إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تظاهرة داعمة للإصلاحات في سورية أمام السفارة قابلتها أخرى لـ"الجماعة"

ذكية قرنفل - البناء

نسخة للطباعة 2011-08-12

جاء «الخطأ» في درجة خطيئة على مقياس «الجماعة»، الأسئلة الصحافية الطبيعية التي طُرحت على نساء «الجماعة الإسلامية»، اللواتي لم يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة، استدعت امتعاضاً وسخطاً وحمية من «الشبيبة» الذين هبّوا للشتم والتهديد والوعيد، بحق الصحافية «الداعرة» التي اخترقت صفوف التظاهرة «الإسلامية» الداعية إلى دعم «ثورة» التخريب في سورية، في مواجهة التظاهرة التي هتفت لوحدة الشعب السوري أمام السفارة السورية في بيروت أمس.

السؤال هنا لحاملة اللافتة التي تدّعي قتلاً يحصل في حقّ «المدنيين» في بعض المحافظات السورية، «ما هو تعليقك على المجازر التي ارتكبت بحق عناصر الجيش والأمن وهي موثقة وعلنية ومعروضة على شاشات التلفزة»؟ الجواب: «هم يقتلون الشعب السوري وفي مجازر»، السؤال: «أين ارتكبت هذه المجازر؟ وهل هي موثقة؟» الجواب «العمى أنتي ما عم تصدقي؟ روحي شوفي «يوتيوب» عم يقتلوا السنّة»، السؤال لحاملة اللافتة التي تنادي بـ«الحرية» للشعوب، «ما هي مطالبكم، وما هو تعليقكم على الإصلاحات الجذرية القائمة في القوانين والمؤسسات السورية حالياً»؟ الجواب بالإنكليزية :«روحي اسأليهن هني – في إشارة إلى التظاهرة الأخرى- الطغاة الذين يقتلون الناس»، السؤال: «ما هو التعليق على الكشف الرسمي عن عمليات تهريب أسلحة إلى سورية عبر البحر». هنا يتدخل أحد عناصر نظام «الجماعة»، حاول جاهداً أن يتقمص وجه المتقبّل، لكنه لم ينجح، يسأل «ماذا تسألين الأخوات وماذا تريدين»؟ وعند إخباره عن الأسئلة الصحافية التي طرحت والمحاولة على حصول أي جواب منطقي من «الأخوات» لنطرحه في التغطية الإعلامية، أجاب بأن الأسئلة استفزازية وغير منطقية وطلب عدم الحديث معهن مجدداً.

الأعلام الخضراء والعيون «البيضاء»، شاحت باتجاه العنصر الغريب غير المرغوب فيه بين صفوف «الإخوة». القوة الأمنية وعناصر الجيش حاولت حماية الصحافيين، وطلبت من عناصر «الجماعة» عدم التعرض للصحافيين حتى بالكلام تحت طائلة المسؤولية. لكن «الجماعة» معتدة بنفسها، مظللة في فيء لافتات «الحرية» و«الديمقراطية»، لا تكترث بالعواقب. المقالات الصحافية التي انهالت على الصحف اللبنانية مؤخراً، والمنددة بعدم السماح للقيام بتظاهرات مضادة أمام السفارة السورية في بيروت، والمتحدثة عن «جرائم» و«أفلام رعب» بحق المتظاهرين الانسانيين «المحبين» للشعب السوري أمام السفارة مؤخراً، لا بد أنها تعيش صدمة صعبة اليوم.

في الجانب الآخر، صوت الأغاني الوطنية و«الشعب السوري» واحد، و«الوحدة الوطنية هي دعم مسيرة الإصلاح»، الذي يُقابل بهتافات الدعوة لإسقاط «أعداء الله»، إقحام الايديولوجيا الدينية في مسألة تتعلق بأمن شعب ومجتمع مؤلف من شرائح دينية عديدة، وأمن معادلة إقليمية مؤلفة من مكونات عديدة للصمود في وجه مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، أصبح أمراً مستحباً لدعاة الحريات الإنسانية وحقوق الانسان، في الوقت الذي يتحول الرافد الديني للمقاومات في منطقتنا الى «أمر مرفوض».

الاشتباك المتوقّع بين التحركين، لم يحصل. إنما اشتباك صغير بالعصي بين القوى الأمنية وعناصر «الجماعة»، خرق السلم القائم لدقائق معدودة. أما العدو «الاسرائيلي»، فجرى المرور على ذكره مرور الكرام في الكلمات التي ألقاها متحدثو «الجماعة»، في جملة أو جملتين دعت إلى تحرير الجولان السوري المحتل من الاحتلال، وهو ما يشكل صعقة لمن سمع هتافات التحريض الدينية التي رفعت في مكبرات «الجماعة» اذ كيف تتم الدعوة إلى التحرر من الاحتلال إلى جانب الدعوة إلى استباحة أمن المجتمع السوري ؟.

في القرب، زميل في إحدى وسائل الإعلام المسموعة، يقدّم رسالته التي تضمّنت معلومات عن إنزال الأعلام السورية من التظاهرة المؤيدة ومحاولة استبدالها بأعلام المقاومة اللبنانية الاسلامية «حزب الله». كان الأمر صاعقاً للوهلة الأولى. فالعلم الأصفر الوحيد ارتفع دقيقتين إلى جانب الأعلام السورية والعلم اللبناني، فما هي أبعاد رؤية هذا الزميل؟.

صرخت إحدى «أخوات» الجماعة على الإعلاميين، بالعبارات الغاضبة من «نظام الحكم غير الديمقراطي وحكم الحزب الواحد»، وعند سؤالها عن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، ووسائل القمع التي تصل إلى حريات أقل ما يقال فيها، أنها مقابلة للحق في التنفس، كانت الضربة القاضية، فقد غضبت «الأخت» وحاولت أن تطاول باليد وتشتم «الكافر» الذي يحقد على السعودية.

في النهاية وبعد أن طمأن عناصر «الجماعة الاسلامية في بيروت» مؤيديهم وحلفاءهم، بأن وقوفهم إلى جانب المخطط الممنهج في سورية، هو أمر له «أجر عند الله»، انسحب عناصر الجماعة، دون أن يطمئنوهم ما اذا كان الأمر أيضاً ينسحب على مقاومة العدو الصهيوني أم أنه «أجر مؤجل»!!



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024