شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-02-22 |
سورية تُعيد فرز العالم.. وتتركه يتخبّط في زَيف الإنسانية |
استطاعت سورية أن تفرز العالم وتفضح زيف الإنسانيّة، وأن تجعل الشعوب في العالم تقيس مواقفها على إيقاع تبايناتها. هذا ما غفل عنه صنّاع المؤامرات وحائكوها. فمنذ أن بدأت الحرب على الأرض السورية لم تتردّد دول بالتهويل والتكثيف الإعلامي لضخّ الصور والتقارير الزائفة عن الدولة السورية، لاستجرار العواطف والمشاعر الإنسانيّة علّها تستطيع أن تقلب الموازين وتفبرك الأحداث على طريقتها، بل وأكثر. فما قامت به تلك الدول الراعية والصانعة للإرهاب من معسكرات تدريب وتمويل وتهريب للإرهابيّين، عبر إغفالها المقصود والمسبوق بالإصرار والترصّد لإشعال هذه الحرب العالمية على الأرض السورية بمحاولة تحقيق ما لم تستطع تحقيقه في الثمانينات. وما ينادي به الكيان الصهيوني من شعار لحدوده «من الفرات إلى النيل»، ناهيك عن تزويره للتاريخ وتعاقب سلسلة طويلة من الاتفاقيات والمعاهدات المسمومة بدأت مع اتفاقية سايكس بيكو ولا زالت تتسلّل منها المؤامرات سعياً وراء تهويد الأرض تطبيقاً لشعار هذا الكيان الصهيوني واحتلال واغتصاب المزيد من أراضي الهلال الخصيب. لكن هذه المرة أرادت لخطّتها اللعينة أن تمرّ من دون إراقة دم يهودي، كما أوصاهم مؤسّس الحركة الصهيونية «تيودور هرتزل»، فما كان لها إلّا بتخصيب العقول العربية وتهويدها وزرع السموم فيها لينقلب الصراع وتتغيّر وجهة البوصلة نحو صراع طائفي وتفتّت داخلي تستطيع من ورائه تمرير مشروعها «الشرق أوسطي» الجديد على مخاض هذه الحروب والمعارك. سورية كانت ولا زالت العقبة الوحيدة في مسار هذا المشروع، ولاننسى حليفتها الإقليمية «إيران» وكذلك المقاومة في لبنان، إضافةً لوجود حليف دولي قوي على الساحة الدولية «روسيا». وبعد تعاقب السنوات في الحرب السورية واقترابها من السنة السابعة من دون تحقيق مبتغاها، لا بل قلبت المعايير لجهة الدولة السورية وبرهنت بالدليل القاطع إيمان الشعب السوري بأرضه وتكاتفه مع قيادته وجيشه، ومساندة ودعم الحلفاء كانا الحصن المنيع عن تجاوز السيادة والدولة السورية. فما الذي يحضّر في المطابخ الدولية اتجاه هذا الفشل الذي تكبّدته الولايات المتحدة وحلفاؤها في انهيار مشروعها على عتبة البوّابة السورية؟ في الحديث عن الحليف الروسي، تحاول الولايات المتحدة إغراق روسيا في المستنقع الأوكراني وإشغالها في شرق أوكرانيا مطالبةً روسيا باحترام اتفاق السلام 2015 المتّفق عليه في مينسك، لوضع حدّ للعنف في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية وجمهوريّتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، بالإضافة إلى العقوبات المزدوجة «الأميركية والأوروبية» على الاقتصاد الروسي منذ العام 2014، بمحاولة لتضييق الخناق وصرف أنظار الروسي اتجاه المشاكل والأزمات الداخلية. أمّا في ما يخصّ إيران، فأشار بينس إلى أنّ الولايات المتحدة ستحرص على عدم حصول إيران على السلاح النووي، بالإضافة إلى فرض عقوبات أميركيّة جديدة عليها، ولا ننسى تصريحات ترامب بخصوص الملف النووي الإيراني ومواقفه السلبيّة من هذا الاتفاق التي لاقت التجاوب والقبول في الكونغرس الأميركي، لتصبح الدعوات بمطالبة إدارة ترامب «توسيع أجندتها المتعلّقة بإيران، لتشمل سلوك طهران العدائي وانخراطها غير الملائم في شؤون الشرق الأوسط»، على حدّ زعمهم. هذه الدعوات تمخّض عنها حلف عربي «إسرائيلي» ضدّ إيران، تحت عنوان «منع زعزعة الاستقرار في العراق وسورية»، والذي يرعاه عضوا مجلس الشيوخ الأميركي ماركو روبيو وبوب كيسي. هذا الحلف ليس وليد اللحظة، فقد سبقته لقاءات وتشاورات صهيونيّة وعربيّة، وكذلك مع شخصيات من المفروض أنّها تسمّى «معارضة سورية» في «تلّ أبيب» وواشنطن والقاهرة، وكان آخرها في قمّة العقبة التي جمعت كلّاً من»الأردن، مصر ودولة الاحتلال». وفي السّياق، نأتي على ذكر المنطقة الآمنة والتي طالبت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها لذرائع إنسانيّة باتت مكشوفة على أساس حماية «النازحين السوريّين»، وبتمويل خليجي لهذه المنطقة غير الواقعيّة، والتي لا يخفى على أحد بأنّها إحدى برامج ذاك المشروع الصهيوني في تفكيك وتقسيم المنطقة، واللاعب التركي يسعى بأن لا تفوته الفرصة إن كانت متاحة. وأمّا آخر المستجدّات على ساحة المؤامرات، فهو استعداد السعودية لإرسال قوات خاصة إلى سورية لقتال «داعش» بالتنسيق مع الإدارة الأميركية! وقال الجبير، وزير خارجية مملكة السواد، في ميونيخ: «نريد أن نضمن عدم وقوع المناطق المحرّرة من «داعش» في يد الجيش السوري»، وكأنّ الأرض السورية هي أرض مملكته وترابها مداس قدمه، وكأنّ الدولة السوريّة غافلة عن الدعم والتحريض الذي تقوم به دول الخليج بقيادة صهيونيّة. في الإضاءة على تلك الوقائع، نستدرك الضعف والهزيمة والتخبّط في الهواء لتلك الدول، علّها تجد منفذاً بالضغط على روسيا أو بالتصعيد ضدّ إيران والمقاومة أو بإعادة فتح ملفات إنسانية مبتذلة سخر العالم من كذبها وبهتانها، أو بالمناطق الآمنة لذرائع حقوقيّة مكشوفة الضغائن والنوايا. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |