شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-07-06
 

مختصر أخبار اللوبي اليهودي في العالم بين 28 حزيران و4 تموز 2015

نديم عبده

نورد في ما يلي بعض أبرز التطورات حول نشاطات اللوبيات اليهودية في العالم في الأسبوع الأخير، وخصوصاً التطورات التي لم تحظَ بتغطية إعلامية وافية، مع تعليق موجز حول آثار هذه التطورات على نفوذ المافيا اليهودية الإحتكارية الدولية، سلباً أو إيجابا.

العالم العربي

الأصولية الدينية الصحيحة وتهديدات "داعش" لمسيحيي القدس الشريف

أفادت المعلومات بأن عدداً من الفلسطينيين المسيحيين المقيمين في القدس الشريف قد تلقوا رسائل تهديد توعز إليهم بمغادرة المدينة، وأن هذه الرسائل لم تأتِ موقعة من جماعات يهودية هذه المرة، وإنما من جماعة "داعش"...

ويستدعي هذا التطور إبداء الملاحظات التالية:

- إنه يأتي بعد وقت قصير من تعرض عدد من الكنائس الأثرية بفلسطين المحتلة لإعتداءات إرتكبها يهود.

- إنه يأتي متزامناً تقريباً مع إبرام حاضرة الفاتيكان إتفاقات ومعاهدات مع السلطة الفلسطينية برئاسة السيد محمود عباس.

- إنه يأتي أيضاً بالتزامن مع تعرض حركة حماس في قطاع غزة لإعتداءات وتهديدات من جانب "داعش" إياها...

- "داعش لم توجه أي تهديد على شكل رسائل موجهة وشخصية إلى اليهود من سكان القدس الشريف، أو من سكان سائر أنحاء فلسطين المحتلة. وكل الكلام الصادر عن "داعش" ضد اليهود و"إسرائيل" هو كلام عام يرقى إلى ما يُعرف بالـ"دعاية الفارغة" والغوغائية ليس إلا... مع الإشارة إلى أن المسؤولين "الإسرائيليين" صرحوا أكثر من مرة بأن الخطر الأكبر الذي يهدد الكيان اليهودي هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبرنامجها النووي وليس تنظيم داعش.

إن هذه العوامل وغيرها تأتي لتؤكد، أو على الأقل لترجّح فرضية أو قرينة وجود صلة وثيقة بين تنظيم "داعش" و"إسرائيل"، الأمر الذي أشرنا إليه نحن وسوانا أيضاً في أكثر من مناسبة والمتمثل بتطابق التسمية المختصرة لـ"داعش" باللغة الإنكليزية مع التسمية المختصرة لجهاز مخابراتي "إسرائيلي" على النحو التالي:

ISIS= Islamic State of Iraq and Syria

ISIS= Israeli Secret Intelligence Service

على أنه حصل مؤخراً أن جماعة من شبه جزيرة سيناء تدعي أنها تابعة لـ"داعش" أطلقت صاروخين على جنوبي فلسطين، في ما قد يشكل أول عملية لـ"داعش" ضد "إسرائيل". على أن هذه العملية لا تزيل أبداً شبهة التنسيق بين اليهود و"داعش"، وذلك للإعتبارات التالية:

- العملية أتت محدودة ولم تسفر عن أي ضرر حقيقي لليهود، وفق المعلومات المتوافرة حولها، وكأنها أتت من قبيل "رفع العتب" من جانب "داعش",

- الجماعة التي أطلقت الصاروخين أعلنت ولاءها لـ"داعش"، ولكن "داعش" نفسها غير قادرة على ممارسة سلطة الإشراف المباشر عليها بحكم عوامل الفصل الجغرافي بين المناطق التي تسيطر "داعش" فعلياً عليها في العراق والشام وشبه جزيرة سيناء.

- من هنا فإن الجماعة التي أطلقت الصاروخين قد تكون تصرفت بمبادرة خاصة بها هي وحدها، دون العودة إلى قيادة "داعش"، أو أن "داعش" أوعزت إليها أمر القيام بالعملية من أجل رفع تهمة العمالة لليهود عنها، وذلك ربما بالتنسيق مع أجهزة مخابراتية "إسرائيلية"...

في مطلق الأحوال، وبالعودة إلى موضوع رفض "داعش" لوجود الأقليات في الأراضي التي تسيطر عليها أو التي تتطلع إلى السيطرة عليها، وبصورة خاصة الأقلية المسيحية، وإذا ما إعتمدنا المنطق الإسلامي الأصولي الذي تدعي "داعش" الإلتزام به، فإن أي تعرض للمسيحيين، وبصورة خاصة لمسيحيي القدس الشريف يُعتبر بمثابة كفر وردّة عن الإسلام الصحيح، وتحديداً عن الإسلام الأصولي الصحيح، وذلك بالإستناد إلى "العهدة العمرية" التي أبرمت بين خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وبطريرك القدس الشريف صفرونيوس حين دخلت الجيوش العربية القدس عقب معركة اليرموك، ذلك أن العهدة المذكورة جعلت القدس الشريف أرضاً مشتركة للمسيحيين والمسلمين معاً، مع منع صريح لأي تواجد يهودي في المدينة المقدسة، علماً بأن بند إقصاء اليهود عن القدس الشريف أتى بناءاً على طلب الطرف المسيحي في العهدة العمرية. وقد أبرمت العهدة العمرية في وقت لم تكن قد حصلت فيها الإنشقاقات الكبيرة في الديانة المسيحية (بين المدارس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية) ولا في الديانة المسلمة (بين المذاهب السنية والشيعية والخوارجية)، بمعنى أن إتباع النهج الأصولي الديني، عند كل من المسيحيين والإسلاميين، يعني أن هذه العهدة مُلزمة وما زالت مُلزمة لجميع المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء، أي كان المذهب من كاثوليكي إلى أرثوذكسي إلى إنجيلي أو من سني إلى شيعي إلى خوارجي الذي ينتمي إليه هذا المتدين الأصولي المسيحي أو الإسلامي (راجع بهذا الصدد دراستنا الصادرة في 2007 "خرب اليهود على الإنجيل والقرآن")، وذلك تحديداً في سبيل العودة الفعلية لا المنحرفة إلى أصول الدين...

اللوبي اليهودي في بريطانيا

السلطات البريطانية تذعن لضغوطات اللوبي اليهودي وتضع قيوداً صارمة على التظاهرة المعادية لليهود

فرضت السلطات البريطانية قيوداً صارمة على التظاهرة التي كان من المقرر أن تجري في الرابع من تموز/يوليو في أحد الأحياء التي يتواجد اليهود فيها بكثافة، حيث فرضت تغيير مكان التظاهرة، على أن لا تستمر أكثر من ساعة واحدة... (لم تكن وصلتنا أخبار سريان هذا الحدث في وقت إعداد هذا التقرير),

وقد تجندت الجماعات اليهودية المختلفة في بريطانيا، بدعم من عدد كبير من النواب، من أجل منع حصول التظاهرة، وأثمرت هذه الضغوطات عن الحدّ من نطاق التظاهرة على النحو المستعرض. ولم تلجأ الحكومة البريطانية إلى منع التظاهرة منعاً كاملاً بالنظر إلى أن مبدأ حرية التعبير يُعتبر مقدساً في بريطانيا، وكان مثل هذا المنع سيشكل "سابقة" في هذا البلد، بما يمكن أن يعزز حجة البريطانيين "المعادين للسامية" الرافضين لهيمنة اللوبي اليهودي على مقدرات بلدهم، وليس العكس.

هذا، ونذكر أن الهدف من هذه التظاهر هو التنديد بسياق "تهويد بريطانيا"، مع إحراق نسخ من "التلمود" الذي يشكل الكتاب الديني الحقيقي لليهود,

وزير يهودي يطمئن يهود بريطانيا إلى أن الحكومة معارضة لحركة مقاطعة "إسرائيل"

طمأن الوزير المكلف شؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية اليهودي توبيات إيلوود Tobias Ellwood اللوبي اليهودي في المملكة المتحدة إلى أن الحكومة المحافظة التي يرئسها اليهودي الأصل دافيد كاميرون David Cameron تعارض حركة مقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات BDS Movement على الكيان الصهيوني "إسرائيل",

جاء ذلك في كلمة ألقاها إيلوود بمناسبة مؤتمر عُقد مؤخراً في لندن حول "الصلات البريطانية ‘الإسرائيلية‘" من تنظيم عدد من الجمعيات اليهودية البريطانية وبحضور ومشاركة عدد من كبار الوزراء والمسؤولين في كل من الكيان اليهودي وبريطانيا.

وقد جاء هذا التأكيد من جانب الوزير اليهودي بعد أن تعرض يهود بريطانيا لعدة نكسات، ومن أبرزها إنضمام الإتحاد الوطني للطلاب في بريطانيا لحركة مقاطعة وسحب الإستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني "إسرائيل".

والمعروف أن الرأي العام الشعبي البريطاني مرتاب جداً من اليهود على نطاق واسع منذ نشأة "إسرائيل" سنة 1948، ذلك أن الحكومة البريطانية كانت منحت اليهود "وعد بلفور" المشؤوم خلال الحرب العالمية الأولى (تم الإعلان عن وعد بلقور على الأرجح بموجب صفقة بين بريطانيا واللوبي اليهودي العالمي، حيث أتى الوعد البريطاني مقابل أن يولع يهود ألمانيا ثورة ضد الحكومة الألمانية، وأن يضغط يهود الولايات المتحدة على إدارة الرئيس ويلسون لكي تتخلى أميركا عن سياسة الإنعزال المحايد وتدخل الحرب ضد ألمانيا إلى جانب بريطانيا، وقد حصل كل هذا بالفعل كما هو معروف...)، وبعد ذلك أمنت جميع التسهيلات إلى اليهود لكي يستوطنوا أرض فلسطين ويقيموا المستعمرات الصهيونية فيها إبان فترة الإحنلال البريطاني للأرض المقدسة (1918-1948)، فكان أن تمثل الرد اليهودي بنكران جميل بريطانيا إزاء القضية الصهيونية، مع تعرض القوات البريطانية المتمركزة بفلسطين لعمليات إرهابية يهودية أواخر فترة الإنتداب أودت بالعشرات من البربطانيين، ومن ثم سلوك "إسرائيل" سياسة خارجية بمعزل تام عن السياسات البريطانية، خلافاً لما كان يخطط له الحكام الإنكليز بالأساس إستناداً إلى ما تعهد به زعماء الحركة الصهيونية لهم بهذا الصدد حين تم إصدار الوعد...

مال وأعمال

مصارف روتشيلد تواجه المساءلة والتحقيق في الولايات المتحدة وفرنسا

نشر الموقع الإعلامي الأميركي على الإنترنت مينت بريس نيوز MintPress News تحقيقاً يفيد بأن الشركة المصرفية السويسرية اليهودية "روتشيلد بنك إي جي" Rothschild Bank AG تخضع للتحقيق القضائي بفرنسا، حيث تتهمها إدارة الضرئب هناك بممارسة الغش والتزوير حين روجت لبرنامج للإقراض يتيح للمتقاعدين البريطانيين خفض قيمة ممتلكاتهم العقارية في هذا البلد (فرنسا) لكي يسدد ورثة هؤلاء المتقاعدين قدراً أقل من رسوم الإنتقال بعد وفاتهم... وقد تم توجيه الإتهام بهذا الصدد لرئيس المصرف البارون دافيد دي روتشيلد Baron David de Rothschild ، ومن المقرر مبدئياً أن يمثل هذا الأخير أمام المحاكم الفرنسية لهذا السبب. وضحايا هذا البرنامج الخادع هم نحو 130 متقاعداً بريطانياً. نقل الموقع الأميركي هذه الأنباء من صحيفة "أوليف بريس" Olive Press الإسبانية باللغة الإنكليزية، مع العلم بأن 20 من المتقاعدين الإنكليز ضحايا الإختلاس اليهودي (الإختلاس حسب ما يؤكده الإدعاء العام الفرنسي) يقيمون في إسبانيا.

وفي السياق نفسه، فرضت وزارة العدل الأميركية على المصرف اليهودي إياه تسديد غرامة بقيمة 11.1 مليون دولار أميركي بسبب مساعدته (أي مساعدة المصرف المذكور) عدداً من الأميركيين على إخفاء أموالهم ومداخيلهم عن الدائرة الأميركية للضرائب على الدخل وتحويل تلك الأموال إلى خارج الولايات المتحدة.

تكنولوجيا المعلومات والإتصالات

الخفايا اليهودية لشركة "أوبير" لرحلات سيارات الأجرة

إحتلت الإحتجاجات التي قامت ضد شركة "أوبير" Uber في العاصمة الفرنسية باريس، وفي عدد من المدن الأخرى أيضاً، صدارة النشرات الإخبارية مؤخراً. و"أوبير" تلك تؤمن رحلات بالسيارة على شاكلة "التاكسي" بواسطة برامجيات للأجهزة الهاتفية الذكية، على أن تسديد الرحلات يتم بالبطاقات الإئتمانية عبر حساب خاص بالشركة، وبالإتفاق بين السائق والراكب. ويتم تحديد السيارة الأقرب إلى طالب ركوبها بواسطة نظام جي بي أس GPS لتحديد المواقع مع أقمار إصطناعية.

ومن الناحية العملية، فإن أي صاحب سيارة يستطيع أن يشترك في شبكة "أوبير" ليتحول إلى سائق سيارة أجرة، ما يضمن له تحقيق دخلاً إضافياً، في حين أن الركاب يستطيعون ركوب سيارة أجرة بكلفة أدنى من كلفة رحلات سيارات التاكسي التقليدية على العموم، وفي ذلك ما يعطي السبب في الرواج الكبير الذي عرفته هذه الخدمة في المدن حيث يمكن الإستفا دة منها,

بالمقابل، فإن سائقي السيارات التي تطرح خدمات "أوبير" لا يملكون أية من صفات سائقي سيارات الأجرة المحترفين، حيث أن رخصة قيادة السيارات الخاصة بهم هي إجمالاً رخصة عادية لقيادة السيارات السياحية، عكس ما هو الأمر مع سائقي سيارات الأجرة المحترفين الذين يخضعون في غالبية بلدان العالم لإمتحانات معمقة قبل الحصول على إجازة قيادة سيارات الأجرة "التاكسي"، وبوليصة تأمين الخاصة بسائقي سيارات "أوبير" هي عادية أيضاً، في حين أن بوليصة تأمين سيارات الأجرة المحترفة تغطي جميع المخاطر، وبالتالي فإن أقساطها أعلى, كما أن سيارات الأجرة تخضع إجمالاً لمعاينات ميكانيكية أكثر تشدداً وعلى فترات أكثر تقارباً من السيارات السياحية الخصوصية...

هذه العوامل التي إستعرضناها أعلاه تعني أن خدمة "أوبير" قد تكون عملية وإقتصادية إلى حد كبير، لكنها لا تؤمن أية ضمانة خاصة لركاب السيارات الذين يتنقلون في سيارات سياحية خصوصية عادية يقودها سائقون عاديون لا يحملون أية مؤهلات مميزة،عكس سائقي سيارات الأجرة المحترفين... أما المستفيدة الرئيسية من هذه الرحلات، فهي شركة "أوبير" نفسها التي تتقاضى رسوم إشتراك السائقين فيها من جهة، وعمولة على أجرة كل رحلة تتم عن طريقها...

بالإضافة إلى كل ما تقدم، فلقد دعا "مركز معلومات حول الخصوصية الإلكترونية" Electronic Privacy Information Center, EPIC بالولايات المتحدة، (هذا المركز هو جمعية غير حكومية موجهة لحماية الحياة الخاصة للمستهلكين ضمن إطار شبكة الإنترنت وإستعمال الأجهزة والبرامج الرقمية المختلفة) السلطات الأميركية إلى فتح تحقيقات حول إمكانية أن تكون "أوبير" تخترق خصوصية من يستعمل خدماتها، ذلك أن التكنولوجيا التي تعتمدها الشركة تتيح لها بسهولة تعقب التنقلات السيارات المشتركة لديها بواسطة الأقمار الإصطناعية، والتعرف إلى هوية الركاب عن طريق بطاقاتهم الإئتمانية التي تُستعمل لتسديد أجرة الرحلات، فضلاً عن إتسعمال الخطوط الهاتفية الخلوية لأداء الخدمة...

يبقي أن نقول أن البصمة اليهودية واضحة المعالم في هذه الشركة، حيث أن أحد أهم مؤسسيها غاريت كامب Garret Camp هو يهودي كندي، كما أن "أوبير" تلقت دعماً تمويلياً تزيد قيمته على 200 مليون دولار من جانب غوغل Google اليهودية الأميركية المعروفة، علماً أن إمكانات ممارسة التجسس على مستعملي خدمة "أوبير" تلك يتفق ويتكلمل تماماً مع ممارسات غوغل نفسها من هذه الناحية، والتي أتينا على ذكرها في هذا التقرير أكثر من مرة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الموقع الإجتماعي الشهير فايسبوك Facebook اليهودي ايضاً...

إعداد: الرفيق نديم عبده.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه