إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الأوّل من آذار مدخل لربيع دافئ

الياس عشّي - البناء

نسخة للطباعة 2012-03-01

إقرأ ايضاً


الاهتمام بالأول من آذار، ذكرى ولادة الزعيم أنطون سعاده، يعود للسنوات الأولى من تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي . لقد رأى المؤسّس في هذا اليوم من كلّ عام منصّةً يخاطب من على منبرها القوميين، شارحاً لهم مبادئ النهضة، متواصلاً مع همومهم القوميّة والمعيشية، مؤكّداً على حقّ الأمة السورية في الاستقلال وفي الحرية وفي وقفات العز. كانت خطبه في الأول من آذار بمثابة بيان يحدّد، من خلاله، المبادئ الأساس لمستقبل الأمة.

وما زال القوميّون يرون في هذه المناسبة مدخلاً إلى ربيع دافئ، ربيع يستقبل بفرحٍ الطيورَ العائدة إليه بعد هجرة قسريّة، ربيعٍ يصفّق لشقائق النعمان المالئةَ حقولنا بالأرجوان، ربيعٍ يحمل في ذاكرته أسماء كل الشهداء الذين استشهدوا من أجل مجد سورية، ربيعٍ خطّ حروفه الأولى رجل ولد في الشوير، واغتيل على رمال بيروت، وليس ربيعاً مستورداً من البيت الأبيض، أو من آبار النفط، أو من كليهما معاً.

وإذا عدنا إلى خطابات الزعيم في الأوّل من آذار، وجدنا أنّ القضايا الكبيرة كانت محوراً لها، ففي عام 1940 بدأ خطابه بالقول:

"إن هؤلاء المنادين: العروبة! العروبة! لم يفعلوا شيئاً في سبيل أمّتهم، ولا في سبيل العالم العربي. إنّهم يدّعون باطلاً أنّ الحزب القومي الاجتماعي عدوّ العرب والعروبة. هم أعداء العرب والعروبة الحقيقيون، بما يثيرونه ضدّ نهضة الأمة السورية التي هي في مقدّمة أمم العالم العربي". وفي سياق الخطاب أردف قائلاً: "أمّا في ما يختصّ بالمسائل المتعلٌقة بالعالم العربي كلِّه، فإنني أعلن أنه متى أصبحت المسألة مسألة مكانة العالم العربي كلّه تجاه غيره من العوالم، فنحن هم العرب قبل غيرنا. نحن جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه، ونحن حماة الضاد ومصدر الإشعاع الفكري، في العالم العربي كلّه".

والله لو طلب من أنطون سعاده أن يقول اليوم شيئاً ما في هذا الأوّل من آذار، لما زاد حرفاً على ما قاله قبل اثنين وسبعين عاماً. إن المؤامرة الدنيئة التي حيكت في أروقة جامعة الدول العربية، بمباركةٍ من دول الخليج ودول عربية أخرى، كانت تستهدف الأمة السورية بأكملها، وذلك بإخراجها من دائرة الصراع مع العدوّ "الإسرائيلي"، ومن ثَمّ تدجينها وتقسيمها وإلغاء جغرافية سورية الطبيعيّة، من الذاكرة.

وكم أثار اهتمامي أن يباهي سعاده ويتشامخ بدور سورية في حمايتها للغة الضاد، فما سمعناه من مداخلات وخطب وتعليقات لأصحاب الجلالة والسمو، يؤكد أنهم أمّيون لا يقرأون، وإن قرأوا فبلكنة أعجمية وبأخطاء نحوية وصرفيّة، وكأن القرآن الكريم معجزةَ الإسلام الأولى، لم ينزل بلسان عربي.

بهذا الاستشراف كان الزعيم أنطون سعاده يخاطب القوميين، ويوجّه رسائله إلى العالم، ويرسم للأمة السورية خارطة طريق ما زالت الأفضل والأنقى، لمن يريد الوصول إلى الحقيقة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024