شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-01-26 |
صدور كتاب سوري قومي اجتماعي في البرازيل للرفيق يوسف المسمار |
إن النزعة الفردية مرض عام فينا وليس الاعتراف بوجودها عاراً على أحد ولكن العار في تركها تتمكن من النفس وتقضي على مواهبها الجميلة و فوائدها الجليلة. فهنالك رجال ذوو مواهب كبيرة تمنع مواهبهم هذه الآفة التي لم يكد يسلم منها أحد من أبناء الجيل الحاضر من شعبنا . والتغلب عليها يبتدىء باعتماد قوة الإرادة وصدق العزيمة ." أنطون سعاده ( من مقال "النزعة الفردية في شعبنا " في “ الزوبعة “- العدد 49 في أول آب 1942) الإجتماعية والأنانية لا تتصالحان الحضارة والهمجية حالتان متناقضتان لا تتصالحان . فاما حضارة واما همجية . ومن يظن أن حالتي الهمجية والحضارة يمكن أن تتصالحا فانه بلا شك يعيش في عالم الخرافة وهذيان أضغاث الأحلام . قد يخرج المرء اذا استعاد وعيه من عالم الخرافة فتكون استعادة الوعيّ حالة صحية ، أما اذا فقد وعيه وسقط مغمى عليه في حالة الخرافة وهام في أجواء السحر والانبهار ، فانه لن يكون الا مريضاً ولو أجمع أطباء العالم على اعتباره معافى . والفرق بين حالة الصحة وحالة المرض هو الفرق بين الضعيف الخائر والقوي النشيط . والضعف والقوة ليسا قدراً يولدان بولادة المرء بل هما حالتان يكتسبهما بعد الولادة فيكون اكتساب القوة بنموّ الوعي واشتداد الهمة.والضعف يحصل بتراكم الخمول والتخاذل . فمن كبُر وعيّه واتسع أفق نظره، تعمقت معرفته فأدرك أن وجوده بالاجتماع بدأً ، وبالاجتماع يتطور وتكون سلامته ، وبالاجتماع يتألق، وبالاجتماع يستمر فتظهر فيه شخصيته الاجتماعية في بيئة وجوده المجتمعي أرضاً وجماعة ، ويبدأ نشوء تاريخ حضارته بنظرة أوسع الى الوجود والحياة والكون والخلق تُرتّب عليه مسؤولية النهوض بنفسه ، وبمجتمعه، وبعالم انسانيته فترتفع الانسانية بمجتمعاتها الحضارية الى قمةٍ من قمم المعرفة المتقدمة تكون نقطة انطلاق الى قممٍ في الوعي والمعرفة أعمق وأوسع وأعلى تتواصل ولا تنتهي لآن الوعي والمعرفة لا يُحدان بنهاية . أما من ضحُل وعيّه ، وضاق بعد نظره ، وضحلت طاقة معرفته ، فانه يتقوقع على نفسه متوهماً ان وجوده هو أصل الوجود بدايةً وحياةً واستمراراً ،فينغلق على ذاته ولا يرى الا نفسه تستحق كل ما يُرى وما لا يُرى،وأن هذا الكون لم يوجد الا لاشباع شهوات نزعته الفردية ورغبات أنانيته المغلقة فلا يشعر بمسؤولية، ولا يقوم بواجب،ولا يلتزم بنظام حياة الا اذا وافق هواه،ولا يحترم حقوق أحد الا طمعاً بمغنم أو خوفاً من عقاب فيتغطرس ويتجبر ويهيم في أجواء من الظنون، والخرافات ، واضغاث الاحلام، وفضاءات المنى، ولا يستيقظ من سكرات خرفه وتخريفه المطبق على قوى ادراكه الا عندما يصطدم بالموت، او يداهمه الموت فيتنبه ويندم على ما فات من عمره، ويتمنى لو يعود الى الحياة ولو للحظة ليعترف ان كل حياته الماضية التي كان فيها سجين أنانيته ونزعته الفردية كانت سراباً في سراب، وخمولاً في خمول،وضلالاً لا يقود الا الى الهمجية والفناء . فموجد الانسان في الكون وواهبه العقل ليس الا من أجل تحقيق الوعىّ والمعرفة والصلاح،وممارسة الأحب والأرحم لكل وجود وكل موجود . الأنانية لا تخلق حضارة ، والنزعة الفردية لا تحافظ على مدنية، والأنانيون ذوو النزعة الفردية لا ينتجون حضارة ومدنية. وكل ما تستطيعه الفردية الأنانية تدمير مرضاها وتدمير كل من يتخذها عقيدة دنوية أو أخروية . إن عقيدة أبناء الحياة المثلى هي أن يسيروا على هدى العقل هبة خالق الوجود الذي لا يرضى الا بالحق والعدل،واقامة سلطة الحق والعدل، وممارسة وترسيخ ثقافة القيم الانسانية السامية التي هي نهج الحضارة التي يمكن لها ان تنتصر وتبقى . الأنانية طلاح والاجتماعية صلاح . والطلاح والصلاح حالتان متناقضتان.الطلاح همجية تقود عبيدها الى الدمار والصلاح حضارة يحقق أبناءها العمار. فمن تمكنت النزعة الأنانية الفردية في نفسه استعبدته،ومن انتصرت فيه طبيعة الوجدان الاجتماعي الانساني حررته . وهيهات ان تتصالح الحرية مع العبودية. وتتآخى الحضارة مع الهمجية أو ترتقي الانسانية بالنزعة الفردية وبثقافة الانانية . الأجتماعية إنطلاق والأنانية إختناق، فمن سقط في الأنانية إختنق، ومن نهض بالإجتماعية إنطلق. وأبناء الحياة ينهضون بثقافة الحضارة التي تُحيِّ وليس بثقافة الأنانية التي تقتل . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024جميع المقالات التي تنشر لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع |