شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2012-07-04
 

الـتـظـاهـرة الـنـسـائـيـة فـي الـكـورة عـام 1936

الأمين لبيب ناصيف

هـذا نـحـن

يفيد الأمين جبران جريج في الجزء الثاني من مجلده " من الجعبة " ان القيادة المركزية قررت ان يكون تاريخ 08 تموز 1936 أول تنفيذ للتظاهرات الحزبية لدعم موقف زعيم الحزب في فترة أسره الثاني. كانت الأوامر تقضي بالتظاهر أمام السرايات المحلية أو مخافر الدرك أو الشرطة.

ويضيف ان التظاهرات الأولى حصلت في ضهور الشوير، في 09 تموز: وقعت حادثة كفرمشكي عندما داهمت قوى الأمن عدة منازل وحاولت اعتقال اصحابها فحصلت معركة بين الطرفين بالسلاح كانت الغلبة في النهاية لقوى الأمن وتم اعتقال الرفقاء الآتية أسماؤهم: كامل فضل البوشي، توفيق سمعان الصيقلي، الياس عيسى نصرالله وميخائيل عيسى نصرالله.

في 13 تموز: قامت تظاهرة في الأشرافية قوامها 40 عضواً وقدموا عريضة الى مفوض المخفر فيليب فارس

وفي الكورة كانت خطة التظاهرات تقضي بأن تذهب وفود من القوميين الإجتماعيين الى السراي على أربع دفعات خلال الأيام الأربعة على التوالي ويطالبون القائمقام بالإفراج عن الزعيم أو بتوقيفهم أسوة به لأن الذنب واحد وهكذا كان.

فذهب الوفد الأول بقيادة الرفيق حبيب ملكي وعاد دون حدوث اي شيء يذكر.

وذهب الوفد الثاني بقيادة الرفيق ميشال خوري من كفرحاتا وعاد أيضاً دون حصول أي حادث أما الوفد الثالث وكان بقيادة الرفيق شفيق غنطوس فقد اصطدم بالدرك الذين حاولوا ردهم بالقوة فجاء الرد قذفاً بالحجارة عليهم وعلى السراي. ودامت المعركة وقتا غير يسير ولم تتوقف إلا بعد ان ارسل إليهم المنفذ العام الرفيق جبران جريج امراً بالانسحاب. وقع في الأسر ثلاثة رفقاء هم: بهزاد نصار، فضل الله عازار و البير موسى فيصل أما سامي الخوري غنطوس فقد اخلي سبيله بعد توقيفه.

بدوره يقول الأمين عبدالله سعادة:

" وكانت مواجهتي الأولى مع السلطة في 1936 أثناء سجن الزعيم للمرة الثانية.

جاءنا منفذ عام الكورة وقتذاك الرفيق جبران جريج وطلب ان تتوجه مديريات الحزب في الكورة الى سراي أميون للاحتجاج على اعتقال الزعيم وتطالب بالافراج عنه او باعتقالنا معه، لأننا نحن معه في نضاله.

وبالفعل ، توجهت مديريات الحزب الى السراي وهي المنتشرة في كل أنحاء الكورة وعادت بسلام الى ان جاء دور مديريتي بتعبورة وكفرحاتا. حدث بينهما وبين الضابط شجار وصل الى التهديد العنيف وعلى الفور قام رفقاء المديريتين بتطويق الضابط الذي وجد نفسه أسيراً بينهم. فتراجع عن تهديده واستقبل احتجاجهم وعريضتهم وانصرفوا..

وكان دور مديرية أميون يأتي في الأخير. وفي طريقهم علينا أخبرنا رفقاء بتعبورة وكفرحاتا بما حصل بينهم وبين الضابط في جو حماسي، فانطلقتا من أميون الغربية صفا منظماً الى السراي الواقعة في أميون الشرقية.. وفوجئنا باستعدادات قوية من قبل الدرك لمواجهتنا والتصدي لنا بعد ان وجًهوا انذاراً باطلاق النار علينا اذا تقدمنا.. لكن حماسة الشباب ازدادت فلم تأبه بالتهديد وامرنا قائد المسيرة بالتقدم، وكنت انا الثاني في الصف يتقدمني رفيق قومي اجتماعي صغير الحجم، لبى الأمر دون خوف أو تردد، ودخلنا السراي واشتبكنا مع الدرك بالايدي وكانت النتيجة ان جردناهم من سلاحهم واذ بالرقيب الأول يأتي بمفرزة من الدرك السيار تفاجئنا من المدخل الخلفي وتنهال علينا ضرباً وردّ أولاد أميون واشبالها برشق السراي بالحجارة من الخارج.

عندئذ بدأ اطلاق النار علينا فتراجعنا ولجأنا الى البراري مدة ثلاثة أيام والدرك يتعقبنا الى ان جاء امر المنفذية بوجوب تسليم انفسنا في السراي، فرجعنا في صف منتظم الى السراي وانتقى الرقيب اول منّا واحدا وعشرين رفيقاً وترك الباقين، وكنت من بين الواحد والعشرين، ومن أميون أنزلونا الى سجن طرابلس حيث اضربنا عن الطعام حتى أخلي سبيلنا فوجاً اثر فوج وحكم علينا في المحاكمة بالسجن ثلاثة أشهر ".

ويوضح الأمين جريج في الصفحة 292 من الجزء الثاني انه في أثناء وجود الرفقاء في سجن سراي أميون شكل المنفذ العام وفداً نسائياً قام بزيارة تفقدية لهم. كان الوفد مؤلفاً من مي سعادة (الدكتورة مي عقيلة الأمين عبدالله سعادة لاحقاً)، جنفياف سعادة، بدرا سلوم، حنة سابا ملكي وبلقيس الأيوبي. زارهم الوفد وشجعهم وحيّاهم، وبصورة خاصة الرفيقة بلقيس الأيوبي التي كانت المسؤولة عن الوفد الذي قام بزيارة للقائمقام احتجاجاً وطلباً للإفراج.

يضيف: قد تبدو هذه الواقعة، اليوم، من الأمور العادية ولكن يجب ان لا يغرب عن البال، الزمن الذي جرت فيه والذي شاهد لأول مرة في كورتنا تحركاً اجتماعياً عزّ نظيره، وفداً نسائياً لا يمت بصلة القربى الى الموقوفين وقد ترأسه فتاة من طائفة غير طائفتهم تزورهم تحييهم، وتحتج مطالبة بالافراج عنهم.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه