شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-09-27 |
الحزب وأهالي منطقة بعلبك ـ الهرمل يكرّمون الأمين الراحل حسن دندش ورئيس الحزب يمنحه "وسام الواجب" |
أقام الحزب احتفالا تكريمياً في الهرمل للأمين الراحل حسن مصطفى دندش، وحضر الاحتفال الى جانب شقيق الراحل رئيس مجلس إدارة مياه بيروت السابق ركان دندش وزوجة الفقيد وأبناؤه مشهور وعلاء وهدى وديالا وسارية، وفد مركزي ضمّ عميد الإذاعة الأمين وائل الحسنية، عميد الدفاع الأمين زياد معلوف عضو المجلس الأعلى الأمين رياض نسيم، وعدد آخر من المسؤولين المركزيين، المنفذون العامون لمنفذيات الهرمل، البقاع الشمالي، عكارلا، والعاصي، وعدد كبير من أعضاء المجلس القومي وهيئات المنفذيات ومسؤولي الوحدات الحزبية. كما حضر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي على رأس وفد من حزب الله ضمّ مسؤول قطاع الهرمل ايهاب حمادة، مسؤول قطاع البقاع الشمالي أحمد النمر وعدد من المسؤولين، رئيس حزب التضامن النائب إميل رحمة، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الشيخ حسن المصري على رأس وفد ضمّ مسؤول إقليم البقاع مصطفى الفوعاني، عباس شريف، بسام حرب، مسؤول المنطقة السادسة عماد صقر وعدد آخر من المسؤولين، عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي اديب الحجيري على رأس وفد ضم مسؤو شعبة الهرمل علي المصري وآخرين، الوزير السابق د. طراد حمادة، قائمقام الهرمل طلال قطايا، راعي أبرشية بعلبك - الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مفتي الهرمل الشيخ علي طه، كاهن رعية القاع الأب اليان نصرالله، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني وممثلو أحزاب وقوى ورؤساء بلديات المنطقة وأعضاء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات ثقافية واجتماعية وتربوية ووفود شعبية وحزبية. واتصل معزياً رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما قدّم التعازي وزير الأشغال العامة غازي زعيتر، والنواب: د. الوليد سكرية، د. علي المقداد، السيد حسين الموسوي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على رأس وفد من المشايخ باسم نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، النواب السابقون د. اسماعيل سكرية، يحيى شمص، سعود روفايل، الوزير السابق طلال الساحلي، اللواء ادوار منصور، اللواء نيازي المقداد، قائد اللواء الثامن في الجيش اللباني العميد الركن محمد الحسن، العمداء في الجيش: يوسف جرم، محمد دندش، باخوس باخوس، علي دندش، مالك شمص، عزمي دندش، وسليم كلاس، القاضي خالد عبدالله، المدعي العام فريد كلاس، المقدم ملحم الحدشيتي والمقدّم علي شريف وشخصيات وفاعليات عديدة. وألقى كلمة التقديم والتعريف وكيل عميد القضاء في الحزب المحامي الرفيق إياد معلوف وقال: يا أبا مشهور أنت الرجل المعطاء، نشأت على حبّ الناس وحبّ العائلة، عطاؤك لا ينضب كنهر العاصي. إيمانك راسخ بالعقيدة السورية القومية الاجتماعية التي اعتنقتها مع رفقائك وربّيتَ عائلتكَ عليها، وكنتَ دائماً الرّجل الوفيّ وصاحب المبدأ. رحلتَ ولم يرحل صيتكَ وسيرتك الحسنة، جسّدت الذكرى الجميلة الباقية من خلال أعمالك وعائلتك ومحبّيك، وها نحن اليوم نجتمع من أجل تخليد ذكراك. أضاف: للموت فلسفة، فإنه انتقال من حياة الدنيا إلى الآخرة، وعند البعض الحياة ليست إلا نوماً بالنسبة إلى الآخرة، وفي عقيدة سعاده فإننا نسلك الموت متى كان الموت طريقاً للحياة. هكذا كان الأمين حسن دندش حاضراً دائماً في حياته لا يخاف الموت، يعمل في سبيل تحقيق المبادئ القومية التي تعلّمها واعتنقها، غير عابئ بهموم الدنيا ومتاعبها. لا يهادن ولا يساوم. واعتبر أنّ الانقسام الحادّ الذي نراه ونعيشه في أمتنا سببه هذه الطائفية البغضاء، وأيضاً تراكمات من التربية الخاطئة، وعدم قراءة عميقة للتاريخ لفهم الأحداث وعدم تكرارها، فكنت يا أبا مشهور حاضراً دائماً لمحاربة هذا الانقسام والسعي من أجل الوحدة الروحية والاجتماعية. وتابع قائلاً: تدرّج الأمين حسن دندش في الحزب السوري القومي الاجتماعي في عدة مسؤوليات، من ناظر إذاعة إلى منفّذ عام إلى عضو في المجلس الأعلى فكان وفياً لقسمه، من خلال بناء عائلة قومية، وقد اتّخذ من مبادئه شعاراً لبيته وأساساً لتربية عائلته، وذلك من أجل نهضة هذا المجتمع. وها هم رفقاء الأمين الراحل حسن دندش قد أتوا لتجديد القسم وإكمال المسيرة. كما كان محباً لعائلته ولأقاربه فارضاً احترامه، يمدّ يد العون دائماً، ويسعى جاهداً للمساعدة صديقاً وقريباً من الجميع، وكما كان حريصاً على وحدة مجتمعه، كان حريصاً على وحدة العائلة ولمّ الشمل. وألقى النائب إميل رحمة كلمة قال فيها: الجذور أنبتت القدّيسين والأولياء الصالحين والأئمة المتنوّرين والشعراء والأدباء المبدعين، وأنبتت مقاومين أبطالاً أتقنوا فنّ الشهادة، وأعادوا الغزاة العتاة يجرّون أذيال الهزيمة إلى المطارح التي جاؤوا منها، وأنبتت ضباطاً وجنوداً في جيش لبنان الأبي الذين يتصدّون في كلّ يوم للمارقين التكفيريّين، ويردّون هجماتهم على أهلنا الطيّبين. واليوم نحيي معاً ذكرى فارس... هو أبو مشهور، والإسم علم، هو وجه هرملانيّ ولا أنقى، انطوى في شخصه عصف البركان ورقرقة (العاصي)، فعنده لكلّ مقامٍ مقال، تراه أسداً جَسوراً في الملمّات وقلباً يضعف أمام المقهور، يضع السيف في موضع السيف والندى في موضع الندى... هذا هو حسن دندش الذي عرفناه جميعاً... تواضع على كرامة، كبرٌ على تواضع، زئير ليث وعندلة طير، يحلّق بجناحي نسر عندما تدقّ ساعة المواجهة، فينتفض بلا هوادة ويجثو ليكفكف دمعة يتيم أو فقير عبست في وجهه الأقدار. أضاف رحمة: حسن دندش حامل رسالة العلمانية المؤمنة، والإيمان المنزّه عن التعصّب. (...) وهو الأمين في الحزب السوري القومي الاجتماعي، هذا الحزب الذي يسقط له الشهداء الأبطال في معلولا والزبداني والقصيْر، وفي كلّ ساحات المعركة، الأمر الذي جعل أبو مشهور يغادر مرتاح البال بأنّ الرفقاء يبلون البلاء الحسن، والمقاومين يستبسلون ويحقّقون الانتصار تلو الانتصار، يستشهدون بكرامة وعنفوان من أجل عزّة لبنان، وذوْداً عن العرض والأرض. يغمض عينيه في زمنٍ قال فيه سيّد المقاومة السيد حسن نصر الله: "زمن الهزائم قد ولّى، وجاء زمن الانتصارات". وتابع رحمة قائلاً: في رئاسة الجمهورية زمن التسويات قد ولّى وجاء زمن الرجال الرجال، زمن الرئيس الذي يحفظ الشهداء، والمجاهدين، والأبطال في الجيش والمقاومة والشعب. زمن الرئيس الذي يستأصل الفساد والمفسدين. زمن الرئيس في شعبيته وفي تكتّل نوابه ووزرائه، الذي يحفظ المقاومة والمقاومين، الجيش وأبطاله، الذي يعزّز المحاسبة والمراقبة ويُعلي شأن العقاب والثواب. لقد ولّى زمن قانون الانتخاب الجائر الذي ينتج ديكتاتورية وهيمنة واستئثاراً، وجاء زمن القانون الذي ينتج ديمقراطية واعترافاً وإنصافاً، وهو القانون القائم على مبدأ النسبية. وألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نوار الساحلي كلمة حزب الله، فنوّه في مستهلها بدور الراحل في الحياة النضالية السياسية والاجتماعية، وبانتمائه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي واقتدائه بالزعيم أنطون سعاده. وقال: عاش الأمين حسن حراً أبياً ومات حراً شامخاً (...) وكان مناضلاً ومقاوماً بامتياز. اضاف الساحلي: إنّ مدينة الهرمل التي تشهد اليوم تكريم الراحل وتحتضن جثمانه... قدّمت كوكبة من الشهداء للدفاع عن لبنان، وعانت من الإرهاب التكفيري الذي استهدفها بالصواريخ والسيارات المفخخة والانتحاريين، وهذه المدينة ساهمت في تحقيق الانتصارات في القصيْر والقلمون والزبداني وغيرها. وتطرق الساحلي الى تحدّي الإرهاب وخطورته وضرورة مواجهته بكلّ الوسائل، فأكد أنّ مشروع المقاومة الذي يضمّ الحلفاء على مختلف مشاربهم، هو مشروع محق وناجح ويحقق الاستقلال والتحرير والعزة والكرامة. ودعا الساحلي الفريق الآخر إلى مراجعة حساباته وإعادة النظر في أخطائه بحق شعبنا، وقال: كفى تعنّتاً واستمراراً في الأخطاء، فالمطلوب ان نغتنم الفرصة ونكون معاً من أجل الوطن وفي سبيل حلّ المشكلات القائمة. وعلى الجميع ان يتيقن أنّ "إسرائيل" هي أصل المشاكل وسبب كلّ الأخطار والمصائب في هذه المنطقة، وهي التي تؤجّج الصراعات وتتفرّج علينا مستندة إلى من يؤازرها في مشروعها الذي يستهدف تدمير المنطقة. وشدّد الساحلي على ضرورة أن تُترك للشعوب حرية الاختيار ونحن نتقبّل خياراتها، لأنها حكماً تختار الاستقلال الوطني ونهج المقاومة وهو الخيار الذي أثبت صوابيته ونجاعته. وألقى عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الشيخ حسن المصري كلمة نقل في مستهلها تعازي حركة أمل إلى قيادة "القومي" وعائلة الراحل، ولفت إلى أنّ البقاع والمنطقة في عالم النسيان، آملاً من الأهالي ألا يكونوا غير مبالين على مستوى الحكام، داعياً إلى ترسيخ الأخوة والمحبة على مستوى الوطن والمسؤولية في حفظ الصف الواحد. وقال: حكامنا يظنّون انّ لبنان في عين المجتمع الدولي والحقيقة أننا في عالم النسيان، وإخراج لبنان من محنته ليس في دائرة الاهتمام. وختم: علينا ان نسعى لنستخرج الحلول من قلب الأزمات لمكافحة المرض المتفشي في الجسد اللبناني. وعلينا السعي إلى تفعيل طاولة الحوار، وعلينا ان نستخرج رئيساً للشعب يكون مقاوماً ومواجهاً وعلى مستوى تطلعات اللبنانيين. كما كانت له قصيدة تحدّث فيها عن مآثر الراحل ونهج المقاومة. وألقى عميد الإذاعة والإعلام الأمين وائل الحسنية كلمة باسم المركز استهلها قائلاً: ما أصعب أن تقف على منبر لترثي أميناً أو رفيقاً، والأصعب أن تقف هذا الموقف في مدينةٍ كالهرمل التي ما تعوّدت إلا على النضال والبطولة والمقاومة والعطاء. وتوجه إلى الأمين الراحل فقال: غادرتنا جسداً لكنك ستبقى حيّاً في نفوسنا، روحاً وعطاء وقيماً وأخلاقاً. رفضت منذ بداية شبابك أن تسلك المسالك الضيّقة وأبيت إلا أن تنتقل من الزاوية الضيّقة إلى رحاب الأمّة جمعاء ودفعت ثمن ذلك غالياً. وأردف: لقد نبذ الأمين حسن الطائفية والعائلية باكراً، واعتنق فكر سعاده الذي قال: "كلنا مسلمون لرب العالمين، منّا من أسلم لله بالانجيل ومنّا من أسلم لله بالقرآن ومنّا من أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدوّ يقاتلنا في حقّنا وديننا ووطننا إلاّ اليهود". انطلق الأمين حسن إلى النضال من أجل تحرير