شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2015-12-28 |
مقهى لا دونا ومكتبة برباري |
في ستينات القرن الماضي، وفي سنوات تسلّمي مسؤولية العمل الطالبي، احتلّ مقهى ومطعم لادونا في سدّ البوشرية حضوراً بارزاً، ومثله مكتبة الرفيقين برباري في شارع مونو (كابي وسامي إبنا الأب إيليا برباري)، وإلى جوارها باتيسري نورا. إلى مقهى ومطعم "لا دونا" كنت أتردد ويتردد رفقاء ومواطنون، معظمهم من الطلبة، وأبرزهم في تلك الفترة من أعوام 1966 – 1968 الرفقاء: الأمين إيلي عون، والرفقاء والرفيقات جوزف قربان، سعيد عطايا(1)، راغده انطون سعاده، نهلة نبيه نعمة، رجاء وغيث غسان جديد، ميشال مرقص، هنيبعل عطية(2)، جورج بدور، ميشال فياض، جان داية، نظام العقل، جورج رياشي (غير الامين، مسؤول الحزب في بلغاريا)، سيمون طعمة، ووهيب ابو صعب. والراحلين: غانم خنيصر، جهاد ابو جودة، عصام طقطق، سمير ضومط(3)، ميشال تركي، انطون صوايا. فيها تتم اللقاءات لتنظيم التحرك الحزبي في الثانويات، كما الحلقات الإذاعية . لم يكن صاحبا المكان، الرفيقان أنطون وجورج سمعان، غافلين عما يجري في الطابق الأول من المطعم، وكذلك الرفيق غطاس الغريب بعد أن ابتاع المطعم لاحقاً. في تلك السنوات توطدت علاقات المحبة والإحترام مع الرفيق أنطون سمعان، ثم مع شقيقه الرفيق جورج. وإني أشهد، انطلاقاً من معرفتي بهما، وبكل سلوكيتهما الحزبية والشخصية، على صلابة إيمانهما، وصدقهما وتمتعهما بالمناقب القومية الاجتماعية. وإن رحل الرفيق أنطون باكراً، إلا أنه ما زال مقيماً في ذاكرتي، فلا يمكنني نسيانه، وما زلت اذكره بكل ما فيه من فضائل ابن النهضة كلما أتيت على ذكره في أية مناسبة. والرفيق جورج سمعان، أمد الله بعمره، فهو ما زال، في "بيت شباب"، ينبض بحياة الحزب ممارساً دور القدوة في تصرفاته. الرفيق غطاس كان نشط جيداً في منطقة النبعة – الضاحية في السنوات الأولى التي تلت الثورة الإنقلابية، ثم تولى مسؤوليات محلية ومركزية، منفذاً عاماً، رئيساً لمكتب المطبوعات وغيرهما. وعندما بات ممكناً عودته إلى بلدته "راشيا الفخار" غادر المتن الشمالي واستقر في بلدته مهتماً بأرضه، ومستمراً على إيمانه القومي الاجتماعي. في السنوات 2001-2010 تولى الرفيق غطاس رئاسة بلدية راشيا. كانت التقارير تصل إلى المكتب الثاني عن تواجد ونشاط الرفقاء في مقهى لادونا، وكان الوزير فؤاد بطرس (ابن خال الوالدة) يرسل إليّ التحذير وراء التحذير أن "اقعد عاقل"، فلم أقعد إلى أن اعتقلت مع رفقاء، وصدرت بنا الأحكام في 05/11/1968(4). * أما مكتبة برباري فقد لعبت في تلك الفترة دور "صندوق البريد"، أمرّ إليها كل يوم .. يومين فأضع الرسائل الموجهة الى رفقاء وأستلم ما يكون وضعه الرفقاء الطلبة، من مسؤولين وأعضاء. "الغطاء" من مروري إلى المكتبة، كان لزيارة اثنين من أصدقاء الطفولة(5) أما بالنسبة للرفقاء الطلبة فمن أجل شراء صحف، مجلات، قرطاسية، لتصوير أوراق.. الخ. وكنت ألتقي الرفقاء لبرهة قصيرة. إن طالت، انتقلنا إلى "باتيسيري نورا" لحديث طويل. قد نكون اثنان، ربما ثلاثة، فأكثر. العديدون من الرفقاء والأصدقاء الطلبة الذين نشطوا في تلك السنوات الصعبة على معرفة جيدة بدور مكتبة "برباري"، وباتيسيري "نورا" المجاورة. فيها، أول ما تعرّفت إلى الرفيق جمال فاخوري مع بدء دراسته في كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية، ثم رافقته في سلّم تدرّجه في المسؤوليات، منفذاً، عميداً، عضواً في المجلس الأعلى إلى أن خسرناه وهو في أوج عطائه وتجلّيه. ولاحقاً، على الرفقاء توفيق ميلان (الامين لاحقاً. المنفذ. عميد الدفاع)، المحامي صباح مطر، الرفقاء انطون صفير، حسام سلوم، نبيل رياشي(6)، اولغا ابو شعر، محمد سليم (عميد الدفاع، الشهيد، وكان طالباً في كلية الهندسة)، سامي حداد، جهاد غصوب، المواطن جورج غانم، المواطنة منى نداف، جورج شربل (الامين لاحقاً، وكيل عميد الخارجية)(7) والعشرات غيرهم ممن نأمل ان نتحدث عنهم وعن العمل الحزبي في الجامعة اليسوعية او ان يتحدث الامين توفيق ميلان. جميعهم، والعشرات العشرات، غيرهم من رفقاء جامعين وثانويين كانوا يترددون الى مكتبة "برباري"، التي شكلت على مدى سنوات من الستينات واسطة "بريدية" آمنة ومهمة بفضل ما يتمتع به الرفيقان كابي وسامي من ايمان واخلاص للحزب. يفيد الرفيق سامي ان الرفيق توفيق ميلان، بعد ان شهر مسدسه واطلق النار على المسؤول الكتائبي في الجامعة اليسوعية، لجأ الى مكتبة برباري مختبئاً في الطابق العلوي منها(التتخيتة). يضيف ان رئيس الحزب يومذاك الامين يوسف الاشقر حضر الى المكتبة ليطمئن عن الرفيق ميلان، طالباً اليه ان يبقى في ملجئه الى ان يسوّى وضعه. وفاءً، اشير، ان الامين نبيل فغالي وكان نشط في منفذية بيروت في بداية الستينات، مع الرفيقين عبد المسيح طرزي (الامين لاحقاً) ومأمون منصور(8) نشط لاحقاً في الجامعة اليسوعية، وكان احد ركائز العمل الحزبي فيها. يا ليت امكن لجدران "مكتبة برباري" أن تسجل كل الأحاديث، وتلتقط كل الصور عن المئات من رفقاء وأصدقاء طلبة، الذين أحتفظ في ذاكرتي بالعشرات العشرات منهم، وأرجو أن أتمكن من الكتابة عنهم، أو ان يكتب رفقاء آخرون نشطوا في هاتيك السنوات، حفاظاً على ذاكرة الحزب. إنما وليعذرني جميع الرفقاء، إن اخترت من بينهم جميعهم وقد كانوا مميزين في التزامهم الحزبي، الرفيق الرائع يوسف سالم(9) الذي نشط كثيراً في أوساط الطلبة، بدءاً من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية(10) متولياً مسؤولية منفذ عام الطلبة الجامعيين، ولاحقاً منفذ عام المتن الشمالي، مجلّياً بذكائه، وحيويته، ووعيه العقائدي. الرفيق يوسف سالم إمكانية حزبية فذة خسرناها باكراً جداً.
هوامش (1) سعيد عطايا: من ضهور الشوير. تولى في تلك المرحلة مسؤولية العمل الطلابي في المنطقة العليا من المتن الشمالي ( بكفيا، الخنشارة، ضهور الشوير، برمانا) (2) هنيبعل عطية: اديب وشاعر وفنان وخطيب ومذيع مميّز. سقط شهيداً في السبعينات. (3) سمير ضومط: تولى مسؤولية العمل الطلابي في المنطقة الساحلية من المتن الشمالي، كان يقطن أنطلياس، وافته المنية منذ سنوات قليلة. (4) صدرت الأحكام بحق الأمين عبدالله محسن، وكان يتولى رئاسة اللجنة المركزية للحزب في لبنان، والأمناء (لاحقاً)، بهيج أبو غانم، لبيب ناصيف، أنطون حتي، جميل عساف، كمال نادر. والرفقاء سهيل عبد الملك، محمد السعدي، نقولا نصر (من البقاع، غير الرفيق نقولا نصر، من كفرشيما، والمستقر حالياً في نيويورك)، غانم خنيصر. (5) كنا نقطن في منزلين متجاورين في منطقة يزبك - المعلوف في المصيطبة. (6) نبيل رياشي: شقيق الامين شوقي. نشط جيداً في ستينات، وسبعينات القرن الماضي. (7) جورج شربل: للاطلاع على النبذة المعممة عنه، الدخول الى الموقع المشار إليه آنفاً. (8) مأمون منصور: من مشغرة. ساهم في العمل الحزبي في بيروت. نشط في نقابة المصارف وانتخب عن الحزب عضواً في مجلس النقابة. كان موظفاً مرموقاً في بنك بيروت الرياض. وافته المنية وهو في اوّج عطائه. (9) يوسف سالم: من نابية (المتن الشمالي) والده الرفيق ميشال الخوري سالم، من أوائل الرفقاء في نابية، ومن مؤسسي العمل الحزبي فيها. كنت كتبت نبذة عن الرفيق يوسف سالم، للاطلاع، الدخول الى ارشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info (10) كلية العلوم: كانت من أقوى فروع الحزب في الجامعة اللبنانية. من بين العدد الكبير من الرفقاء فيها أذكر الرفيق الراحل يوسف سالم، والرفقاء: موسى قبيسي، ماجدة قبيسي، فهيم خوري، وسام رفول، فايزة بيطار، مفيد القنطار (الامين)، ميشال نخلة (عميد الثقافة الحالي)، زهى عيسى، دوسي منيّر، رفيق عساف (الشهيد لاحقاً)، جبران عواد، جان بستاني، شحادة الغاوي، والصديق نبيل عوض. * نأمل من كل رفيق يملك من معلومات تضاف الى النبذة، او تصويبات معينة، ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |