شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-06-03 |
الخطة السورية القومية الاجتماعية هي الحل لإنهاض العالم العربي ج.2 |
الخطة السورية القومية الاجتماعية هي الحل لإنهاض العالم العربي ومفهوم العروبة القومية الاجتماعية هو المفهوم الأصح المجتمع معرفة والمعرفة قوة أما حان لنا أن نعي أن " المجتمع معرفة والمعرفة قوة "كما قال العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده واضع الخطة النظامية العملية الدقيقة لمواجهة المشروع الاستعماري العدواني الصهيو- أميركي اليوم والانكليزي - الفرنسي - الصهيوني بالأمس ؟ وأن الأمم هي أمم بوعيّها لا بجهالتها ؟ وأن النجاح في الحياة هو بوعيّ الذات والثقة بالنفس والاعتماد على الذات وممارسة البطولة المؤمنة الواعية التي ترفض الخمول والملل والتخاذل والاتكالية والوهم ؟ أما آن لنا بعد كل ما أصابناأن نتخلص من المفاهيم البدائية والرغبات الاستذواقية والأهواء الترهلية التي لم تجلب على الشعوب العربية الا الويلات والمصائب وخيبات الأمل ؟ أما حان بعد كل ما جرى ويجري لشعوبنا وبلادنا من المآسي والنكبات والافلاسات أن نستيقظ من غفوتنا وتفاهاتنا وننفض عنا غبار العاجزين وتثاؤب المخمولين ؟ ألم يحن الوقت لنكتشف ونعرف أن الارادات الأجنبية الاستعمارية العدوانية الظالمة المستبدة لا تريد بنا خيراً ولا لأجيالنا الأتية صلاحاً وكل ما يهمها أن تزيدنا تمزيقاً وتفتيتاً لتديم هيمنتها علينا ؟ لماذا كل هذا الغباء وهذا التخاذل وهذا الاستسلام للأمر المفعول المفروض على شعوبنا ؟ لماذا لا نتعلم أن كل نظر أو نظرة غير واقعية لوجودنا وحياتنا ومصيرنا هي نظرة باطلة فاسدة لا تجلب علينا سوى الافلاس والذل، وان المفهوم الوحيد النافع هو المفهوم الوقعي للأمور فلا ننكمش ونتقوقع على أنفسنا حتى الإختناق ، ولا ننفلش حتى الانفجار ؟ المفهوم الواقعي للعروبة المفهوم الواقعي العلمي للعروبة بنظرنا هو مانسمّيه"العروبة السورية القومية الاجتماعية " التي أرسى مفهومها العالم الاجتماعي السوري أنطون سعاده بعد دراسة الواقع الطبيعي بشكل علمي تناول جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية،وبعد دراسة بيئة حياة الجماعة التي تسمى الوطن،وكيفية نشوء الأمم وظهور القوميات ومسار التاريخ . وهذه العروبة السورية القومية الاجتماعية نجد تعبيرها الأوفى في مباديء الحزب السوري القومي الاجتماعي وغايته أي في عقيدته ونظامه والذي يشكّل الخطة النظامية الدقيقة للنهوض القومي الاجتماعي وليس الديني ولا اللغوي ولا الاتني ولا الفئوي الطائفي او المذهبي أو ما شاكل ذلك لكي يتمكن مجتمع الأمة بنهوضه وبناء قوته من التصدي لكل ما يرسم لأمتنا السورية وعالمنا العربي في دوائر الأعداء وغرفهم السرية من مؤامرات ومكائد . وقد تبنى الحزب السوري القومي الاجتماعي مفهوم مؤسسه للعروبة وحركة الحزب تعمل بجد ونشاط واخلاص من اجل النهوض بالامة السورية في بيئة الهلال الخصيب وانعاشها وتقويتها وتقدمها ورقيّها كي تتمكن الأمة السورية من انقاذ نفسها من الويل،وكي تقوم بواجبها في خدمة نفسها وخدمة القضية العربية التي تعود بالفائدة على المجتمع السوري في بلاد الشام والرافدين وعلى جميع مجتمعات العالم العربي باعتبار أن سورية كما صرّح بشكل قاطع مؤسس هذا الحزب هي أمة عربية واحدى الأمم العربية فتتمكن بذلك الأمة السورية الناهضة القوية من تقديم العون الى شقيقاتها العربيات وتتساعد معها على النهوض والتقدم وانشاء جبهة عربية قوية ناهضة تساعد على استقلال وسيادة جميع المجتمعات العربية وتصون مصالح العرب الحياتية والتنموية والاقتصادية والسياسية والاستراتيجية ، فتحافظ على حقوقها وحقوقهم ، وتشكل السد المنيع معهم في وجه المطامع الاستعمارية العدوانية . ان سورية الضعيفة العاجزة هي عالة على نفسها وعالة على العرب، فان لم تصبح ناهضة قوية فلا فائدة منها لا لنفسها ولا للعروبة . ان المقعدين المعاقين الخاملين لا مكان لهم بين الأقوياء. واقع العالم العربي مما لا شك فيه ان العرب عربان : عرب عاربة وعرب مستعربة ولا يستطيع أحد ان ينكر ذلك ، وهذا يعني انه يوجد عرب بالطبيعة وعرب آخرون بالاكتساب . يعني أيضاً وجود مجتمع طبيعي عربي للعرب العاربة الذين هم أبناء بيئة شبه الجزيرة العربية وطناً وشعباً وتاريخاً وثقافة ، وهذا المجتمع العربي الطبيعي هو امة قائمة بذاتها منذ بداية التاريخ الجلي، وسوف يستمر الى ما سوف يكون التاريخ. ويعني أيضاً ان المجتمعات الطبيعية الأخرى التي استعربت في حقبة زمنية اكتسبت اللسان العربي لغة لها يمكنها ان تكتسب لساناً آخر من غير ان تفقد طبيعتها التي تعود الى بداية التاريخ وسوف تستمر الى نهاية التاريخ اذا كان للتاريخ نهاية . يستخرج العالم الاجتماعي انطون سعاده في كتابه نشوء الأمم في الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان (الأرض وجغرافيتها)هذه القاعدة : " لا بشر حيث لا أرض ، ولا جماعة حيث لا بيئة ، ولا تاريخ حيث لا جماعة " . نستنتج من هذه القاعدة الواقعية العلمية ان اول مقومات نشوء البشر هو الأرض، واول مقوم نشوء الجماعة البشرية هو البيئة، واول نشوء للتاريخ هو الجماعة الانسانية في بيئة جغرافية معيّنة.وأصلح تعريف للأمة هو انها " جماعة من البشر تحيا حياة موحدة المصالح،موحدة المصير،موحدة العوامل النفسية-المادية في قطر معّن يكسبها تفاعلها معه ، في مجرى التطور ، خصائص ومزايا تميّزها عن غيرها من الجماعات " ولما كات الكرة الأرضية بيئات طبيعية وليست اصطناعية فان توزع البشر فيها هو شيء طبيعي وليس اصطناعي . واذا كان بامكان بعض الجماعات ان تنقطع عن جذورها في بيئتها وان تنتقل من بيئة الى أخرى، فان من المستحيل أن تنقل بيئتها الطبيعية معها. واذا كان باستطاعة جماعة ان تتبنى تقاليد وعادات ولغات واديان وافكار ومزايا جماعات أخرى وتنقلها الى بيئتها ، فان بيئتها الطبيعية بدون شك سوف تُخضع التقاليد والعادات واللغات والأديان والثقافات والأفكار والمزايا لطبيعة بيئتها الحارة او الباردة الصحراوية الجافة أوالسهلية الخصبة ، أو الحرجية أو الجبلية أو الساحلية البحرية أو الداخلية البعيدة عن البحار ناهيك انها لا تستطيع ان تنقل بيئة الآخرين الطبيعية من مكانها. فالطبيعي هو الثابت والاصطناعي هو المتحول . وبناء على ذلك نقول ان المجتمعات التي استعربت واتخذت اللغة العربية لغة لها ، واعتنق قسم من ابنائها الرسالة الاسلامية المحمدية عقيدة دينية لهم كان لها اسبابها في زمانها ولن تستطيع اللغة ولا الدين أن يلغي طبيعة الأرض التي نشأ عليها البشر ، ولاالبيئة التي نشأت عليها الجماعة ، ولا التاريخ الذي تكون بنشوء الجماعة. لأنه تاريخ حاصل ولا يمحيه من الوجود الا خالق الأرض والبشر وكل ما يمكن أن يحصل هو أن نضيف عليه احداث الفترة الزمنية التي مرّت على الجماعة ، والتاريخ مستمر لا يتوقف عند فترة ولا ينتهي بحصول حدث . ولهذا يجب ان نميّز بين المجتمع العربي الطبيعي في شبه الجزيرة العربية والمجتمعات العربية المستعربة التي اتخذت العربية لغةً واتخذ جزء من أبنائها الاسلام المحمدي عقيدة ولا يمكن القول ببيئة عربية واحدة ومجتمع عربي واحد . أي من الخطأ الواقعي والعلمي والطبيعي والعقلي القول ببيئة أو وطن عربي واحد ولا القول بمجتمع أو أمة عربية واحدة . بل هناك أوطان عربية وأمم عربية . وما ورد في مقال الدكتور أسامة عجاج المهتار الذي رد فيه على الدكتورة بثينة شعبان في 09 أيار 2016 هو كلام علمي واقعي لا غبار عليه حين قال : " رفض سعاده نظرة "الأمة العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج"، بل رأى عالماً عربياً يتألف من أربع أمم هي الأمة السورية في بيئة الهلال الخصيب ، والأمة العربية في (شبه الجزيرة العربية كلها، من هنا فصاعداً "العربة")، وأمة وادي النيل (مصر والسودان) ، وأمة المغرب الكبير (المغرب وتونس والجزائر وليبيا). " ظهور العروبة وتالقها ان العروبة الحقيقية الواقعية الفاعلة نشأت في الاساس مع النبيّ محمد (ص) وبعد ان تمكن من ايجاد نهضة العرب في الفكر والعقيدة والسلوك وانفتاح العقلية والسلوك والعمل الانشائي والبطولة الواعية المؤمنة التي حققت الانصهارالكامل بين الفكر السليم والعقل المنفتح والتطبيق الصادق والاخلاقية العالية التي وسمت العرب النهضويين بمزية الصدق في القول والجدية في الفعل والاخلاقية في التعامل ، وهذا ما جعل العالم الاجتماعي والفيلسوف أنطون سعاده يقول في محاضرته في النادي الفلسطيني في بيروت سنة 1933 تحت عنوان الاتحاد العملي في حياة الأمم: "وهل يضيرنا أن يكون بعضنا عرباً والعرب برهنوا بفتوحاتهم وما أدوه للمدنية من خدمات على أنهم شعب له مزايا تمكنه من القيام بأعباء المدنية متى وُجد في محيط صالح . فالعرب في الأندلس - والسوريون كانوا يشكلون قسماً هاماً في الأندلس ضمن التسمية العربية- كانوا من أهم عوامل ترقية المدنية في العلوم واطلاق حرية الفكر حتى أصبحت اللغة العربية لغة العلم في الشرق والغرب. وكثير ما يمكن التحدث به عن العرب" هذه هي عروبة النهضة التي أوجدها النبي محمد حين نقل العرب في شبه الجزيرة من حالة قبلية جاهلية الى حالة نهوض جعلهم " من أهم عوامل ترقية المدنية في العلوم واطلاق حرية الفكر حتى أصبحت اللغة العربية لغة العلم في الشرق والغرب"كما عبّر عن ذلك سعاده. هذه هي النهضة العربية التي قامت أولاً على القيم الروحية العليا التي أتى الدين المحمدي لترسيخها بين الناس، وثانياً على لغة فصيحة صادقة تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة ومخاطبة الناس على قدر عقولهم بالتي هي أحسن ، وثالثاً على اخلاقية مناقبية راقية ، ورابعاً على عقلية منفتحة على كل جميل ، وخامساً على دولة عادلة مبادؤها صحيحة وأبناؤها يستطيبون الشهادة في سبيل حياة أعز، وقائدها نبيٌّ أخلاقيٌ كريم فصل بين شؤون الدين وشؤون الدنيا بكلام قرآني صريح "" إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة. إن الله على كل شيء شهيد".تاركاً فيها الله أمر الحكم بين الناس لقضاة الدولة على اساس العدل، ومحتفظاً بالحكم النهائي لذاته في نهاية المطاف لكي لا يظلم أحد، ولا يضيع حق أحد حتى ولو كان مقدار ذرة . نبيٌّ " نظّم حياة الناس وفق قواعد اخلاقية سلوكية تحكمها قيم عليا روحية هي: الحق والعدل ، والاخاء ، والمساواة ، والخير، والنفع ، والرحمة، والعفو...وسائر مكارم الأخلاق." كما ورد في محاضرة المفكر السوري القومي الاجتماعي الأمين هنري حاماتي في 20و22/1999التي كانت تحت عنوان(العروبة علميا) والتي القاها في مدينة دير الزور وفي حماه السقيلبية . هذا هو النهج الذي سارت عليه دولة النبيّ محمد التي انتجت العروبة . ولأن النبيّ محمد كانت عروبته صدق وأمانة وواقعية وحق وعدل فقد احتلت العروبة مركزها الرفيع في الثقافة الانسانية وبدأ الشعور بها كقيمة مثلى ودخلت أعماق الحضاريين في المجتمعات المجاورة التي لم تكن في الأصل عربية مثل سورية، ووادي النيل ،والمغرب العربي الكبير ، وحوّلت كتابتها وقراءتها الى اللغة الجديدة وتبنّت العربية لساناً وكتابة وقراءة وكان لها اليد الطولى في تنمية وتطوير وتحسين مستوى هذه اللغة فكراً وأدباً وفلسفة ونحواً وصرفاً وإعراباً وبياناً وسائرالمحسنات النحوية وغير ذلك مما جعلها قادرة على استيعاب المعارف والعلوم والفنون حتى اصبحت شعوراً جياشاً وعاطفة متدفقة في نفوس الناطقين بها من عرب الأعاربة والعرب المستعربة يصعب نكرانها والاستغناء عنها لدخولها في الأعماق واكتسابها مكانة عالية في نفوس المثقفين والبسطاء العاديين على السواء الى جانب تحوّلها الى خزانة للتراث الفكري والأدبي والعلمي والفلسفي والفني . لقد صنعت النهضة العربية دولة كبيرة ،والدولة مجتمع اصطناعي وكل اصطناعي زائل. أما الأمة فانها مجتمع طبيعي وكل طبيعي دائم . والعروبيون الوهميون الرومنسيون يخلطون ما بين الطبيعي والاصطناعي. فاذا كانت العروبة النهضوية في عزها لم تستطع أن تمحو وتزيل طبيعة الاوطان والأمم والقوميات فهل يصدّق عاقل بعد ان سقطت العروبة الناهضة وتحولت الى عروبات وهمية معاقة ان تغيّر طبيعة الاوطان والامم والقوميات وتجعلها أمة واحدة ووطناً واحداً وقومية واحدة ؟ العروبة سلاح اعلامي ودعائي ولأن عروبة النبيّ محمد الراقية التي تغلغلت في النفوس لرقيّها ونزعتها الاخلاقية السامية،ولأن رسالة النبي محمد جاءت كما أعلنها " لاتمام مكارم الأخلاق " فقد امتزجت الدعوة الدينية بالدعوة اللغوية العربية ، واحتلت العربية مكانة رفيعة بفضل نشأتها والتعاليم التي حملتها والمعاني الروحية والفكرية والعلمية، والسلوكية الانسانية الصادقة الأمينة التي مارستها في بداية أمرها حتى صارت لفظة العروبة ذات شأن كبير وشهرة بارزة في الاعلام والدعاية وترويج الأفكار وحتى غير الواقعية والصحيحة منها مما جعل الكثيرين من اصحاب المنافع الانانية الشخصية يلجؤون اليها لتسويق افكارهم ودعاياتهم وتمرير مخططاتهم الخصوصية ، ولأنه لا مجال لانشاء دولة دينية في هذا العصر فقد كانت الدعوة العروبية بديلاًعن الدعوة الدينية وهذا ما جعل المتعصبين المذهبيين يحرَّكون ويتهافتون على قبول الدعوة الى"الأمة العربية الواحدة النافية للأمم العربيةوالقومية العربية المستغنية عن قوميات أممها " وقد تنبه الى هذه الظاهرة أنطون سعاده في كتابه (الاسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية) حيث قال: " لما لم تكن العروبة المقصود بها وحدة الأقطار العربية اللسان والمحمدية الدين سوى لفظة مبدلة من الوحدة الدينية المحمدية لتدل على وحدة دينية محدودة باللغة،بدلاً من الوحدة الدينية المطلقة التي كانت غرض الدعاوة الرجعية الأولى الى اعادة انشاء الدولة الدينية ، كانت لفظة ذات قوة اذاعية عظيمة في الغوغاء يحرَّض بها ويحرَّك ويثار. وهذا ما تنبه له السياسيون الشخصيون ذوو المطامح والمطامع السياسية الفردية ، الذين يهمهم استثمار الدهماء وبناء المجد الشخصي قبل افادة الأمة وبناء المجد القومي" الدعوة الدينية عامة والدعوة العربية محدودة .الدعوة الدينية الى جميع بني البشربغض النظر عن اتنياتهم وعروقهم وأجناسهم والوانهم ومذاهبهم ولغاتهم ومناطقهم وقاراتهم وهذه هي كانت دعوة النبيّ محمد (ص). والدعوة العربية محدودة وموجّهة الى مجتمعات معينة تنطق باللسان العربي. انها دعوة مغلّفة بالدين تهدف الى بناء دولة دينية تحت عباءة لغوية نظراً لاستحالة نشوء دولة دينية تشمل البشر جميعاً بعد أن وصل رجال الدين المسيحي الى الطريق المسدود في قيام الدولة العالمية المسيحية والاكتفاء بكيان روحي تمركز في الفاتيكان ولم يعد له سلطة تنفيذية تستأثر بتنفيذ قرار رجال الدين المسيحي على المجتمعات التي يدين ابناؤها بالعقيدة المسيحية. الدولة الدينية أصبحت من الماضي في هذا العصر ولا قيام لها ولو تموهت بشتى الألوان اللغوية والدينية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكل ما يمكن اختراعه واكتشافه من ألوان الا اذا تقهقرت البشرية الى العهود الخوالي وعاد الانسان الى مراتب عقليته البائدة. لقد انتصرت قومية المجتمع الواحد الموحّد على كل ما عداها من أفكار ومذاهب وأديان ولغات وثقافات ومفاهيم تسلطية قهرية مهما كانت على الرغم من تغلَّفها وتموّهها بالخداع والتحايل والدعاية والنفاق . وليس بمقدور جماعة تكفيرية دينية أو مذهبية أو لغوية أو اتنية أو استعمارية أن تفرض مفهومها بشكل مطلق واستبدادي وتسلطي ظالم كقطب واحد على هذا العالم المتعدد الأمم والقوميات، ويحسن بنا أن نُذكّر بالمثل الدارج الذي يقول:" ان من يُكبَّر الحجر لا يستطيع أن يحمله ولا أن يضرب به "مهما غرته نفسه وتوهم أن أن باستطاعته أن يحمله ويضرب به . مشروعان جديان لا ثالث لهما في المنطقة المشروع الأول هو المشروع الاستعماري الاستيطاني الذي اعدته الدول الاستعمارية بعد ان أدركت ان زمن الاستعمار الذي تقوم به دولة بمفردها قد انتهى وولى ولذلك عليها ان تفكر بطريقة جديدة تقوم على التحالف والتعاضد وشراكة الدول الاستعمارية لكي لا تختلف فيما بينها ولذلك انشأت ما يسمى" بمنظمة الأمم المتحدة " وهي في الواقع منظمة الدول الاستعمارية التي انتصرت في الحرب العالمية الأخيرة وهي التي أنشأت ما يسمى بالدول المستقلة .وحقيقة هذه الدول المستقلة هي دوائر وتقسيمات ادارية او بلديات او اقضية او محافظات او ولايات يرعاها ويقودها تحالف الدول الاستعمارية التي أنشأت لها مجلساً أعلى هو مجلس الأمن الدولي بقيادة حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي أقنعت اليهود الأغبياء الصهاينة بانشاء ما يسمى"دولة اسرائيل من الفرات الى النيل" ليتم للتحالف الدولي الاستعماري أولاً السيطرة وثانيا وهو الأهم السيطرة الدائمة المستمرة.ولأجل هذا أنشأت ثكنة عسكرية ساهم في انشائها ويساهم في دعمها ورعايتها وتمويلها وحمايتها دول التحالف الاستعماري وهذه الثكنة هي ما أطلق عليه "اسرائيل" و لحماية هذه الثكنة وتأمين مصالح التحالف الدولي الاستعماري أنشأ هذا التحالف وساعد على انشاء مخافر أو مراكز استطلاع حولها هي هزالات الحكومات التي أنشأتها ووظفتها لتخدم مصالحها في معاهدة سايكس – بيكو وذلك لتزودهذه الثكنة العسكرية بالمعلومات عن كل حركة او تململ يمكن أن يحصل من أبناء البلاد ضد دول التحالف حيث تقوم ثكنة اسرائل بارسال المعلومات الى الرعاة الأسياد في واشنطن وباريس ولندن لاتخاذ اجراءات القمع المناسبة. وهذا هو المشروع الصهيوني الاستيطاني الذي هدفه القضاء علينا شعباً وتاريخاً وحضارة ومصيراً ، وهو في الحقيقة والواقع مشروع استعماري استيطاني اميركي انكليزي فرنسي استخدم ويستخدم دواعش اليهود الصهاينة المدعين اصطفاء الله لهم دون سائر البشر كما استعمل في الماضي دواعش الأوروبيين المساكين الأغبياء في الحروب الصليبية ، ويستعمل اليوم دواعش المسلمين التكفيريين الذين آمنوا وهماً وهوساً وبهتاناً انهم خير أمة أخرجت للناس بهمجيتهم ووحشيتهم وخرافاتهم وشرور طباعهم ، وكأن الله ما خلق الناس الا ليكونوا خدماً وعبيدا للمستعمرين المجرمين الظالمين العدوانيين . فالمشروع الصهيوني هو مشروع يهودي صهيوني بالاسم . أما في الواقع والحقيقة فهو مشروع استعماري استيطاني اميركي انكليزي فرنسي صهيوني وتقوده حكومة واشنطن المستكبرة المتغطرسة المريضة بداء الجنون الذي ليس له دواء الا الاجتثاث من الانسانية بعد أن سقطت من عالم الانسانية . أما المشروع الثاني فهو المشروع او الخطة التي أشار اليها العالم الاجتماعي انطون سعاده حين قال وهو في سنّه المبكرة في مقالة له نشرت في مجلة المجلة في 01/02/1925في سان باولو- البرازيل " رغماً من كل ما تقدم، ومن أن الحركة الصهيونية غير دائرة على محور طبيعي، تقدمت هذه الحركة تقدماً لا يستهان به. فإجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة، وإذا لم تقم في وجهها خطة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح. ولا يكون ذلك غريباً بقدر ما يكون تخاذل السوريين كذلك إذا تركوا الصهيونيين ينفذون مآربهم ويملكون فلسطين. حتى الآن لم تقم حركة سورية منظمة في شؤون سورية الوطنية ومصير الأمة السورية. لذلك نرى أننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا. فنحن أمام الطامعين والمعتدين في موقف تترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما: الحياة والموت. وأيُّ نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها." نستنتج من هذا الكلام ان مشروع اسرائيل الاستعماري الاستيطاني لا يتوقف عند حدود جزء من سورية الطبيعية بل هو يهدف الى القضاء على المجتمع السوري برمته والقضاء على المجتمع السوري في بلاد الشام والرافدين يعني قيام المجتمع الاسرائيلي على الارض الممتدة من نهر النيل الى جبال طوروس وفي حال تمكن الصهاينة بدعم المستعمرين يصبح العالم العربي بكليته تحت هيمنة استعمارية ظالمة ربما الى أبد الآبدين حيث يقضي مشروع اسرائيل على المجتمع السوري ويفصل بين شبه الجزيرة العربية ووادي النيل ويسيطر عليهما سيطرة كاملة ، وفي حال سيطرته على شبه الجزيرة العربية ووادي النيل تصبح السيطرة الاستعمارية على المغرب العربي الكبير تحصيل حاصل . وهذا ما جعل أنطون سعاده يبحث عن وسيلة ناجعة لانقاذ سورية مما يخطط لها اولاً فينقذ بانقاذ سورية عالمها العربي أيضاً من الذل والهوان والانقراض . ولذلك كانت خطته التي رسمها فيما بعد ليست خطة لسورية وحدها بل خطة لانهاض العالم العربي بكامله على أسس واقعية عملية علمية وليست على شعارات وهمية ووعود كاذبة تؤّخر النهوض ولا تدفع الى الأمام . مشروع أو خطة انطون سعاده السورية العربية خطة انطون سعادة النظامية الدقيقة هي عقيدة تقوم على حق ودفاع عن الحق في مواجهة عقيدة تقوم على باطل وعدوان يقضي على الحق .وهذه هي الناحية الروحية النفسية الفكرية . أما من الناحية العملية فهي نظام جديد يقوم على عقيدة حق صالحة . نظام اساسه الحق والعدل ويرفض كل نظام اساسه الظلم والباطل . وقد صاغ لهذه العقيدة وهذا النظام دستوراً تضمن مباديء أساسية ومباديء اصلاحية وغاية تعبّر كلها عن فلسفة عملية جديدة لم تألفها الحركات الاصلاحية في التاريخ وهذا ما جعل انتشارها في البداية بطيئاً وصعباً لسبب ما حلَّ بأمتنا من الويلات والمصائب والمصاعب التي جلبتها علينا غزوات واجتياحات وعدوانيات الشعوب الهمجية البربرية . مباديء اساسية تعيد لمجتمعنا ثقته بنفسه ومعرفته لحقوقه وادراكه لمصالحه في الحياة وتركيز نضاله لتحقيق غايته المثلى وتطلعه الى مراميه البعيدة ومثله العليا . ومباديء اصلاحية تحسّن حالته وتحلّ مشاكله الداخلية وتعزز قواه وعافيته وترفع مستواه وتصونه من مصائب الداخل وتحصّنه في مواجهة مصاعب الخارج وتحميه من العوز والفاقة وتجعله قوة اجتماعية اقتصادية سياسية عسكرية يحسب لها العدو الحساب ويفرح بها الصديق ويعتز . وهذا ما كان واضحاً في مباديء الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي غايته التي نصت على أن " غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه وتعيد للامة السورية حيويتها وقوتها، وتنظيم حركة تؤدي الى استقلال الأمة السورية استقلالاً تاماً وتثبيت سيادتها . واقامة نظام جديد يؤمن مصالحها ويرفع مستوى حياتها ، والسعي لانشاء جبهة عربية . وان ايجاد جبهة من أمم العالم العربي تكون سداً ضد المطامع الأجنبية الاستعمارية وقوة يكون لها وزن كبير في اقرار المسائل السياسية الكبرى هو جزء متمم لغاية الحزب السياسية من الوجهة الخارجية . ان سورية هي احدى امم العالم العربي وانها هي االامة المؤهلة لقيادة العالم العربي ، وما النهضة السورية القومية الاجتماعية الا البرهان القاطع على هذه الأهلية " ويضيف أنطون سعاده ويقول في شرح غاية الحزب :" ان الذين بعتقدون ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يقول بتخلي سورية عن القضية العربية ، لأنهم لا يفهمون الفرق بين النهضة السورية القومية الاجتماعية والقضية العربية ، ضلوا ضلالاً بعيداً. اننا لن نتنازل عن مركزنا في العالم العربي ولا عن رسالتنا الى العالم العربي . ولكننا نريد، قبل كل شيء ن ان نكون أقوياء في أنفسنا لنتمكن من تأدية رسالتنا . يجب على سورية ان تكون قوية بنهضتها القومية الاجتماعية لتستطيع القيام بمهمتها الكبرى ". هذا ما ورد في غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي بشأن العروبة والعرب والعالم العربي ، وبناء الجبهة العربية التي يبنيها الأقوياء وليس الضعفاء. وسورية الضعيفة هي عالة على نفسها وعلى العروبة . والجبهة العربية لا تبنى بالشعارات والرغائب والأمنيات بل تبنى بالاعمال الواعية والأفعال البطولية . لقد ميّز سعاده بين سوريتين : سورية التخاذل والذل وسورية النهوض والعز رافضا سورية الذل ومصارعاً من اجل سورية العز . وكذلك ميّز بين نوعين من العروبة : العروبة الوهمية الزائفة والعروبة الواقعية الصحيحة . وشتان ما بين سورية الخاملة المتخاذلة وسورية الناهضة العزيزة. وأيضاً شتان ما بين عروبة وهمية زائفة وعروبة واقعية صحيحة . والذين اتهموا الحزب السوري القومي الاجتماعي بانه عدو العروبة هم أولئك الذين خلطوا العروبة الزائفة بالعروبة الصحيحة فعمموا الفاسد والصالح ولم يدركوا ان الصلاح والفساد لا يتفقان وان الحق والباطل لا يجتمعان وتمويه الفاسد بالصالح هوصالح في المظهر وفاسد في الجوهر وبئس الصلاح الذي يستر الفساد . نعم ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يرفض النزعة السورية الفاسدة كما يرفض النزعة العروببة الزائفة وكل ثقافة زائفة وفاسدة.