أمّته، وتشرّب العقيدة القومية، وأسّس عائلة قومية اجتماعية، وكان صادقاً مناضلاً أميناً مؤتمناً على أسرار الحزب ومكافحاً، وقد قدم الكثير لنصرة القضية التي آمن أنها تساوي الوجود. عام 1958 التحق الأمين حسن بقوّات الحزب في شملان وأصيب في المعركة إصابة بالغة كادت أن تؤدّي إلى بتر ساقه، كما شارك في الثورة الانقلابيّة على النّظام الطائفي عام 1961، وتولّى بين عامي 1993 و 1995 مسؤوليّة منفذ عام الهرمل، كما انتخب عضواً في المجلس الأعلى، ومُنح رتبة الأمانة نظراً لعطاءاته ونضالاته. أضاف: غادرنا الأمين حسن في وقت تواجه فيه أمتنا هجمة إرهابية شرسة، تطاول البشر والحجر ووحدة المجتمع في بلادنا، ولا نشك للحظة في أنّ كلّ ما يجري هدفه حمايةٌ أمن "إسرائيل" بأمر أميركي مباشر وبدعم لا محدود من بعض الدول الغربية والإقليميّة والعربية. وأكد انّ الردّ الوطني والقومي هو في وحدتنا وتماسكنا ووقوفنا جميعاً في لبنان والشام وفلسطين والعراق في مواجهة هذا الإرهاب ومشغّليه وداعميه. وشدّد على أننا أبناء أرض واحدة ويجب أن لا نجعل اقتتالنا على السماء يفقدنا أرضنا ووحدتنا. هكذا نواجه الخطر، وهكذا نكسر المؤامرة، ونقطع كلّ يد تمتدّ إلى أرضنا وتراثنا ومعالمنا الحضارية. ولفت إلى أننا لا نتمسّك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كشعار فحسب، بل كواقع عملي أثبت أنه الدواء الوحيد القادر على اجتثاث الداء السرطاني المسمّى "إسرائيل" وكلّ ما ومَن معها من أدوات إرهابية، ولذلك آلينا على أنفسنا أن ندافع عن هذه المعادلة، لأننا حزبٌ المقاومة. وهذه المقاومة ستبقى عزّنا وفخرنا لأنها دافعت عن لبنان وحرّرت أرضه في الجنوب والبقاع الغربي، وهي نفسها التي تصون لبنان اليوم من خطر الإرهاب والتطرف. واعتبر أنّ القتال في وجه الهجمة الصهيونية اليهودية هو تماماً كالقتال في وجه الارهاب المتمثل بـ"داعش" وأخواتها، ونحن قاتلنا العدوّ الصهيونيّ منذ الثلاثينات، وها نحن الآن نقاتل الإرهاب على أرض سورية الحبيبة، ونقدّم الشهيد تلو الشهيد دفاعاً عن أنفسنا وعن أرضنا وأمتنا، إلى جانب الجيش السوريّ والمقاومة والدفاع الوطنيّ، لنكتب تاريخاً جديداً لا مكان فيه للمرتبطين والمشبوهين. وفي الشأن اللبناني الداخلي قال: في عزّ الصراع على امتداد جغرافيا الأمة، لا يزال هذا النظام الطائفي في لبنان يولّد الأزمة تلو الأزمة، وليس آخرها أزمات النفايات والكهرباء والمياه. وإنّنا إذ نطالب الحكومة بأن تحسم أمرها وتتحمّل مسؤولياتها. فإنّنا نؤيّد كلّ مطلب محق وكلّ من يرفع الصوت مطالباً بحق، إلا أننا نحذّر من استغلال الحراك من قبل بعض أطراف الدولة والسفارات لدفع البلد إلى المجهول، أو اعتبار هذا التحرّك ملكاً لفئة دون أخرى، أو تحويله منبراً للتهجّم على قادة وشخصيات، وعلى أحزاب سطرت بدماء شهدائها ومقاوميها ملاحم البطولة التي حمت لبنان وجعلت الساحات آمنة وحرة ومفتوحة للتعبير عن المطالب والآراء بكلّ حرية. وجدّد موقف الحزب السوري القومي الاجتماعي المؤيد للحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري، والسعي لدفعه إلى الأمام للوصول إلى الحلول اللازمة وأولها قانون انتخابات جديد على أساس النسبية يؤدّي إلى قيام مجلس نواب تتمثّل فيه جميع الشرائح السياسية والاجتماعية، وإلى انتخابات رئاسية تنتج رئيساً مؤمناً بالثوابت الوطنية ومعبّراً عن خيارات لبنان المقاوم، وحريصاً على أفضل العلاقات وأميزها مع سورية، وقادراً على توفير الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلد. وختم عميد الإذاعة قائلاً: أميننا الحبيب، نعاهدك على الاستمرار في خطّنا ونهجنا وإرسائنا لفكرنا الموحّد، وباسم رئيس الحزب وقيادة الحزب والقوميين الاجتماعيين نعزّي أهل الفقيد ومحبّيه. وألقى شقيق الراحل ركان دندش كلمة العائلة أشار في مستهلّها إلى أنّ الأمين الراحل واحدٌ من رجالات الحزب السوري القومي الاجتماعي، (...) طفولته وصباه كانتا في جبالٍ هاماتها العزّ وعاصية على المستعمرين، ووديان وسهول تكرّم بوفائها من يعطيها؛ وبين رجال شربوا مع حليب أمهاتهم الإباء والرجولة والنخوة والعطاء والدفاع عن المظلوم ونصرة الحق وردع الظالم. منتشرين على كامل الجبل حيث عاش، وفي البقاع حيث تعاطى مع ناسه، ورافق والداً ما لانَ لظالم، وما سكتَ عن متحكّم أو مستغلّ لوضع مواطن أو متاجر بحقه. أضاف: في هذا الجو ترعرع الأمين حسن، وفي تلك الفترة كان قد تعرّف إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي ورؤياه الأشمل، الطامحة لبعث نهضة هذه الأمة وإحدى مقولات الزعيم "كلنا مسلمون لرب العالمين، منّا من أسلم لله بالانجيل ومنّا من أسلم لله بالقرآن ومنّا من أسلم لله بالحكمة، وليس لنا من عدوّ يقاتلنا في حقّنا وديننا ووطننا إلاّ اليهود". فما تغيّرت الرؤى بل زادت، ونمت شخصيته الفذّة واكتسب ثقافته من أفكار الزعيم وعقيدته التي آمن بها، وكانت ساحات الوطن مسرحَ نضالاته تطبيقاً لهذا الإيمان. لم يألُ جهداً ولم يوفّر مالاً ولا تعباً ولا دماً في مسيرته النضالية. وتابع دندش: الأقرب إليه هم الأقرب إلى مبادئه إيماناً وتطبيقاً، وليس فقط رابطة الدم هي الأساس، مع أنه لم ينسها، وهذا المنحى وهذه الروحية نراهما الآن إلى حدٍّ كبير لدى الكثير من أبناء البقاع الأشمّ المضحّي والمظلوم. وأشار الى التضحيات التي تبذل في السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وقال: إنّ الجيش اللبناني الباسل، والمقاومة البطلة بكلّ أحزابها، والشرفاء من أبناء البقاع ولبنان لهم منّا كلّ العرفان والتحية والتقدير. فدماؤهم التي اختلطت بتراب الأرض دفاعاً عنها وعنّا، أكّدت أننا كلنا أهل هذه الأرض، ولن يستطيع كائناً من كان انتزاعها منّا طالما نحن متحدون ومصمّمون على التضحية، وطالما نحافظ على البيئة الحاضنة لهذا المسار. فالتكفيريون المتلبّسون زوراً ثوب الإسلام لا هم ولا من أوْجَدهم من الطامعين بأرضنا وثرواتنا قادرون على تجاوزنا ونحن أحياء. نعم، في هذا الجو عاش وناضل الأمين حسن، وعمل وضحّى للحفاظ على هذه البيئة الحاضنة، والمؤامرة علينا ما زالت مستمرّة، وكان مؤمناً أنه "إمّا أن نكون الأحرار وأبناء الحياة ونذود عن أرضنا وعرضنا ووطننا كتفاً إلى كتف كمجتمع واحد، وإلا تتجاوزنا الأحداث إذا تفرّقنا" فنسقط ونندثر. أضاف: أقلّ واجباتنا هو المحافظة على هذه البيئة الحاضنة وتهيئة ظروف الحياة والعطاء لها، وأقلّ هذه الظروف عدم التفرقة وتحقيق الأمن كي يبقى المجتمع، ونبذ الخلافات العشائرية والعائلية والثأر الأعمى، ونبذ الفلتان الأمني بشتّى أشكاله وأثره المدمّر على حياة المواطن. وختم متوجهاً الشكر باسم العائلة الى الحضور وإلى كلّ الذين عزوا بالراحل. وفي ختام الاحتفال سلّم الوفد المركزي "وسام الواجب" الذي منحه رئيس الحزب الأمين أسعد حردان إلى الأمين الراحل، وقد تسلّمته عائلته. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |