شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-11-16 |
بداية ُالتكوين |
كُتبت هذه القصيدة لذكرى تأسيس الحركة السورية القومية الاجتماعية في 1982 بعد غزو جنود الكيان اليهودي الصهيوني لبيروت، وقرأت يومها أمام رفيقين راحلين هما: الأمين نبيل العلم والرفيق حنا الحجار. وأذكر يومها بعد قراءة البيت الأول من القصيدة ان الأمين نبيل العلم قال لي : القافية صعبة يا رفيق يوسف لنرى كيف تكون نهايتها.اذكر أيضاً ان الرفيق حنا الحجار قال: ملاحظتي على شعر الرفيق يوسف انه لا يتطرق أبداً لشعر الغزل وغزله محصور فقط في الأمة ونهضتها.فاجاب الأمين نبيل:وهل أشرف من التغزل بنهضة الأمة ؟ أكمل يا رفيق يوسف . وفي هذا العام وبمناسبة ذكرى تأسيس الحركة السورية القومية الاجتماعية أحب أن أهدي هذي القصيدة التي كتبت منذ 1982ونشرت غير كاملة في ديوان " قصائد للنهضة " الى رفيقاتي ورفقائي القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود والى كل من يعشق لوطنه الصلاح ، ولأمته الرقيّ ، وللإنسانية الوئام والسلام مع التحية السورية القومية الاجتماعية. ****** لا الوهمُ يُجدي في الحياةِ وسيرها فـليـتعـظْ من فاتـهُ التعـيـينُ ما كانَ قـولٌ بالتـوهُّـمِ جيِّـداً بل كل فعـلٍ عاقـلٍ تحسينُ لو كان بالأوهامِ دربٌ للعـُلى ما ضلَّ في أوهامهِ المجنونُ أو كانَ بالتخديرِ شعبٌ يرتقي ما خابَ شعبٌ خاملٌ مسكينُ إشراقة ُ التغييرِ ما كانتْ ولنْ في ظـلِ فكـرٍ زادُهُ التَخْـمينُ بلْ يسبقُ التغيـيـرَ فكـرٌ نـيِّـرٌ إنْ ينعدمْ ،لا يَكملُ التكوينُ حتى التكوَّنَ ليسَ حالاً ثابتاً إنَّ التكـوُّنَ بالنما مَقـرونُ فـإذا تجمَّـدَ عندَ حـدٍ كائـنٌ كانَ الهلاكُ وأفلسَ التزيينُ بالفكرِ ينمـو كـلُّ فـردٍ مثلما تُحييّ الشعوبَ عقائدٌ وتـُعينُ فيظلُ في دنيا البقاءِ مُصارعٌ ويضيعُ في فَلَكِ الفناءِ مهونُ منْ رامَ أن يحيا ويبقى خالداً بالشعـبِ يَكبـرُ قـدرُهُ ويكـونُ *** ويظلُّ في خيرِ الشعوبِ وعزِّها دينُ الحيــاةِ ويسـتـقـيمُ الـديـنُ أمَـلُ الحياةِ بوعينا ونهوضِنا وضياعُـنا في غفـوة ٍ مرهونُ فاذا أردنـا أن نكـونَ طليعـة ً فلننطلقْ ، ومصيرُنا مَأمونُ بالعقلِ يُصبحُ كلُّ فعـلٍ نافعاً بالجـدِّ نُـنقـِذُ شعبَنا ونَصونُ وبـيقـظة ِالتاريخِ فـينا ينـتهي عهدُ الخمولِ، ويـبـدأُ التدوينُ وتعودُ "سومرُ" للحضارةِ منبعاً وتعودُ تنعشُ بَحرَنا "صيدونُ" وتعودُ "أوغاريتُ"صبحاً مُشرقاً بحـروفِـهـا يـتـمجَّـدُ التـلـقـيـنُ وتطلُّ من خلفِ الغياهبِ "نينوى" ويهبُّ مُختصرَالمدى "سرجونُ" فنعيد تعليمَ المسيحِ وأحمدٍ ، و تعودُ صحة ُفكـرِنا وتبينُ لتـدبَّ في الشعبِ الممزَّقِ يقظةٌ ٌ في وهـجها يتبخـرُ الأفـيـونُ وبهمةٍ في أرضنا كلُّ التراب ِ يموجُ فيه الخِصبُ والتحسينُ وتُـزانُ بالثمـرِ الشهيِّ جبالُـنا ويطالُ أطرافَ السما الزيتونُ *** ويمارسُ الأطفالُ ألعابَ الهُـدى العـزّ ُ يُـطلِقُ وعيهمْ لا الدونُ فتفيض بالخيراتِ كلُّ ربوعنا وبشعبنا يتعـبقـرُ المضمـونُ فبوعينا بَــدَأ البـذارُ ولمْ يـزلْ يتألـقُ المِحـراثُ والتدجـيـنُ ما عُـذرُنا والعقلُ بعضُ سلاحنا حتى يُـذلَّ جموعَـنا صهيونُ؟! تقضي الكرامة ُ أن نعي تاريخنا هلْ صارَ فوقَ الدائنِ المديونُ؟! لا يُشرقُ الآتي على أجـيالـنا ما دامَ فـيـنا يَفعـلُ التسكـيـنُ بلْ نكشفُ الآتي ويبقى مَجدُنا إنْ عـادَ يُـولـَدُ عندنا التمدينُ نحنُ الأساسُ وفي رسوخِ أساسِنا يَسمو ويُبحرُ في العُلى تشرينُ* *** وبنبلِ أهـدافِ الرسالةِ شـعـبُنا صدرُ العروبةِ، سيفُها المسنونُ بـدءُ التكـوُّنِ في انفتاحِ نفوسنا والشاقُ يَسهـلُ بعـدها ويهـونُ فتعـودُ سُـورِيّـةْ بأرقى نهـضةٍ تُغـني الحياةَ فيـرتـقي القانـونُ وتعـمّ في الـدنيـا مفاهيمُ الهُدى لا ويـلُ يُخـرسُـهـا ولا تـنّيـنُ هيَ سوريا المهدُ الذي احتضنَ المسيحَ معلّماً فتباركَ المحضونُ هيَ سوريا نشرتْ أذانَ محمّدٍ بـيـنَ الملا فـتَمَجَّـد المأذونُ هيَ سوريا للناسِ شعلةُ هديهمْ مـنْ لا يـقـرُّ بهـديهـا ملعـونُ إنْ لـمْ نُـحَصِّنْ سـوريا بمناقـبٍ عُـليـا فكـلُّ وجـودنا طاعـونُ
إنْ لمْ نُرسِّخ بالفضيلةِ وعيَنا فحياتنا بين الشعوبِ جنونُ إنْ لمْ نُعَـززْ بالبطولةِ نهجنا سيُبيدُنا الياهودُ والماسونُ لا ليسَ بالصلواتِ نحفظُ أرضنا بل بالفدى وطنَ الجمالِ نصونُ لا ليسَ في الشكوى نُحرِّرُ شعبنا شكوى الجبانِ لذبحهِ السكّينُ لا لنْ يكونَ خلاصُنا بخنوعنا إنّ الخلاصَ مع النضالِ يكونُ لا تـبسـمُ الآمالُ إنْ لمْ ننطلقْ في نهـضةٍ أو يـبـدأُ التكـويـنُ الرفيق يوسف المسمار مدير اعلام عصبة الأدب العربي المهجري في البرازيل البرازيل - كوريتيبا *- تشرين : ذكرى تأسيس الحركة السورية القومية الاجتماعية
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |