شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2016-12-23 |
انتصار حلب.. ماذا بعد... |
شكل انتصار الجيش السوري وحلفاؤه في حلب نقطة تحول مهمّة، فبعد حوالي أربعة أعوام من المعارك العنيفة والشرسة في أحيائها ومطاراتها العسكرية والمدنية، حسم الجيش السوري في الميدان، وثبت بالدليل القاطع أنّ الدولة السورية قادرة على استعادة كامل أراضيها وضمان وحدتها.ٍ ومع انتصار حلب، تُطرح تساؤلات كثيرة منها ماذا بعد حلب؟ وأين ستكون المعركة المقبلة؟ هل ستكون في إدلب أم الرقة أم دير الزور أو في تدمر التي سقطت في يد الإرهاب «الداعشي» قبل أيام؟ الإجابات ليست في متناول المحللين والمتابعين، إنما في يد الدولة السورية التي وضعت خططاً محكمة لعملياتها العسكرية من أجل استعادة السيطرة على كلّ أراضيها. هنا لا بدّ من الإضاءة على الجوانب التالية: ـ إنّ الولايات المتحدة الأميركية التي تقود «تحالفاً دولياً ضدّ الإرهاب» وتعلن تأييدها ودعمها للقوات العراقية في معركة تحرير الموصل منه، أدت من جهة أخرى دوراً أساسياً مكن عناصر تنظيم «داعش» من إعادة احتلال تدمر، بعد أن أمّنت لهم طريقاً مفتوحة من الموصل باتجاه الرقة، وذلك في محاولة منها لإظهار عدم القدرة السورية ـ الروسية على تثبيت نقاط السيطرة. ـ تدرك روسيا، بدورها، مرامي الولايات المتحدة، لذلك تحرص على استمرار دورها الفاعل في محاربة الإرهاب، من خلال مواصلة دعمها القوي لسورية، ولتحقيق انتصار كبير في حلب، وليس خافياً أنّ من يحقق النصر في الميدان يملك زمام المبادرة، عسكرياً وسياسياً. ـ تركيا التي كانت ولا تزال من الدول الإقليمية التي توفر كلّ أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية، تقف اليوم على حافة الهاوية، جراء أوضاع اقتصادية صعبة تتمثل بالهبوط الحاد للعملة، وأوضاع أمنية أصعب جراء التفجيرات التي تحصل، وأخطرها اغتيال السفير الروسي في تركيا. وكلّ ذلك يضع رجب طيب أردوغان والحكومة التركية في مأزق كبير، وأمام خيارات مستجدة تظهر ملامحها في خطب ودّ الروس وهذا يشكل حساسية للأميركيين. ـ أثبتت إيران، من جهتها، أنها قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، وأنّ دعمها للدولة السورية في حربها ضدّ الإرهاب، ليس عسكرياً وحسب، بل هو دعم سياسي، وهي قادرة على أن تحافظ على تحالفها المتين مع سورية وروسيا والصين، حتى في أدقّ التفاصيل، حيث كان لها دور بارز في ضبط اتفاق خروج الإرهابيين من مناطق شرق حلب، عبر إجبار المجموعات الإرهابية على السماح بمغادرة الجرحى والمرضى من بلدتي كفريا والفوعة اللتين يحاصرهما الإرهاب. بناء على ما تقدم، يظهر أنّ انتصار الجيش السوري وحلفائه في الميدان الحلبي كرّس الحقائق التالية: ـ فشل ذريع للسعودية ودول الخليج في إسقاط الدولة السورية وإقامة حكم إخواني إرهابي، وهذا ما أصاب العدو الصهيوني مقتلاً، لأنه خسر الرهان على إقامة حكم إخواني متصالح مع «إسرائيل». تراجع أميركا من الموقع الأول عالمياً لتصبح في عداد الدول الصاعدة دولياً، ما يؤدي حكماً إلى معادلة التوازنات الدولية وسقوط القطبية الواحدة. الآن نشهد محاولات غربية أوروبية للتخفيف من تداعيات الانتصار السوري في حلب، عبر حملات سياسية وإعلامية تحت عناوين إنسانية، وعبر اندفاعة فرنسية لنشر مراقبين دوليين، في عملية إسناد المجموعات الإرهابية التي تنهار أمام ضربات الجيش السوري وحلفائه. الدولة السورية وحلفاؤها المنتصرون في الميدان يفهمون جيداً ما ترمي إليه محاولات الغرب، والأكيد أنّ ما بعد حلب ليس كما قبلها. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |