واشنطن - قال فريق دولي من الباحثين إن الحيوانات الثديية على مستوى العالم تأوي 320 ألف فيروس.

وأوضح العلماء في دراستهم التي نشرت نتائجها في مجلة "ام بايو" الأميركية أنهم توصلوا إلى هذا التقدير بعد دراسة أجروها على خفافيش الفاكهة.

وفي ضوء الخطر المحتمل الذي تمثله هذه الفيروسات على البشر وما تعنيه الأمراض المرتبطة بها من تكاليف علاج باهظة، نصح العلماء بدراسة هذه الفيروسات بشكل أوسع مما هو عليه الآن.

وأشار العلماء إلى أن نحو 70 في المئة من الفيروسات التي تسبب أمراضا للإنسان مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة "ايدز" والفيروس المسبب لحمى غرب النيل وفيروس "ايبولا" وفيروس "سارس" والفيروس المسبب للإنفلونزا انتقلت في الأصل من الحيوان للإنسان.

ولم توجد حتى هذه الدراسة تقديرات يمكن الاعتماد عليها بشأن عدد الفيروسات الموجودة في الطبيعة، "فقد كانت محاولاتنا الرامية لمعرفة هذا العدد تستند تاريخيا إلى الصدفة بشكل كبير" حسبما أوضح سيمون أنتوني، وهو المشرف على الدراسة من جامعة نيويورك. وأضاف: "ما نعرفه عن الفيروسات يستند بشكل واسع إلى الفيروسات التي انتقلت بالفعل إلى الإنسان أو الحيوان وتسببت في أمراض، ولكن أعداد الفيروسات في الطبيعة وما تنطوي عليه هذه الفيروسات من تهديدات للبشر أكثر من ذلك بكثير".

ولمعرفة عدد هذه الفيروسات درس الباحثون خفافيش الفاكهة او "الكلاب الطائرة" العملاقة التي تعيش في أدغال بنغلاديش والتي تعد من أكبر الثدييات الطائرة في العالم اذ يصل طول جناحيها إلى متر ونصف.

وحلل العلماء نحو 1900 عينة من أنسجة هذه الحيوانات وعثروا خلال ذلك على 55 فيروسا من تسع عائلات من هذه الحيوانات لم يعرف منها حتى ذلك الحين سوى خمسة فيروسات.

ولأن العلماء لم يختبروا عائلات الفيروسات في هذه العينات فإنهم يرجحون أن هذه الخفافيش تأوي 58 فيروسا بشكل إجمالي، ومع الأخذ في الاعتبار أن هناك نحو 5500 من أنواع الحيوانات الثديية في العالم فإن ذلك يعني من الناحية الحسابية أن العالم فيها نحو 320 ألف فيروس.

وقال بيتر داشاك من منظمة "ايكو هيلث أليانس": "ليس هناك ملايين الفيروسات ولكن مئات الآلاف فقط"، وأمضاف: "بالنظر للتقنيات المتوفرة فربما علمنا في حياتي (قريبا) بكل فيروس يعيش على الأرض".