إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بين حسابات حقل «حماس» وبيدر مشيخة قطر..

معن حمية

نسخة للطباعة 2012-10-31

إقرأ ايضاً


في الوقت الذي وصل فيه أمير مشيخة قطر حمد بن خليفة وعقيلته موزة المسند إلى قطاع غزة، كان الحدث في مكان آخر، في لبنان الذي شهد حالة فلتان أمني إثر تفجير الأشرفية واغتيال ضابط رفيع في قوى الأمن الداخلي، وفي سورية التي شهدت سلسلة من التفجيرات الإرهابية على أيدي المجموعات المتطرفة، ما جعل زيارة أمير قطر إلى غزة «محاصرة» إعلامياً وسياسياً، كما هو حال القطاع المحاصر عسكرياً وأمنياً واقتصادياً من قبل العدو الصهيوني.

وفيما يتعلق بالزيارة، توقف كثيرون عند العبارة التي أطلقها رئيس حكومة «حماس» المقالة إسماعيل هنية في حفل الحفاوة الذي أقيم للأمير القطري، واعتباره أن الزيارة تشكل كسراً للحصار المفروض على غزة، وقد كان لتلك العبارة وقعاً سيّئاً على مسامع الكثيرين، وأثارت حفيظة القيادي في «حماس» محمود الزهار، الذي حصل بينه وبين هنية تباين كبير بشأن حفاوة الاستقبال ومقولة «كسر الحصار»، وذلك بحسب ما يؤكده مصدر فلسطيني من داخل القطاع.

المصدر نفسه يؤكد أن عبارة «كسر الحصار على غزة» التي وردت في متن كلمة هنية، جاءت في سياق التعبير عن حفاوة الاستقبال. لكن المفارقة الكبرى أن حصاراً من نوع آخر فرضه أمير قطر على قيادة «حماس»، حيث يشير المصدر إلى أن العناصر المكلفة حماية أمن الأمير القطري وعائلته، - وهي عناصر أجنبية تردّد أنها تابعة لـ«بلاك ووتر» - هي من تولى الإجراءات الأمنية ضمن الدائرة الضيقة للاجتماعات واللقاءات التي عقدها حمد في غزة.. وأكثر من ذلك، فقد شكلت هذه الإجراءات الأمنية إحراجاً كبيراً لقيادات «حماس»، إذ يشير المصدر إلى أن تفتيشاً دقيقاً خضعت له بعض هذه القيادات قبل اللقاء الذي جمعها مع الأمير القطري!

ويضيف المصدر أن الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتخذتها العناصر المذكورة، سرعان ما انتشرت أخبارها بين الفلسطينيين في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى مقاطعة احتفال كان مقرّراً أن يحضره أمير قطر ويشارك فيه زهاء ثلاثين ألف فلسطيني، لكن في اللحظات الأخيرة تمّ إلغاء الاحتفال بعدما تبيّن للمنظمين أن عدد الذين حضروا إلى حيث كان سيُقام الاحتفال الملغى لم يتجاوز ألفي شخص.

وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية أشاع أمام قيادات «حماس» بأن زيارة أمير قطر إلى غزة هي مقدمة وتمهيد لموقف تتخذه الجامعة العربية لإضفاء شرعية عربية على حكومة «حماس» المقالة، إلا أن أمراً ما بدّد هذا المناخ، حيث إن المشاريع وعقود الإعمار القطرية لم يتم توقيعها مع الحكومة المقالة، بل مع الشركات المتعهّدة والمنفذة. وهذا ما اعتبرته بعض قيادات «حماس» - ولاسيما تلك التي تحفظت على حفاوة الاستقبال - إشارات سلبية تؤثر على القاعدة الشعبية للحركة.

العارفون بطبيعة ما يرمي إليه أمير قطر من زيارة غزة، يقولون إن الآمال التي عقدتها حكومة هنية المقالة على الزيارة كانت متسرّعة، فالأمير القطري ليس الآمر الناهي في كسر الحصار على غزة، ولا هو بصدد القطيعة مع الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس، بل يسعى إلى أمرين متوازيين:

الأول اقتصادي، وهو الدخول على امتياز حق التنقيب عن حقول الغاز التي حصلت عليه بريطانيا بمساعدة مصرية قدمها اللواء عمر سليمان لقاء انتفاع تحصل عليه مصر. وأغلب الظن أن هدف الأمير القطري هو شطب دولة مصر كجهة منتفعة، وتثبيت حق الانتفاع لكل من بريطانيا وقطر والإخوان المسلمين.

والأمر الثاني هو تحقيق اختراقات مرحلية تضعه في قلب مشهد المقاومة التي تشكل حماس جزءاً أساسياً منها. وهو يعتقد أن وجوده في صورة مشهد المقاومة، كما حصل سابقاً في لبنان بعد انتصار العام 2006، يمنحه فرصة إضافية لمواصلة دوره المشبوه ضدّ سورية.

لكن لسان حال الفلسطينيين إبان الزيارة وبعدها، يقول «... لا يلدغ من الجحر مرتين»


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024