شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-06-08 |
ترامب بعين ملك السعودية أميراً للمتخاذلين ووقفة العزّ يسجلها التاريخ لسورية |
نظرة متأنية الى خارطة الشرق الأوسط ودوله وحكوماته تعطينا صورة ملموسة لأمور محسوسة تجري على الأرض العربية وفي امتدادها الجغرافي من سورية الى حدود الصحراء.. ففي سورية قتال وعصابات وإرهاب وتكفير شغل الدولة بكافة أجهزتها وإشغال الجيش بكامل تجهيزاته والشعب بكلّ أطيافه.. مؤامرة تكفيرية تقسيمية.. تنهش كافة البنى التحتية والفوقية. في العراق صورة مماثلة لانقسامات عرقية مذهبية خارجية محلية ودولية أبعادها مكشوفة معروفة… عين على الأرض وما تختزن وعين على الشعب بعنفوانه والرغبة المعادية الحالمة بشرذمته وتفتيته عبر إذكاء عداء مذهبي يعيدنا الى العهود الأموية والعباسية.. الى بصرى وخراسان في عملية تآمرية بعيدة المدى ومداها يبدأ من إيران ليجنح نحو الخليج، فماذا بعد…؟ بدأ تنفيذ الخارطة سياسياً عبر تركيز السلطة والقوة والنفوذ بيد حكام السعودية.. في الخليج عمل دؤوب لتطويب السعودية حامية للحرمين والبعدين العربي والديني.. وجاء تنفيذ هذا المخطط وتكريس هذا النظام على المنطقة عبر قمة سمّيت أميركية ـ إسلامية ـ عربية، وانْ في العنوان دون المضمون، وهذه القمة يحضرها رأس العداء للأمة، رئيس كان أول إجراء اتخذه بعد فوزه إعلان عدائه النفسي والفكري والسياسي للإسلام والمسلمين… هذا الرئيس احتفل بافتتاح القمة بحضوره ورعايته، وفيها تمّ فتح بيت مال المسلمين وصرفت أموال الزكاة على «الحاج» ترامب.. فيما الأفواه تصرخ طلباً للقوت والغذاء في بلاد العرب والمسلمين. وتمّ نحر الأضاحي في اليمن بسخاء وجود وكرم.. ونظف المكان وطرد الخوارج بدءاً من قطر ومن يسير على نهجها.. وأعلن ملك السعودية أميراً للمتخاذلين. خلاصة هذه النظرة.. بلاد الشام وراء المتاريس، العراق وراء المتاريس ومصر خلف الكواليس… سورية بعيدة تلملم خرابها وجراجها والجزيرة العربية ترفع أقواس أعراسها وتنصيبها للسعودية حاملة إمارة المؤمنين.. ماذا بقي؟ عالم منشغل بكلّ أجزائه بالدفاع عن نفسه وشعبه وجزء منشغل يقبض ثمن التآمر.. وبقيت الدنيا سائبة مفتوحة الأبواب امام العدو الاسرائيلي.. هو وحده الذي حصد زرع حلفائه اليوم أحفاد حلفاء بني قريظة والنظير.. من أعراب الحقبة الأولى في يثرب.. رفعوها راية مذهبية سنية شيعية… كما كانوا في تاريخهم القديم أمويين وخراسانيين واليوم جمعوا أعراب الخليج صفاً متجانساً محاولين إبلاغ إيران بوقف دعمها وتأييدها للفلسطينيين، وبدأوا حرباً مقنّعة ضدّ التنظيمات الفلسطينية وأشهروها حرباً ضدّ المقاومة على كافة الصعد العسكرية والاقتصادية.. وبدأت «اسرائيل» تفرض سيطرتها.. ما جرى مع قطر هو فصل تأديبي تحذيري لكلّ من يحاول الخروج عن الصفّ.. يعاقب بالويل والثبور وعظائم الأمور.. فقطر اختيرت لأنها الابن المدلل وحامل كلمة السرّ في هذه اللعبة المكشوفة، أرادوا أن يهزوا العصا لكلّ المشاركين في التآمر انطلاقاً من قمة الفتات التي جمعت كلّ الفئات الذين ينطبق عليهم القول الكريم: ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون في سورة التوبة آية 56. وتصبح قطر المثل: «ما الذي علمك الذوق فقال الذي علق فوق…» قطر استضعفوها فوصفوها اختاروها أنموذجاً أول، ما بين السعودية وقطر قلوب مليانة، ثم قطر تساير وتمالئ إيران.. ثم قطر لا في العير ولا في النفير لا تزيد ولا تنقص في حسابات العملاء وهم كلهم عملاء وكلّ واحد منهم يقول للآخر ابعد لأجلس مكانك.. الآن وبعد ان استكملت الصهيونية مرحلة بنائها بالاستيلاء على فلسطين كلها وأقامت ما أقامت من منشآت وصناعات واستقرّ المهاجرون ووفرت لهم أماكن الإقامة وبعد أن أخذت من الولايات المتحدة الهبات المالية والقروض الميسّرة بدأت تبحث في تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها لفرض سلام على أعدائها ونشر فترة من الاسترخاء والهدوء ومحاولة الدخول في حرب جديدة برايات بيضاء هي الحرب الاقتصادية والسيطرة الصناعية التجارية بالدخول الى الأسواق المجاورة واقتسام المياه، ليصبح بشعب مؤلف من قرابة المائتين وخمسين مليونا يتبعون أربعة ملايين يهودي! انّ كلّ الإنتاج اليهودي والشطارة اليهودية ستصبّ في بحر هذا المدّ الكبير لتغرف من خيراته وثرواته، وبذلك تؤمّن اليهودية لنفسها الديمومة والبحبوحة والاستمرار ولأجيالها المقبلة النمو بهدوء وسعة مؤهّلين لاستكمال مشاريعهم بقوة واقتدار، مقابل اجيال لنا تنمو متواكلة كسولة جاهلة ما يجري حولها بفعل التعتيم المتعمّد في تاريخها وصحافتها وإذاعتها، وبفعل الاختلاط الهادئ بين السكان وبفعل السيطرة المتنامية للعدو الخفي… لن يتحقق الانتصار إلا متى ما آمن كلّ منا على هذه الأرض بأنه ليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود، وليس من حركة تضمر لنا السوء والعداء وتسعى لتخريب مجتمعنا وأخلاقنا وقيمنا إلا الحركة الصهيونية. الخليج ولاية أميركية غربيـة بكلّ معنى الكلمة، تكفي إشارة من نائب وزير الخارجية الأميركية ليصدر القرار والموقف.. منذ الثورة العربية الكبرى إلى يومنا هذا وقياداتنا عمالة وتبعية ومن تمرّد سحق، شارك أبناء جلدته في سحقه كما حدث للعراق يوم تمكّن ان ينشئ دولة كان إيمانها إنْ لم تكونوا أحراراٍ من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم، وما جرى للعراق يحاولون تطبيقه على سورية بأدوات عربية صرف… نعاقَبُ ونحن نملك المال ومن ملك المال ملك القوة… لماذا تغيّرت المعادلة عندنا؟ واصبحنا صورة الضعف الوحيدة في العالم نتفنّن بشكل لا مثيل له في الخضوع، أفريقيا تتمرّد، وتتمرّد أميركا الجنوبية فيما نحن نركض لنيل البركة والمباهاة والظهور في الصور… أبكيك فلسطين، لقد أضاعك، الأعراب بكلّ تعدادهم وانتشارهم وامتلاكهم العالم… ملكوا الثروات وفقدوا العزة والكرامة، ضاعت فلسطين بعد ان أفلست العروبة، فقدت وهجها وجوهر وجودها، العروبة أفلست في إثبات وجودها ولو فعلت لغيّرت وجه التاريخ… ستبقى هكذا في خانة الذلّ والعبودية حتى يأتي جيل يأبى أن يكون قبر التاريخ مكاناً له في الحياة، فيقف وقفة العز ويغيّر مجرى التاريخ… «لا يغيرّ الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم». عندئذ فقط سيكتب التاريخ انتصرت فلسطين وانتكس الأعراب وأفلسوا. باعوا فلسطين بأبخس الأثمان وهو الذلّ والخنوع والاستسلام. لقد تحدّد الوقت والتاريخ لتنفيذ الجزء الأخير من المؤامرة ولكن هذه المرة بأيد سُمّيت عربية… وستقول سورية كلمتها وتقف وقفتها وتفرض قوتها المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة… وستنتصر. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |