شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-10-08 |
"السوخوي" تضع المبادرة بيد الجيش السوري |
الغارات الجوية الروسية على تنظيم "داعش" وأخواته تضع المبادرة بيد الجيش السوري، ما يعيد الأمل إلى سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الإرهابية. بدأ الجيش السوري هجوما واسع النطاق لتحرير ما فقدته الدولة سابقا ووقع تحت سيطرة الإرهابيين في سهل الغاب بمحافظة حماة. وأكد رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري أن الضربات الجوية الروسية خفضت القدرة القتالية لـ"داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، مضيفا أن القوات المسلحة السورية بدأت "هجوما واسعا بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه". من الواضح أن الغارات الجوية الروسية على تنظيم "داعش" وأخواته أعادت المبادرة إلى الجيش السوري، ليتحول من الدفاع إلى الهجوم، ويحقق تقدما في بلدة البحصة شمال سهل الغاب، بعد هجوم من 3 محاور، حسب مراسل RT ، ويستهدف "أطراف بلدة لطمين غرب مورك (حماة)، تمهيدا للتوجه نحو بلدة كفرزيتا"، حسب "فرانس برس". أصبح هذا ممكنا بفضل فعالية الضربات الروسية التي أعلن فيصل مقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أنها تفوق بكثير فعالية الضربات التي وجهها طيران التحالف خلال أكثر من سنة. إمساك الجيش السوري بزمام المبادرة في تلك المنطقة التي تسعى "جبهة النصرة" (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، مع حلفائها للسيطرة عليها، يعيد الأمل إلى سكان محافظة إدلب حيث سيطر "جيش الفتح" المكون من فصائل إسلامية، بينها "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام". شهدت حرب الجيش السوري على الإرهاب خلال السنوات الأربع الأخيرة الكثير من الانتصارات والنكسات، وإذا كانت الحرب الإعلامية تشتد بعد النكسات مشعلة نار الحقد الطائفي والديني، فإن تحركات إقليمية محمومة كانت تلي الانتصارات، تؤدي إلى تجميع جديد للإرهابيين وتسليح لجحافلهم، ما يحول الحرب إلى معارك استنزاف لا نهاية لها، ويحول السكان المدنيين إلى لاجئين. هذه المعادلة تحطمت، والغطاء الجوي الروسي يعد بالإبقاء على المبادرة بيد الجيش السوري حتى القضاء التام على الإرهاب في سوريا، فقرار موسكو رفع مستوى الدعم لسوريا إلى المشاركة في القتال بتوفير الغطاء الجوي يخرج الملف السوري من دائرة المناوشات الإقليمية، ما يدفع دول الجوار المتورطة في الحرب السورية إلى الاستنجاد بواشنطن والناتو. اليوم لم يعد باستطاعة أردوغان أن يحلم بالصلاة في المسجد الأموي، لكن الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ يلوح بإرسال قوات التدخل السريع إلى تركيا، لكن ليس من أجل دخول دمشق ولا حتى حلب أو عين العرب، بل لحماية أردوغان من "التهديد الروسي". هذا التهديد المزعوم استخدمه الغرب كثيرا في السنوات الأخيرة لتبرير توسعه باتجاه الحدود الروسية، ثم لتبرير تعزيز قواته على هذه الحدود، لكن روسيا زمن الرئيس بوتين لا تشبه روسيا قبل عشر سنوات، ولا قبل عشرين سنة، وموسكو بإطلاقها الصواريخ بعيدة المدى من بحر قزوين لتصيب أهدافا إرهابية في سوريا، وجهت رسائل إلى كل القوى التي ما زالت تشك بقدرة روسيا وبعزمها على محاربة الإرهاب في إطار القانون الدولي.
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |