شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-01-27
 

كفرحونة في الحزب السوري القومي الاجتماعي

الأمين لبيب ناصيف

الرفيق الشاعر شريف درويش والأمين المناضل مصطفى درويش




اوردنا في اكثر من نشرة عن رحيل الفاضلة رقية حرب، ارملة الامين مصطفى درويش.

وسابقاً كنا نشرنا عن كفرحونة في الحزب السوري القومي الاجتماعي وعن كل من الرفيق الشاعر شريف درويش وشقيقه الامين مصطفى درويش )نعيد نشر النبذة، ادناه).


جدير بالذكر ان ديواناً للرفيق الشاعر شريف درويش بعنوان " حِمم " سيصدر قريباً ويضمّ قصائد الرفيق الراحل الشاعر شريف، التي القاها في مناسبات حزبية وقومية وخاصة، في كل من الوطن والارجنتين حيث امضى فيها ردحاً من الزمن ونشط حزبياً وكان له حضوره الادبي في اوساط الجالية.

بدوره كان للامين مصطفى درويش نشاطه المميز على صعيد الحزب عبر توليه للعديد من المسؤوليات، وفي الحركة الوطنية ابان الاحداث اللبنانية الدامية.

عنهما يصح ان يُكتب الكثير، ونحن ان ساهمنا بالاضاءة على بدايات الحزب في كفرحونة، وعلى كل من مؤسس العمل الحزبي فيها، الرفيق الشاعر شريف درويش، وعن احد ابرز الوجوه الحزبية المناضلة فيها وفي منطقة جزين، الامين مصطفى درويش، ندعو المهتمين من الرفقاء الى ان يكتبوا ما يغني تاريخنا الحزبي من معلومات تبقى للاجيال.

ل. ن

**


نسجل تقديرنا للجهد الذي بذله الرفيق حاتم محسن في جمع المعلومات المفيدة عن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في كفرحونة، وعن كلا الرفيقين: مؤسس العمل الحزبي فيها، شريف درويش، وشقيقه الأمين مصطفى. كما نتقدم بشكرنا إلى الرفيق هاني مصطفى درويش، وإلى الصديق نبيل شريف درويش على ما قدماه لنا من معلومات تضيء على النبذة الشخصية والحزبية لوالديهما اللذين سجلا في تاريخ الحزب وقفات فيها الكثير من الصدق والالتزام الواعي المؤمن بمفاهيم النهضة.


بداية الحزب في كفرحونة

ــــــــــــــــــــــ


نشأة الحزب في بلدة كفرحونة تحققت بفضل الرفيق شريف نعيم درويش في الفترة 1936-1937 عندما تعرّف الرفيق شريف على النهضة القومية الاجتماعية ثم انتمى إلى الحزب عضواً نظامياً في مديرية مشغرة، ذلك أن بلدة مشغرة كانت المكان الأقرب إلى كفرحونة الذي شهد نمو الحزب، بفضل الرفقاء الأوائل وليم أبو خليل، الياس حبوش، عبدالله محسن وغيرهم من الرعيل الأول الذي عرف الحزب مثالية ورسالة إلى المجتمع. فقد كان يقطع الأمين عبدالله محسن المسافة بين مشغرة وكفرحونة سيراً على الأقدام ليعطي حلقة إذاعية، وليساهم في تأسيس فرع الحزب في البلدة.

بدوره كان يسير الرفيق شريف مسافة تزيد على الثلاث ساعات للوصول إلى مشغرة لحضور الاجتماعات الدورية، وقد بقي على هذه الحالة عدة سنوات إلى أن تمكن بفضل استيعابه الجيّد لعقيدة الحزب، وإلى ما تميّز به من فضائل وأخلاق، من نقل الدعوة السورية القومية الاجتماعية إلى عدد من العناصر الجيدة، فانتمت إلى الحزب.

في تلك الفترة من النصف الثاني من ثلاثينات القرن الماضي لم تكن هناك طرق سالكة بين القرى، والوسيلة الوحيدة المتوفرة للتنقل بين قرية وأخرى هي السير على الأقدام مسافة ساعات ذهاباً، فإياباً. هذا الأمر يقدم لنا فكرة موضوعية عن الجهد الاستثنائي الذي كان يبذله " الرواد " الأوائل في دأبهم على العمل الحزبي تأسيساً للفروع ودعوة المواطنين إلى تفهم حقيقة النهضة ومراميها.

في العامين 1940-1944 تأسست أول مديرية للحزب في كفرحونة من الرفقاء ديب حمد حرب ، قاسم عبدو عجروش، عبد الرزاق كرّيم، سعيد أحمد الريشوني، لطيف خليل كريم، حسن إبراهيم زهنون، لطفي نعمة، حميد أسعد الريشوني، إبراهيم طالب عجروش، محمد علي محسن، الأمين مصطفى نعيم درويش، قاسم درويش، حسن درويش، منير عجروش، أحمد حسن كريم، خليل يوسف المعلولي وتولى الرفيق شريف درويش مسؤولية أول مدير لها.

ما لبثت المديرية أن نمت، واستمرت نابضة بالحياة لا تؤثر فيها الملاحقات التي راحت تحصل بعد استشهاد سعاده، بل ان وقفة العز على شاطئ بيروت دفع بالكثيرين من أبناء كفرحونة إلى أن يأخذوا بتعاليم النهضة، فانتمى في الفترة 1952، 1953 الرفقاء: محمد حسن الحبحاب، علي حسن الحبحاب، حسين حسن الحبحاب، عزت الحبحاب، فياض عجروش، فياض عجروش، مسلم عجروش.

صحيح أن رفقاء عديدين اضطرتهم ظروف النضال الحزبي، والأوضاع الاقتصادية، إلى مغادرة الوطن، منهم إلى ديترويت ( الولايات المتحدة ) ومنهم - الرفيقان شريف درويش وحاتم محسن - إلى الأرجنتين، إلا أن النبتة التي زرعت في كفرحونة ظلت تنمو وتينع، فينتمي لاحقاً رفقاء عديدون نذكر منهم على سبيل المثال: جورج سلوم، يوسف الحداد، هاني درويش، سمير حداد، فوزي الشيخ، فوزي صوايا، أنطون الشيخ، أنطون بطرس صوايا، الياس لطف اللـه صوايا، عبدالله حرب، جهاد الحبحاب، نظام الحبحاب.


الرفيق الشاعر شريف درويش

ـــــــــــــــــــــــــــ


لجميع رفقائنا في كفرحونة، الذين انتموا وناضلوا، والبعض منهم استشهد في سبيل إيمانه، التقدير والفخر، عسى نتمكن لاحقاً من الإضاءة على أفعالهم، خاصة الرفقاء الشهداء منهم. إنما هنا نكتفي بالحديث عن الرفيق المؤسس للعمل الحزبي في كفرحونة الرفيق الشاعر شريف درويش، وعن الأمين المناضل والقدوة مصطفى دروي، الباقيين في وجدان رفقائهما في كفرحونة وحيثما عملا حزبياً، كما في تاريخ الحزب.

يقول الرفيق حاتم محسن عن رفيقه وصديقه الرفيق شريف درويش وقد عرفه جيداً في الأرجنتين، وفي الوطن، ما يلي:

" أكثر من مره سألته عن دراسته فكان يقول لي " يا رفيق حاتم أنا درست في مدرسة الشيخ مرمر في الضيعة تحت الجوزة وتعلمت أصول الصرف والنحو والقراءة ومع الوقت صرت قومياً اجتماعياً ". عوّضت عليه النهضة خسارة العلم والدرس بالمدرسة ، وتعلم فيها ومنها الصدق مع نفسه ومع رفاقه ومع الآخرين وعرف معنى وجوده بالحياة وعرف أيضاً " أن الحياة كلها وقفة عزّ ".

حقاً كانت كل مواقفه وقفات عز وكبرياء وشموخ لاعلاء شأن القضية وشرح مبادئها ومفاهيمها وعقيدتها التي آمن بها، كما آمن بمحبة الأرض والانسان حتى صار كافراً بالتقاليد البالية كالجهل والوهم.


عن ثقافته العامة يقول الرفيق محسن:

كانت غزيرة أشبه بشلال متدفق من المعرفة، كثيراً ما كان يقضي معظم أوقات فراغه في المطالعة كتباً حزبية أو أدبية أو تاريخية، كان ذو معرفة شمولية بشؤون وفلسفة الحياة، شاعر شعبي من الطراز الأول ترك الزجل والمديح والهجاء بعد دخوله صفوف الحزب وكرّس كل أبياته للحزب والقضية مواقف وخطباً - شعراً ونثراً - في المآتم والأفراح وجميع المناسبات الحزبية.

ويتابع الرفيق حاتم محسن شارحاً عن الحضور المميز للرفيق شريف فيقول:

" لم يكن يترك مناسبة حزبية أو اجتماعية من عرس أو مأتم إلاّ وتكون تلك المناسبات منطلقاً لشرح أراء الحزب وتعريفه للقضية ومبادئها ومفاهيمها ومراميها السامية النبيلة، طارحاً علاجها للأمراض الاجتماعية التي تتخبط بها أمتنا. حقاً كان محلقاً في مجاله لأنه كان شاعراً مهجرياً من الطراز الأول، ترك شعر الزجل والغزل ونذر نفسه للقضية التي آمن بها، لم يكن له أعداء على المستوى الشخصي " .

" كنت وما زلت أتمنى أن يكون في كل بلد وقرية من قرى أمتنا السورية مع اختلاف كياناتها، رفيق بوعي الرفيق شريف درويش اجتماعياً وعقائدياً ونظامياً ومناقبياً. كان يجسد النخبة المطلوبة التي تتحلى بالفضائل التي آمنا بها جميعاً، لرفع درجات التخلف عن مجتمعنا وامتنا ".

لذا تولى الرفيق شريف أكثر من مرة مسؤولية مدير مديرية كفرحونة، وفي الأرجنتين تولى مسؤولية ناموس منفذيتها من العام 1952 لغاية العام 1957.

ويعدد الرفيق محسن النقاط التالية من أفعال الرفيق شريف:

1. على صعيد كفرحونة فإن كل الرفقاء الذين انتموا إلى صفوف النهضة كان للرفيق شريف الشأن الأبرز بوضعهم في خط الصراع القومي والولاء للنهضة وكان العامل الرئيسي لدخولهم إلى الحزب.

2. كان له في الأرجنتين نشاط ثقافي مع الأدباء والشعراء، كتب عدة مرات في " الجريدة السورية اللبنانية " في بيونس ايرس، وكان يتصدى دائماً لكل من يحاول أن يهاجم الحزب على صفحات الجرائد فيكيل له بما يستحق.

3. شارك مع الرفيق الدكتور فيصل النفوري في عدة مداخلات وندوات سياسية لإبراز وجود الحزب وشرح نظرته للأوضاع السائدة، ومحاربته للصهيونية العالمية.

4. بعد رجوعه إلى الوطن من المهجر وبعد فشل الانقلاب 1961 لم يترك زعيماً أو سياسياً إلاّ وأرسل له رسالة تهديد فيما لو أعدم أي قومي من المشتركين في الانقلاب. (يؤكد الرفيق حاتم أن هناك شاهد على ذلك).



تاريخ وظروف وفاته

ـــــــــــــــــــ

نهاية العام 1979 حضر الرفيق الدكتور فيصل النفوري إلى دمشق، فذهب الرفيق شريف للسلام عليه، وعند رجوعه حصل اصطدام للسيارة التي كانت تقلّه، في بلدة تعلبايا ( زحلة ) فنقل من قبل عناصر من " فتح " إلى مستشفى غزة في صبرا - الطريق الجديدة وفي اليوم الثاني توفي لهبوط في القلب من جراء نزيف داخلي.


نبذة شخصية

ــــــــــــ


- ولد الرفيق شريف درويش عام 1919 في بلدة كفرحونة.

- الأب نعيم

– الأم خيرية حبحاب.

- اقترن اولاً من السيدة سلطانة حبحاب، وبسبب موقفها غير المؤيد للحزب، اضطر إلى الطلاق منها ثم اقترن ثانية في الأرجنتين من المواطنة عفيفة عباس التي انتمت لاحقاً إلى الحزب.

- أنجب الرفيق شريف من زوجتيه كلاً من:

نعيم

سعاده

ونبيل الذي اقترن من ابنة عمه مصطفى

وجميعهم أصدقاء للحزب.


الأمين مصطفى درويش

ــــــــــــــــــــــ


لم يقصر الأمين مصطفى نشاطه الحزبي على بلدته كفرحونة حيث كان له حضوره اللافت، إنما كان لمنفذية بيروت حصتها الكبرى من جهده التنظيمي والإذاعي، خاصة في مديرية المصيطبة التي عرفته أكثر من مرة مديراً ناجحاً لها، متميزاً بأخلاقيته وعصاميته، وبوعيه العقائدي – النظامي، كما عرفته منفذية بيروت ناموساً لها فمنفذاً عاماً، كذلك مسؤولاً مالياً في لجنة الاسكان في الإدارة المدنية للحركة الوطنية في بيروت عام 1976، وهذه شهدت على مواقفه الصادقة والجريئة، ليس فقط دفاعاً عن الحزب إنما عن حقوق المواطنين.

يقول الرفيق حاتم محسن عن الأمين مصطفى درويش:

" كانت دراسته ثانوية أما ثقافته العامة فكانت معمقة بجميع الأمور الحياتية وخاصة بالحزب ، ولديه مقالات عدة ومحاضرات ودراسات وضعها بنفسه وألقاها في عدة مناسبات. الحزب كان حياته الأولى والأخيرة ، وكان الانطلاقة إلى ثقافته للحياة والموت. سعاده كان مثله الأعلى، منه انطلق وحلّق وإليه عاد. قام بواجبات حراسة سعاده في ضهور الشوير بعد عودته عام 1947 من اغترابه القسري. نهب بيته العام 1958 ثم بناه بجد وجهد، ليبقى بيتاً للقوميين، غاب عن بيته وأهله عام 1962 ليعود مرفوع الرأس بعد فترة وجيزة، عمل مع الإدارة المدنية بلجنة الاسكان ولم يهتم بتوفير مسكن له فبقي مستأجراً. خطف من قبل قوى محلية وعاد بعد جهود شارك بها الحزب والمقربون، رفض الطائفية والطائفيين ولم يعترض – وهو الشيعي – على زواج أولاده من طوائف ومذاهب اخرى ( سنه، روم وموارنة )، رفض الانقسام الحزبي وعمل بكل جهد لوحدة الحزب وتوفي قبل تحقيق حلمه إثر أزمة قلبية حادة مساء 17/11/1996 ".

* * *

كانت لي علاقة وطيدة بالأمين مصطفى درويش لم يؤثر فيها ابتعادنا أحياناً في حمى الانشقاقات الحزبية البغيضة، فقد كنت أرتاح إليه، وبما يشعّ في أعماقه من فضائل النهضة، ووعي مراميها. لم يذهب في خلافه بالرأي إلى حدود الخصومة، إنما كان دائماً يسعى إلى وحدة الصف القومي الاجتماعي، يحاور باللين والتفهم، ويحرص على أن يبقى الحزب واحداً موحداً قادراً على مواجهة الظروف المحيطة، ومتمكناً من بناء المستقبل بسوية عالية من إدراك غاية النهضة، ومسؤوليتها تجاه المجتمع السوري، ومستقبل أمتنا.

لذلك نحن نفتقد في بيروت أميناً من نوعية الأمين مصطفى درويش، ينضم إلى حيث يخلد سعاده ورفقاؤه المخلصون، ومنهم أمناء ورفقاء من بيروت نتذكرهم دائماً في كل مناسبة ونشعر أننا، برحيلهم، خسرنا مداميك وأنوار مضيئة: أديب قدورة، عاصم الداعوق، ماجد الناطور، محمود الخالدي، ولسن مجدلاني، محي الدين كردية ، ادمون حايك، محمد راشد اللاذقي، خليل محيو، إبراهيم صندقلي، عبد الرحمن بشناتي، زكريا لبابيدي، نقولا قباني، جوج بشور، ادوار توتنجي، نقولا فياض والعشرات العشرات غيرهم الباقين معنا وفينا، والمستمرين عبر الأجيال والأجيال ما دام فوق أرضنا شعب، وفي هذا الشعب حزب سوري قومي اجتماعي ينبض بالحياة.


نبذة شخصية

ــــــــــــ

ولد الأمين مصطفى في كفرحونة عام 1923

الأب: نعيم

الأم: خيرية حبحاب

اقترن من السيدة راقية محمد حرب

وأنجب منها:

الرفيقين هاني وعاصم والصديق فادي



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه