شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-01-05 |
بين التشاؤم والتفاؤل مع سياسة الادارة الأمريكية .!. |
لم أكن في زمن ما أكثر تشاؤلا مني اليوم ، فالنصف المتشائم سببه انعدام الثقة بالسياسة الأمريكية المهزوزة الضائعة في متاهة لا مخرج لها ، العبث وحده هو السمة الغالبة لهذه السياسة بوجود رئيس عديم الخبرة لا يستند إلى مستشارين ذوي كفاءة ، وإن كانوا حوله فهو يتصرف كمن يهرب من ولاية أو وصاية يحاولون فرضها عليه في شأن السياسة الخارجية ، وربما هذا ما يدفع بالديمقراطيين إلى إعادة طرح إقالته أو إسقاطه بطريقة ما ، حتى بعض من أعضاء حزبه وصفوه بناقص الأهلية وعديم الخبرة غير الملائم لموقع الرئاسة . إعلان الانسحاب من سورية خلال مائة يوم .!. ثم يظهر للمتابعين أن وزير الدفاع تفاجأ بالقرار ، ومثله وزير الخارجية وفي حين تقدم الأول باستقالته صمت الثاني وتابع دون اعتراض بل حاول الدفع بالرئيس للتنصل من القرار دون أن ينجح سوى بتعديل الزمن إلى أربعة أشهر ، وأخيرا إعلان إعادة النظر بالانسحاب والقول أنه باق ربما جزئيا لمساندة الأكراد وعدم التخلي عنهم ، وفي قراءة متأنية يظهر أن هذا الإعلان هو لوضع عصا في عجلة المصالحة الجارية بين الكورد وبين حكومتهم للعودة والانضواء تحت العلم وحماية الجيش للحدود ومنع أي عدوان خارجي على مناطق الشمال الشرقي أو ما يسمونه شرق الفرات . اجماع واسع في كل الأوساط في منطقتنا على أن الثقة بالسياسة الأمريكية هبطت إلى مستوى الصفر ، وأن هذا هو المطلوب لاستمرار الضياع السياسي في أوساط الجماعات ، ومعها بعض الدول في المنطقة ، ولا يمكن الاشارة إلى الكورد فقط فهم من جملة المستهدفين ، وما من شك أن المنظمة السرية التي جاءت بهكذا رئيس لقيادة دولة يعتبرونها الأقوى والأعظم ، لا تضمر الخير للبشرية ولا حتى لشعب الولايات المتحدة ذاتها ، والدليل هو التململ الواسع في الأوساط السياسية الأمريكية على مستوى الحزبين وحتى المستقلين ، إضافة إلى موقف شامل من الحلفاء ومن تعتبرهم الادارة أعداء كروسيا والصين وايران وغيرهم . النصف الآخر من الشعور ( التفاؤل ) والذي ليس حكرا على شخصي ، إنما هو لشريحة واسعة من أبناء أمتنا السورية وبضمنها الشريحتين العربية والكردية هو الرهان على أصالة الأغلبية هناك في الشرق والشمال الشرقي المستهدف ، وخاصة الكورد لمعرفتي الوثيقة بهم وبكثير من قياداتهم ، وأستند في ذلك إلى لقاءات وحوارات سابقة ومكثفة نتج عنها روابط متينة ، لكن هؤلاء كانوا في مرحلة كمون طوال فترة وجود القوات الغريبة ، ومن ضمن الغرباء قوات كوردية ربما جاءت من الداخل التركي أو الشمال العراقي وتميزوا بسلوك العنف والقسوة تجاه أي اعتراض أو احتجاج على الوجود الغريب أو التعامل معه ، وما من شك أن الوعود الكاذبة كانت السمة الأساس في المتاجرة ، والحقيقة أن الدافع المادي والطمع كان حاكم المرحلة حتى انكشاف اللعبة الأمريكية التي يجري العمل على تطويقها ومحاولة تجميلها بالقول أن البقاء الأمريكي ولو بشكل أقل سيكون من أجل حماية الكورد ، فهل يجد هذا الطرح آذانا صاغية .؟. من غير المستبعد قيام الكثير من القيادات العميلة بالتسويق لما يجري على أنه تراجع نجم عن ضغوطهم ومطالبتهم الادارة الأمريكية بعدم التخلي عنهم ، أو أن تدخل الادارة الذاتية في الشمال الكردي ودعمها أوقف الانسحاب الأمريكي إلا أن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير وأعمق من السطحية التي تتم بها معالجة قضايا المنطقة ، هنالك مصالح دولية وتسويات يجري العمل لها من تحت الطاولة وفي غرف مغلقة وحوارات بعيدة عن الاعلام ، كما يجري التطبيق والالتزام دون إعلان ولا إعلام وبتكتم شديد ، قد يتسرب القليل لكنه لا يكون كافيا لاكتشاف حقيقة ما يجري . في بعض الأحيان لا أقر حالة التشاؤم بالنسبة للموقف التركي ، ولا القول أن تركيا تلعب على الشريكين الضامنين معها – قصدت روسيا وايران – وإن كنت قد شككت سابقا في هذا الشأن ، إلا أن المجريات على أرض الواقع لا تشير إلى شيء من هذا وإلا فنحن نستهين بمقدرة الدولتان على اكتشاف اللعبة وأنهما أغرار في السياسة الدولية والتعامل مع الآخر ، الأصح أن ضوابط العلاقة بينهم تتحكم بكل المجريات ولهذا يجب الشعور بالاطمئنان ، فقد يكون للحراك التركي والتهديدات القوية تأثيرها الايجابي على موقف المتعاملين مع الأمريكي وتاليا الصهيوني الراغب في انفصال المنطقة الشمالية الشرقية أو في الحد الأدنى استمرار الصراع ليصبح الصداع الرسمي السوري في هذا المجال مضافا إلى قضية استمرار خروج ادلب على سلطة الدولة بما تحويه من تنظيمات متناقضة من العدل الاعتراف بأن تركيا ليست مشغلها الوحيد . ليس على المقامر أن يعتبر من خسارته أكثر من مرة ليقلع عن إدمانه العادة السيئة ، لكن على الدول التي تحكمها العقول أن تستفيد من التجارب ومن عبر التاريخ ، كم من الرؤساء على مستوى العالمين العربي والعالمي الذين قالوا بانتهاء شرعية الرئيس الأسد وتنبأوا بحتمية سقوطه خلال أيام ، أشهر . . ! وسقط هؤلاء جميعا وبقي على رأس دولته قائدا لجيشها وشعبها ، لم يكن أولهم ساركوزي أو بلير ومبارك ولا الحمدين ولن يكون آخرهم الكثير من بني سعود وحتى خادمهم الجبير ، وقد يسقط ماكرون وزميلته الألمانية والبريطانية ماي ومعها وزير خارجيتها الذي يصرح بأسف شديد ( الأسد سيبقى لبعض الوقت ) وبما أنه لم يحدد هذا البعض وقت ، فليسمح لنا من واقع القراءة العادلة أن نقول أنه بما يكفي لسقوطه أو انتهاء مهامه مع رئيسته الماسونية المبجلة ، وإذا كان الصهاينة يدعمون بقاء نتن ياهو على رأس وزارتهم حتى لا تضمه قوائم الساقطين قبله فإن هذا لن يستمر ولن تستمر أرجل القصب تحمله إلى ما لا نهاية ، المؤكد أن نتن ياهو سوف يسقط قبل ترامب أو معه وليس بعده بكثير ، ولم أسأل مايك فغالي في هذا الشأن بل هي مواقع الأخبار الأمريكية والصهيونية وتنبؤات مراكز أبحاثهم وما أكثرها . من البديهي أن الشعوب ترفض التدخل في شؤونها الداخلية من منطلق الشعور بالكرامة والحرية ولا يمكن استثناء أي شعب منها ، على هذه القاعدة يمكن مطالبة الشعوب بالمقابل اسقاط قياداتها التي تسمح لنفسها فتقرر التدخل في شؤون الغير لتحقيق أطماعها ، سلوك الشعوب يكون حفاظا على سلامتها هي ، الشعوب الغربية أكثر من نطالب بتطبيق هذا الفعل لأن حكوماتها الأكثر تدخلا في الشأن الداخلي لشعوب العالم ، تدخل سلبي تخريبي – استغلالي بلبوس اللصوصية ، وأكثر التنظيمات الدولية التي تمارس التدخل والتخريب وعمليات التصفية الجسدية هي الاستخبارات المركزية الأمريكية وتوابعها ، وللحفاظ على الأمن والسلم الدوليين لا بد من حل هذه المؤسسة ووضع نهاية وحد لممارساتها وليس من المستبعد أن تكون هي من خطف وأخفى الدبلوماسي الكوري الشمالي لأغراضها الخبيثة .!!. ترامب لا تناسبه سورية فهي " صحراء رمال وموت " - لم يسأل الرئيس كارتر عن جنة بين الغوطتين زارها وعرف أنها أول عاصمة مأهولة في التاريخ . جنة ترامب .. الخليج ..!!!. من حق تركيا أن تغلق حدودها بوجه الهاربين من ادلب خصوصا الغرباء بعد اقتراب النهاية ، وإذا كان التأجيل قد تكرر فلأسباب انسانية محض لن تستمر ، عمليات تصفية العصابات القائمة حاليا بيد بعضها تمهد للعملية الكبرى النهائية ، وسيكون على تركيا قبول استسلام الأجانب وأعادتهم هدايا العام الجديد لدولهم مع شهادة خبرة عالية في القتل والإجرام . دول الغرب تستحق الهدية بجدارة ... طابخ السم لا بد يأكل منه ولو .... بالغلط .!. تشاءلوا .. ولا تتشاءموا ، لنرحب بالتفاؤل كما يليق . . قريبا هو من يسود . |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |