شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2013-09-14
 

من خمسينات القرن الماضي إلى اليوم... المشهد واحد

الياس عشّي - البناء

قيل الكثير وسيقال أكثر عن الموقف الذي اتخذته القيادة السورية في ما يخصّ الأسلحة الكيميائية وسيمرّ زمن طويل قبل أن يطوى هذا الملفّ وقبل أن ينسى العالم أن ثمّة دولاً عربيّة ألغت صراعها مع «إسرائيل» وأعلنت حربها على سورية وأنّ الولايات المتحدة الأميركية فشلت مرّة أخرى في التأسيس لشرقٍ أوسطيّ جديد ذي ملامح صهيونيّة وأنّ محور المقاومة الذي أكّد حضوره في حرب تموز ما زال حاضراً بقوّة وأنّ أصدقاء سورية كانوا في كلّ مكان يعطون دروساً في الوفاء.

في ذروة الحديث عن المبادرة الروسيّة وعن وضع الجمهورية العربية السوريّة ترسانتها الكيميائية تحت إشراف دولي وعن توقيعها على معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيميائيّة كانت دول الخليج والسعوديّة وتركيا ومتمرّدون يحملون هُويّاتٍ سوريّةً يرفضون المبادرة الروسية ويرفعون أصواتهم بلسان عبريّ مطالبين بتدمير سورية.

لم يكن المشهد العربيّ كلّه بهذا السوء فمصر عادت بملامحها القوميّة لتصرخ: هنا دمشق من القاهرة والجزائر بمليون ونيّف من شهدائها أكّدت توأمتها مع سورية والعراق رأى أنّ استهداف سورية هو استهداف له فحزم أمره وانضمّ إلى محور المقاومة.

هكذا عدنا إلى الخمسينات من القرن الماضي. لم يتغيّر شيء. كأنّ ما يحدث الآن حدث من قبل. عبد الناصر يستورد السلاح السوڤييتي ويؤمّم قناة السويس ويرفض أن يرفع الراية البيضاء وأن يستسلم للعدوان الثلاثي على مصر. «الأخوان المسلمون» يقومون بمحاولة لاغتيال جمال عبد الناصر. يقف السوريون إلى جانب مصر في مواجهة الاعتداء الثلاثي إنكلترا وفرنسا و»إسرائيل» وبعد عامين من هذا الموقف القوميّ المشرّف يعلن عن قيام أوّل وحدة بين بلدين عربيين تحت عنوان: الجمهورية العربية المتّحدة.

ضمن هذا الحراك استيقظ العالم يومذاك على معادلات جديدة: إنقلاب في العراق على النظام الملكي ودفن حلف بغداد. ثورة في لبنان ونزول قوّات المارينز على الساحل اللبناني. ارتفاع وتيرة حرب التحرير الجزائرية . وقوف ممالك النفط في الخليج ضدّ الملامح الجديدة التي بدأت ترسمها الثورات العربية . ومن عاش تلك المرحلة يتذكّر تماماً الموقف العدائيّ الذي وقفته السعودية ضد الوحدة وضد جمال عبد الناصر . تركيّا تهدّد باجتياح الأراضي السورية.

اليوم ماذا نرى؟ الولايات المتحدة الأميركية وأطفالها المدلّلون الثلاثة «إسرائيل» وتركيا والسعودية كانوا يهيّئون لاجتياح سورية وغير سورية من دون أن يقرأوا جيّداً أو قرأوا ولم يفهموا الموقف الثابت لحلفاء سورية ومن دون أن يأخذوا في الاعتبار إرادة الشعب السوري على المواجهة والبقاء.

كلمة أخيرة : وطن لا تغادر سماءه العصافير ليس في حاجة إلى سموم الأسلحة الكيميائية.



 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه