيدتهم السمحة وتاريخهم المجيد . وانطلاقا من هذه الحقيقة الثابتة فان الدفاع عنها واجب عربي وإسلامي قبل أن يكون واجبا واهتماما فلسطينيا.

***

عندما نصمت على هدم مقدساتنا واقتحام حرماتها فإننا لا نستحق أن ننتمي للإسلام ولا نستحق أن نحمل صفة الإسلام ... فالمسلم الحقيقي هو من يذود عن أرضه وعرضه ومقدساته... فأين اليوم نحن من قيم الإسلام وتعاليمه وحرماته ؟ وأين نحن اليوم من الكرامة الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية ؟! وهل ننتظر هدم الأقصى حتى تتحرك ضمائرنا ونخوتنا وغيرتنا ؟!

أليست القدس عروس عروبتكم وعزة دينكم ومنارة أمتكم ؟! أليست القدس بأقصاها وقبتها بأزقتها وحاراتها ... بحجارتها وصخورها ... بلحمها ودمها عربية يا عرب ؟!

القدس تئن ..شوارعها تبكي وحاراتها تنوح وتصيح من غضب وا معتصماه وامعتصماه .. فمن أين سيأتي المعتصم ليضمد جرحها النازف على جبين الزمن ؟

القدس ضَجرت أغانينا وملّت أمانينا لأننا نقف عاجزين عن صد هولاكو التجريف ..ونيرون الحفر والهدم والعبث .. القدس ملّتنا وتصرخ فينا .. فهل تصمت مغتَصبة؟!

أيها الواقفون على حافة جرحنا وعلى رصيف مآسينا أيها المتفرجون على شريط نكبتنا وعلى مشاهد حزننا.. أيها المارون على جرحنا من عرب عاربة ! هل تصمت مغتَصبة ؟!

***

عمليات حفر الأنفاق الجارية تحت محيط المسجد الأقصى وحي سلوان باتت تهدد مستقبل القدس والأقصى وتهدف لخلق صورة ذهنية وأخرى على ارض الواقع للربط بين سلوان على أنها (مدينة داوود )والمسجد الأقصى على انه (الهيكل )أي تجسيد أسطورة الهيكل .

إسرائيل ماضية في تشويه معالم القدس وتهجير أهلها تحت مبررات وبدع واهية وهي تجهد في سبيل تفريغ القدس من المواطنين العرب لتنسف فكرة العاصمة الفلسطينية وتستمر في الحفريات لتقضي على معالم قدسية المدينة !

في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من العالم ،تمارس أبشع عمليات التحقير ضد العالمين الإسلامي والعربي والذي بدوره يقف متفرجا على ما يجري.. وكأن هذه المدينة (لبوذا) أو (لآلهة اليونانيين القدامى) !فهل نسوا المسلمين انه في باحة الأقصى حط الرسول ببراقة بعد أن سرى ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ؟!وهل نحن بحاجة لتذكير امة المليارد ونصف ؟!(( سبحان من أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )).

كل هذا يجري للقدس ومسجدها والمسلمين في سبات عميق، وتثور ثائرة علماء الآثار عندهم عندما يجري ترميم ساحات المسجد الأقصى ويصفوها بأنها أعمال بربرية تمس بالمواقع الأثرية!!!

كل هذا يجري والمسلمين غائبين عن الوعي والإدراك وكان ما يجري هو تحصيل حاصل ولا حول ولا قوة لهم ! لقد اعتدنا على هذه المواقف وهذا النموذج من البشر ! فقد سبق وان حاول البعض إحراق المسجد الأقصى فلم يحركوا ساكنا... لم يتجرؤوا على طلب الحماية الدولية للأقصى والقدس حتى أصبح الانتهاك اليومي أمرا عاديا كما هو سفك الدماء والقتل هنا في فلسطين !

فربما بفعل الاعتياد على الصورة والخبر ..لن يكون لهذه الأمة أية ردة فعل مؤثرة وبالطبع لم ولن تتوقف محاولات هدم الأقصى.. عذرا يا قدس فقد فقدنا الإحساس !

ما الذي سيردع سيد الحفر والتجريف من التمادي والاستمرار في الاعتداء على احد أهم المعالم المقدسة للأمة الإسلامية ؟ وما الذي سيردعه عن هدم المسجد الاقصى ؟!

اعذرينا يا قدس .. يا مدينة تحت وطأة الظلم تتألم .. اعذرينا ايتها المدينة المنسية ! ليس لك إلا الله! ليس لك الا الصبر والسلوان .. فاعذرينا يا قدس لأننا فقدنا الاحساس !!


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024