شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2019-05-07 |
حوار بين جبانٍ وبطل |
فلسفة الجبان قـال الجبـانُ: شجاعتي بـمذلّـتي بالـذلِّ لا بالعـزِّ تَعـْـظُـمُ قـوتي * كـلُّ الكلامِ عن البطـولـةِ ساقـطٌ ان كانَ في غيرِ الهـوانِ بُطولتي * دسْـتـورُ أعـمالي مُـراءاةٌ ، بهـا تضليـلُ من عابـوا عليَّ عقيدتي * فعقيـدتي غِشٌ، وتـزويـرُ الحقائقِ وحْـــدَهُ مُـتَـمَـكِّــنٌ بـثـقـافـتي * وثـقـافـتي إنْـتـاجُ كُـلِّ خَـديعةٍ بسُمـومها عِـزِّي وسُـرُّ براءتي * الخـوفُ والـذلُّ المهـيـنُ مبادئي والعـارُ والخـزيُّ المُحقـِّرُ غايتي * والـديـنُ إنْ لـمْ يَتْصفْ بسفالـةٍ لا شــــأنَ في آيـاتـه لسـلامـتي * عِلْمُ التَـقَـوقعِ في الجهالةِ مَنْهجي وفُـنـونُ آدابِ الهَـوانِ رسالتي * شِعْري الخنوعُ يثورُ في أوزانهِ وحَـقيـرُ أعمالِ البغـاءِ صناعتي * دَنَّسْتُ إنتـاجَ الفـنـونِ بشَــرِّ مـا اشتهرتْ ضروبُ معارفي وزراعتي * فبدأتُ تاريخَ الظلامِ بما ارتَضَيْتُ مِـنَ الحـقــارةِ زاهـيـاً بخـيـانـتي * صُـرْتُ الذي خـانَ البـلادَ وعـقَّـها ومضى يـبـيعُ تُـراثَهـا بسلامـةِ * ويَـفِـرُّ مَـغْـبـوطاً بـذلِّ هُـروبـهِ مُـتَغَــطْـرِساً بخـيـانـةٍ وسَــفالـة ِ * بِعْـتُ الكـرامةَ بالأمـانِ وباعهـا قـبـلي رجالُ حُكـومتي ودُوَيْـلَـتي * أبدعتُ في لحْنِ السُـفـولِ مُجَـدّداً شَرْعَ السفولِ بما ابتكرتُ بخِسَّـتي * ما هَـمَّـني التاريخُ يلعـنُ مـوقـفي فَهَـرَبْـتُ مـزهـواً ألـوذُ بهجرتي * شعبي يجـوعُ ومـوطني مُتَمَـزِّقٌ بيـنَ الطُغـاةِ وهـذا سِـرُّ سعادتي ** فلسفة البطل فـتـبسَم البطـلُ العـزيـز مُـؤكِّـداً : تَــبَّــاً لمَـنْ لـمْ يعـتـصـمْ بالعِـزَّةِ * صارَ اليهـودُ رعاتـنا وقضاتـنا وملوكُهـمْ بَرزوا كأعـدل ِ قادة ِ * ذَبْحُ الرضيعِ كرامة ٌمن عدلهمْ ودمـارُ أمـتـنـا صفـاءُ عـدالـة ِ * حكّامُنا الأنذالُ صارَ شعارهـمْ : المـوتُ للـتحـريـرِ لا للـذلَّـة ِ * إنَّ البـطـولةَ كُـلُّها في عرفهمْ ترديدُ مهـزلـةٍ ووهـمُ خرافـةِ * حَفِظَ الإلـهُ رعاتنا لضلوعهمْ في كـلِّ ظُـلم ٍ جائـر ٍ بوقاحة ِ * قَهـَروا نفوسَ الشعبِ في أفعالهمْ بـنـذالـة ٍ وحـقـارة ٍ ونـجـاسـة ِ * ما خابَ منهم في الحقيقة عاملٌ في طمسِ أنوارِ الجمال ِ الحقّـة ِ * فـبـناءُ سـردابِ الهـزيمةِ هَـمُّهمْ وغَـرامُهُـمْ ستـرُ الإبـاء بكـذبة ِ * أهواؤهُمْ حِممُ الضلال ِتفجرتْ ونفوسُهُـمْ سَقطتْ بأحقـرِ وقعة ِ * قالَ الجبانُ ومُورستْ أقـوالهُ : العِــزُّ بالـتـدلـيـسِ لا بالعِـفَّــة ِ * ماعادَ للإنسان في هذا الزمانِ كـرامـةٌ غـيـر التي بـنـذالــة ِ* عَـبَثَ اليهودُ بكـلِّ شيءٍ عندنا بعـقـولِـنا ونفـوسِـنا، بالنخـوَة ِ * بالأرضِ ، بالانسانِ، بالتاريخِ ، بالأملِ العظيم، بكلِّ شهقةِ عِـزَّةِ * بمطامح الأجيالِ، بالآتي القريبِ وبالبعيدِ فهل نـفـوزُ بصحوة ِ ؟! * ونغيّرُ التاريخَ بالوعيِّ المُعـَبـِّر عن حقيقةِ يقـظـةٍ وحضارةِ ؟! * يا سـادة الاصـلاحِ ، يا أحيـاءُ يا ثـوارُ، با أحـرارَ اعظمِ أمـة ِ * أينَ الإبـاءُ وأينَ أينَ كرامةٌ ؟ ما قيمةُ الأحياءِ دون كرامةِ ؟ * إنَّ الكرامةَ بالشجاعةِ صونُها لا تَحفـظُ الأوطانَ غير كرامة ِ * كَذِبَ الطغاة ُالمجرمونَ بحقنا والظالمـونَ شعـوبـنا بجبانـة ِ * والبائعـونَ تُـراثـنا للأجنبيِّ بخِسَّـة ٍ وضحالــة ٍ ودنـاءة ِ * ماكانَ ظلمُ المجرمين مُدمِّـراً لو ظـلَّ فيـنا خافـقٌ بشـهامة ِ * نحنُ الهروبُ ونحنُ نحنُ القانعونَ جـميعـنا بشــرورِ أسـوأ حالـة ِ * لنْ يسلمَ الوطنُ الجميـلُ لشعبنا حتى نُغـيِّـرَ ما بـنـا بصـراحـة ِ * ونشقُّ بالعلـمِ المفيـد ِ طريقـنا فالنصرُ معـرفة ٌ وحـزمُ إرادة ِ * وتمسُّكٌ بعـدالةِ الحقِّ المقدَّسِ في الوجـودِ بجـرأة ٍ وبـقـوّة ِ * إنَّ المـصـيـرَ إرادة ٌ خلاّقـة ٌ إنْ أبدعتْ فازتْ بنورِ ألوهَـة ِ * لا حقَّ للأمواتِ في دنيا الحياةِ فـإنهـمْ بـاتـوا بـدونِ إرادةِ * وعقيدة ُالأحياءِ تطويرُالحضارةِ كُـلَّـمـا وصلـتْ لأعـلى قِـمَّـةِ * لا سقفَ للإنســانِ في ابـداعـهِ فـمـداهُ يكمنُ في شعاعِ بصيـرة ِ * إنَّ البصيرةَ بعضُ بعضِ سلاحنا فهل انطلقـنا بالهُـدى والحكمةِ ؟ * في وضـعِ حـدٍ للهــوانِ وذلّـهِ والسير في نهجِ النهوضِ بأمة ِ؟ * لتعيشَ في هذا الوجودِ كريمة ً تهدي الشعوبَ الى الرفاهِ بنهضة ِ * فيـكـون سيـرُ العالمينَ جميعهـمْ نحـوَ السـماءِ الى كمالِ القـدرة ِ * وتســودُ أحـكـامُ الإخــاءِ بكـلِّ حبٍ خالصٍ ومشعشعٍ بالرحمةِ * إنَّ الحـيـاةَ جَـمـيـلـة ٌوجـمالُـهـا مِنْ صنعِ مَنْ خَلقَ الوجودَ برحمةِ * ما كانَ في التكـويـنِ ظُلـمُ مُكوِّن ٍ فَمِنَ الضَلالـةِ أن نَسيـرَ بظلمـةِ * لا يقبـلُ الاذلالَ شعـبٌ ناهـضٌ فالناسُ أحـرارٌ بنـورِ الفـطـرة * والغيُّ في جهلِ الحقائـقِ ثابـتٌ والرُشدُ في غيرالهُدى لم يثبتِ * فقط البطولـةُ وحدها للمهتـدين طـريـقُهـم للسيـرِ نحوَ القـمّـة * عَـَبـثـاً بأبـناءِ الجبانةِ والعمى مَـجــدٌ يُـعـادُ لأمـةٍ بخـرافــةِ * فالمجدُ يُصنع بالبطولة والهُدى ويُـعـادُ إنْ عُشِق الفدى ببطولةِ * لا شيْ يمتحنُ العقائدَ والنفوسَ سوى الصراعِ بحكمةٍ وعزيمةِ * بيـنَ الجبـانـةِ والبطـولـةِ لمعـة ٌ تُعمي الذليـلَ فيستحيـلُ لجيفةِ * وتثيرُ أمواج البطولة في العزيزِ زوابعـاً تُحيِّ النـفـوسَ بنسمةِ * إنَّ الحـيـاةَ بطـولـة ٌ وزوابـعٌ والمـوتُ جبنٌ هاجـعٌ بـمَـذَلَّة ِ * نهجان في هذا الوجود: بطولة ٌ وجبانة ٌ نحـوَ السُدى والـرفعة ِ * فمن ارتضى نهجَ البطولةِ قد علا ومن ابتغى الجُبنَ ابتلى بالخيـبةِ |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |