شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-11-08
 

«التغيير» في السعودية... «تكتيكات الصدمة» بوسائل جبرية

معن حمية - البناء

نقل تقرير إعلامي غربي عن وزير سعودي، لم يكشف عن اسمه، قوله إنّ «الرسالة هي أنّ كلّ ما كان في السعودية سابقاً لم يعد كذلك الآن»، واضعاً ما يحصل حالياً في السعودية من اعتقالات وحملات في سياق ما أسماه: «إدارة التغيير وتكتيكات الصدمة»، مضيفاً: «الناس سيعتادون هذا الأمر، وسيضطرون إلى ذلك».

غير أنّ وسائل التغيير التي يستخدمها وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان وجماعته، هي وسائل جبرية مشدودة الى غريزة إرهابية، علماً أنّ التغيير الحقيقي يحصل عادة في النهج وفي السياسات، لكن السعودية لا تزال على النهج ذاته وفي المسار السياسي ذاته.

وعليه، فإنّ ما يحصل في السعودية هو عودة الى ستة عشر قرناً إلى الوراء، واستعادة لزمن حروب القبائل ومكائدها، لا سيما «حرب البسوس» بين أبناء العمومة. وموشرات العودة 1600 سنة الى الوراء، بدأت مع قرع محمد بن سلمان وحلفائه طبول الحرب ضدّ قطر، بعد خلاف على إدارة شؤون الإرهاب، وصولاً إلى إعلانه الحرب ضدّ منافسيه ضمن العائلة الواحدة تحت عنوان مكافحة الفساد، والسبب بلوغ عرش متهاوٍ.

في زمن «حرب البسوس» كانت موازين القتل والإجرام بين القبائل متكافئة، فاستمرّت الحرب لسنوات، والأمر ذاته تكرّر حديثاً بين السعودية ومن معها، وبين قطر، وبفعل احتماء السعودية وقطر بأميركا، فإنّ العداوة ستستمرّ طويلاً بلا منازلة وسيوف.

أما في حالة الحرب التي أعلنها بن سلمان على أبناء العمومة السعوديين، فهي ليست متكافئة، ولذلك أحكم بن سلمان قبضته ووضع منافسيه رهائن قيد الاحتجاز والإقامة الجبرية.

حروب القبائل على مرّ التاريخ لم تستهدف تغييراً، ولا هي من أجل الصالح العام، فـ «حرب البسوس» سببها ناقة جرباء، و»حرب داحس والغبراء» سببها سباق بين حصان اسمه «داحس» وفرس اسمها «الغبراء»، أما في يومنا هذا، فإنّ أسباب الحرب بين السعوديين والقطريين خلاف على إدارة الإرهاب، وبين السعوديين أنفسهم على العرش!

وعليه، لا يصحّ اعتبار ما يحصل في السعودية تغييراً، بل هو امتداد لشريعة الغاب في العصر الجاهلي.

التغيير يحصل حين تتبنّى السعودية نهجاً جديداً مختلفاً، فتعلن وقف دعمها للإرهاب، وتعتذر على ما سبّبته من دمار وقتل وآلام للسوريين والعراقيين ولكلّ من تعرّض للإرهاب الذي رعته وغذته.

والتغيير يحصل، حين تقرّر السعودية وقف حربها على اليمن وتتوقف عن ارتكاب جرائم القتل بحق اليمنيين أطفالاً ونساء وشيوخاً.

وطالما أنّ السعودية لم تتخلّ عن هذا النهج الدموي الذي تنتهجه ولم تستبدله بنهج آخر مختلف، معنى ذلك، أنها لا تزال في عصر الجاهلية، بكلّ آثامه وإجرامه ومجرميه.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه