أجمل ما تحمله الذاكرة من الزمن الماضي مشهدين:
الأول منهما مشهد الحارس الليلي الذي يطربك بوقع خطواته ورنين صفارته، فتسهر على إيقاعهما مطمئناً غير عابئ بلصّ، أو متطفّل، أو غريب، يتسللون إلى حارتك، ويعيثون بها فساداً، ويمنعون عنك النوم بعد نهار طويل من العمل.
وثانيهما مشهد ساعي البريد تنتظره الحبيبة على شباكها المزنّر بشتلات الورد، فتستلم منه كتاباً من حبيبها البعيد، أو أمٌّ تقف على باب بيتها تنتظر رسالة من زوجها أو ابنٍ لها هاجرا سعياً وراء لقمة عيش لم يجداها في وطنهم.
عذراً للسادة الهواتف الذكية… أنا أحترم العقول التي وقفت وراءكم، ولكنني ما زلت رومانسياً في علاقتي مع الزمن الجميل الذي يفلت من بين أصابعنا يوماً بعد آخر.
|