شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-08-09 |
دستور الحزب السوري القومي الاجتماعي تعاليم وقانون والتعاليم فوق القانون لا تحته |
وصلني رسالتان من رفيقين عزيزين ايليا باز وشحادي الغاوي ذكّراني برفيقين عزيزين جداً راحلين كانا في طلائع النشاط الطلابي القومي الاجتماعي حيث عملا معنا في فترة الستينات بعد محاولة ثورة الحزب على النظام الطائفي في لبنان وهما الرفيق ملحم الغاوي المحترم ورئيس الحزب الأسبق الامين داوود باز الجزيل الاحترام. وأصوب الكلام بعد رحيلهما هو أن نقول " البقاء للأمة " لأننا كأفراد كلنا راحلون وكنفوس عظيمة باقون ببقاء أمتنا وببقاء الحزب العظيم الذي يجاهد في سبيل نهضتها ورقيّها . أشكرهما شكراً كبيراً على لطافة كلامهما القومي الاجتماعي الذي اعتدنا عليه في حزبنا بالنسبة لي ، والذي يعبّر عن رقيّ اخلاقهما السوربة القومية الاجتماعية ، وعلى حرصهما على سلامة القضية ، وعلى اهتمامها بالحزب السوري القومي الاجتماعي وحاجته الى قراْة جديدة حيث ورد في رسالة الرفيق ايليا باز هذه العبارة : " نعم الحزب بحاجة الى قراءة جديدة علمية شفافة بما له وبما عليه بتجرد ومنهجية لا علاقة لها بالتحزب وحب السلطة والتسلط ". هذه هي لغة الرفقاء السوريين القوميين الاجتماعيين التي درّبهم عليها مؤسس حزبهم ليكونوا رواد مخاطبة أبناء أمتهم بأسلم ما يكون من النطق ، وأخير مايكون من الكلام ، وأحكم ما ينبغي من الخطاب لأن من يحمل عقيدة حق وخير وجمال كعقيدتهم لا يمكن أن يكون الا طليعةً في مواكب انتصار الحق والخير والجمال . التمييز بين الشخصية الطبيعية والاعتبارية لا بد من التوضيح ان بين الشخصية الطبيعية وبين الشخصية الاعتبارية فرق لا يمكن تجاهله لأن الشخصية الطبيعية شيء والشخصية الاعتبارية شيء آخر . وهذا شيء بديهي ولا يخفى على الرفقاء . الشخصية الاعتبارية هي شخصية الحزب والشخصية الطبيعية هي شخصيات الافراد الذين انتسبوا الى الحزب . فاذا صح القول ان الافراد بحاجة الى قراءة جديدة علمية شفافة ليفهموا حقيقة شخصية حزبهم الاعتبارية، فانه لا يصح القول بان الحزب بحاجة الى مثل هذه القراءة. الحزب السوري القومي الاجتماعي شخصية اعتبارية قوامها العقيدة بمبادئها الاساسية والاصلاحية والغاية والمؤسسات الحامية والضامنة والعاملة على تحقيق نهضة الامة وانقاذها مما طرأ ويطرأ وسيطرأ عليها من صعوبات ومصاعب . ان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو وسيلة النهوض بالأمة بكاملها ولا يستثني من مكوناتها أيّ مكوّن لا الأرض ولا الناس ولا جيلاً او أجيالاً ما دام للانسان وجود على هذا الكوكب . ولهذا أرى أنه ينبغى قبل أن نطلب من الأشخاص الطبيعيين أي الاعضاء أن يقوموا بقراءتهم الجديدة العلمية الشفافة للحزب بتجرّد ومنهجية أن نعرف الى أي درجة وصل وعيّ القوميين الاجتماعين لطبيعة حزبهم تعاليماً ونظاماً وقوانين وأغراضأً ومرامي . وهل هم كانوا خلال الفترات الماضية على مستوى يؤهلهم لتحقيق تلك الأغراض والمرامي ؟ أم أنهم قصّروا في تحقيق تلك الآهداف ؟ وما هي أسباب النجاح واسباب التقصير ؟ وهل هي أسباب داخلية أم خارجية أم ان هناك اسباب داخلية واسباب خارجية الى جانب الأسباب الشخصية ؟ فاذا اتفقنا على وجود أزمة فيجب علينا أن نعرف أسباب تلك الأزمة لأن معرفة الاسباب تساعدنا على المعالجة الفعالة. فبمعالجة الأسباب لا معالجة النتائج تنتهي الأزمة ونتجنب المزيد من الأزمات الطارئة. فالحزب السوري القومي الاجتماعي، لأنه شخصية اعتبارية ، لم يكن ولا مرة في أزمة ولا هو الآن ولن يكون في أزمة في المستقبل ، أما الاعضاء المأزومون فهم الأزمة في الحزب . الجمعيات والتنظيمات والأحزاب الخيّرة أو الشريرة تكون خيّرة أو شريرة بأعضائها . فاذا كانوا أخياراً ظهر عليها الخير وكانت في المجتمع قدوة خير. واذا كانوا أشراراً لا مجال لاخفاء صورة شرها ونتائجه عليها وعلى المجتمع الذي تعمل ضمنه . وكذلك العقائد الصالحة او الفاسدة تكون بحسب طبائع منتسبيها صلاحاً أو فاسداً . المجرم الذي يعتنق المسيحية على سبيل المثال مسيحيته اجرام . والعدواني الذي يؤمن بالمحمدية ايمانه عداوة .والفوضوي الذي ينتسب الى حزب القومية الاجتماعية قوميته الاجتماعية فوضى ولهذا فان القراءة الواضحة هي ان لا نغمض العيون اذا اردنا أن نرى الجمال والقباحة على حقيقتيهما، ولا نخطيْ التقدير مهما كان مزعجاً . اليس سعاده هو القائل في محاضرته الأولى في 07 كانون الثاني :" اذا كنا بطبيعتنا أشراراً فلا يوجد قواعد تغيّر هذا الطبع ، وحين لا يوجد للحق والخير والجمال ضمان من أنفسنا ، فلا يمكن كل مفكري العالم انقاذها من طبيعتنا ". ان الذين يشككون برفقائهم المسؤولين العاملين في الحزب المركزي وينتفضون ويتجمهرون ويتظاهرون انما يكفِّرون رفقاءهم مسؤولين في مجلسه الأعلى أو مجلس العمد أو المجلس القومي أو العمدات او المنفذيات او المديريات او مجالس المنفذيات ومجالس المديريات وينسبون اليهم كل فرية ويعملون لاقصائهم ويخلقون كل المبررات لتكفير رفقائهم. انهم بعملهم هذا يهيؤون هم بأنفسهم الذرائع من اجل تكفير رفقائهم لهم والمطالبة باقصائهم عندما يتسلمون سلطات فاعلة في الحزب.وهذا ما يريده أعداء الأمة السورية وأعداء الحزب. أهذا كل ما يسعون اليه ؟ ألم ينضج رفقاؤنا الغيورون مما مرّ على الحزب في عهد الزعيم وبعد رحيل الزعيم منذ حادثة الغاء رئاسة الامين عصام المحايري حتى انتفاضة الأمين جورج عبد المسيح وغيره من الأمناء والرفقاء الى نشوء الحزب الكياني الشامي برئاسة الامين عصام المحايري والأمناء الذين تضامنوا معه وحتى تنظيمات هذه الأيام وحركاتها وتظاهراتها التي تضم أمناء كانوا بارزين ورفقاء مضحين ؟ الحزب في عقيدته يدرك طبيعة الصراع في الحياة ان الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي اسسه سعاده من اجل نهضة الامة السورية يدرك تماما طبيعة الصراع في الحياة وطبائع الناس في داخله وفي خارجه ولا يتنكر لكل ما هو طبيعي فطري ولكل ما هو مكتسب، ولا يتنكر أيضاً حتى للذين أساؤوا اليه عندما يعملون صالحاً ، ولا لأعمالهم الماضية اذا كانو قد عملوا ما يفيد المجتمع على الرغم من كل ما بدر منهم من أعمال أساءت الى الحزب ،لأن ما ظهر منهم من أخطاء عندما كانوا مسؤولين ظهر باسم الحزب والحزب لا ينكر أخطاءه مهما كانت جسيمة ومضرّة. ومنهج سعاده كان صريحاً في معالجة الأخطاء حين قال بكل وضوح " وسط الأخطاء والتخبط وقفنا ونظرنا وبحثنا في المشاكل والطرق وعولنا في الأخيرعلى أهداف صحيحة وطريق واضحة.هذه الطريق يمكن أن نسميها طريق الوعي القومي الاجتماعي الذي يؤمن لنا الخروج من التخبط في ماهية حقيقتنا. في من نحن وما هو وجودنا وما نبغي في الحياة." التعويل في اصلاح الأخطاء بحسب ما أوضح سعاده في حزبنا لا يكون ولا يثمر الا اذا كان على أساس وعيّ الأهداف الصحيحة والطريق الواضحة. ودستورنا في هذا المجال واضح يقوم على التعاليم القومية الاجتماعية والنظام القومي الاجتماعي الذي هو القانون. والتعاليم هي الأساس الراسخ مع الزمان وهي فوق القانون لا تحته والغلبة ينبغي ان تكون لها لا للقانون مهما كانت مواده متماسكة بديعة . والعظماء في التاريخ عظماء بتعاليمهم لا بقوانينهم والأمم العظيمة انتصرت بتعاليمها الراقية وليس بقوانينها . فلولم تكن تعاليم السيد المسيح نورانية عظيمة بالمحبة لما بقي لها أثر ولما بقيَ له اتباع صالحون مهما تمسكوا بقوانين الكنيسة والزاماتها ، ولولم تكن تعاليم النبي محمد عظيمة بالرحمة وبالالـه الرحمان الرحيم لتشتت اتباعه وصاروا هباءً منثورا مهما التزم اتباعه بالشريعة والقوانين. وكذلك نقول لولم تكن تعاليم سعاده تعاليم رقي وسموّ في بناء الحياة الجيّدة الصالحة لما بقي للحزب الذي اسسه وجود بعد كل تلك المظالم التي ارتكبت بحق المنتسبين اليه منذ تأسيسه وما تزال . الم يشرح لنا سعاده ذلك بقوله : " لم يتغلب الحزب السوري القومي الاجتماعي على جميع الاضطهادات التي وجهت اليه بمجرد النظام بل ان تغلب الحزب على الصعوبات التي وضعت في طريقه يعود الى سر المحافظة على النظام والتقيّد به . وهذا السر ليس في النظام نفسه بل في العقيدة التي وراءه وفي الهدف الذي أمامه . فقد تفكك نظام الحزب في بعض الأوقات ثم لم يلبث أن عاد الاتصال الى النظام . ان سر النجاح ليس في النظام بل في القوة التي تحرك النظام ." بناء عليه اقول ليس الحل في انتفاض الأعضاء وثورتهم وتظاهراتهم وتحركاتهم وتشكيل حركات ضد المجلس الأعلى ورئاسة الحزب والأمناء واجبارهم على حل المجلس الأعلى وتقديم استقالة أعضائه واستقالة رئيس الحزب والغاء رتبة الأمانة واعادة تكوين السلطة الحزبية وفقا للشرائع والقوانين والمحاكم بواسطة الانتخاب من الأعضاء كما يحصل في غالبية بلدان العالم التي انفجرت فيها الثورات الملونة الصهيو- اميركية، بل الحل يكون في فهم التعاليم السورية القومية الجتماعية فهماً صحيحا عميقاً لأن حزبنا حزب تعاليم ثابتة كانت وتبقى وسوف تستمر فوق القوانين المتغيرة لاتحتها. واذا كان دستور حزبنا تعاليم وقانون، فان تعاليمنا المنبثقة من النظرة الشاملة الى الحياة والكون والفن هي أبقى من القانون. ولقد قال سعاده في هذا الشأن:" فالقانون يعاقب على الجرم،ولكنه لا يعين الفضائل، وهو يضع الحد ولكنه لا يشق طريق الارتقاء . إنه يحفظ نظام المجتمع ، ولكن ترقية نفسيته تبقى في مهام التعاليم المناقبية والنظرات الفلسفية في قواعد الحياة الاجتماعية ومثلها العليا." وحين قال سعاده أن " كل عضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي يشعر انه أخذ في التحرر من السيادة الأجنبية والعوامل الخارجية المخضعة ، لأنه يشعر ان الحزب هو بمثابة دولته المستقلة التي لا تستمد قوتها من انتداب ولا تستند الى نفوذ خارجي"كان يعني بدولة الحزب السوري القومي الاجتماعي دولة التعاليم المناقبية والنظرة الفلسفية الجديدة التي يقوم نظامها على قواعد الحياة الاجتماعية ومثلها العليا " ليُوجد طريقة العمل الموحّد المثلى لبلوغ الأهداف .ويُوجد التنظيم الذي يشمل المصالح الداخلية على اطلاقها ويوّحدها في مصلحة الأمة التي هي أساس كل نظام وتنظيم" وتعاليم الحزب كان مصدرها سعاده المعلم العالم الفيلسوف النابغة العبقري الذي لم يُنشئها بشورى، ولا باستشارات ،ولا بتوسل رخصة من حكومة، ولا باصدار قانون، ولا بتصويت جمهور.ولم تنشأ أيضاً بانتفاضة مجموعة ، أو مظاهرة فريق ، أو اضراب فئة كثُرت هذه الفئة أو قلت . هذا هو الحزب السوري القومي الاجتماعي دولة تعاليم جديدة راقية وانتصاره يكون بجهاد الذين يمارسون التعاليم ويحيونها في دقائق حياتهم وليس بتظاهر المتظاهرين ، واحتجاجات المحتجين ، ومعارضة المعارضين او موالاة الموالين أو الطالبين بفصل السلطات في حزب يمارس مبدأ تعاون السلطات من اجل تحقيق القضية القومية ولا يكون انتصاره أبداً بمناداة المنادين بحل المجالس العليا واستحداث سلطة تكون على مقياس رغباتهم وأهوائهم وشعاراتهم بل الانتصار يكون بالفهم الأعمق والمعرفة الأوسع والمناقبية الاخلاقية الأرقى والروحية النظامية الطاهرة التي تقوم على " الترّاحم الداخليّ الذي هو أساس كل مجتمع يريد ألا يخرب " كما عبّر عنه واضع التعاليم المعلم سعاده لتنتصر في الرفقاء فكرة الصراع الفكري الذي به لا بغيره تكون المعالجات أجدى والحلول أسلم ،لأن الصراع الفكري هو الأكثر انطباقاً على الأمم المتمدنة والجماعات المتنورة . صراع فكري بين الرفقاء في داخل المؤسسات لتتعمق معرفتهم ويبدعون ، وصراع فكري بين الرفقاء والمواطنين لتوضيح تعاليمهم بأجمل فكر وألطف أسلوب وبأحسن ممارسة . أن أسوأ حالة هي ان نصل الى طرح السؤل على أنفسنا:" من جلب على حزبنا هذا الويل ؟ " ومن أقنع أبناء العقيدة الذين تغذوا من فكر سعاده وممارسات سعاده وتضحيات سعاده فاستيقظ فيهم الوجان الاجتماعي أن يهبطوا من علياء وجدانهم القومي الاجتماعي الى درك الوجدان الفئوي ويتوهموا انهم تخلصوا من مساويء الوجدان الفردي الأناني ؟ أليس الوجدان الأناني هو سيّد الفئوية وسر تحوّل المجتمع الى فسيفساء فئويات تعشش فيها جراثيم التعفّن والاهتراء ؟ ألا يعني ان استنفار الروح الفئوية في فئة هو مبادرة لتأسيس تنظيمات فئوية و وفئويات غيرها مستقبلاً ؟ الا يحق لفئات أخرى أن تنتفض وتثور على الحركات التي ثارت على المؤسسات المركزية ؟ أم انها هي وحدها صاحبة الحق بالانتفاض ولا يحق لغيرها ان تثور عليها ؟ ومن الذي أعطاها هذا الحق الحصري ومنحها هذا الامتياز؟ لقد اتهمني بعض الرفقاء انني ظلمت "حركة الرفقاء الذين طالبوا بالاصلاح ،واعتبروا ذلك إساءة الى النهضة والحقيقة والضمير القومي التشكيك بمصداقيتهم القومية " وردي على ذلك ان هذا الاتهام غير صحيح لأنني عندما رفضت التنظيمات الاحتجاجية في الشةارع كنت ارفض حالة مرضية ينبغي ان لا تستشري وتعم ، وليس من حقي ان أظلم رفيقاً أو أطعن برفيق أواتحامل على رفيق.لأنني حين أفعل ذلك أكون قد تخليت عن قوميتي الاجتماعية. وما دام دستور الحزب أعطي لكل رفيق حقه الكامل بأبداء رأيه وتقديم شكوى حتى على أرفع مسؤول في الحزب فلماذا التحشيد والتكتل وخلق تجمعات في داخل الحزب متضاربة الأغراض والغرضيات ؟ وهل يعتقد الذين تحشدوا أن المحكمة الحزبية مالت الى جانبهم وحكمت بالطعن لمصلحتهم فباركوا حكمها ؟ وما هو موقفهم لو حكمت بغير الحكم الذي صدر ؟ وهل كانوا سيباركون حكمها ؟ وهل المحكمة الحزبية كالمحاكم الأخرى المنتشرة في العالم تحكم بحسب الطغوط التي تمارس عليها ؟ وهل اذا استجابت المحكمة للضغوط تبقى محكمة سورية قومية اجتماعية ؟. وهل لو تصرفت المحكمة لصالح المنتفضين او لصالح أعضاء مؤثرين في المجلس الأعلى يمكن ان تسمى محكمة قومية اجتماعية عادلة ؟ لو تحزبت المحكمة لطرف من الأطراف وتحاملت وظلمت لسقطت هي وقضاتها غير ماسوف عليها ولا على قضاتها .المحكة الحزبية ايها الرفقاء هي محكمة شكلتها وعيّنتها سلطة الحزب العليا وارادة السلطة العلية. والسلطة التي عيّنتها لتنطق بقرارالحق والعدل يمكنها ان تقيلها عندما تنطق بقرار الباطل والظلم . والحزب السوري القومي الاجتماعي كما قلت وأكرر هو دولة تعاليم نهضوية راقية وقوانينها لخدمة وتحقيق تلك التعاليم ، فاذا قصّرت القوانين والقضاة في خدمة التعاليم فقد سقطت القوانين وسقط القضاة واستبدلت القوانين بأخرى تخدم التعاليم واستبدل القضاة بقضاة يعون قدسية التعاليم ولا يوقعون قراراً باطلاً مجحفاً حتى لو قطعت أيديهم أو علّقوا على خشبات المشانق . لقد نطقت المحكمة الحزبية العليا بالطعن على قرار رأت فيه بعض الخلل وتقبّل المجلس الأعلى ورئيس الحزب المجدد له الأمين أسعد حردان الجزيل الاحترام الحكم بكل احترام فأعطوا بذلك للأعداء والأخصام والأصدقاء والرفقاء درساً في العقلية الاخلاقية القومية الاجتماعية ، ودرسأً في احترام التعاليم الراقية وفي كيفية نشوء الاحزاب التي تقوم على اساس التعاليم الراقية وكيف يجب ان تكون كيف تكون الدول القائمة على تعاليم الحق والخير والجمال والنظرة الصالحة الجديدة الى الحياة والكون والفن ، وكيف يجب أن تكون المحاكم الناشئة لخدمة الأغراض السامية وليست المحاكم التي تقوم على القانون وتحتال على الثغرات التي تعطّل العدالة . هذا هو الفكر الذي تعلمناه في المدرسة التي أنشأها سعاده أن لا نلج ولا نلح ولا ينفذ صبرنا ولا نضطرب أمام الأخطار بل يجب ان نواجه حتى الموت بابتسامة كما واجهه سعاده . لقد صبر حتى الموت واستشهد ولم ينفذ صبره بل قال :" أنا أموت أما حزبي فباق "ولم يقل أما الأمناء والرفقاء مهما ارتفع شانهم هم الباقون , ولذلك لم يترك وصية لأحد ولا وكالة ولا تخويلا ولا تفويضا الا للحزب بمؤسساته لأن الحزب هو الباقي والأفراد هم الذاهبون الراحلون وقد قال سعاده بهذا الشأن قوله الحكيم :" لا يمكن ولا يجوز أن يكون الافراد محكاً للعقيدة السورية القومية الاجتماعية والنظام السوري القومي الاجتماعي، بل يمكن ويجب أن يكون العكس أيّ أن يكونا هما محكاً للأفراد.فحين الأختيار بين العقيدة والنظام من جهة وفرد أو أفراد من جهة أخرى لا نتردد في التمسك بالعقيدة والنظام وترك الأفراد لمصيرهم ". لقد صبر سعاده حتى على الموت ولم يقلق ولم ينفعل ولم ينفذ صبره فهل تريدان أيها الرفيقان العزيزان وتأملان كما ورد في احدى الرسالتين"ان تستدرك يا رفيقي وتلتفت الى الفساد الذي دمر ويدمر الحزب وتصوب عليه بدل التصويب على من يتصدى له وأن كنت وكان كثيرون غيرك لا يوافقون على اسلوب التصدي الذي هم انفسهم لا يفضلونه ولكن اضطروا له بعدما سُدت السبل الداخلية" ؟ وهل انتهت الحياة وانتهى الصراع وسُدت جميع المنافذ والطرق ؟ وهل نحن ممن يستجرهم الأضطرار الى ما لا نقنع به ونؤمن ؟ ولنفرض ان مسؤولا او بعض المسؤولين قصروا في واجباتهم وتحمل مسؤولياتهم فهل يحق للرفيق القومي الاجتماعي ان يتخلى عن نظاميته واخلاقه ويلجأ الى الفوضى والتصرف الاعتباطي أم يمارس حقوقه المنصوص عنها في الدستور والتي لا يستطيع أحد حتى الرئيس أن يمنعه من ممارستها وحتى لو كانت ضد رئيس الحزب نفسه ؟ واذا كان صحيحاً انهم هم أنفسهم لا يفضلون الأسلوب الذي استعملوه فلماذا فضّلوا الفوضى على النظام ؟ وهل يليق بأبناء عقيدة نظامية أن يكونوا فوضويين ؟ لا أحب أن أطيل أكثر من ذلك بل أقول ان واجبي القومي الاجتماعي يمنعني من السكوت عن حالة مرضية تتسرب الى الحزب ولا يستفيد منها الا أعداء الأمة . مع تحيتي القومية الاجتماعية . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |