إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الجيش يقفل «شقة» الأسير بالدم الأحمر

معن حمية - البناء

نسخة للطباعة 2013-06-25

إقرأ ايضاً


هول المجزرة التي ارتكبتها مجموعات أحمد الأسير الإجرامية بحق ضباط الجيش اللبناني وجنوده لم يترك مجالاً لمراعاة الأطراف التي تغطي حالات شاذة تعمل على استدراج الفتنة الداخلية. فقد فعلها أحمد الأسير وصبّ جام إجرامه وجاهليته ضدّ الجيش متجاهلاً أو جاهلاً ما سيترتّب على فعلته النكراء من نتائج.


والسؤال: هل كان مخططاً له أن يتلقى الجيش اللبناني بصدور ضباطه وجنوده رصاص المجرمين حتى «ينأى» بنفسه عن القيام بمهامه في حفظ وحدة لبنان واللبنانيين وحماية السلم الأهلي؟ وهل فوجئ المخططون بالقرار الحازم والحاسم الذي اتخذه الجيش اللبناني للاقتصاص من القتلة والمجرمين؟

بالتأكيد ارتكاب مجزرة مروّعة بهذا الحجم بحق ضباط وعناصر الجيش ينطوي على ت خطيط مسبق ويظهر من شريط الأحداث التي افتعلها أحمد الأسير وأتباعه في صيدا أنّ الأمور كانت منذ بداياتها سائرة باتجاه ما حصل لكن للأسف فإنّ بعض المسؤولين وعددا من القوى السياسية آثروا التعمية على وجود ورم خبيث في صيدا مطلقين على هذا الورم تسمية «ظاهرة الأسير» التي سرعان ما تكشفت حقيقة أهدافها ومراميها في أكثر من قطوع.

بالطبع ليس الآن وقت انتقاد الذين أقاموا جسور تواصل مع الورم الأسيري ولا وقت تحميل المسؤولية للأطراف التي رعت وحضنت هذا الورم لحسابات سياسية معروفة ولا هو وقت لوم وسائل الإعلام التي فتحت شاشاتها وأثيرها وصفحاتها للظاهرة الأسيرية التي عاثت تحريضاً وشتماً طائفياً ومذهبياً بل هو وقت الوقوف مع الجيش اللبناني الذي حسم قراره بوأد الفتنة وحماية وحدة لبنان وسلمه الأهلي.

والوقت الآن يجب أن يُسخّر من أجل أن يتحمّل الجميع مسؤولياته الوطنية وليس مقبولاً من أي فريق سياسي أن يخرج إلى اللبنانيين بمواقف ملتبسة ومبادرات خبيثة لا تختلف في جوهرها عن لغة تحذير الجيش وتهديده التي تصدر عن البعض في هذه المنطقة او تلك ولا تختلف أيضاً عن خطابات التحريض والشحن التي يجب أن تتوقف فهذه الخطابات لم تعد صالحة للصرف بعد مجزرة صيدا بحق الجيش والتي سبقتها مجازر كثيرة منها مجزرة عرسال.

مطلوب أن تُجمِع كلّ القوى السياسية على موقف واحد وتعلن صراحة ومن دون مواربة التفافها حول الجيش الوطني اللبناني ودعمه لتأدية مهامه الجليلة واستئصال الورم الأسيري الخبيث وكلّ ورم خبيث مماثل. فما حصل في صيدا هو محاولة لاستنساخ نهر بارد جديد الهدف منه تدفيع الجيش اللبناني فاتورة باهظة تمسّ هيبته وسلطته ودوره المكرّس لحماية وحدة لبنان وضمان أمن اللبنانيين.

ما هو مؤكد أنّ توقيت ارتكاب المجزرة بحق ضباط الجيش وجنوده ليس وليد الصدفة بل هو أمر عمليات تمّ على قاعدة «إحداث توازن على الأرض» ولم يخطئ وزير خارجية سورية وليد المعلم في ربطه بين التفجيرات الإرهابية التي حصلت في دمشق وبين المجزرة التي حصلت في صيدا فالأمران مترابطان وقد حدثا غداة اجتماع الدوحة لما يُسمّى «أصدقاء سورية» ما يؤكد أنّ ما حصل هو ترجمة لـ «القرارات السرية» التي اتخذها المشاركون في اجتماع الدوحة علماً أنّ كلّ المؤشرات تدلّ إلى أنّ «معركة الشقق» التي افتعلها أحمد الأسير قبل أسبوع من المجزرة بحق الجيش إنما حصلت تحت إشراف أجهزة استخبارات عربية وأجنبية تولت إدارة «معركة الشقق» بهدف إطلاق شرارة الفتنة الطائفية والمذهبية إلا أنّ عدم قبول الطرف الآخر بالوقوع في فخ الفتنة أبطل مفعول «معركة الشقق» فبقيت «شقة» الأسير وحدها مصدر خطر ومنصة لارتكاب المجزرة.

ما هو واضح أنّ أحمد الأسير لم يكن وحده يخطط ويعدّ العدّة لما حصل بل هناك من كان يدير ويشرف على كلّ عمل إجرامي تقوم به مجموعاته. واللافت هو أسلوب التضليل الذي مورس حيث أعلن الأسير عن إرجاء موعد التفجير الأمني إلى ما بعد امتحانات التلامذة والطلاب لكن يبدو أنّ الأمر كان بمثابة عملية تضليل وكما هو معروف فإنّ ممارسة هذا النوع من التضليل لا تتقنه إلا أجهزة الدول الاستخباراتية.

هذا المنحى يؤكد أنّ أمر عمليات سرّع في ارتكاب المجزرة بحق أفراد الجيش اللبناني والهدف هو دفع الجيش إلى «النأي» بنفسه عن مسؤولياته الوطنية وإشعال فتنة داخلية وصولاً إلى تحقيق «توازن على الأرض» بعناوين طائفية ومذهبية. واللافت أنّ هناك تصريحات ومبادرات أطلقتها بعض قيادات «14 آذار» تنطوي على تعمية متعمّدة على هول المجزرة المرتكبة بحق الجيش وتقحم سلاح المقاومة بخلفية إعادة استنساخ معادلة سلاح أفرقاء يروّع المواطنين مقابل سلاح المقاومة وهذا هدف مركزي لمن يقف وراء نشوء الأورام الخبيثة.

على أية حال لم يعد خافياً السيناريو الذي كان مطلوباً من وراء ارتكاب المجزرة المروعة بحق الجيش ولم يعد خافياً أنّ قرار الجيش بالحسم السريع وقطع دابر الاجرام أحبط مخطط المجرمين والإرهابيين ورعاتهم الذي رمى إلى دفع الجيش للتخلي عن مسؤولياته وبالتالي إشعال فتنة داخلية. لقد افتدى الجيش وحدة لبنان واللبنانيين بتضحياته ودماء شهدائه.. وبالتأكيد فإنّ قرار الجيش إقفال «شقة» الأسير بالدم الأحمر هو قرار حمى لبنان من الوقوع في آتون الفتنة والخراب.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024