شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-06-08 |
القدس هذا العام.. مسيرات وشهداء واللؤلؤة تميمي |
يأتي يوم القدس هذا العام، عامراً بالبطولات التي سطّرها فتية فلسطين، ولعل رمزهم عهد التميمي تبقى لؤلؤة هذه الانتفاضة ضد قوات الاحتلال.. كما هو عامر بالشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات العودة بصدورهم العارية إلا من الإيمان بقضيتهم وأرضهم. وبعد، اسمان لم يفارقا الإمام الخميني قبل خلع شاه إيران وبعده، هما، القدس وفلسطين، مؤكداً بذلك القيم والمبادئ لثورته بمرتكزاتها التي أسقطت العَلَم الصهيوني ورفعت العَلَم الفلسطيني. ولكن لا يمكن النظر إلى القدس إلا باعتبارها عنواناً روحياً فلسطينياً بامتياز، مثلها مثل بيت لحم، وكل أرض فلسطين المقدسة. عن يوم القدس الذي تحلّ اليوم ذكراه في الجمعة الأخيرة من رمضان كل عام، يقول الإمام الخميني: «إنه اليوم الذي سيكون مميّزاً بين المنافقين والكثيرين ». من هذا المنظور الذي كرّسه الإمام الخميني، نحتفي بيوم القدس العالمي الذي هو يوم لمراجعة المرحلة وتقييمها، والوقوف عند متطلّباتها، فالصراع حول فلسطين ومحيطها القومي لم يكن يوماً صراعاً عادياً وسهلاً يمكن الركون إليه لتحقيق أهدافه صدفة، بل هو صراع يقتضي قدراً عالياً من التنظيم وبناء القوى، وكي يتحقق ذلك فإننا مطالبون بما يلي: سياسة جبهوية توحّد كل قوى المقاومة وترفض الانقسام بين فصائلها جميعاً. تكريس سياسة المواطنة التي تحترم فيها الشخصية الوطنية للمواطن الفلسطيني، وترفض كل أساليب العسف المادي والمعنوي تجاهه، وتحترم حقوقه ومعتقداته ولا تتدخّل في شؤونه الخاصة، ولا تمسّ كرامته. سياسة وطنية قومية ترفض كل أنواع التطبيع التي تجري على مستوى الداخل الفلسطيني، كما على المستوى القومي والعربي. سياسة ترفض كل مبادئ أوسلو وعزل رموزها الخيانية، وتكريس مفهوم أن المقاومة هي «القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره». وإن حربنا مع هذا العدو هي حرب وجود لا حرب حدود. سياسة رفض كل «صفقات» التسوية «أميركية كانت، أم خليجية أو سلطة رام الله، أو فرنسية وبريطانية» والتي هدفها تصفية القضية الفلسطينية. إذا أردتم أن تعرفوا شكل القضية الفلسطينية، انظروا إلى محمود عباس، وإذا أردتم أن تعرفوا شكل الفضيحة الفلسطينية، انظروا الى صائب عريقات؟ إذا كان عرفات وضع القضية في الزجاجة الدبلوماسية وأقفل عليها.. فإن كل حَمَلة السكاكين والحجارة والطائرات الورقية الآن، هم في رأي سلطة رام الله، قتلة للقضية. يعرف الفلسطينيون مَن تمسَّح على عتبات تسيبي ليفني، من قادة فلسطين والعرب. ومن أهدى هذه الأفعى عقداً من ألماس، وآخر كاد يُهديها حقلاً من النفط، من أجل ليلة ليلاء، ومَن هو الذي عرض على بنيامين نتنياهو إعادة بناء هيكل سليمان على نفقته، وبخشب أرز يُستورد من المغرب هذه المرّة.. ولسان حال هؤلاء يقول إن أفضل حلّ للقضية الفلسطينية بإبادة الفلسطينيين! أي عارٍ نحن فيه الآن، حين يقول أمير من مشيخة خليجية «مستقبل العرب إسرائيل»! يدرك قادة «صفقات القرن»، من جماعة رام الله والمشيخات الخليجية إلى ترامب، الذين يملأون الفضائيات بالكلام المعسول، أن أحداً منهم لا يمكن أن يصل إلى البيت الأبيض قبل أن يصبح «إسرائيلياً».. التوراة هي روح أميركا. عن يوم القدس الذي تحلّ اليوم ذكراه في الجمعة الأخيرة من رمضان كل عام، يقول الإمام الخميني: «إنه اليوم الذي سيكون مميّزاً بين المنافقين والكثيرين ». لسنا من الذين يمشون وراء جنازة «غودو» ولا ننتظر أحداً، بعدما تحوّلت البطلة عهد التميمي أيقونة يضعها كلّ حر على جبينه الذي تُقبّله الشمس، فمَن يداوي قدسنا بكنائسها وجوامعها من جراح وفتوق ودمامل الاحتلال؟ ومَن يستردّ بهاءها غيرُ جيلك البطل يا عهد فلسطين؟ |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |