شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2017-12-18 |
دون كيشــوت يعـلـن الانتصار على ظــلــه ...!. |
انتظر يومين بعد إعلان القيصر نصره الكبير ، وبادر مقلدا يعلن النصر وتساءل الجمع من كان يحارب هذا الدون كيشوت ومتى انتصر وأين وكيف .؟. لعبة الشطرنج التي مارسها المهرج اليانكي سنوات على الساحة السورية واستبداله حجارته السوداء بأخرى رمادية ، كان خلال عمليات الاستبدال المسرحية يرتكب أخطاءه المقصودة فيضرب القوى المحاربة لأدواته السوداء ، كان مصابا بالحول التكتيكي ، يضرب هنا فتسقط قذائفه هناك ، يتذرع بقطع الطرق على عصاباته السوداء فيهاجم الجسور ويدمرها ، ولكن ، بعد أن تعبر العصابات إلى الجانب الآخر ، كان يحمي مؤخراتها ويقطع الطرق على مطارديها ، وفي ذات الوقت يدمر منشآت بنية تحتية لا بد من إعادة تعميرها ، ربما يوفر الكثير من الأعمال والوظائف ، لشركاته أو لمن يسير في ركابها ، وفي كل الأحوال لا بد من صرف أموال كثيرة لإعادة ما تهدم ، ولا بد جزء من هذا المال يدخل خزائنه ، المقامرة قاعدة سلوك أساسية مارسها المستعمر عبر التاريخ . في أيامه الأخيرة بعد أن بلغت عمليات القضاء على داعش ذروتها ، أيقن دون كيشوت أن الهزيمة واقعة لا محالة ، استجمع قواه واستبدل الأسود بالرمادي ، نقل قيادات الأسود بعيدا إلى مكان آمن لاستخدامها حين الحاجة ، عمليات التسليم والاستلام جرت على المكشوف وعلى عجلة ، وتحت رقابة قوى كبرى كانت عيونها تسجل ، وأجهزتها ترصد ، وتسمع حين تتوالى الأخطاء التكتيكية لتفضح ما يجري ، اليانكي موجود لمهام لا علاقة لها بمحاربة الارهاب ، وجوده كان وما يزال كمايسترو يضبط حركة أدوات الارهاب التي أوجدها وفرض على دول وصناديق تابعة له فمولتها ، واشترت ونقلت السلاح والرجال واستأجرت شركات ومراكز أبحاث استشارية بكاملها لخدمة العملية على مدى سنوات . انتصر دون كيشوت في نهاية معركته الوهمية على خياله ، على نفسه المنشطرة ، هكذا هو يرى النصر ، هو لا يسمح للقيصر المنتصر فعلا أن يقطف ثمرة النصر دون أن يشاركه ولو بكذبة كبيرة ، دون كيشوت انتصر على الجسور التي دمرتها آلته ، انتصر على المدنيين الذين قصفهم بذريعة مطاردة داعش ، هل حقا كان يلاحق داعش أم يفتح الطرق أمام جحافلها لتتقدم كما فعل في الثردة والبادية والرقة والموصل وتلعفر والتنف ، نعم لقد انتصر دون كيشوت على آلاف من المدنيين نساء وأطفالا وشيوخا ، غالبيتهم ممن ساقتهم داعش قسرا إلى مواقع سيطرتها ، آلاف من ريف حمص تم سوقهم إلى الرقة وريفها وتولى طيران دون كيشوت قصفهم عقابا لهم .. لأنهم لم يخونوا الوطن ولم يعلنوا العصيان على دولتهم . يعلن العالم ، على الأقل أغلبه أن داعش هزمت ، وأن مشروع الصهيونية العالمية الذي خطط له مشغلو دون كيشوت فشل ، مع ذلك يعلن الانتصار وهو يبتلع مرارة الهزيمة التي أقر بها حلفاءه المقربين وما بقي منهم سوى الأدوات من أبناء الخيانة والعمالة والارتزاق يراهنون على طواحين الهواء بدلا منه ، فالرمال التي يذروها الريح لم تصبهم بالعمى الكامل ، ما زالوا يستخدمون واقيات أشبه بما يضعه قادة عربات الخيول القديمة لدوابهم فلا ترى إلا أمامها حتى لا تجفل من حقيقة ما حولها .. يا لهذا الغبي كما تطلق عليه صحافة بلاده ومعها صحافة الحلفاء ، كم هو قادر على تمثيل الأدوار الفاشلة ، انه يعلن النصر بعد القيصر ... بيومين فقط . ما دام النصر تحقق فعلا لا تمثيلا هذا القيصر يبادر إلى سحب قواته التي لم تعد لها حاجة ، القيصر يجسد النصر فعلا ، وعلى هذا الأساس يتخذ قراراته ويحرك قواته ، ولأن انتصار دون كيشوت فارغ وكاذب يعلن أن قواته لن تنسحب ... رغم أن وجود هذه القوات غير شرعي ولا غطاء قانوني لوجودها فإن مجرد استمرار هذا الوجود على الأرض السورية مع نهاية داعش يشكل عدوانا يناقض القانون الدولي ، وينبئ عن حقيقة نصر دون كيشوت على الارهاب وغاياته الدفينة ..!!. هذا الدون كيشوت الأبله وفي خبطة لم يسبقه إليها سوى بريطاني ملعون قبل قرن ، يعلن منح مدينة مقدسة لدولة لا بد زائلة كعاصمة لترسيخ وجودها ، ويثير عاصفة قد تحرق المنطقة بل ، تقود إلى بحر من الدماء والفوضى ، إن مجرد إعلانه المسرحي وتوقيعه غير العادي من حيث الحجم يؤكد للعالم أنه مهزوز وأنه فعلا فاقد الأهلية ، ولا تؤخذ تصرفاته على محمل المسؤولية وهو الذي يقود دولة عظمى ، ليس مستبعد أبدا أن يقود العالم إلى الكارثة أو أن دوره يقترب من نهايته بعد أن أنجز مهمته التي رتبت الوصول إليها منظمات صهيو – أمريكية هي في الواقع " حكومة الظل العالمية ". لا يدرك قادة الكيان الصهيوني حجم الكارثة التي ستنجم عن جرعة الفرح الزائف المقدمة من دون كيشوت ، هم أيضا أقرب إلى الشعور بالثمالة وفقدان الاتزان ، لكن الانتقال من الشعور بالنشوة إلى تذوق الألم والمرارة لا يحتاج لأكثر من صفعة ... قد لا يكون العرب والمنظمة الاسلامية أهلا لها أو يمتلكون الجرأة للقيام بها ، مع ذلك هناك من يحاولون تجاهله ، وهم بذلك يخدعون أنفسهم ، الصحوة قد تكون قريبة ، هل ينتقل هؤلاء إلى خطة شمشون على وقـع الهزيمة المقبلة .؟. الوجود الأمريكي على أرضنا الوطنية في الشام والعراق مرفوض ، ويبدو أنه الزمن المناسب لإخراجه بالقوة إن لم يخرج طوعا ، قد يحتاج الأمر لبعض النعوش تتحرك نحو الغرب عبر ألمانيا كالعادة وعلى الملأ ( ليس صعبا اختراق مواقع قواته ) وصوت يعلو ...: نحن لا نحتمل المزيد من الدماء من أجل ثرواتكم وشركاتكم ، أو أن يهمس أحدهم في أذن دون كيشوت : ما دمت أعلنت النصر ، عليك أن تعلن سحب قواتك حفاظا عليها وعلى سمعتك كبطل منتصر قبل أن تبدأ عمليات سلبك هذا النصر الزائف وتحويله إلى هزيمة منكرة تذكر الشعب الأمريكي بهزيمة فيتنام . دون كيشوت الأبرص أعلن أنه قادر على محو دولة كوريا الشمالية عن الخريطة فهمس له خبراء البنتاغون : قبل استكمال تدمير هذه الدولة لديها ما يكفي من الوقت لتدمير الكثير من المواقع في الولايات الأمريكية ومحوها عن الخريطة ... الشعب الأمريكي لا يقبل هذه المعادلة ، ينتقل محارب الطواحين فيهدد ايران بالويل والثبور ليحلب أبقار الخليج وتبيع شركات سلاحه المزيد مما يتكدس دون فائدة أو يمنع استخدامه إلا ضد أبناء المنطقة من الفقراء كما في الحالة اليمنية ، لن يجرؤ دون كيشوت على مهاجمة ايران ، أما أن يبلغ الجنون بأحد قادة الخليج ويفتح النار باتجاه ايران لتكون نهايته ، ونهاية سلالته ، الأمريكي سوف يصرخ لسنا من نهاجمكم فلا تستهدفوا قواعدنا في الخليج ، وسيتدخل العالم بناء على الطلب الأمريكي فلا تتعرض قواته المبعثرة هنا وهناك وهي في كل الأحوال تحت رحمة القوى المحيطة بها على الساحة المشرقية .. اياك أن تضرب ايران ، الصراخ والتهديد مسموح أما العمل الفعلي فإنه محظور ولن توافق عليه المجالس الوصائية.. وحدها صاحبة القرار . قريبا يعلن دون كيشوت أن قراره بشأن القدس جاء بناء على طلب قيادة الكيان وتحت إلحاحها لكنه لا يتحمل مسؤولية ما يحصل ، اليوم بداية الصدامات غير المسلحة ، المرحلة الثانية مختلفة ، تتغير قواعد الاشتباك فيبدأ بكاء أو عواء المستوطنين ونزف الدماء ، ولن تكون المصالح الأمريكية بمنأى عن الاستهداف حتى من قبل منظمات وأفراد دربهم الموساد أو السي آي اي على أراضي أكثر من دولة في المنطقة ، هؤلاء لا يدينون بالولاء لغير الفكر الأسود الذي يتبنونه وقد ذاق طعم ممارساتهم عديد من الدول الأوروبية . أيها العالم ... حذار ، دون كيشوت لن يقوى على الصراع وهو يمتطي حصانه المنهك ، المهزوم ، لقد أطلق عفاريت طواحينه وسترتد عليه لتقتله إن لم يقتله التنظيم الذي أوصله إلى دائرة الفشل على ساحة الأمم المتحضرة .. لا يعرف الحضارة هذا القادم من مراعي الأبقار الوحشـية .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |