شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2018-12-19
 

تحية لك يا جيشنا في وقفة العزّ...

اياد موصللي - البناء

الوقفة البطولية التي وقفها ضابط لبناني من جيش بلادي على الحدود الجنوبية وأشهَر فيها جرأته مقرونة بسلاحه في وجه العدو منذراً… بأنّ التجاوز غير مسموح ومن يقوم به سيصبح ممسوحاً.

هذه الوقفة أثارت الإعجاب والإكبار والتقدير من المواطنين للموقف الشجاع.

هذه الوقفة طبيعية عادية وهي من صميم إيمان ونظامية جيشنا.. وكلّ فرد في هذا الجيش تربّى على كرامة المؤسسة والانتماء الوطني، وهي حالة عادية جداً والتقدير الخاص فيها ليس ممارستها بل الظرف والحالة التي كان الضابط اللبناني فيها…

هذا الضابط بعمله وموقفه أرسل رسالة إلى العدو مفادها أننا قوم لا نلين للبغاة الطامعين.. ارضنا فيها معين للأباة الميامين.. وقفة العز هي الوقفة التي ملأت صفحات التاريخ بما أعطته أمتنا…

كلّ واحد في هذا الوطن مؤمن بانتمائه وسخاء عطائه ينشد كلما وضع رأسه على الوسادة نشيد الصلاة للجيش والوطن.

أيها الجندي يا كبش الفدا

يا شعاع الأمل المبتسم

ما عرفت البخل بالروح إذا

طلبتها غصص المجد الظمى

بورك الجرح الذي تحمله

شرفاً تحت ظلال العلم

نحن شعب كتب في صفحات تاريخه الحافل صفحات المجد والبطولة… ومن الطبيعي ان لا يسمح لمعتد ان يهين هذه الأرض ويتصرف بلامبالاة.

هذا الضابط هو سليل شعب نشأ أطفاله وهم ينشدون:

بيّي راح مع العسكر

حارب وانتصر بعنجر

وهو ينتمي لأمة هزمت الاسكندر المقدوني في صيدا وصور… يا ضابطاً من جيش بلادي في ايّ مكان كنت وأي خندق رابطت تبقى عنوان السخاء بالعطاء وبذل دماء آمنت أنها وديعة الأمة لديك متى طلبتها وجدتها.

ما فعله جيشنا في الجنوب مؤخراً ليس موقفاً فريداً غريباً، انها وقفة تضاف لما سبق وانّ ما لقنه جيشنا لهذا العدو المتغطرس من معركة المالكية وشهيدها الضابط محمد زغيب الى المعارك ضدّ المتآمرين من التكفيريين وعصابات الغدر في عرسال وجرودها.

الأحداث الأخيرة التي تعرّضت لها البلاد والردّ الحاسم الذي جابه به الجيش مثيري الفتن والاعتداءات برهنت انّ لدى جيشنا القوة الحاسمة التي غيّرت ولسوف تغيّر صور الذلّ والتراجع التي مرّت على بلادنا ابان السيطرة الأجنبية.

أحببت الأرض التي تمشي عليها وهي تهتز تحت وطأة خطواتك الواثقة تشرئب روحك وينتصب جسدك فأنت نسيج الآلهة.. وهبت الروح والذات سهرت الليالي ويدك على الزناد، ليهنأ أطفالنا ولنطمئن في الرقاد…

سر في دربك، فأنت لا تعرف سوى درب صنعته بالصبر والثبات، الشجاعة في الهجوم كما خلف المتراس، شجاعة المقاتل وشجاعة المواطن المتخلق بالعفة والنخوة والنجدة وعشق الأرض والعطاء من أجلها سلماً وحرباً. المنتصر على أهواء النفس ومذلة الولاء للساسة والزعماء، المترفع على مغريات العيش. المؤمن بأنّ مغانم الحياة هي التضحية حتى الشهادة وسحق للأنانية وحب الذات.

كم أنت عظيم يهتف باسمك أطفالنا وتهفو نحوك قلوبنا وتدمع العين بابتسامة الفرح لرؤياك.. نصلي لك بترانيم الحب.

ما أعظمك يا جندياً من بلادي ستكون مثالاً ومدرسة وكتاباً، ستكون غرسة باسقة لجيل جديد…

ما صنعته اليوم هو من خصال العظماء لأنه صبر على جراح وكظم لغيظ وعفو عند مقدرة، أخلاق تعلمتها في مدرسة الرجولة مدرسة الجيش.

لقد انتصرت على النفس فسيطرت على الزناد ولم تطلق إلا إذا احتجت لذلك. أنت بطل نشأنا ونشأت وسينشأ أولادنا وهم يرون فيك الرمز والأمل.

هكذا كان في كلّ ميدان لجيشنا وجود عبر الحاضر والماضي وجود فرضه بعطائه وتضحياته، على الحدود كما في المدن وحيث يتطلب الأمن.

وكنت إذا البغي اعتدى

موجة من لهب او من دم

فحميت الحدود ووقفت في وجه عدو عات وتركت صدى وعنفواناً في نفوس مواطنيك وشعروا بجانبك بالدفء والطمأنينة، ولسان كلّ فرد في جيش بلادي يردّد:

وتهاديت كأني ساحب

منذري فوق جباه الأنجم

ستبقى أنت أنشودتنا وأملنا وحلم الغد لمستقبل واعد لا طائفية تفرق ولا مذهبية تزلزل وحدتنا ولا إقطاعية سياسية او مالية تدمّر مستقبلنا وعزتنا وكرامتنا.. سنصنع وحدتنا كما صنعت منكم هذه المؤسسة الشامخة وحدة صامدة مؤمنة واعية.. سترسمون خطى أولادنا. أنتم الذين ستورثون أجيالنا ما يباهون ويفاخرون به. انّ الدماء التي قدّمتموها هي أزكى شهادة في الحياة.

ونهتف معكم كلّ يوم كلنا للوطن للعلى للمجد والخلود نحفظ الأرض وإرث الجدود.. ويبقى شعارنا وإيماننا واحداً: «انّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».

تحاول «إسرائيل» ان تبرهن عن قوّتها وسطوتها وسيطرتها في حفر الأرض بحثاً عن أنفاق تكون في المستقبل ممراً لأبطالنا.. أو مقابر لرجالها وعصاباتها.

نحن عبركم نسير على الأرض، جيش ومقاومة نجتاز العقبات لنحقق كلّ الرغبات بدحر العدو المغتصب. وقفة الجندي اللبناني على الحدود في وجه عناصر العدو وإجبارهم على الابتعاد هي العنوان الذي كتبه أبطالنا ولا يعرفون سواه الحياة وقفة عز فقط.

تحية لك وبإيمانك بأنّ طريقنا طويلة وشاقة لأنها طريق الحياة ولا يثبت عليها الا الأحياء وطالبو الحياة، ونحن لا نخاف الحرب ولا نخشى الفشل.


 

جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه