إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اوباما وفضيحة نوبل

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-10-11

إقرأ ايضاً


لا أنكر أنني أصبت بالذهول والغثيان عندما سمعت بفوز "اوباما"بجائزة نوبل للسلام! كيف لا.. ما دام اللوبي الصهيوني هو الذي يقرر لمن تمنح الجائزة .. لكن الغريب في الأمر أن يتم منحها للرئيس الأمريكي الذي لم يتم سنته الأولى في سدة الحكم ولم نلمس له أية انجازات سلمية تذكر ، بل على العكس تماما فإنه يتمم سياسة سلفه "جورج بوش"في ترسيخ اللاستقرار العالمي وتهديد الأمن الدولي من خلال انتهاجه نهجا يكرس الاحتلال في العراق وأفغانستان وفلسطين .

كثيرون هم الذين راهنوا على الرئيس الأمريكي ونواياه التغييرية وكثيرون هم الذين ما زالوا يراهنون على السياسة الأمريكية وتغيرها.. لكن المتتبع لتاريخ الرئاسة الأمريكية يدرك تماما أن سياسات الولايات المتحدة لا يمكنها أن تخرج من دائرة حماية المصالح الإستراتيجية لها ولحلفائها ومهما حاولوا تجميل اوباما وصبغه بأصباغ نوبل والسلام إلا انه اثبت وبالدليل القاطع على انه صورة طبق الأصل لجورج بوش وللإدارات السابقة .

أما السؤال المطروح.. ما هي الصفات التي يتسم بها اوباما وما هي الانجازات التي حققها ليتم منحه مثل هذه الجائزة ؟!فإذا ما اطلعنا على تاريخ وخلفيات هذه الجائزة نرى أنها تمنح لاعتبارات سياسية !فهناك العديد من المبدعين ممن حرموا منها رغم استحقاقهم لها والحصول عليها ليس شرفا إذا عرفنا من هم المتحكمون بها .

لجنة التحكيم منحت الرئيس الأمريكي الجائزة رغم عدم استحقاقه للترشح لنيلها وحسب قوانين الجائزة،حيث انه لم يخطو أية خطوة فعلية على طريق السلام فسجن "غوانتنامو" ما زال قائما يعج بسجناء الحرية والاحتلال ما زال يربض على صدر الشعب الأفغاني والعراقي والفلسطيني.. الاحتلال الإسرائيلي ماضيا في ف تهويد الأرض والإنسان وفي أعمال القتل والإبادة الجماعية وبضوء اخضر من اوباما !

الأفضل أن تسمى هذه الجائزة بجائزة نوبل للعدوان والتنكر لحقوق الشعوب.. جائزة الصمت على المجازر الأمريكية والإسرائيلية.. جائزة الاحتلال وإزهاق أرواح الملايين في هذا العالم.. جائزة الانحياز تجاه مغتصبي الأرض ومحتلي الوطن.. جائزة من ترضى عنهم المؤسسة الصهيونية والغرب.

ليس شرفا لأي عربي حر أن يحصل على هذه الجائزة.. رغم وجود الكثير من المبدعين العرب ممن يستحقونها كمحمود درويش وادونيس وغيرهم .. وليس شرفا أن تعترف بإبداعاتنا العلمية والفكرية والسياسية لجنة تحكيم محورها اللوبي الصهيوني.. يكفينا اعتراف شعوبنا المغلوبة على أمرها بنا.. هذا الاعتراف يزيدنا فخرا واعتزازا فأحرارنا لا يشرفهم هذا الوسام "الفضيحة"! اليوم اوباما وغدا لا ندري ربما نتنياهو سيتقاسمها مع أبي مازن وهذا الأمر منوط بسلوكيات المستقبل .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024