شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2011-09-23
 

عملية الويمبي في 24 أيلول 1982 للرفيق البطل خالد علوان ورفقائه ضد الصهاينة في بيروت

الأمين محمود غزالي

...وفي لبنان كذلك، وبالتحديد في بيروت، حيث بضعة رجال لا يتجاوز عددها اصابع اليدين الا نادراً، كانوا بالمرصاد للعدو ضربوه في موقعه زقاق البلاط امام مدرسة مار يوسف وفي عائشة بكار وفي تلة الخياط، وفوق جسر حوض الولاية، وامام منزل صائب سلام في المصيطبة، وداخل مقر منظمة التحرير على كورنيش المزرعة، وفي محلة الصنائع وداخل مقهى الويمبي في شارع الحمرا، وسواها الكثير الكثير. نبدأ من الاخير من عملية الويمبي البطولية، ترويها احدى الفتيات التي كانت في المقهى مع صديقها حيث قالت:

على رصيف الويمبي

"كنا نحتسي المبردات، حين دخل فجأة شاب اشقر مربوع القامة يضع نظارتين فوق عينيه، وقد استطالت لحيته الشقراء، فبادر فوراً الى انتزاع كأسي من امامي ليرشف منه وهو يبتسم، ولاحظ الانفعال على وجه رفيقي، فبادر بسرعة الى الكشف عن مسدس في وسطه، الامر الذي تركنا نتوقع حصول امر ما بتنا ننتظره بفارغ الصبر.

وتبادلنا التحية مع الفتى الاشقر الذي كان يجول بناظريه في زوايا المقهى، وعرفت فيما بعد انه في انتظار رفيقين له ذهبا لاحضار سلاحهما.

وقف الفتى الاشقر يودعنا بحرارة الصديق المشتاق ومشى بين الناس، وكان رفيقاه يدخلان من اتجاهين مختلفين.

كانت لحظة شبيهة بالخيال...

وصل الثلاثة في وقت واحد الى حيث يجلس ثلاثة من ضباط العدو وجنوده يحتسون القهوة، وفي ثوان قليلة كانت ثلاثة مسدسات على مسافات لا تبعد اكثر من سنتيمتر واحد عن رقاب اليهود. انطلقت رصاصتان وروكب المسدس الصغير الذي في يد احدهم، وبحركة خاطفة امسك المسدس من موقع فوهته ليضرب رأس الضابط اليهودي بالمقبض وبعنف شديد استقر المسدس في رأس ذلك المغتصب، وكان من عيار 9 ملم من نوع شميزر (الماني الصنع).

وتقول الفتاة انها شاهدت فجوتين كبيرتين في رقبتي الاثنين أحدثهما الحريق الناشىء عن النار، كما شاهدت الضابط الثالث يهوي على الارض وقد ثبت المسدس في رأسه، وانهمر الرصاص في كل اتجاه من الضباط في لحظة الموت، ومن شرطة السير الذين كانوا في المنطقة.

خالد يروي الواقعة

ويعود الراوي هنا يعدد مصادر معلوماته، فقد استمع الى خالد علوان قبل استشهاده يروي له الحكاية، بأسلوبه البيروتي الصافي ووعيه القومي العميق: "كنا في جولة تفتيش عن العميل وليد الجمل، نجوب شوارع بيروت لننفذ حكم الامة بالخائن، حين فوجئنا بثلاثة من ضباط العدو وجنوده، واحد برتبة نقيب واخر برتبة ملازم وثالث جندي عادي، قد يكون سائق السيارة. لكزت م. و لكز ع، فهمنا على بعض لكننا لا نملك سوى مسدس واحد فهرعنا الى رفيق لنا في عين المريسة اعطانا المسدس، واحضرنا الثالث من منزل أحدنا ع.. اما رفيقنا طوني روكز الذي اختطفته قوة من جيش بشير الجميل فيما بعد، فأحضر لنا مسدساً من عيار 14-9 وأهدانا الدكتور عبد الله سعاده مسدس سميث من عيار 36 وتكتمل الرواية كما وصفتها الفتاة.

"لم نكن قد عثرنا بعد على العميل الذي نبحث عنه، فذهبنا الى منطقة المصيطبة بالقرب من مقر رئيس الحكومة الاسبق صائب سلام، وهناك شاهدنا مسرحية ولا أجمل: ثلاثة فتية صغار لا يتجاوز عمر كبيرهم العشر سنوات، ارسلوا صغيرهم الى مجموعة من جنود العدو، يخبرهم ان في الخربة الخالية القريبة بعض المسلحين، فتقدمت قوة مؤللة باتجاه هذه الخربة، حيث كان الفتيان الصغيران الاخران بالمرصاد يفاجئان العدو بقذيفتين حارقتين، كل من زاويته في الخربة، وتكررت القذائف وتكومت الجثث". هذه الواقعة قال الراوي انه سمعها من احد افراد مجموعة خالد علوان....



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه