إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قالوا وفعلوا.. قلنا ولم نفعل !

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2010-12-17

إقرأ ايضاً


يقل عدد سكان إسرائيل ومساحتها بكثير عن مجموع نفوس ومساحة العالم العربي, إلا أنها تتفوق علميا وعسكريا على كافة الدول العربية. ولا يشكل الذكاء والدهاء اليهودي,الذي يدعيه السفهاء والأغبياء, سببا لهذا التفوق, بقدر ما يتعلق الأمر بمرارة الواقع العربي قبل وبعد تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية. فقد تدهورت وساءت أحوال الشعوب العربية منذ الاعلان عن ظهور الورم السرطاني الإسرائيلي في جسم الأمة, وفشل العمليات في 1948 و 1967 و 1973 في استئصاله, فراح ينتشر ويصيب مناطق من مصر, سوريا والأردن ولبنان, بعد وصوله الى مرحلة متقدمة.

ظلت أحلام التغيير,التي وعدت بتحقيها الثورات التحررية بعيدة المنال, وتحولت الى كوابيس بعد ان جفت فيها منابع القيادات الوطنية المخلصة, وتبخرت روافد الإرادة الجماهيرية الثورية وسيولها الجارفة والقاذفة بكل قذارات الأنظمة العربية الرجعية المتسببة في تكاثر وانتشار الخلايا الصهيونية السرطانية, التي تهدد سلامة وبقاء الأمة منذ عقود.

لقد اطلق قادتنا الوعود, وقطعوا العهد على الصمود, ومحو أسرائيل من الوجود, لكنهم كذبوا ستة عقود, فالقضاء على العدو اللدود, يدعو الى تعبئة الحشود, ووحدة الصف وبذل الجهود, ودعم الجبهات غير المحدود, وهو أمرٌ غير موجود, مما أصاب القضية بالجمود. أما أنظمتنا فلسانها معقود, والأمل في صحوتها مفقود, فحسني والصباح وآل سعود, لا يريدون لفلسطين ان تعود, وهمهم السلطة وقبض النقود, وفرض الحصار وتضييق القيود, وسد المعابر وغلق الحدود, بوجه رجال أباة أسود.

لا أحد يريد من قادتنا ان يشنوا الحرب على إسرائيل!! فبعد كل حربٍ هزيمة, وضحايا وخسائر جسيمة, ودمار وعواقب وخيمة, ودموع وذكريات أليمة, وخيبة وإحباط للعزيمة.. ولا أحد يريد قرارات جديدة, تطلقها قيادات بليدة, يظنها السذج سديدة, بدفع عشرات المليارات, لشراء الصواريخ والطائرات, وأصناف المدافع والمضادات, وأحدث انواع الدبابات, لدعم اقتصاد الولايات, وتحقيق أهداف وغايات, ضد أحزاب ومنظمات, وطنية وقومية والاتجاهات. ويا ليتهم بنوا المستشفيات, وشيدوا المدارس والجامعات, وشجعوا البحوث والدراسات, وحاربوا الأيدز والمخدرات, ان لم يحاربوا الحاخامات, وتجار الحروب الداميات.

إن مراجعة أحداث العقدين الماضيين تشير الى أن الدول العربية, وليس فلسطين وحدها, قد مرت عمليا بمرحلة تنفيذ مخطط صهيو- إمبريالي, يهدف الى إضعافها وإخضاعها وتدميرها ان لزم الأمر, واحدة تلو الأخرى. ولعل ما قاله رئيس الإستخبارات العسكرية الصهيونية السابق, يعكس بوضوح مدى تراجع وتخاذل الأنظمة العربية,الذي مهد لاختراقات ساعدت على تحقيق العدو لنجاحات عسكرية واستخباراتية دون ان يلتفت إليها, أو يرد عليها أحد من من القادة العرب .

قال رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق :

- في لبنان : شكلنا العشرات من شبكات التجسس وبسطنا سيطرتنا على قطاع الاتصالات وأعدنا تأهيل عناصر أمنية من رجال ميليشيات على علاقة بدولتنا منذ السبعينات, ونجحنا في إبعاد الاستخبارات والجيش السوري ومحاصرة حزب الله. وكان لإغتيال رفيق الحريري الفضل في إطلاق عدة مشاريع لنا في لبنان, كما كان لإغتيال القائد عماد مغنية الفضل في دخولنا الى مرحلة جديدة من الصراع مع حزب الله, خصوصاً بعد القرار الظني,الذي سيوجه إليه مسؤولية اغتيال رفيق الحريري لننطلق بعدها نحو تحقيق الإنجازات في الساحة اللبنانية قبل التوجه إلى سورية, المحطة النهائية المطلوبة بعد الإنجازات والنجاحات الكبيرة في العراق والسودان واليمن .

وقد اكد ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية ان اسرائيل رفعت مستوى قدراتها العسكرية في الجبهة اللبنانية وان جيش "الدفاع" قام بتعزيز قبضته الاستخبارية وزاد بنسبة عدة آلاف بالمئة عدد أهداف حزب الله قياسا بما كان عليه في الحرب اللبنانية الثانية, وستكون للطيران الحربي الاسرائيلي أهداف نوعية لقصفها, في حال اندلاع مواجهة جديدة, ولن تلقى القنابل على مبان خالية .

- في سوريا : أنجزنا كل المهام التي أوكلت إلينا,التي كان أهمها الوصول إلى "الساحر" ( يقصد الشهيد عماد مغنية ) . الرجل – اللغز,الذي تمكّن من ألحاق الهزيمة تلو الأخرى بنا, ووصل إلى حد اختراق كياننا بالعملاء لصالحه، لكننا في النهاية استطعنا بفضل ربط نشاط الشبكات العاملة في لبنان وفلسطين وإيران والعراق من ربط الطوق عليه في دمشق, وهو ما يعد نصرا تاريخيا مميزا لجهازنا الاستخباراتي على مدى سنين طويلة .

- في مصر : يجري العمل وفق الخطط المعدة منذ عام 1979, حيث تمكنا من إحداث الاختراقات السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية, وتصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والإجتماعي لجعل أي نظام قادم بعد حسني مبارك عاجزا عن معالجة الإنقسام والتخلف في مصر.

- في شمال أفريقيا : نشرنا شبكات جمع المعلومات في ليبيا وتونس والمغرب وأصبحنا نملك قدرة التأثيرعلى مختلف المجالات في هذا البلدان .

- في السودان : نظمنا ايصال السلاح الى قوى الإنفصال في الجنوب وتدريب عناصرها, وشكلنا جهازا استخباريا قادرا على انجاح الانفصال وإقامة دولة مستقلة.

- في إيران : سجلنا اختراقات عديدة، وقمنا بأكثر من عملية اغتيال وتفجير لعلماء ذرة وقادة سياسيين، وتمكنا من مراقبة البرنامج النووي الإيراني .

- في فلسطين : أفرغنا عمليا سلطة عباس من محتواها ووثقنا العلاقة مع معظم قادة منظمة التحرير,الذين عادوا الى اراضي سلطة عباس وقد ساعدنا بعضهم على اقامة علاقات مبارة وغير مباشرة بالقادة العرب. وأخيرا, يتوجب توجيه التحية لحسني مبارك ومحمود عباس لما قدماه من خدمات لدولتنا واستقرارنا وتحقيق مشاريعنا .

الخلاصة:

يفعل الاسرائيليون ما يقولون, وقد لا يقولون ما يفعلون, ومن المؤكد أنهم يصدقون في أنهم فعلوا الشيئ الكثير من أجل ضمان أمن وسلامة وبقاء دولتهم. أما الأنظمة العربية, وخصوصا في دول الإبتذال فقد وجدت الظروف ملائمة, لضرب رجال المقاومة, وعرض خدماتها والمساومة, والاستعداد لتقديم التنازلات, لقادة إسرائيل والولايات, مقابل السلطة والدولارات.

فهل ستقوم الدول العربية ( عدا دول الإبتذال ) بمساعدة جيش لبنان ( إن لم يكن مقاومته الوطنية..) في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بقصف آلاف الأهداف المدنية ؟. واذا كان الرد "نعم" فعليهم أن يفعلوها,لأن قول "نعم" دَينٌ على الحُر واجبُ, وإلا فليقولوا "لا" لئلا يُقال ان القيادة تكذِبُ.

إن منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع S300 ما يحتاجه لبنان لقلب معادلة التفوق الإسرائيلي رأسا على عقب. واذا كان أثرياء اليهود يتبرعون بملايين الدولارات سنويا, لمساعدة إسرائيل في شراء الأسلحة, فما المانع في ان يتبرع المليارديرية والمليونيرية العرب المنتشرين في مختلف بقاع العالم بالمال,لمساعدة لبنان وسوريا على شراء الأسلحة الدفاعية المتطورة.. ؟.

فكروا يا شرفاء العرب, فالخطر داهم واقترب..!


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024