شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-08-01 |
منفذية الهرمل تحْيي ذكرى أربعين الرفيق رضوان علوه |
أقامت منفذية الهرمل احتفالاً تأبينياً، لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الرفيق رضوان علوه (مدير مديرية الهرمل الأولى)، في قاعة حسينية بلدة المُرح، وذلك بحضور عضو الكتلة القومية د. الأمين مروان فارس، مدير الدائرة الإذاعية الأمين كمال نادر، منفذ عام الهرمل وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام العاصي، عدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولو الوحدات الحزبية. كما حضر قائمقام الهرمل طلال قطايا، وفد من حركة أمل برئاسة عماد صقر، وفد من حزب البعث الاشتراكي العربي برئاسة علي المصري، وفد من حزب الله، رؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير من بلدات: الهرمل، الشربين، القصر، مزرعة سجد، وفيسان. مدراء مدارس رسمية وخاصة وأعضاء الهيئات التعليمية، رئيس دائرة كهرباء لبنان المهندس علي شمص على رأس وفد من المؤسسة، وفد من شركة (K V A)، وفد من الصليب الأحمر اللبناني، وفد من الدفاع المدني، فاعليات اجتماعية وثقافية وتربوية، فعاليات وجمع من القوميين والأهالي. عرّف الاحتفال الرفيق أمجد المقهور متحدثاً عن مناقب الراحل وأخلاقه، والتزامه بقيم ومبادئ النهضة القومية الاجتماعية وقال: حمل ألم المرض صامتاً، حاول تحدّيه وقهره، وطالما سمعناه يقول: "أنا جندي في هذا الحزب، ولن أرمي سلاحي، طالما فيَّ نَفَسْ". وهذا ما عبّر عنه في كتاب استقالته من مهامه كمدير للمديرية عندما أبدى أسفه لأنّ المرض أقعده عن القيام بواجباته. ثم ألقى الدكتور علي زعيتر كلمة أهالي الهرمل فقال: الموت هو الحياة بما نعمل، (...) وحقيقة الموت هي الحياة والإنسان في هذه الدنيا يسعى ليكون في أحسن عمل. فكانت حياة الخالدين تقاس بأعمالهم الحسنة، وكانت عظمة هؤلاء أنهم عملوا وأدّوا أدوارهم بحكمة وتفان، فعاشوا بعد موتهم، ومن الناس من يموت في هذه الدنيا قبل الوفاة الطبيعية. أضاف: أبو علي رضوان كان من الذين أحسنوا عملاً، فانتمى باكراً إلى عقيدة رأت أنّ "إسرائيل" عدو الحياة، وأنّ اليهود يقاتلوننا في ديننا ويسعون للسيطرة على أرضنا. آمن فقيدنا العزيز بـ"أنّ الحياة وقفة عز فقط"، ورأى أنّ ما قاله وما فعله الزعيم أنطون سعاده مدرسة للحياة وثقافة للخلود. ورأى زعيتر أنّ رضوان علوّه لم يترك ساحة نضاله الوطني والاجتماعي، فواجه أمراضاً تفتك بمجتمعه سببها الجهل والتخلف والعصبية المقيتة، وهو الذي آمن بإنسانية الإنسان، وبأنّ الإنسان محور الوجود، فكان سباقاً للعمل على التخلص من الآفات الاجتماعية، التي تحدّد واقعنا الداخلي (...) وختم: لنكون يداً واحدة وقلباً واحداً لقضية أساسية، وهي أن نحفظ المقاومة ومؤسساتنا الوطنية، وسلمنا الأهلي، ونتأمّل خيراً لمستقبل أبنائنا. وألقى مدير الدائرة الإذاعية الأمين كمال نادر كلمة المركز وقال فيها: إنّ الفقيد رضوان علّوه كان قدوة في الأخلاق والالتزام وفي الوعي القومي، وكان ركناً مهماً في المجتمع، يعمل للخير العام ولإصلاح الأحوال وإبعاد الفتن، ويسعى مع أهل بلدته ومع حزبه لتأمين مصالح الناس، في منطقة تعوّدت أن تغيب عنها الدولة كونها منطقة نائية ومحرومـة. وأضاف: إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي في الهرمل جسّد حضوراً نضالياً وثقافياً، وظلّ يحمل نظرة إلى فلسفة الحياة والموت، ومفهوماً واقعياً تجاوز الطائفية والانقسامات التاريخية، وفي تأسيس عقلية علمية مدنية وعلمانية تعتمد العقل والمعرفة والعلوم المتقدمة في بناء الدولة والاقتصاد والمجتمع. ولقد كان الرفيق رضوان أحد الرجال الذين عبّدوا بنضالهم وعملهم طريق الأجيال الجديدة، الذاهبة نحو إقامة النظام الجديد الراقي والصالح لحياة بلادنا. وتحدّث عن الوضع في الأمة بمختلف كياناتها فقال: إنّ الحرب الإرهابية لن تستطيع أن تحقق أهدافها، والمسألة تتطلب بعض الوقت لتحقيق الانتصار الحاسم على الإرهاب وداعميه، وحربنا معهم مفتوحة على امتداد ساحات الأمة، وفي هذا تتوحّد قوى الجيش في لبنان والشام والعراق مع المقاومة ونسور الزوبعة والحشد الشعبي، وتحقق المزيد من الانتصارات. أضاف: لقد ظهرت نتائج هذا الجهد العسكري الكبير في تحرير الكثير من المناطق المحاذية للبقاع وعكار من سيطرة العصابات الإرهابية، وأبعدت الخطر عن القرى والمدن، ولولا ذلك لكان الإرهاب في بيروت وجونيه وجبيل وصيدا وكلّ لبنان. وتحدّث عن الاتفاق النووي فقال: إن إيران استطاعت بالصبر والجهد والقوة أن تنتزع حقها، وأن تنهي الحصار والعقوبات، وتحقيق التقدّم العلمي والتقني، بينما الدول العربية تصرف ثرواتها في الخراب والحروب العبثية التي تخدم "إسرائيل" وأميركا، أو في البذخ والترف الفاقع، والذي أصبح موضع استهجان الشعوب الأوروبية والأميركية، وباتت على قناعة بأنّ هؤلاء لا يستحقون أن تكون لديهم مثل هذه الثروات، وأنه يجب سحبُها من أيديهم بأية طريقة، وهو ما يحصل كلّ فترة عن طريق البورصات أو إفلاس المصارف، وتذهب أرقام الثروات النفطية نحو الصفر، وتبتلعها الخزانة الأميركية والبنوك الصهيونية. وفي ختام كلمته قدّم مدير الدائرة الإذاعية التعازي إلى عائلة الراحل وأبناء المنطقة الهرمل باسم رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، الذي منح الرفيق الراحل وسام الواجب، وقد تسلّمه نجله الرفيق علي. وألقت سارة ابنة الرفيق الراحل كلمة العائلة مرحبة في بدايتها بالحضور وقالت: أربعون يوماً مضت، وكأنك لم تغب دقيقة، ما زالت أنفاسك في كلّ مكان، وما زلت معنا في كلّ جلسة، وابتسامتك التي كنت تقهر بها المرض، وتحاول من خلالها أن تمنحنا الأمان، أنك بخير، ما زالت تلك الابتسامة تملأ الأماكن. لم ترض أن يحنيك المرض، ولا أن يكسر من عزيمتك، وهذا ما أردت أن تعلّمنا إياه بأنك تمتلك إرادة قوية رافقتك طوال حياتك، ولم تقدر المصائب ولا الصعاب أن تهزمك حتى الرمق الأخير. أضافت: نعم، "قد تسقط أجسادنا، أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود"، بهذا الإيمان كان فقيدنا الغالي حتى لحضته الأخيرة، لم يرَ إلا أن تكون يده زاوية قائمة بنداء تحيا سورية ويحيا سعاده والمجد لسورية. لقد كان الرفيق رضوان أبنا باراً لبلدته فحمل في أخلاقه إرثاً مناقبياً تمازجت منابعه من عائلته ومن النهضة السورية القومية الاجتماعية، وعاش حياته مُلكاً لمجتمعه، غيوراً عليه حتى وصل إلى أعلى درجات الرقيّ، فكنت تراه دائم الحركة لا يهدأ، حتى يصلح ذات البين في أيّ إشكال. لقد كان باراً لقناعاته حازماً تجاه الحق، ليناً اتجاه الحقيقة. وتوجهت سارة إلى والدها بالقول: أبي الحبيب، إنْ أردت الحديث عنك فذلك لا تقدر على جمعه كتب، لذلك أستودعك الله وأسكنك فسيح جناته. وفي ختام كلمتها شكرت كلّ من واساهم بالحضور أو بالتواصل، وتوجهت بالشكر إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وأكدت الاستمرار في مسيرة النضال. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |