إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أحداث لبنانية مفتعلة للإبقاء على بؤر تستخدم لضرب سورية

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-05-22

إقرأ ايضاً


ليس أمراً خافياً، أن هناك مناطق لبنانية، تحولت إلى بؤر حاضنة للمسلحين والإرهابيين، فمنذ بدء الأحداث في سورية، كشفت عشرات التقارير التي أعدتها وسائل إعلام عالمية، بالوقائع والصور عن هذه البؤر، وكيف أصبحت تشكل ممراً لعبور المجموعات المتطرفة ولتهريب السلاح، بغرض استهداف الأمن والاستقرار في سورية.

ولا يقتصر تأكيد وجود بؤر المسلحين استناداً إلى التقارير الإعلامية الأجنبية فقط، بل لدى السلطات السورية، وقائع ومعلومات موثقة بهذا الصدد، كما أن السلطات اللبنانية على دراية كاملة ولديها المعطيات والمعلومات ذاتها، التي تعززت أخيراً من خلال ضبط باخرة السلاح وشحنات أخرى واكتشاف بعض العناصر الإرهابية المتورطة في تهريب السلاح والمسلحين إلى سورية.

لذا، فإن رسالة مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون، التي كشفت عن حصول تدريبات وتسلل مسلحين وتهريب سلاح على نطاق واسع من لبنان إلى سورية، إنما تعبر عن حقائق مثبتة، وعندما يقرر الجانب السوري الكشف رسمياً عن أمور بهذه الخطورة، مصدرها لبنان، فليس الهدف من وراء ذلك تسجيل موقف في السياسة، حتى يُرّد عليه بالسياسة، بل لتحديد مواطن الأذى لسورية، ولوضع من يعنيهم الأمر أمام مسؤولياتهم، حيث لا يجوز إطلاقاً أن يستخدم لبنان ممراً للإرهاب والمؤامرات على سورية، فهذا يخالف الاتفاقات والمواثيق بين البلدين.

وعليه، كان على رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن يتريث قبل أن يطلق أي موقف سياسي. فمعلومات على قدر كبير من الخطورة، توجب على أي مسؤول، العودة إلى الجهات الأمنية المعنية في الدولة اللبنانية للاطلاع على ما لديها، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.

إن ما هو نافر في موقف الرئيس ميقاتي قوله: إن مضمون رسالة الجعفري إلى مون «يؤجج الخلافات»، والقول هذا، بالتأكيد يثير حفيظة العارفين بحقائق الأمور وخفاياها، باعتباره يخدم مسار التعمية على وقائع باتت معروفة للقاصي والداني. فتورط جهات لبنانية معروفة في الأحداث السورية، لم يعد سراً، لأن المتورطين أنفسهم يعلنون موقفهم على الملأ.

على ما يبدو، أن الرئيس ميقاتي أدرك بأنه لم يكن صائباً في القول إن رسالة الجعفري «تؤجج الخلافات». فهو لا بد أنه اكتشف بأن تأجيج الخلافات وتأجيج الفوضى صناعة جهات لبنانية معروفة. فما حصل في مدينة طرابلس من أحداث، غداة ضبط الجيش اللبناني لباخرة الأسلحة واعتقال عناصر متهمة بالإرهاب، والحملة المنظمة التي استهدفت الجيش اللبناني على خلفية حادثة منطقة الكويخات في عكار، كلها أمور تؤكد أن من يؤجج الخلافات وينفخ في نار الفتنة والفوضى في لبنان، هو الفريق اللبناني المرتبط بأجندات خارجية الذي يستخدم أداة في المؤامرة على سورية.

وعلى خلفية ما حدث أخيراً في عكار، يسأل كثيرون: لماذا إصرار بعض الجهات في لبنان على توظيف حادثة مقتل شخصين لم يمتثلا لحاجز عسكري، وجعلها منصة للرد على ما تضمنته رسالة بشار الجعفري إلى بان كي مون؟

العارفون بالخفايا يؤكدون أن أحداث طرابلس ثم حادثة عكار وامتداداتها، هي أحداث مفتعلة الهدف منها منع الجيش اللبناني من القيام بواجباته في ضبط الحدود ووقف عمليات تهريب الأسلحة والمسلحين.

من الواضح، أن هناك من يريد الإبقاء على بؤر لبنانية مؤذية لسورية، وبمعنى أوضح، هناك جهات لبنانية متورطة في المؤامرة وتسعى إلى إقامة «مناطق لبنانية عازلة» تستخدم لضرب سورية.. لذا فإن على الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها في وأد التأجيج والفوضى والخراب.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024