وليس أدل على العروبة الزائفة من قول انطون سعاده في كتابه ( الاسلام في رسالتيه المسيحية والمحمدية ) التالي " العروبة التي تهمل المباديء الجغرافية والاقليمية والسلالية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية الاجتماعية ، أي جميع العوامل التي توجد الواقع الاجتماعي ، وتتكفل بحفظه ولا تستند الا الى الدين والى اللغة بمقدار هي عروبة زائفة لا نتيجة لها غير عرقلة سير المباديء القومية الاجتماعية الصحيحة في سورية والأقطار العربية عامة ، وإعطاء الدول الأجنبية كل فرصة للتسلط على أمم العالم العربي والتغرير بها وإذلالها . هي عروبة زائفة لأنها لا ترمي الى نهوض أمم العالم العربي ، بل الى ايقاد نار الفتنة الدينية والحرب الداخلية في كل أمة مؤلفة من أكثر من ملة المحمديين . إن أصحاب هذه العروبة هم أعداء العرب الحقيقيون لأنهم أعداء نشوء القومية الصحيحة في كل أمة من أمم العالم العربي وأعداء نهوض كل من هذه الأمم كرجل واحد لنيل سيادتها وحقوقها والارتقاء نحو مطالبها العليا المكونة من نسيج شعورها وآمالها ومطامحها وأشواقها الأصيلة في نفس كل أمة ومزاجها ." ان الخطة التي وضعها انطون سعادة لمجتمعه السوري ومجتمعات العالم العربي ليست لعروبة العالم العربي الزائفة بل للعروبة الواقعية الصحيحة التي تنادي كل مجتمع من المجتمعات العربية أن ينهض بنفسه ليصبح قوياً قادراً على مساعدة غيره من أشقائه على النهوض، وتناشد المجتمعات العربية الواقعية في المغرب العربي ان ينهض بقوميته الاجتماعية ، وفي وادي النيل أن ينهض بقوميته الاجتماعية، وفي شبه الجزيرة ان ينهض بقوميته الاجتماعية لتلتقي هذه النهضات مع بعضها وتشكّل القوة الفاعلة والسد المنيع الذي لايسمح باستفراد اي منها او التلاعب بمشاعر العرب ومصالحهم ، لأن أمان العرب لا يأتي ولا يحصل ولا يمكن أن يحصل من اصحاب الخطة الاستعمارية الاميركية الانكليزية الفرنسية الصهونية التي تريد القضاء على بعض العرب واستعباد بعضهم الآخر . الكلام الطلق يحتمل الصحة والزيف ان كلام الدكتورة بثينة شعبان في لقائها مع الميادين في 09 أيار 2016 تحت عنوان " الدلالات والخطوات" الذي جاء فيه :" إنّ أحداً في عالمنا العربي هذا لم يتوصل بعد إلى فكرة استراتيجية وخطة عمل تعمد إلى إلغاء الواقع الذي أوصل العرب كلهم إلى هذا الحضيض، وتضع الرؤى والتصورات التي يمكن أن تنقذهم منه، وتضع خريطة مستقبل مختلف وناجع لهم جميعاً. كي يحدث ذلك لا بدّ من الإيمان أولاً بفكرة أساسية بسيطة وسليمة وهي أن العروبة هي الحلّ." ان العروبة بالشكل المطلق المبهم الذي جاء على لسان الدكتورة بثينة شعبان والذي يحتمل معاني الزيف والصحة ، والوهم والواقعية ليست حلاً بل الحل في العروبة الواقعية الصحيحة التي هي قومية اجتماعية سورية في بلاد الشام والرافدين، وقومية اجتماعية في مجتمع وادي النيل ، وقومية اجتماعية في مجتمع المغرب العربي الكبير ، وقومية اجتماعية في مجتمع شبه الجزيرة العربية . هذه هي العروبة التي يمكن تسميتها بالحل لأنها تقوم على نهضة كل مجتمع من هذه المجتمعات التي تعني قوميتها يقظتها ووعيها لذاتها واعتمادها على نفسها وتعاونها مع شقيقاتها العربيات لخير نفسها وخير عالمها وخير انسانيتها فيقوى العالم العربي بقوة مجتمعاته القوية الناهضة ، وهذه هي الخطة العملية الواقعية الصحيحة الصالحة التي تلغي الواقع المرير الذي أوصل العرب الى الحضيض ، وهذه هي الرؤية التي تنقذهم ، وهذه هي خريطة الحاضر والمستقبل الذي يضع حداً للمآسي في داخل هذه المجتمعات ويكون سداً في وجه المطامع الخارجية بقوة الجبهة العربية الواقعية الصحيحة لا في تبعيته لدول التعدي فيتحقق أمن العرب وأمانهم ورقيهم وتقدمهم وتأمين مصالحهم وتتحقق أجمل أهدافهم ويحتلون المكان اللائق بهم بين عوالم الأقوياء. ان العروبة التي تتجاهل الواقع الطبيعي هي عروبة نفاقية لا تزيد ابناء الشعوب العربية الا ضلالاً ووهماً وضعفاً واهتراء . لا أحد ينكر ان العرب قبل محمد كانوا جاهليين ، وبعد محمد كانوا فتنويين . فالخوارج الذين شوهوا الاسلام كان عربا ، وبني أمية كانوا عرباً، وبني العباس كانوا عرباً ، وعرب بني العباس هم الذين ساعدوا العثمانيين على اخضاع العالم العربي للبرابرة العثمانيين السلجوقيين ولا يزال حتى اليوم عرب عثمانيين يحنون لسيطرة بني عثمان عليهم وكذلك عرب انكليز وعرب فرنسيين وعرب اميركيين وعرب صهاينة يجهدون ليكونوا عبيداً في اسطبلات المستعمرين الظالمين ، ولا يمكن نكران هذه الحقائق . فأي نوع من أنواع العروبة هي الحل غير العروبة السورية القومية الاجتماعي . ان الذي يجري في بلادنا اليوم هو صراع حياة وموت بين باطل اعدائنا المستعمرين العدوانيين الاستيطانيين الذي وضعوا الخطة النظامية الدقيقة التدميرية لوجودنا ويساعدون اليهود الصهاينة على تنفيذها ، وبين حقنا الذي وضع خطته العقائدية النظامية الدقيقة انطون سعاده في مباديء الحزب السوري القومي الاجتماعي وغايته ونظامه لنهضة سورية ونهضات المجتمعات العربية ونهوض العالم العربي كله . النظرية السورية القومية الاجتماعية يقول أنطون سعاده :" ان النظرية السورية القومية الاجتماعية هي النهوض بسورية القومية الاجتماعية أولاً ثم سلك سياسة تعاونية لخير العالم العربي . ونهضة الأمة السورية تحرر القوة السورية من سلطة الأجانب وتحولها الى حركة فعالة لانهاض بقية الأمم العربية ومساعدتها على الرقي.وهذه العروبة السورية القومية الاجتماعية هي العروبة الصحيحة الصريحة غير الملتوية . هي العروبة العملية التي توجد أكبر مساعدة للعالم العربي وأفعل طريقة لنهوضه . انها ليست عروبة دينية ولا عروبة رسمالية نفعية ولا عروبة سياسية مرائية . انها عروبة مُثُلية لخير العالم العربي كله ". هذا هو المفهوم العروبي الواقعي الصحيح الذي تعمل لإنتصاره الحركة السورية القومية الاجتماعية في الوطن والمجتمع السوري وفي جميع جميع الأوطان والمجتمعات العربية لينهض كل مجتمع بنفسه وليصبح قوة فاعلة ويساعد على انهاض العالم العربي ورقيه . ان العالم العربي لن يصبح قوياً الا اذا صارت مجتمعاته قوية.فقوة كل مجتمع عربي هي قوة للعالم العربي، وقوة العالم العربي هي في قوة مجتمعاته وقوة اضافية لمجتمعاته . وضعف اي مجتمع من مجتمعات العالم العربي لا يعود عليه الا بالضعف ولن يقوم ابداً عالم عربي قوي ومجتمعاته ضعيفة . نداء لأعزاء العرب الواقعيين الشرفاء ارحموا أنفسكم يا ابناء الشعوب العربية وذراريكم وأجيالكم وانهضوا بمجتمعاتكم تصونوا أنفسكم، وتنصروا العروبة الواقعية الصحية لا العروبة الزائفة الوهمية ، وتُعزّوا أنفسكم وتُعزوّا العروبة. فليست العروبة السورية القومية الاجتماعية الا جبهة حق سورية وخير سورية وجمال سورية التي هي جبهة حق العرب وخيرهم وجمالهم وقد أعلن واضع الخطة انطون سعاده بكل وضوح : " اننا نحن السوريين القوميين الاجتماعيين نوجه كل قوانا فيما يختص بالمسائل القومية الاجتماعية الى أهداف أمتنا نحن. أما فيما يختص بالمسائل المتعلقة بالعالم العربي كله فاني أعلن انه متى أصبحت المسألة مسألة مكانة العالم العربي كله تجاه غيره من العوالم فنحن العرب قبل غيرنا ، نحن جبهة العالم العربي وصدره وسيفه وترسه ، نحن حماة الضاد ومصدر الاشعاع الفكري في العالم العربي كله " . القومية الاجتماعية هي الخطة والحل العروبة التي تتنكر لمآثر مجتمعاتها التي سبقت رسالة الاسلام عروبة ممسوخة ، والعروبة التي لا تعترف يمنجزات مجتمعاتها بعد ظهور الاسلام وتحاول ان تجمّد التطور والنموّ هي عروبة مشوّهة. أما عروبة العقل الذي وهبه الله للانسان لكي يفعل في الوجود فعله العظيم فهي هي العروبة الصحيحة التي تحفظ وتحافظ على كل جيّد مضى وكل عبرةٍ مرّت وكل منقبةٍ رفعت قيمة الانسان وحسّنت مستوى الثقافة و عولمت الحضارة وآمنت ان الله هو قبل الرسالات والرسل وهو أبقى من الأديان والمتدينين ولن يرضى ان يتوقف سير التاريخ عند خزعبلات هوس المهوسين ، وخرافة الخرافيين ، وجهالة الجاهليين ، وعربدة التكفيريين وغطرسة المستكبرين الذين لا يرون في هذا الوجود البديع الا نفوسهم الحقيرة التي تنضح شراً واجراماً وظلما .الا بئس العروبة الزائفة الوهمية ونعم العروبة العقلية الواقعية الصحيحة . ***انتهى*** |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |