إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الإمبريالية الأمريكية والأهداف المؤجلة

د. وسام جواد

نسخة للطباعة 2011-05-24

إقرأ ايضاً


المقاومة الفلسطينية, المقاومة اللبنانية, سوريا وإيران, هي الأهداف المؤجلة في قائمة المطلوبين للإمبريالية الأمريكية والصهيونية بعد العدوان على العراق بحجة التخلص من الدكتاتورية, وعلى افغانستان بحجة محاربة الإرهاب. واذا كان لكل عدوان وقته, الذي يسبقه الإعداد له, والعمل على تبرير وتمرير أسبابه, فإن التحضير للعدوان على المقاومتين الوطنيتين في لبنان وفلسطين ( قطاع غزة) قد سبق 2006 و 2008, وتنوعت وسائل التهيأة والإستعداد لما بعد الفشل.

المقاومة الوطنية الفلسطينية :

يكذب المُدّعون بأن دول الإبتذال,التي تسميها الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الغربية بـ "دول الإعتدال" قد قدمت الدعم المادي أو السياسي للشعب الفلسطيني ومقاومته الوطنية. ولولا المُضايقات, وتكرار الدعوات, وتحريض الحكومات, مَعروفة الإتجاهات, وأجهزة المخابرات, التابعة للولايات, لضرب المنظمات, الرافضة للمساومات, لما راوحت القضية الفلسطينية في مكانها ( إن لم تتراجع ) منذ اتفاقية أوسلو, ولما خضع محمود عباس للضغوط الصهيو-أمريكية والعربية التابعة لها, لحمله على تقديم التنازلات واتخاذ القرارات دون اجماع وطني, بسبب الخلافات الداخلية,التي استغلها الكيان الصهيوني في صب عناقيد الغضب, أمام أعين القادة العرب,الذين شددوا الحصار, وبنوا جدار العار.

إن كل الشعوب العربية المحبة للشعب الفاسطيني, ومعها القوى الدولية التقدمية المؤمنة بعدالة قضيته, تتابع بحرص واهتمام, مهمة انهاء الإنقسام, وتحقيق التفاهم والوئام, وتقوية أسس ودعائم العلاقات بين كافة الفصائل الفلسطينية, لبناء مستقبل أفضل, واختيار طريق أمثل, لبلوغ هدف أشمل, بوحدة صف أكمل. ققد كلفت الخلافات الداخلية ثمنا باهضا, دفعه الشعب الفلسطيني الى الطرف المستفيد ( إسرائيل), وقد آن الأوان لوقف العدوان, بالكلمة الواحدة, والقرار الواحد, للشعب الواحد.

المقاومة الوطنية اللبنانية :

جربت الولايات المتحدة حظها في لبنان, فوجدته عاثرا بعد عملية بطولية لرجال المقاومة, كلفتها مئات القتلى والجرحى, واضطرتها الى سحب قواتها. وجربته ثانية, بواسطة الجيش الإسرائيلي عام 2006, إلا ان الظن خاب, واتضح خطأ الحساب, بمجرد محاولة الإقتراب, والسعي لتدنيس التراب, حيث كان العقاب, وذؤام الموت والخراب, ينتظرهم على الأعتاب, لذا قرروا الإنسحاب, وكان عين الصواب.

أما بالنسبة للأعوان, وحماقة الإستقواء بالأمريكان, وحثهم على شن العدوان, وضرب غزة وسوريا وإيران, فإنه سلوك شائن وجبان, يأنفه أبناء شعب لبنان.

سوريا :

لا يشك أحدٌ في حاجة سوريا الى تغيير مسارها التقليدي,الذي لم يعد نظامها قادرا على تحمل مواصلة السير فيه دون ان تُتخذ اجراءات الصيانة اللازمة ظل الأجواء العاصفة بالمنطقة. ولا يختلف حتى قادة النظام على التأخر في إتخاذ القرارات الإستباقية لدرء التحرك المشبوه,الذي تقودة أمريكا والصهيونية وبعض الدول الأوربية والعربية الرجعية وأعوانها لزعزعة أمن واستقرار سوريا, أملا في ايقاف دعمها للمقاومتين اللبنانية والفلسطينية.

إن سبل الخروج من الأزمة المفتعلة, تقتضي العمل على تكثيف اللقاءات والمشاورات المباشرة بين النظام والقوى الوطنية المعارضة,غير القابضة أو المرتبطة بأجندة خارجية, وتدعو الى بذل الجهود لجعل المناخ السياسي ملائما للإنفتاح على الأطراف السياسية والدينية,التي قد تختلف حول الأداء العام للنظام, لكنها لا تختلف معه حول القضايا المصيرية. ولتحقيق مثل هذا المناخ, لابد وان يتخلص النظام من ثياب شرنقتة القديمة,التي أعاقت حركته, وجعلت مسيرة التغيير والتجديد متعثرة, وأبطأ مما تتمناه القوى الوطنية السورية.

لقد كشفت بعض اطراف ما يسمى بالمعارضة عن دونيتها,التي تذكر بدونية اولئك الذين قبضوا, فكذبوا وطالبوا بضرب العراق بحجة التخلص من الدكتاتورية, ويا لعار وخزي ما طالبوا به, ويا لنذالة وسفالة وضحالة ما يطالب به زملائهم في "المعارضة السورية",التي يمثلها الخادم لأسياده "خدام", والغادر بقضية وطنه وشعبه "الغادري". فقد أعلن الأول في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية, بأن ثمن اسقاط النظام في سوريا هو السلام مع اسرائيل, وكشفِ عن وجود خطط لتدخل قوات الناتو في سوريا. وتحدث عن المساعدات المالية والإعلامية,التي تقدمها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية والعربية العميلة. أما " فريد الغادري" فقد تحدث حول رفع العلم الإسرائيلي في سماء دمشق.

لقد تحولت خيانة الوطن والشعب لدى البعض الى "مهنة" ممارسة العُهر السياسي,الذي لا يقل حقارة عن العُهر الإجتماعي .

إيران :

إنه الهدف المؤجل الأكبر والأكثر أهمية للإمبريالية الأمريكية بعد حربها على العراق وأفغانستان . وقد لعبت المقاومة الوطنية العراقية دورا مهما في تأجيل الوصول اليه بسبب الخسائر البشرية والمادية,التي تكبدتها قوات الإحتلال, إضافة الى خسائرها الجسيمة في أفغانستان, مما دفع بالولايات المتحدة الى تحريك حليفتها "إسرائيل" للتحرش بلبنان وفلسطين, أملا في تصفية المقاومة هناك, والضغط على سوريا, وارغامها على التخلي عن إيران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية إن لم يكن بالقوة, فبتقديم الإغراءات, أو حبك الدسائس والمؤامرات, لكي تتفرغ أمريكا الى إيران, معتمدة على المخزون الهائل للسلاح والقوات القتالية الكبيرة في الخليج والعراق وافانستان .

إن احتلال العراق وافغانستان وما تبعه من حشد للقوات الغازية, ومحاولات البقاء في المنطقة, يبين كذب وزيف الأدعاءات,التي برر بها القادة الأمريكان وأعوانهم جرائمهم, ويثبت دور النفط قراطية في التخطيط للعدوان, وشن الحروب, للسيطرة على ثروات الشعوب بأساليب همجية, ووسائل فاشية, وعقلية نازية, وجيوش أمريكية, باسم الديمقراطية .

الخلاصة :

لم يشبع جشع وطمع الإمبريالية الأمريكية والرأسمالية الأوربية, استحواذها على نفط دول الخليج. ولن يهدأ بالها إلا بالسيطرة على ثروات إيران, التي كادت تفقدها في زمن مُصدّق, وافتقدتها بعد الثورة الإيرانية. واذا نجحت الولايات المتحدة وحلفائها في بسط نفوذها على العراق باحتلاله وتوقيع العقود طويلة الأجل مع الحكومة المُنصبة, فإن عيونها لا تزال شاخصة نحو إيران. وقد جرت الرياح بما لا تشتهي سَفن الإحتلال, وهبت عواصف المقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين, فعرقلت الوصول الى الأهداف الإقتصادية المؤجلة في إيران, والسياسية في سوريا ولبنان وفلسطين ( حماية أمن إسرائيل).


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024