إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

آخر صرعات «الزهايمر» في لبنان.. «آن الأوان لكي تخرج روسيا من عزلتها»!

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-03-27

إقرأ ايضاً


ما دُبّر لسورية في ليل، لم يتحقق على أرض الواقع، وذلك، لأن سورية، دولة قوية متماسكة، وكل دولة تمتلك عناصر القوة والمنعة والتماسك، حكماً تستطيع أن تُقهر قوى الظلام والإرهاب مهما كان عديدها وعتادها وأموالها وإعلامها. لقد انتصرت سورية وقهرت الإرهاب، وها هم المجرمون المتطرفون ومعهم أمراء النفط، يلفظون أنفاسهم الأخيرة عند عتبة صبح سورية المشرق.

هي مؤامرة حقيقية، والهدف من وراء هذه المؤامرة شطب سورية وإسقاطها من معادلات المنطقة، لكن سورية عصية على السقوط، لأنها بحكمة قيادتها، بُنيت لتكون قلعة قومية للصمود والممانعة والمقاومة، وهذه القلعة الحصينة، مُسورة بجيش باسل يحمل عقيدة صراعية، ومُحصنة بإرادة شعب أبي.

تبددت أوهام المتآمرين، وسقطت رهانات المغامرين، لكن هناك مشاهد لن تُمحى من ذاكرة السوريين، فندوب المؤامرة ستبقى ماثلة، كيف لا وقد تسببت بآلام موجعة للسوريين، بسبب أعمال القتل والتخريب والفوضى وفقدان الأمن والطمأنينة.

تستطيع سورية أن تُعوض السوريين عما أصابهم من فقدان نعمة الأمن والطمأنينة، وآلام السوريين تبرأ، لأن لسان حال الملايين منهم «دماؤنا كرمى الوطن»، لكن ما يحز في نفوس السوريين، هو الغدر العربي، وسورية لن تغفر لأي شخص أو كيان أكرمته، وتمرد.

وقريباً يذاع بيان النصر، وتُنزع الأقنعة عن أصحاب الوجوه والأيادي السوداء، وعن القتلة والمجرمين وتتوضح كل خفايا المؤامرة التي استهدفت إسقاط سورية.

جزء من فصول المؤامرة على سورية، سيقض مضجع بعض اللبنانيين، ممن أصيبوا بداء خطير في عقولهم ونفوسهم.. وبعض المصابين، تنعموا بأموال خليجية، والمفارقة أن أحدهم راح ينصح الروس بالتخلي عن سورية، حتى تخرج روسيا الكبرى من عزلتها!.

وهنا السؤال الأهم، أي عاقل يتحدث عن عزلة روسيا، في وقت يرضخ العالم كله للمقاربات الروسية؟

وهل من إنسان سوي، يدعو روسيا الكبرى عدو الإرهاب والتطرف، إلى الالتحاق بإرادة مجموعات تمارس القتل والتطرف والإرهاب في سورية؟

ليس هناك من تشخيص للمرض الخبيث الذي أصاب البعض، لكن المؤكد أننا أمام حالة «زهايمر» سياسي، وهذه الحالة تجعل صاحبها يقول اليوم عكس ما قاله في الأمس، والقاعدة الثابتة أن لكل كائن خصلة ووظيفة. ويبدو أن هذا غير السوي، الكائن المصاب، مأخوذ بكل ما يقوله مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، ففيلتمان يقول إن دعم المجموعات السورية المسلحة التي تمارس الإرهاب في سورية «واجب أخلاقي وسياسي على اللبنانيين»، وهذه ترجمة وقحة لـ«الأخلاقية» الأميركية التي أجازت احتلال العراق وتدميره وقتلت مئات آلاف العراقيين، ودعمت وتدعم الاحتلال «الإسرائيلي» ومجازره التي لا تعد ولا تحصى بحق الفلسطينيين واللبنانيين، واليوم تدعم التطرف والإرهاب في سورية الذي يرتكب المجازر ويقتل الناس ويمثل بجثث الضحايا.

على أي حال، فإن شعوب العالم الحر، كلها تعرف «الأخلاق» الأميركية في فيتنام وبنما وأفغانستان والعراق وفلسطين، ويعرف اللبنانيون «أخلاق» فيلتمان وأتباعه اللبنانيين، وسعي هؤلاء لاستخدام لبنان مقراً وممراً للتآمر على سورية، وهذا أمر يرفضه اللبنانيون، على قاعدة أن كلّ ما تريده أميركا هو لمصلحة «إسرائيل» ويقع أصلاً خارج سياق القرارات الدولية.

إن أخلاقية اللبنانيين هي أخلاقية المقاومة في سبيل تحرير الأرض، وأخلاقية الوفاء لمن وقف إلى جانب المقاومة، لسورية قيادة وجيشاً وشعباً، لأن سورية وقفت إلى جانب لبنان وتحمّلت أعباء هذا الموقف الذي شكل رافعة للمقاومة ومفتاح انتصاراتها على العدو الصهيوني.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024