شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-02-06 |
6 شباط 1984... إسقاط 17 أيار وتثبيت الإنجازات |
محطات عديدة، بارزة ومفصلية، شهدها لبنان، اندرجت في سياق المواجهة التي خاضها الوطنيون اللبنانيون ضدّ الاحتلال الصهيوني ولإسقاط مشروعه بالهيمنة على لبنان وتقسيمه. ومن المحطات البارزة والمهمة، انتفاضة 6 شباط 1984 بوجه الطغمة الحاكمة حينذاك وأحزابها الانعزالية، والتي وقّعت اتفاق 17 أيار الخياني مع العدو الصهيوني وتوهّمت بإمكانية نقل لبنان إلى ضفة العدو. وانتفاضة 6 شباط، لم تُسقط اتفاق 17 أيار الخياني وحسب، بل عمّقت هزيمة مشروع كان يقضي بتحويل لبنان إلى محمية تحت أمرة العدو الصهيوني وخاضعة لسيطرة ونفوذ الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها. وهو المشروع الذي بدأ يترنّح ويتقهقر على وقع عمليات المقاومة الوطنية، لا سيما عملية الويمبي البطولية التي أجبرت الاحتلال اليهودي على الاندحار من العاصمة بيروت، والعمليات الأخرى التي سبقتها وتلتها مستهدفة قوات العدو والقوات المتعددة الجنسيات. وإذا كان سجل المقاومة في لبنان بكلّ أحزابها وقواها حافل بالمحطات والإنجازات والشهداء، فإنّ انتفاضة 6 شباط اندلعت لتثبّت بالإرادة الشعبية كلّ ما تحقق من إنجازات في مقاومة الاحتلال، وترسّخ معادلة وطنية يُبنى عليها لاحقاً اتفاق الطائف الذي حسم موقع لبنان وانتمائه وخياراته السياسية. اليوم، وبعد مضيّ 35 عاماً على انتفاضة 6 شباط، يجدر التوقف أمام العنوان الرئيس لكلّ المسار الوطني السياسي والنضالي، عنوان هوية لبنان المقاوم وانتمائه الى محيطه القومي وعالمه العربي، وهذا ما حسمه اتفاق الطائف. علماً أنّ اتفاق الطائف الذي أصبح دستوراً للبنان، لم يكن ليحصل لولا هذا الكمّ الهائل من التضحيات والمواجهات. وعليه، فإنّ تحصين اتفاق الطائف بكلّ مضامينه واستهدافاته، هو تحصين لخيارات لبنان، وتحصين لموقعه ولقوّته التي قوّضت نظريات الحياد والضعف، ومن هذا المنطلق نرفض النظرة المجتزأة إلى الطائف، فالبعض يعلن تمسكه بالطائف وفي الوقت ذاته يطلق مواقف محرّضة ضدّ الدولة السورية، علماً أنّ العلاقات المميّزة بين لبنان والشام في أساس الطائف وجوهره. كلّ التحديات مترابطة، والحرب الإرهابية الكونية على سورية، هي في حقيقتها نتاج مشروع أميركي ـ غربي ـ صهيوني بمشاركة تركيا وبعض الدول العربية لإسقاط الشام من معادلة المنطقة وفرض 17 أيار جديد للقضاء على المقاومة في بلادنا. ولكن كما خاض الوطنيون في لبنان مواجهة ظافرة، خاضت الشام المواجهة وانتصرت. وتحصين هذه الانتصارات هو باستعادة العلاقات المميّزة بين لبنان والشام، وكلّ من يقف بوجه هذه العلاقات المميزة يقف ضدّ مصلحة لبنان. |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |