إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

من دمشق إلى حلب... هزيمة الإرهاب وداعميه

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-08-02

إقرأ ايضاً


تحشيد العناصر الإرهابية المتعدّدة الجنسيات في مدينة حلب وريفها، ومواكبة هذا التحشيد بحملة سياسية وإعلامية ضدّ سورية، يؤشر إلى أن الدول الغربية والإقليمية والخليجية التي تدير المجموعات الإرهابية المتطرفة وتدعمها بالمال والسلاح، لا تزال تعيش تحت وطأة «صدمة دمشق»، حيث إن «بركان دمشق» أحرق المجموعات الإرهابية المسلحة.

إن قبض يد الدولة السورية على أمن العاصمة واستقرارها، واجتثاث العناصر المسلحة منها خلال وقت قصير، شكّل حالة إرباك قوية للدول التي تناصب سورية العداء. لذلك اختارت هذه الدول الغربية والإقليمية والخليجية المواجهة في مدينة حلب، بوصفها العاصمة الاقتصادية، وقد دفعت هذه الدول بأعداد كبيرة من العناصر الإرهابية المتعددة الجنسيات، في محاولة منها لإطالة أمد معركة حلب، واستثمار طول مدة المعركة في مضاعفة الضغط السياسي والإعلامي على سورية!

ما هو مؤكد، أن معركة حلب، لن تكون أقلّ وطأة على المجموعات الإرهابية المتطرفة من معركة دمشق، وحسمها بأيادي الجيش العربي السوري لن يستغرق وقتاً طويلاً. وبالتالي فإن السيناريو الذي وضع لهذه المعركة من قبل الدول الغربية والإقليمية والخليجية، سيصطدم بعاملين، أولاً بواقع الحسم السريع على الأرض، وثانياً بفشل كلّ محاولات الضغط السياسي والإعلامي.

في العامل الأول فإن كلّ المعطيات على الأرض، تؤكد أن القوات السورية، بدأت تضيّق الخناق على المجموعات الإرهابية في حلب، وأنها ستنفذ عمليات نوعية مباغتة وسريعة ضدّ هذه المجموعات، بما يضمن عدم تعريض المدنيين للأذى وللتقليل من حجم الأضرار في الممتلكات.

أما في العامل الثاني، فإن روسيا قرأت جيداً نيات الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية، لذلك سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الإعلان بأن الحكومة السورية لا يمكن أن تقبل باحتلال المدن من قبل المعارضة المسلحة، معتبراً أن «هذا بكلّ بساطة شيء غير واقعي». وبهذا الموقف يؤكد لافروف على حق الدولة السورية بممارسة سلطتها لمكافحة الإرهاب والتطرف، وهو حق ينبغي على المجتمع الدولي ألا يمسّ به أو ينتقص منه.

وقد أعاد لافروف التذكير بمضمون البيان الختامي لمؤتمر جنيف، معتبراً أن قيام الدول الغربية وبعض الدول المجاورة لسورية بدعم وتشجيع وتوجيه لمعارضة المسلحة، يؤدّي إلى سفك دماء أكثر. وهذه إشارة قوية إلى أن روسيا تحمّل القوى الغربية مسؤولية سفك الدم السوري.

من هنا فإن القوى الغربية لم تعد تعوّل كثيراً على تحقيق مبتغاها من خلال إطالة أمد معركة حلب، وكلّ ما تسعى إليه تشكيل بيئة دولية تساعد على اتخاذ قرار ضدّ سورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا ما تعتبره الدول الغربية، حفظاً لماء وجّهها، في ظلّ «الفيتوات» المتتالية التي تلقتها من روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي. ولذلك فهيَ دفعت ما يسمّى المجموعة العربية، من أجل إعداد مشروع قرار ضدّ سورية يُعرَض على الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا المشروع هو خلاصة ما تمخض عنه الاجتماع المجلس الوزاري العربي في الدوحة.

وما دام مجلس الأمن الدولي مقفلاً بالفيتو الروسي الصيني بوجه أي قرار ضدّ سورية، فإن سعر مشروع القرار الذي تعدّه «المجموعة العربية» لا يساوي حبره، تماماً كما هو سعر مقرّرات المجلس الوزاري العربي وسعر بيانات الجامعة العربية، التي يجاهر أمينها العام بدعم الإرهاب والتطرف والفوضى، وكل هؤلاء يسلكون مسلكاً غير أخلاقي وغير إنساني وينطبق عليهم القول «إذا لم تستح فافعل ما شئت».

على أي حال، سورية تتمتع بكلّ عناصر القوة، وهذا ما أكده وزير خارجيتها وليد المعلم خلال زيارته إلى إيران، وهي زيارة لافتة وبمنزلة تحدّ وهزّ عصا في وجه القوى الداعمة للمجموعات الإرهابية، ولاسيما في وجه تركيا التي تقيم قواعد دعم للإرهابيين، وعليه فإن معركة حلب سترتدّ هزيمة على الإرهاب وداعميه.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024