شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-03-18 |
الأبطال لا يتلهون بنقيق الصغار |
قال سعاده : " إنّي أوصيكم بالقضاء على الخيانة أينما وجدتموها، لأنّه إذا لم نتخلّص من الخيانات لا نبلغ الغاية. والمجتمع الّذي يحتضن الخيانة ويفسح لها مجال الحياة مجتمعٌ مصيره إلى الموت المحتَّم " لا يؤثر على مسيرة الحزب أية قوة في العالم من خارجه مهما كانت القوى هائلة ، ولكن يؤثّر على مسيرة الحزب ويعرقلها ويؤخرها بعض الشيء التساهل مع الخونة داخل صفوف الحزب وفسح المجال لهم واحتضانهم في صفوفه مهما كانت درجتهم مشهورة في عالم الكتابة والتأليف، لأن الشهرة يمكن ان تحصل بالدعاية والتبويق، والتضليل وبث الأباطيل، والمدح والتقريظ .ولكن الدعاية ونشر الأكاذيب لا تجعل الكبار صغاراً ولا الصغار كباراً ، ولا تحوّل الخونة الجبناء الى أبطال، ولا الأبطال الى أذلاء جبناء . فالكبير الكبير في الحزب هو العضو الذي يعي العقيدة الصحيحة وعياً صافياً ويؤمن بها حتى الاستشهاد . والكبير الكبير في الحزب هو العضو الذي يحترم النظام ولا يخرج عليه حتى ولو كان النظام ظالماً وحتى لو أقنع نفسه بأنه بريء . والكبير الكبير هو العضو الذي لا يتصرف الا بمناقبية واخلاق حتى ولو جميع من حوله تصرّفوا بدون مناقب وأخلاق . ان الذين يثرثرون على الحزب السوري القومي الاجتماعي ممن يسمون أنفسهم قوميين اجتماعيين لآنهم كتبوا مقالة أو عدد من المقالات ، أو أصدروا كتاباً أو عدة كتب أو ألقوا محاضرة أو عدة محاضرات فبطروا وظنوا أنفسهم ملائكة فكر، وأنبياء علم ، ورسل ابداع ، وآلهة خلق لن تغفر لهم ألقاب وهالات الملائكة والأنبياء و الرسل والآلهة ببطرهم وانانياتهم ونزواتهم ونزعاتهم الفردية الشخصية لأن سقوطهم حتمي ومدوي على جوانب مسيرة النهضة ولن يكونوا الا كما ما قال عنهم سعاده"اقلام عبودية في معارك الحرية" يتساقطون الواحد تلو الآخر في مكبات الجبانة والخيانة والعمى والضلال مهما خدعتهم أوهامهم وصوّرت لهم أن وحيدين في الفهم ووحيدين في رسم الخطط ووحيدين في قيادة غيرهم الى النجاح . قال أيضاً سعاده في محاضرته في حفلة جمعية العروة الوثقى- شهر كانون الأول سنة 1932 : " الأمة التي تنظر دائماً وأبداً الى الوراء لا تستطيع السير الى الأمام ، واذا هي سارت فإنها تعثر ، فلننظر دائما الى مثلنا الأعلى - الى الأمام " وانطلاقاً من هذا القول الحكيم أقول : ان الحزب الذي يتلهى بأبواق الضلالة والعمى والجبن والعبودية سواء كان المبوقون من أعضائه أو غير عضائه محكوم عليه أن يتعثر أن لم يُطهّر صفوفه من أعضائه الفاسدة، ويضع حداً للذين يرشقونه بتشويه صورته من خارج صفوفه . ان موكب الآحرار لا يعرف ولا يريد أن يعرف ولا يقبل الا التقدم الى الأمام ولو كره الحاقدون . بهذا الوعي وبهذا الايمان قدر جميع الرفيقات والرفقاء القوميين الاجتماعيين الصاعدقين أن يعملوا بالعقيدة القومية الاجتماعية في مؤسسات حزب العقيدة وليس على أرصفة الشوارع ، ومقاهي المتسكعين ، وزوايا المحبطين اليائسين ، ومواقع التواصل البذيئة حتى لو بقيوا وحيدين في الجهاد الى أن يولد الجيل الذي يبني الحياة الجيّدة وينهض ويرتقي بالحياة. النهضة مهنة الناهضين الصاعدين لا الساقطين الهابطين،والناهضون الصاعدون كل وقتهم للعمل والانتاج والابداع ولكن ليس أي عمل وأي انتاج وأي ابداع . عملهم أبداً عمل قومي اجتماعي، وانتاجهم دائماً انتاج قومي اجتماعي ، وابداعهم ايضاً ابداع قومي اجتماعي . وبالعمل والانتاج والابداع القومي الاجتماعي تنهض الأمة. والعمل والانتاج والابداع الذي نعني هو العمل السوري القومي الاجتماعي المنظم لمصلحة سورية ، والانتاج السوري المتواصل لخير سورية ، والابداع السوريالمتألق أبداً لرقي سورية .وكل ذلك بعقلية أخلاقية حضارية راقية لا تنضح الا بفضائل القيم ولا توزّع على أبناء أمتها الخيّرين منهم والتعساء الا محامد المواقف وحسنات التصرفات لأنها تعمل لخير وعز العموم حتى ولو قابالوها بأسوأ السيئات . فطبيعة الحق والخير والجمال في أبناء النور تجعلهم لا يتركون أية مناسبة الا ويستفيدون منها لتعميم الحق والخير والجمال وتأمين مصلحة سورية وخيرها ورقيها التي تأمينها خير ورقي كل واحد منا . فكل كتابة نثراً كانت او شعراً ،فلسفة أو علماً، اجتماعاً او أقتصاداً، سياسة أو ادارة ، لا تخدم قضية نهوض الأمة هراء في هراء. وكل فن أيضاً موسيقى كان أو غناء ، رقصاً أو أو مسرحاً ،رسما او نحتاً أو تصويرا أوغير ذلك لا يهتم بتوعية أبناء الأمة وفتح مجالات نموّ الفكر وترسيخ قيم السموّ فيهم ثرثرة فارغة لا تزيد الخراب النفسي الا خراباً ، ولا الانحطاط العقلي الا انحطاطاً . والبارعون في الكتابة عن فلان الأميركي ، وفليتان الانكليزي وعلتان الفرنسي ، والتبجح بما عند الآخرين من انجازات وتقدم ، وهيجان عقدهم النفسية واحباطاطهم والتنديد بما عندنا من تخلّف فاتهم ان الانسان الحر العزيز مسؤول ليس عن نفسه فقط بل عن مجتمعه أيضاً وابناء مجتمعه ، وعليه ان لا ينتظر الرقي يهبط عليه مائدة من السماء، أو كنزاً من يد عفريت ، أو هدية من دول التعدي والظلم التي كانت ولا تزال وسوف تستمر ناراً ودماراً علينا ان لم ننهض بأنفسنا كأفراد ، وبحزب نهضتنا كمنظمة سورية قومية اجتماعية ، وبمجتمعنا كأمة كانت في أساس حضارة الانسان وينبغى ان تبقى معلمة وهادية للأمم بشعارها الذي اعلنه سعاده حين قال : " لقد شهد آباؤنا وأجدادنا الفاتحين ومشوا على خطاهم أما نحن فسنضع حداً للفتوحات ". أي لا نعتدي على أحد ولانقبل العدوان علينا من أحد . لا نظلم الآخرين بالعدوان عليهم واستعبادهم ، ولا نظلم أنفسنا بالجبن والهروب والتنازل عن حقنا في الحياة والعز. وهذا الهدف لا يتحقق الا بوعينا وممارستنا للحرية النظامية وليس التفلت الفوضوي ، وبالنظام الواجب وليس الاستهتار التخاذلي ، وبقوة الاعتماد على أنفسنا لا التقاعس والاعتماد على الغير، ليكتمل نهج نهوضنا في الحياة القائم على الحرية والواجب والنظام والقوة وكل ما عدا ذلك ضياع للوقت والجهد وابتعاد عن قوتنا الحقيقة القادرة على تحسين حياتنا والتي قال عنها سعاده :"إن قوتكم الحقيقية هي في تاريخ حزبكم وفي عناصر رئيسية هي صحة العقيدة ، وشدة الايمان ، وصلابة الارادة ، ومضاء العزيمة " والويل لمن زاغت عقيدته، وضعف ايمانه وتراخت ارادته، وهزلت عزيمته وابتعد عن تاريخ حزبِ ليس فيه للأنانيين الفوضويين المتخاذلين الجبناء مكان .
|
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |