إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق المناضل عبد اللـه ناصح

نسخة للطباعة  | +  حجم الخط  - 2011-09-02

شيّع الحزب الرفيق المناضل عبد اللـه ناصح، بحضور وفد مركزي ترأسه حضرة نائب رئيس الحزب الامين توفيق مهنا، وعضوية كل من عميد شؤون عبر الحدود الامين لبيب ناصيف، عميد العمل والشؤون الاجتماعية الامين كمال النابلسي، وكيل عميد الدفاع الامين بسام نصار، وبمشاركة منفذ عام بيروت الامين بطرس سعادة ورفقاء الرفيق الراحل من الاشرفية، كما الوافدين للمشاركة في واجب تشييعه من مناطق مختلفة.

القداس الجنائزي في كنيسة مار يوحنا المعمدان (مدافن مار الياس بطينا) ثم كانت كلمة لراعي الكنيسة الاب جيراسيموس عطايا، روى فيها قصة قطع رأس يوحنا المعمدان وما يعني ذلك في الكنيسة المسيحية، ثم تحدث عن مآثر الرفيق الراحل.

بعد انتهاء القداس القى كل من منفذ عام بيروت، وابن الرفيق الراحل، الرفيق سعادة، كلمة مناسبة.

كلمة منفذ عام بيروت:

"ان أقف امام جسدك الراحل يطغى على ذهني وحضور ذاكرتي ذلك التصميم الذي يأبى الانكسار أو التسليم للامر المفروض، تشدك عقيدة الصراع الى قوة الحياة حيث لا مكان للتراكمات ولا زمان للامر المفعول.

فكم مرة دمرت الحروب العبثية تارة والمتأمرة احياناً صرحاً انتاجياً شيّدته بالتعب وعرق الجبين وتراكم السنين، وكم مرة كان فعل الحياة التي تختزنه نفسك الصراعية يأبى الا يجدد في الحياة وكان الزمن لا تقرره السنون بل الافعال المصممة المأسورة أبداً بوقفة العز.

يا رفيقي، أيها الراحل بالجسد، ان رفقاءك الذين يعتزون بتاريخك القومي يستلهمون من سيرة حياتك الذاتية معيناً للصمود ومأولاً للأمل الدائم الذي يتحلى به كل سوري قومي اجتماعي، ووعياً ان النهضة التي كوّنت ذواتنا تفرض حقيقتها على هذا الوجود ولو طال زمن الجور والمحن. لقد هجّرتك الحرب الاهلية التي عصفت في الكيان اللبناني عام 1975، فغادرت منطقتك تاركاً وراءك كل ما بنيته أو ادخرته من أجل مستقبل عائلتك وحياتها الكريمة وعزتها... حملتَ معك أطفالك في ذلك الحين ترافقك زوجتك الرفيقة ثمينة التي كانت مصدر الهامك وحافز الامل الكبير في اعادة صياغة حياة العائلة من جديد.

وما أصبح وراءك حينها التفتَ اليه بابتسامة العارف بأن أثماناً باهظة تترتب على خياراتك الكبرى في مسيرة حياتك القومية.

عملتَ في مستشفيات المقاومة الفلسطينية لتضع خبرتك في تخفيف آلام الجرحى والمعوَقين من ضحايا الحرب واصابات العدو الاسرائيلي جراء الصراع المفتوح معه.

لم تنته المسيرة بالخضوع لمشيئة التحولات، فعدتَ الى عرينك، الى الاشرفية، وكأن الاصرار الذي يكوّن تصميمنا هو عود ابدي الى الجذور، سواء في المكان او في الزمان، او في البدايات الدائمة، حيث لا مكان للنهايات الا بالانتصار الاخير لمفاهيم النهضة القومية على كل المفاهيم الظرفية، عبثية كانت أم متأمرة على الوطن.

يا رفيقي عبد الله نودعك اليوم الى مثواك الاخير بعد صراع مضنٍ مع مرض عضال طال من جسدك ولم يطل من نفسك وعزّتها. هذه العزّة التي نشاهدها في سعادة وفداء ووفاء ورجاء.

ودائماً انت معنا، والبقاء للأمة".

كلمة الرفيق سعادة عبد الله ناصح:

"ابي رفيقي وحبيبي

الحضور المحترم

ها قد نلتَ مرادك يا طيب، وها هي اكتاف جبابرة تحملك الى مثواك الاخير وبهمسات تقول: هنيئاً لك فسوف ترقد قرب الزعيم والقدوة، لانه هو من هذّب فيك هذه النفس الطيبة. لا تبالي يا ابي، سيكون لك ونيسون كثر ممن سبقوك الى هذه التربة التي جُبلت بدماء كثر من رفقائك وهذه امنيات معظم القوميين ان يرقدوا قرب زعيمهم، فهم بحالة شوق دائم اليه، وهنا اذكّر بقول سعادة: "قد تسقط أجسادنا اما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود"، هذه هي تربة امتي، فيها كل حق وخير وجمال. الم يقل سعادة:" النبت الصالح ينمو بالعناية اما الشوك فينمو بالاهمال".

فانت اليوم سوف تغرس في هذه النبتة الصالحة لانك وفيت بقسمك وها هو معلمنا يطلبك لان تكون بجواره ونِعم الجوار هذا.

خير ابٍ كنتَ. طيب اللسان، صادق الكلمة، لم تهزّك اغراءات ولم تنقل يوماً بندقيتك من كتف الى آخر.. جاهدت بمعتقدك. لم تهزمك مصاعب، حتى مرضك الفتاك فقد قاومته بروية، وكنت اسمعكَ تقول وتردد ماذا تنتظر يا الهي ارحني، وخذ هذه الامانة.

امين على المبادئ كنت يا ابي فإن اعتنقت مبدأ حفظته وصنته والتزمت به. يا لفخري بك يا ابي. حتى عند رحيلك كان لك هيبتك التي عُرفت بها. في الجلسات كنتَ خير محاور وكنت المسدد بوعي لكل مسألة تطرح عليك، كيف لا وكنت تلتهم الكتب قراءة وادراكاً لمحتوياتها، انت المؤمن بقول سعادة:" المجتمع معرفة والمعرفة قوة".

اجتماعي انت

قوة فكرية انت

اب طيب انت

ورفيق لن يرحل من ذهني ما حييت.

البقاء للأمة والمجد والخلود لسعادة".

**

جدير بالذكر ان الرفيق عبداللـه ناصح من مواليد مدينة انطاكية، نزح منها كما معظم أبناء لواء الاسكندرون الى انحاء مختلفة من سورية.

استقر في الأشرفية وفيها نشط حزبياً وتولى مسؤوليات محلية. واستمر على ايمانه حتى آخر رمق من حياته، بانياً أسرة قومية اجتماعية.



 
جميع الحقوق محفوظة © 2024