إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مـفـاخـر الـتـاريـخ (*)

للشاعر الرفيق شفيق عبد الخالق

نسخة للطباعة 2011-12-19

مستهدفون ومن يصون الارض من غاز لئـيـم عـاث فـي أقـدرنـا

هل عاد عهـد الرق بعـد فنائـه ويـعـود ثـانيـة لاسـتعمـارنـا

هبوا بني وطني فنوم الكهـف قـد ولّـى ولـن يـبـقى الدخيـل بدارنا

ملّـت منابرنـا الـكلام عواصـفاً هوجـاء لـم تثمـر سوى اضـرارنا

الخوف مـن مستـعمـرمتغطـرس يـلقي وفيـر العطـف مـن تجـارنا

وقـد اكتفـيـنـا بالكـلام تملقـاً والسمـع ملّ السمـع مـن تكـرارنا

نـجتر فخراً مـا صنعنـا فخـره وأخـاف أن يقصوه عـن افـكارنـا

أتظـلّ جامـعة الشتـات شريكـة المستعمـرين لأسـرنا وحـصارنـا

ونظـل نركـع لليـهـود بـذلـة ونـذل للأقـدار باسـتـهـتـارنـا

لا علمنا بلـغ الفضـاء ولـم نـزل ننـأى بجـهل العلـم عن أقمـارنـا

سنـجدد الماضي التليـد وفخـره برسالـة تحمـي ضـمـار ديـارنـا

حفظ الـورى عنا العلوم فأزهـرت في كـل بسـتـان دنـى ازهـارنـا

فالنصر ليس من الذيـن تهـودوا بـل مـن اصالتنـا ومـن ثـوارنـا

عرب الهزائم اين قدس المصطـفى وكـنيـسة الفـادي وسيف غمارنـا

اين الذيـن بكـل حـرب أفلسـوا وقضوا عـلى اطـفـالنـا وكبارنـا

ركـعوا "لاسرائيل" ركعـة واجـف وتمـسكوا بـالـذل رغـم قـرارنـا

اين الحكومات التـي حكـمت بنـا وتـزاحـمت للحـدّ مـن اعصـارنـا

اين العروبة يا فلسطين اشـهـدي هي من تصبّ الـنار فـي اخطـارنـا

وكبارنا والضعف هـدّ نفوسـهـم رفضـوا المسـيرة فـي مـدى اسفارنا

ناموا بأحضان الخنـوع وسلـطوا ظلـمـات ذلـتـهـم علـى اعـمارنا

فقضـوا على آمالـنا ومصيـرنـا وقضـوا بضعـفهـم علـى آثـارنـا

هـل عـاد حق للـنصـاب لأهـلـه الا بثـورتنـا وحـد شـفـارنـا

في كـل يوم ألـف مـجـزرة ومـا كانـوا بـيوم الضيق من انصارنـا

لكنهم عـجزوا بذبـح شمـوخـنـا وضراوة التعتيـم فـي ابصـارنـا

وبذلهـم عجزوا وما فـتـنوا علـى اصـرارهـم للنيـل مـن اصرارنا

ان التـطـبّـع ذلـّة ونـقـيـصـة وخيـانـة كـبرى وأصـل دمـارنا

حملوا هزائـهم عـلـى اكتـافـهـم خوفاً علـيهـا مـن مـجامـر نارنا

فتـآمـروا والغـاصـبـون لـذلّـنا لفـناء امـتنـا واسـتـثـمـارنـا

فـنـظـامـنـا حريـة والـواجـب القومـي قـوتـنـا ورمـز شـعارنا

وحدائـق الشهـداء مـن تمـوزنـا ومـفاخـر التـاريـخ مـن آذارنـا

ومبادئ الامجـاد مـن تشـرينـنـا وسـنى الـخلود بـلـيلنـا ونهارنا

مـا فـرطـوا فيـه سيرجع بالـدم القانـي ولـيس بضـعفنا وفرارنـا

وسناء أغنيـة الجنـوب ونجـمـة شـعت علـى بيـدائـنا وجوارنـا

رفعـت كرامتنـا وخـلـد ذكـرها وستبقـى رمـز العـز فـي تذكارنا

قالـت ستجري في الجنوب دمـاؤنا عزاً كمـجرى الخـير فـي انهارنا

صـلوا لامـجـاد الجنـوب فإنـه وجه الـعلـى والنور في انـظارنا

اضـحى الجنوب لنا البطولة والابـا وجـلال امـتنا وقـدس مـزارنـا

فتنورت شمس الضحى مـن نـوره وسـمي بـهمتـه عـلى اكـبارنـا

حيـوا الجنوب وباركـوا ابطـالـه فهـم جـلال المـجد فـي ادهـارنا

هـو كوكـب بطـولـة ومـكارم حـرقـت اشـعتـه أذى اوزارنـا

هتفت فلسطـين الجراح لشعـرنا وسقـت ذرى الامـال مـن اشعارنا

لكنهـا ظلـت اسـيرة مـجـرم وبـقينا ننـشدها علـى اوتـارنـا

فالانتـفاضـة والعـدو يخـافـها شـرط اسـاسـي لاسـتمـرارنـا

والـطـائـرات وكلّ أجـهـزة الاذى عـجزت مـدافعهـا عـن استئصالنا

لا لـن نـقر بحـكـم جلاد ولـم يظـفر بـسلطتـه علـى اجـبـارنا

خضعـوا لامريكـا خضـوع اذلـة بالـرغم مـن صـرخـات استنكارنا

خضـعوا لامريكـا عدوتنـا التـي وهبـت "لاسرائيل" خيـر ديـارنـا

ان اعتـرافـهـم بـشـذاذ الورى هـي نكبـة كـبرى وأصـل دمارنا

لا لـن نـذلّ ونـنحنـي لمـظالـم أو ظالـم يـحـتـال دون خيـارنـا

ايـن التآخي والجماهيـر التـي هتفـت لـسطوتـها غـمار بحارنا

فزعيمنـا نـادى لوحدة سوريـا بـرسـالـة أضـحت خلود فخارنا

قـال الذيـن تآمـروا لفـنائنـا لم يبلـغوا الاهـداف مـن انوارنـا

سنـجدد الماضي الاثـيل وفـخره برسـالـة أضـحت شـعاع مـنارنا


(*) القصيدة التي القاها الشاعر المهجري الرفيق شفيق عبد الخالق في احتفال مديرية سان باولو بذكرى تأسيس الحزب



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024