إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مي سعادة «شاعرة الأمومة»

فاديا دعبول - السفير

نسخة للطباعة 2012-03-22

كل سنة في عيد الأم، تدخل الدكتورة مي سعادة مكتبها منذ الصباح الباكر، تلتقط الهاتف لتعايد صديقاتها الأمهات، وتدون أسماءهن على ورقة كي لا تخونها الذاكرة. ميّ التي تخطو نحو المئة من عمرها، ما تزال مدركة لنضالها ومهامها وحركتها اليومية، يضاف إلى ذلك ما تتمتع به من أناقة، ولياقة، وحكمة وبشاشة. يحيط بالسيدة مي احترام وتقدير كل من عرفها شخصياً، أو من تعرف عليها من خلال كتاباتها، أو مواقفها.

دأب «تجمع النهضة النسائية في الكورة» سنوياً، على دعوة ميّ لوليمة تقام تكريماً للأمهات بعيدهن، وذلك احتفاءً بها، وهي التي قدمت للوطن ابنها المهندس نقولا شهيداً في الشياح سنة 1975، وابنها سليم نائباً عن الكورة منذ العام 1991، وابنتها الدكتورة ليلى عميدة لـ«المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية» في «الجامعة اللبنانية» - الفرع الفرنسي، ورئيسة لـ«المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق في الشرق الأوسط»، وابنها البكر حنا طبيباً في أميركا.

ولم تكن مي أماً حصرية لأولادها الأربعة بل كانت أماً لمهنتها، حيث كانت بصفتها الانثوية الطبيبة النسائية الثانية، التي تخرجت من «الجامعة الأميركية في بيروت» في العام 1942. وهي تمارس الطب بنجاح وانسانية في مدينة طرابلس، التي تبادلت معها الحب بالحب. ذلك إلى جانب موهبتها الشعرية التي اكتسبتها من والدها الراحل حنا المقدسي سعادة الملقب بـ«معري أميون»، نسبة للشاعر أبي العلاء المعري.

انتجت سعادة دواوين شعرية امتزجت بين الأفراح والأحزان، والمناسبات العائلية الوطنية، حتى لقبت بـ«شاعرة الأمومة في الأدب العربي». وبالرغم من أن مسيرة حياتها الطويلة لم تحدها العائلة ولا المهنة، ولا المنابر الأدبية والشعرية، ولا العلاقات الاجتماعية، بل تخطتها إلى نضال سياسي مع سجن زوجها الدكتور عبد الله سعادة مدة سبع سنوات، إثر «الانقلاب الأبيض» لـ«الحزب السوري القومي الاجتماعي» في العام 1962، وسجنها حينذاك لمدة شهرين في «المستشفى الحكومي» في طرابلس، بالرغم من عدم انتمائها إلى الحزب.

ويبقى شعر مي الأم خير معبر عن شوقها الدائم لأولادها، تقول: «كم تمنيت أن أراه كبيراً/ ليته اليوم عاد طفلاً صغيراً/ يتمشى في ظل أم رؤوم/ وعلى صدرها ينام.. قريراً». والشوق لا يوازيه عذاب أم ثكلى، حيث قالت في رثاء ابنها نقولا «فعش، أنت في التاريخ يا ابني مخلداً/ ونحن هنا حمقى وأنت حكيم/ أيا بطل الشياح عفوك إنني/ بعرسك أبكي... فالفراق أليم».



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024