شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-08-29
 

خواطر للنهضة

يوسف المسمار

من مآسي الأفراد والأمم والانسانية هم كتّاب النزعة الفردية الأنانية نثراً وشعراً ، الدنيويون منهم والدينيون . ولذلك أرى من الفائدة أن أقدّم هذه " الخواطرللنهضة "علّ فيها ما يساعد على رؤية وتعزيز أدب الحياة أي أدب " النحنُ" الذي لا يستثني أحداً من الناس أفرادأ وامماً وانسانية ، بل هو لخير الجميع :

القـول ُ للقـولِ تبريرُ الألى هَـذَروا

والفعـلُ للفعـلِ ، لا زهـرٌ ولا ثَمَـرُ

**

والفكـرُ للفكـرِ إرهاصٌ نتيجتُهُ

الـوهـمُ والتيهُ والإخفاقُ والخَطَـرُ

**

والعـلمُ للعـلمِ بُنيانٌ حقيقـتُهُ

فيها الأضاليلُ والأوهامُ تُخـتَصرُ

**

والفـنُّ للفـنِّ أوهامٌ مصائبُها

الحُمقُ والجهـلُ والويلاتُ والصِغَـرُ

**

والدينُ للدينِ تحـقيـرٌ لموهـبةٍ

في ذاتها النورُ، لو يـدري بها البَشَرُ

**

والشرعُ للشرعِ أطـواقٌ سلاسلُها

شرُّ البليات ِ فيها إستـفحلَ الضَرَرُ

**

**

والنقـدُ للنقـدِ تضليلٌ وثـَرثَـرةٌ

لا ينفعُ النقـدُ من أخلاقَـهم خَسِروا

**

والشعـرُ والنثـرُ والآدابُ أجمعُها

إن شابَها اللهـوُّ ، فيها السُمُّ يستـتـرُ

**

والمـدح ُ والـذمُ في الإنسانِ مهـزلةٌ

بالـذم ِّ والمـدح ِ فكـرُ الناسِ مُبتَسـَرُ

**

والبحـرُ والأرضُ والأفـلاكُ أشْرِعَةٌ

للغـدر ِ بالخلقِ إن لم ُتدْرك العِبَـرُ

**

والقـوتُ والجنسُ إيهامٌ وتسليةٌ

إن حـرَّكَ الناسَ في المسكونةِ البَطَـرُ

**

والحـربُ والسلمُ آياتُ الـردى بهما

إنْ فيهما إحتارَ فكـرُ الناسِ والنَظَــرُ

**

مالُ الطـواغيتِ مجمـوعٌ بما إقـتـرفـوا

بالبغيّ والظـلم ِ والطغـيانِ ، مُحْـتَـَقَـرُ

**

جئـنا الى الأرضِ لا مالٌ وغطـرسةٌ

لا يُعـمرُ الأرضَ إلا َّ من بها إنـتصروا

**

**

واستـلهموا الحَـقَّ تسبـيحاً لخالقهمْ

بالصدقِ في العـدل ِ عـزُّ الناس ِوالكِـِبَـرُ

**

والعـدلُ عـزٌ بهِ الإنسانُ منتصرٌ

لولاهُ ما الكـونُ ؟ ما التاريخُ ؟ ما القَـدَرُ؟

**

كل الطـروحاتِ إنْ في متـنها حَـذَرٌ

من ثـورة ِ العـقـلِ ، شيءٌ تافهٌ قـَذِرُ

**

عـقـلُ الأعاجيب مـقـدامٌ بقـدرته

إلاهُ ، إلاهُ في الظـلمـاءِ لا قَـمَـرُ

**

من يخـلط ُ الغـيبَ بالمنظورِ، حالتُه

كالحاصدِ الريح ِ، والإعصارُ ينحسرُ

**

يا سادة الـرأيّ دربُ النـورِ دربُكُمُ

من أخطأ النـورَ، لا يقـوى ويقـتدرُ

**

هل يستـوي العـتـمُ والإشعاعُ ؟ إنهما

ضدانِ ضدانِ مهما إستعـبطَ البَشَرُ

**

ضدانِ في البـدءِ محسومٌ صراعُهُما

إنْ يُهـزم النـورُ عتمُ الكـون ِ منتصرُ

**

**

لكنما النـورُ للتكـوين ِعـلتُهُ

من دونه الكـون ُ محظـورٌ ومندثـرُ

**

وشهـقة ُ النـورِ إنسانٌ به إكتملتْ

منظـومة ُ الخلق ِ، مبهـوراً بها النَظَــرُ

**

وإستكملَ اللهُ في الإنسان ِ حكمتَهُ

في جعـله ِ الناسَ أقـواماً لو إعـتبـروا

**

أعطاهمُ العـقـلَ كي يحيـوا بمنهجهِ

بالحـقِّ والعـدلِ ما إسطاعـوا وما قـدروا

**

فإن توانـوا بهاءُ العـقـلِ يلفظُهُمْ

لا يَنكـرُ العـقـلَ إلا جـاحـدٌ نكـِرُ

**

لولاه ما الناسُ ؟ من كانـوا ؟ وما فـعـلوا؟

هل يفـقه ُ الناسُ بالألباب ما نكـروا؟!

**

نُكرانُهم كانَ في إستجبانِ بعـضهمُ

والجبنُ في الظـلمِ والإصغـارِ مُستعــرُ

**

ما خصَّصَ الله ُ في النامـوسِ مجتمعاً

يستعـبـدُ الروحَ في الأقـوامِ ، يحتـقـرُ

**

**

بل شاءَ للناسِ في أقـوامهم غرضاً

فيـه الرســالاتُ بالأنـوارِ تـنتشـرُ

**

ليسلمَ الحبُّ بين الناسِ رابطةً

بالعـدل والحـقِّ، حيثُ الفـوزُ والظـَفـَرُ

**

إن أنكر البعـضُ حقَ البعض مُحتـَقـَـرٌ

أو حاول البعضُ قهـرَ البعضِ مُـنقهـِرُ

**

روح ُ الحضاراتِ تفعـيـلٌ لقدرتها

في جعـلها الأرض بالإنسان ِ تزدهـرُ

**

تمشي مع الضوءِ ، تستهـدي بصحبتهِ

من مطـلع ِ النـورِ للمستقبـل ِ السَفـَرُ

**

ما كان في الناسِ ظُلاَّمٌ جبابـرةٌ

لو ثارَ في الناسِ عـزُّ النفس ِ والكِـبَـرُ

**

لا ينتهي الظُـلمُ إن ظـلت إرادتـنا

جوفـاءَ خرقـاءَ مسكـوناً بها العُهُـرُ

**

واللهِ واللهِ يا أحـرارُ ، عـزتـُنا

في يقـظة ِ العـز ِ في الأحـرارِ تنفجـرُ

**

لا يقبـلُ العـارَ والإذلالَ مجتمعٌ

إن فيه ظـلـَّت حروفُ العـزِّ تُـبْتَـكَـرُ

**

كلُّ الأباطـيـلِ لا تـُوهي عـزيمتَـنا

ما دامَ في الروح ِ روحُ الخَـلق منتصرُ

**

كلُّ الإراداتِ لا تـلوي إرادتَـنا

ما دام فينـا ، قضـاءُ الحقِّ والقَـدَرُ

**

كلُّ الفـتـوحاتِ في تعـزيـزِ نهضتـنا

من دونها العـيشُ مـرذولٌ ومُحْـتَـقَـرُ

**

والقـولُ والفعـلُ إن ساءت طريقُهُما

لا شيء في القـولِ أو في الفعـل ينذكـرُ

**

فالقـولُ والفعـلُ في الإنسانِ حُسنُهُما

والعلمُ والفنُّ والإبـداعُ والفـِكَـرُ

**

والـدينُ والشرعُ للإنسانِ خيـرُهُما

والشعـرُ والنقـدُ والآدابُ تُعـتَبَـرُ

**

والأرضُ والشمسُ والأجـرامُ أشرعةٌ

في رحلةِ الكـونِ بالإنسانِ تأتمـرُ

**

**

فثوِّروا الشعبَ يا أحـرارُ إنكمُ

العـقـلُ والسمعُ للأجيـال ِ والبَصَرُ

**

ومَهِّـدوا الدربَ كي تمضي مـواكبُنا

تبني ذُرى المجـد ِ حتى يعظُمَ الأثـرُ

**

إنـَّا بنو النورِ لا عَـتْـمٌ يُـؤرقُـنا

ما دامَ فينا الشُعاعُ الحـقُّ مقـتدرُ

**

لا خـوفَ لا خـوفَ مهما الحظ ُّعاكَسَنا

في نهضةِ "النحنُ" مجـدُ الكُلِّ يُنتَظَـرُ

**

لا حلّ للشعـبِ إن ديسـتْ كـرامتُـهُ

إلا الجهادُ الذي في حَسْـمهِ القَـدَرُ

**

يبكي على المجـدِ أقـزامٌ، وما دمعـتْ

عينُ المغاويـرِ مهما استعظمَ الخَطـَرُ

**

الـداءُ في الناسِ إنْ خارتْ عـزائمُهُم

والطِبُّ في الناسِ إنْ ثاروا وما هذروا

**

لا شيءَ في الكـونِ محظـورٌ اذا انتصرتْ

في الشعبِ للشعـبِ روحٌ هـمُّها الظَـفَـرُ

**

فالكـونُ قد كان للإنسـانِ مُخـتَبَـراً

إنْ زاغَ أو ضلَّ ، لا ذكـرٌ ولا خَبَـرُ

**

والله ُ قـد شاءَ للإنسـانِ عـزَّتَهُ

إنْ أهمـلَ العـزَّ، ربُّ الكـونِ ينكـدرُ

**

كـلُّ التعـاليمِ والأفكـارِ باطـلـةٌ

إنْ صارَ فيها ارتقاءُ الناسِ ينحـدرُ

**

أنقى المفاهيمِ نفعُ الناسِ وجهتُها

ان ضلت النهجَ فيها السوءُ والضَرَرُ

**

لا ينفـعُ النـاسَ أفـكـارٌ تُكبِّـلُهمْ

بل ينفعُ الناسَ ان تـهـديْهُـمُ الفِـكَـرُ

**

"فالنحنُ" في البدءِ كانت بدءَ رحلتنا

إلاَّ مـع "النحنُ" لن يبقى لنا أثَـرُ

**

و"النحنُ" تعني حيـاةً كلُّها أمـلٌ

إن ماتت "النحنُ" وهماً يُصبحُ العُمُرُ


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه