شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-10-31 |
الامين محمود الجوهري المميّز وعياً ومناقب واداءً قومياً اجتماعياً |
برحيل الامين محمود الجوهري يرحل رمز آخر مميّز من رموز العمل القومي الاجتماعي في بلد عرف الحزب منذ ثلاثينات القرن الماضي، واستمر نابضاً بالحضور الفاعل عبر رموز مضيئة بدءاً من الامناء محمد القاضي، محمد امين ابو حسن، منير الشعار، شفيق مفرج،.. وتباعاً عبر الامناء معين عرنوق(1)، عادل الشعار، جبران عريجي، موفق شرف، دهام دهام، والرفقاء يوسف ابراهيم، رياض الحسنية، رفيق غرز الدين، داود ابو عنق، منح قربان، جورج عنتر، أمين عنداري، جوزف ساسين، عفيف صعب، عبدالله جبيلي، نقولا شريقي، عباس دهام(2)، وكثيرين غيرهم ممن يصعب تعدادهم، وهم استقروا في ولايات ومدن متباعدة وحققوا للوجود القومي الاجتماعي حضوره الفذ في اوساط الجالية ومع الحكومات والاحزاب والقوى الفنزويلية. وفي هذا المجال لا يسعنا الا ان نذكر بتقدير الدور المميّز الذي قام به الامين عبدالله قبرصي طيلة فترة استقراره في فنزويلا في ستينات القرن الماضي وما كان لمجلة "الندوة" التي اصدرها من اثر بالغ في حياة العمل الحزبي في كل من فنزويلا وجزر البحر الكاريبي. الامين محمود الجوهري هو من هذا الرعيل الحلو. عرفته عبر زياراته الى الوطن، وفي الاتصالات المستمرة معه هاتفياً وفي المراسلات. دائماً كان الامين محمود حاضراً لكل امر حزبي، ملبياً بوجدانه وعقله ومناقبه، وفواحاً بعطر النهضة. كان في المسؤوليات الادارية، او خارجها، المرجع الذي كنت اعتمده في الكثير من المواضيع الحزبية. كان محط ثقة بالنسبة للمركز، كما للفروع وللرفقاء. كثيراً ما رغبتُ إليه ان يتولى مسؤولية منفذ عام فنزويلا، فكان يعتذر. فنزويلا المترامية الاطراف تحتاج الى من يعطي العمل الحزبي فيها وقتاً غير قليل، انما كان يتصل ويقدم لنا رأيه بعد الدرس، هو المتمع بمزايا الدقة والترفع والصدق وتقديم مصلحة الحزب على كل شيء. كانت ثقتي به لا حدود لها، كما محبتي واحترامي، وارتياحي له. لم اسجل مرة اني اختلفت معه على شيء، او تباعدنا مودة وثقة. في الزيارة الاخيرة الى الوطن للرفيق المناضل جوزف ساسين، كان الامين محمود الجوهري ثالثنا. كم ذكرناه واطربنا واعتبرناه الاكفأ لتوليّ مسؤولية العمل الحزبي في فنزويلا، ولكن !... واليوم، اذ يرحل الامين محمود الجوهري، نشعر ان اساساً متيناً في عمارة الحزب في فنزويلا قد غاب. هيهات ان نجد من يملىً الفراغ الذي ترك. كان قومياً اجتماعياً بكل ما عناه سعاده في اعضاء حزبه. البقاء للامة * تحية الى المقاومة الوطنية، للامين محمود الجوهري عن مجلة "صباح الخير العدد 456 تاريخ 10/11/1984: " لاول مرة تنقل الينا شبكات التلفزيون الفنزويلي وذلك بواسطة البث المباشر وقائع الصراع الذي دار بين مرشحي الرئاسة الاميركية: الجمهوري ريغن والديمقراطي موندايل. ويمكن التعليق على هذا الحدث بالقول انه ليس ذو أهمية للانسان الذي يعيش خارج الولايات المتحدة الا من حيث المحتوى الديمقراطي الذي يعالج فيه المرشحان وجهة نظرهما وذلك بالدفاع عن برنامج كل منهما... وما يلفت نظر المواطن اللبناني الذي يعيش خارج وطنه هذا الفعل والتأثير لعمليتي تفجير السفارة الاميركية في بيروت وما لهاتين العمليتين من تأثير على مسرى الحملة الانتخابية داخلياً... من هنا يمكننا ان ندخل لمعالجة الموضوع لنستخلص عدة نتائج اهمها: ان الجهة التي قامت بهاتين العمليتين هي جزء من شعبنا الذي آمن بعقم المهادنة مع الامبريالية التي تمثل الولايات المتحدة قاعدتها والتي تمثل "اسرائيل" رأس حربتها في أمتنا حيث ان الصراع ضد هذين الحليفين يمثل وجهان لعملة واحدة، وذلك بعد ان تأكدت العلاقة الجذرية في سياسة ونهج الدولتين في التآمر على حقنا ووجودنا في أمتنا التي يأتي البرهان عليهما واضحاً منذ تدبير الاجتياح الاسرائيلي في 82 الى الاعداد لمجزرة صبرا وشاتيلا والى وضع الفيتو على الشكوى اللبنانية بصدد الممارسات الاسرائيلية في الجنوب. من هنا يمكننا استنتاج مدى اهمية وعي الشعب لحقه القومي، ولحمل السلاح في عمليات بطولية على غرار العمليات على جيش العدو في الجنوب والبقاع، المقرونة بالهجوم على سفارات الدولة الامبريالية الحليفة لاسرائيل. فكما كان لعمليات المقاومة الوطنية البطلة فعلها وتأثيرها في الحملة الانتخابية الاسرائيلية نلاحظ اليوم فعل وتأثير العمليات على السفارة الاميركية، على الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة. لهذا يمكننا استنتاج اهمية حرب الشعب او حرب التحرير القومية في صراعنا على وجودنا مع الدولة العدو ومع حليفها، ومن هنا يتبين ان ليس لدى شعبنا اي طريق آخر لسلوكه في تحرير ارضه وفي اثبات حقه القومي. فمن هذا المغترب، وباسم المئات من المتعطشين لرؤية قوافل الثوار الذين يصوبون بندقيتهم نحو عدونا الاساسي من ضمن نهج وطني بعيد عن كل انتماء ديني ومذهبي، وبالتحديد المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة التي كانت عبارة عن انبثاق الفجر من الظلمة والتي اعادت لشعبنا ايمانه وعزته وكرامته والتي بدأ فعلها يظهر داخلياً في اسرائيل وأميركا، نوجه تحية تقدير واعتزاز مؤمنين بأنه ما دام هناك من يستسيغ الموت من اجل التحرير والوحدة فان نصرنا آتٍ وهو قريب. اعتذر اذا كانت سقطت اسماء لامناء ورفقاء تواجدوا وتولوا مسؤوليات في فنزويلا. نحن هنا لا نؤرخ للحضور القومي الاجتماعي فيها، انما نتكلم عن امين مميّز في وعيه والتزامه القوميين الاجتماعيين. نأمل ممن يملك معلومات مفيدة ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب. هوامش: (1) معين عرنوق: بعد مغادرته الوطن اثر الثورة الانقلابية، تولى الامين معين مسؤولية العمل الحزبي في فنزويلا واذ انتقل الى جزيرة "الغوادلوب" تولى فيها مسؤولية المفوضية الى مسؤوليته عن فروع الحزب في جزر البحر الكاريبي، امثال انتيغوا، المارتنيك، كوراساو، هايتي وغيرها. (2) كتبت عن العديد من الامناء والرفقاء الراحلين. لمن يرغب الاطلاع الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |