شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-11-02 |
بلفور وعد والأعراب باعوا وأميركا طوّبت أمتنا قالت لا والمقاومة وجهت الصفعات وأوقفت الصفقات... |
نقف اليوم في تأمّل للمراحل التي مرّت بها المسألة الفلسطينية تاريخياً وواقعياً وما وصلت اليه، نتأمّل هذه المراحل ووعد بلفور يطلّ في ذكراه المئوية… الوعد الذي أطلقه في 2 تشرين الثاني من عام 1917.. الوعد عمره مئة سنة والقرارات الداعمة له بدأت تتوالى صادرة عن مؤتمرات متآمرة لصالح اليهود. ففي عام 1920 ثبت هذا الوعد في مؤتمر سان ريمو.. وفي عام 1922 تبنّته ووافقت عليه عصبة الأمم المتحدة.. رفضنا هذه المقرّرات وما تبعها من تقرير لجنة اللورد بيل عام 1936 الذي اقترح تقسيم فلسطين. اليوم نستعيد الذكرى الأليمة.. ولا نملك إلا الفتات من أرض فلسطين.. كانت «إسرائيل» فكرة وذكرى وقرارات على ورق.. فأصبحت واقعاً وحقيقة ووجوداً فرض نفسه على أمة وأرض في وطن حفل تاريخه بوقفات العز. تاريخ الأمة السورية يوم كانت قراراتها بيدها أثبت أننا أمة أبت أن يكون قبر التاريخ مكانها في الحياة.. فسجلت البطولات والانتصارات وطردت الغزاة والطغاة.. ففي الشام انتصرت زنوبيا ملكة تدمر على الرومان وفي العراق انتصروا على الفرس في معركة ذي قار وفي لبنان انتصروا على الاسكندر المقدوني في صيدا وصور. طردوا الهكسوس القادمون من مصر وفي فلسطين انتصروا على العبرانيين.. ويقول سعاده: «لقد شاهد أجدادنا الفاتحين الأولين وانتصروا عليهم ولكننا نحن سنضع حداً للفتوحات…» اليوم نقف متأمّلين نستعيد الصفحات المؤلمة من تاريخنا الحديث والنكبات التي حلت بأمتنا نتيجة المؤامرات الدولية والخنوع للفكر اليهودي العنصري القومي.. والتي لم تتوقف للحظة. بلفور وعد اليهود بـ»وطن قومي» لهم على أرض فلسطين واغتصابها من أهلها.. وشريف الحجاز وأعرابها سهّلوا ومهّدوا للاستيطان اليهودي في فلسطين ووهبوا الأرض. ففي 4 تموز 1918 التقى وايزمن في العقبة بالأمير فيصل بن الحسين وبحضور الكولونيل جويس البريطاني المرافق لوايزمن، ونتيجة هذا اللقاء لم يمانع الأمير القادم من أعماق الحجاز في انه بالإمكان تنفيذ البرنامج الصهيوني كما حدّده وايزمن ولا يؤدّي الى التوطين.. وكذلك فعل والده الشريف حسين فقد استجاب لفكرة إقامة اليهود في فلسطين.. وكتب بذلك الى ابنه فيصل والى أتباعه يقول لهم: «انه تلقى تأكيداً بريطانياً بأنّ وجود اليهود في فلسطين لا يتعارض مع استقلال العرب…» وحماة الحرمين اليوم يستعدّون لعلاقات حميمة مع «إسرائيل» بعد ان استمرّت سريّة خفية. منذ أن وضع الأعراب أيديهم على القضية حكموا عليها بالزوال لصالح عدو مغتصب، وما نراه اليوم من تقارب وتضامن ولقاءات وسمسرات وعلاقات سياسية ودبلوماسية والمشاركة في التآمر على سورية في لبنان والشام والعراق.. ليس إلا أداء لدور كُلّف الأعراب بتنفيذه. ففي حرب 1948 لم يشاركوا لا دولاً ولا أفراداً، واليوم كشفت الأوراق وأزيلت الأقنعة.. بلفور وعد.. والأعراب سهّلوا بالصمت والتعاون وترامب في أميركا حرّر صكوك التطويب النهائي. مؤتمرات ولقاءات ومقرّرات لم تتوقف منذ عام 1920 حتى هذه الساعة، وكلها أدّت وتؤدّي إلى تحقيق المشروع الصهيوني.. ضاعت فلسطين يوم انتقلت من اليد السورية الى أيدي العرب في الخليج. يتحدثون عن صفقة العصر، معتمدين على الأعراب قاعدة التنفيذ، صفقة محتواها إنهاء المسألة الفلسطينية وسيطرة «إسرائيل» نهائياً على الأرض وعاصمتها القدس وطرد كلّ من يخالفها وإزالة كلّ الأديان غير الدين اليهودي بعد ان تمّ تحديد الهوية القومية اليهودية لهذه الدولة، وبذلك يكون انتهى الفصل الأخير من الاحتلال.. وقيام الدولة اليهودية بامتداد سياسي في عمق الجزيرة العربية وإنشاء علاقات دبلوماسية واقتصادية وثقافية مع الجوار العربي تحضيراً لعملية القضم والتوسع الجديدة في الجغرافيا السورية. نتنياهو يزور سلطنة عُمان ويستقبله السلطان قابوس، ووزيرة الرياضة الإسرائيلية تزور أبو ظبي ويتجول المسؤولون الاماراتيون برفقتها وتزور الجامع الرئيسي فيها.. لقاءات وزيارات وتبادل القبل والشمّ والضمّ والبحرين بدأت التحضير لعلاقات دبلوماسية معها. فالصفقة التي يحضّرون لها تستند الى ما جاء في البروتوكول الخامس صفحة 205 حيث جاء فيه: «إذا قام في وجهنا غوييم العالم جميعاً الغوييم ايّ المسيحيون والديانات الاخرى . متألّبين علينا فيجوز ان تكون لهم الغلبة ولكن قوتنا ولا خطر علينا من هذا لأنهم هم في نزاع في ما بينهم، وجذور النزاع عميقة جداً ما يمنع اجتماعهم علينا يداً واحدة، أضف إلى هذا أننا قد فتنا بعضهم ببعض الأمور الشخصية والشؤون القومية لكلّ منهم، وهذا ما عنينا بديمومته عليهم مع الأيام خلال العشرين قرناً الأخيرة وهذا السبب الذي من أجله لا نرى دولة واحدة تستطيع ان تجد لها عوناً إذا قامت في وجهنا بالسلاح. اذ انّ كلّ واحدة من هذه الدول تعلم أنّ الاصطفاف ضدّنا يجرّها الى الخسارة. اننا جدّ أقوياء ولا يخاف أحد، ولا تستطيع الأمم ان تبرم ايّ اتفاق مهما يكن غير ذي بال الا إذا كان لنا فيه يد خفية. متى ولجنا أبواب مملكتنا لا يليق بنا ان يكون فيها دين آخر غير ديننا.. وهو دين الله الواحد المرتبط به مصيرنا من حيث كوننا الشعب المختار وبواسطته ارتبط مصير العالم بمصيرنا.. فيجب علينا ان نكنس جميع الأديان الاخرى على اختلاف صورها.. وهذا ما بدأ فعلاً تنفيذه انْ في التمدّد الممنهج نحو المسجد الأقصى والحريم الابراهيمي، او في المعابد والكنائس المسيحية، وما تعرّض له رجال الدين من الطائفة المسيحية القبطية وكنائسهم جزء من هذا كله.. إنه صراع قومي بعناوين دينية، فما بيننا وبين «إسرائيل» ليس صراع حدود انه حرب وجود… إما هم وإما نحن ولا مكان للاثنين معاً ولن نتخلى نحن عما هو لنا.. انّ هدف «إسرائيل» الذي تعمل اليهودية العالمية بأجهزتها السياسية والاقتصادية العلنية والخفية لتحقيقه هو السيطرة على بلادنا. إنّ ما يجري اليوم هو جزء من ذلك تعمل أميركا جاهدة لتحقيقة فماذا تريد أميركا، سؤال يعود بنا الى سؤال قبله ما الذي كانت تريده بريطانيا عندما أعطت وعد بلفور؟ وماذا كانت تريد أوروبا عندما أيّدت ذلك الوعد المشئوم ، انه المخطط ذاته. المخطط الصهيوني الذي نصب شبكة حول البيت الأبيض الأميركي وأحاطه بـ «لوبي» يرسم السياسة العليا لرؤساء الولايات المتحدة ويدفع بهم الى تنفيذ كلّ ما يؤدّي إلى تحقيق الأحلام اليهودية. من إنشاء الدولة الى تدعيم وجودها الى بسط سيطرتها. «إسرائيل» كانت تحلم بأن يكون جنوب لبنان ضمن حدودها وعملت جاهدة من أجل تحقيق ذلك وتعثرت جهودها ورغم المحاولات استقرّت حدود «إسرائيل» كما حدّدها قرار التقسيم وما سلبته بالقوة والتمدّد. ويأتي ترامب رئيس أميركا اليوم محاولاً تحقيق الحلم اليهودي. فـ «إسرائيل» تريد أن تعيد رسم حدودها كما هي في وعد ربها لها كما تزعم. لذلك تحاول عبر الاتفاقيات والمفاوضات والوعود والإغراءات تحقيق الجزء الأخير من الوعد الجديد وفسح المجال أمام «إسرائيل» لتتمدّد وتحقق حلمها عبر توطين الفلسطينيين حيث هم، وضمّ ما تحت أيديها من أراض محتلة كالجولان في سورية عبر مخططات تهويدية.. رغم مخالفتها للقوانين الدولية ورفض السكان لهذه المحاولات وتمسكهم بانتمائهم القومي والوطني. وفي خطاب لأنطون سعاده في الأول من آذار 1938 قال: «ما أقوله في صدد لبنان والشام أقوله في صدد فلسطين، فالسياسيون الكلاسيكيون هناك لم يتمكّنوا من إيجاد أيّ دفاع مجد يصدّ الخطر اليهودي، لأنّ أساليبهم لا تزال من النوع العتيق المسيطر فيه الصفة الاعتباطية والأنانية والمغرّرة للشعب. ولا بدّ لي من التصريح في هذا الموقف انّ الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرهما مستطير. والثاني هو الخطر التركي. وهذان الخطران هما اللذان دعوت الأمة السورية جمعاء لمناهضتهما. انّ الخطر اليهودي لا ينحصر في فلسطين، بل يتناول لبنان والشام والعراق ايضاً، لا لن يكتفي اليهود بالاستيلاء على فلسطين، فلسطين لا تكفي لإسكان ملايين اليهود. الذين أثاروا عليهم الأمم النازلين في أوطانها وهم منذ اليوم يقولون: «الحمد الله»، اننا اصبحنا نقدر ان نمارس الرياضة الشتوية في أرض اسرائيل»، يعني التزحلق على الثلج في لبنان، يدرك اللبنانيون ما هي الأخطار التي تهدّد الشعب اللبناني. وكرّر التحذير في عام 1947 اذ قال: «لعلكم ستسمعون من سيقول لكم انّ إنقاذ فلسطين، أمر لادخل للبنان فيه. انّ إنقاذ فلسطين أمر لبناني في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم كما هو أمر شامي في الصميم، انّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها. كلمتي اليكم هي العودة الى ساحة الجهاد». فنحن لم ننسَ كيليكيا وانطاكية والاسكندرون والدور التركي في سلبها. ورغم كلّ هذه الأهداف المعلنة الواضحة لدى العدو نجد من يندّد بسلاح المقاومة ويطالب بنزعه وتعرية لبنان أمام عدو طامع. يقول الكاتب الأميركي ديفيد ديوك عضو الكونغرس الأميركي الأسبق في كتابه الصحوة، صفحة 301 ما يلي: دققت الأرقام التي أشار اليها الإحصاء البريطاني عام 1922 كان اليهود في ذلك الوقت يشكلون 10 من السكان، وفي آخر إحصاء مماثل أجري في العام الذي سبق إنشاء دولة «إسرائيل»، كان اليهود قد بلغوا حوالي 50 من سكان المنطقة التي أصبحت في ما بعد إسرائيل . وكان الفلسطينيون حينذاك يملكون 93.5 من الأرض. كانت الحقائق دامغة، لقد شقّ المهاجرون الصهاينة طريقهم بالقوة عبر فلسطين دون إرادة السكان، ومن ثم قاموا بطرد السكان من بيوتهم بقوة السلاح، وسرقوا أرضهم وممتلكاتهم. ويتابع: لا يمكن ان تكون الحقائق أكثر وضوحاً، لقد سرق الصهاينة بمساعدة عصاباتهم في جميع أنحاء العالم شعباً بأكمله. كانت الدعاية المؤيدة لأ «إسرائيل» والتي قرأتها توحي بأنّ فلسطين كانت أرضاً خالية من السكان، فماذا يُقال لأكثر من مليون نسمة طردوا منها منذ عام 1948». لم يخف اليهود نواياهم وأعلنوها صراحة وبوضوح منذ القرن التاسع عشر بإقامة دولة يهودية واعتبار فلسطين قاعدتها والتي حدودها من الغرب شمالاً الى النيل جنوباً زاعمين انها موطن «إسرائيل» التاريخي الأول، والتي رأوا أنها الوسيلة الوحيدة التي تؤدّي الى انتظام اليهود في سلك الأمم الأخرى، ومن أهدافها أيضاً قطع الصلة بين فلسطين وامتدادها المجاور. انّ الحدود التي طالب بها الوفد الصهيوني في مؤتمر الصلح في مذكرته المؤرّخة 3 شباط/ فبراير 1919 هي: «تكون حدود فلسطين تابعة إجمالاً للخطوط المبيّنة كما يلي: «اما شمالاً فيبتدئ الخط من نقطة البحر الأبيض المتوسط على مقربة من جنوبي صيدا ثم يسير على سفوح التلال او الجبال اللبنانية حتى جسر القرعون ثم باتجاه البيرة فاصلاً بين حوضي وادي القرن ووادي التيم، ومن هناك جنوباً فاصلاً بين السفوح الشرقية والغربية لجبل حرمون الشيخ حتى غرب بيت جن، ثم شرقاً محاذياً القسم الشمالي من نهر المغنية حتى يصل الى الخط الحجازي ويكاد يتصل به من الجهة الغربية. وأما شرقاً فيسير على مقربة من الخط الحجازي حتى ينتهي في العقبة. وأما جنوباً على خط الحدود مع الحكومة المصرية، وأما غرباً فالبحر المتوسط». ولا تقتصر الحدود إلى هذه الأبعاد، بل يجاوزها التلمود الى اوسع منها سوف تمتدّ حدود ارض إسرائيل، وتصعد الى جميع الجهات ومن المقدر لأبواب القدس ان تصل الى دمشق . التلمود والصهيونية 246 سفـر دياريم . هذا هو دور أميركا، لنعرف ماذا تريد أميركا علينا أن نعرف ماذا تريد «إسرائيل»، فلـ»إسرائيل» مصالحها الناجمة عن معتقداتها وتركيبتها السياسية والاجتماعية والدينية، أما أميركا المندفعة بحماس لتحقيق الأهداف الإسرائيلية وخلق كلّ هذا العداء حولها وتعريض مصالحها للخطر فأمر يدعو للتساؤل… أميركا اليوم متحمّسة بشكل جنوني لتحقيق أطماع «إسرائيل» وأحلامها مهما كان الثمن. والثمن باهظ على المدى البعيد، حتى قال الرئيس السابق للولايات المتحدة أوباما «إنّ إسرائيل هي الولايات المتحدة وانّ الولايات المتحدة هي إسرائيل» بصفاقة لا مثيل لها. لـ»إسرائيل» حلمها التاريخي بتحقيق وعد ربها لها، «أرضك يا اسرائيل من الفرات الى النيل». اليوم يتحدثون عن صفقة العصر وتكثر اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات بشكل يعيدنا لما كان يحدث قبل مئة عام، وادّى لضياع فلسطين. فهل يحاولون إعادة أحداث التاريخ الماضي.. ماذا تريد أميركا.. اكثر من هذا؟ بلفور وعد اليهود بوطن قومي في فلسطين.. وأميركا نفذت وحققت هذا الوعد وساعدت على جعل قرار تقسيم فلسطين وإنشاء حكومة إسرائيلية على الأرض السورية نافذاً يتمتع بدعم الأمم المتحدة.. وتغاضي الأعراب وباعوها. انّ ايماننا هو الذي حدّده سعاده: كلنا مؤمنون منا من آمن بالقرآن ومنا من آمن بالانجيل ومنا من آمن بالحكمة وليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا الا اليهود. ولمجابهة هذا العدو نشأت المقاومة لأنّ الخطر يستهدفنا ونشعر به ونعايشه.. اما نحن واما هم.. فعدوان اليهود مستمرّ وممنهج.. نحن نحارب وحربنا طويلة لأنها بيننا وبين عدو يريد إزاحتنا وإزالتنا، ونحن نرفض ان يكون قبر التاريخ مكاناً لنا في الحياة، ونجسّد ونجدّد ما قاله سعاده محدّداً هويتنا انّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت مجرى التاريخ.. انّ البطولة المؤيدة بصحة العقيدة هي التي سوف تجابه العنجهية الاسرائيلية، انّ المقاومة التي مارسها القوميون في مواجهة العدوان الاسرائيلي، ومقاومة حزب الله هي التي وضعت حداً للتمادي والعدوان، وكما قال سعاده: لم يتسلط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل. انّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب. لقد وقفت دول الخليج الى جانب العدوان والمؤامرات والفتن التي تعرّضت لها سورية في الشام ولبنان والعراق ودعمته ورعته وشجعته، ولم تر في «إسرائيل» عدواً، ولم تعتبرها خطراً على مصالحها ووجودها منذ تأسيسها الى اليوم.. كلّ الحسابات ضبطت بدقة حتى انّ ادوار كلّ حكومة وكيلة من حكومات العمالة العربية أنيط بها دور.. لكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر. فكانت المقاومة هي الرقم الصعب الذي أجهض كلّ المخططات.. وأثبتت اننا لا نخاف الحرب وسنقضي على الخوف والفشل. قالت المقاومة لا للصفقات ووجهت الصفعات للقائمين بها.. وسنعيد ونستعيد حقنا وأرضنا من الغاصبين.. لذلك على شعبنا بمنظماته المتعددة والمتنوّعة في ايدولوجياتها ان تقتنع بوحدة قرارها. إنّ استرجاع فلسطين مصلحة فوق كلّ مصلحة، فتعمل لتحقيق هذا الهدف بتوحيد البندقية والراية… فعودة فلسطين هي الدين والدنيا. يد وإرادة فلسطينية واحدة تضع حداً للشرذمة وتقبر التخاذل والمتخاذلين، تنظف بيتنا الداخلي وتفتح القبور للخونة والمتعاملين مع العدو أو مع الأنظمة المتواطئة معه. ويصبح نشيدنا واحداً، «كلنا للوطن… يا بالوطن يا بالكفن» نجعل فلسطين أغنية أطفالنا اليومية ـ نستبدل كلّ اسم باسم فلسطين، إذ ننام او ننهض كلّ فرد فينا بدلاً من التحية اليومية نرفع اليد عالياً ونصيح تحيا فلسطين ونعلن توحد هدفنا وقرارنا وإرادتنا… ونوقف الزحف المشين وراء «المحميات» ونعلنها وقفة عزّ وعندها وعندها فقط سنحقق أروع انتصار لأروع شعب، وليرى بعدها العالم مواكب العز تسير تحت رايات النصر معلنين انّ زمن الهزائم قد ولّى… وكما قال سعاده: يجب ان نعارك يجب ان نصارع، يجب ان نحارب ليثبت حقنا. وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً، عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |