|
||||||||||||
|
||||||||||||
إتصل بنا | مختارات صحفية | تقارير | اعرف عدوك | ابحاث ودراسات اصدارات |
ما قبل هيل ليس كما بعده… | ||
| ||
تجرّع الرئيس سعد الحريري ذات الكأس التي أسقاها للمرشحين المحتملين لرئاسة الحكومة، لكن كأس الحريري أكثر مرارة كونها جاءت من حليفه المحلي سمير جعجع، ومن خلفه الإدارة الأميركية – السعودية التي يعكس جعجع سياستها ومواقفها. جاءت صفعة جعجع، بعد الخطوة المحسوبة التي خطاها شريك الحريري في التسوية الرئاسية، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بإعلانه العزوف عن المشاركة في حكومة يرأسها الحريري، ثم فوجئ الأخير بأنّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع غيّر رأيه وقرّر عدم منح الحريري أصوات كتلة “الجمهورية القوية” في الاستشارات النيابية التي كانت مقرّرة نهار الاثنين الفائت، وذلك خلافاً لما كان جعجع قد أبلغه للوزير السابق غطاس خوري الذي أوفده الحريري إلى معراب قيبل أيام. موقف جعجع وضع الحريري أمام تكليف هزيل بعدد أصوات لا يتعدّى الـ 59 صوتاً، بينهم 15 صوتاً مسيحياً، منهم ثلاثة من كتلة المستقبل، ما يعني غياب الغطاء المسيحي الوازن، وهذه سابقة لا يمكن تجاوزها. في اللعبة السياسية خسر الحريري جولة أساسية في مرحلة حساسة، قد تقصيه نهائياً من المشهد الحكومي في الأشهر المنظورة، وفي الأخلاق السياسية خسر ثقة وتعاطف الذين أحسنوا إليه، بعدما غدرت به حاضنته السياسية، وبما أنّ شبه الإجماع السني يؤيد الحريري لرئاسة الحكومة، فنحن ذاهبون إلى مرحلة فراغ طويلة، تترافق مع أزمة اقتصادية خانقة، قد تصل إلى حافة المجاعة، حذر منها الرئيس نبيه بري، وأحداث أمنية متنقلة تضع لبنان في مهبّ الريح، بانتظار ما ستؤول إليه الحرب الناعمة في المنطقة. في الانتظار، يستمرّ التوتير في الشارع، وتستمرّ النبرة الطائفية بالتصاعد، وما شهدناه في ساحات بيروت وشوارعها، من جوقة الشتامين التي استقدمت من مناطق لبنانية مختلفة، لاستفزاز جمهور المقاومة واستدراجه إلى مواجهة مباشرة، تضع علامات استفهام كبيرة، وخطيرة، عن السيناريو المرسوم للبنان، وما شهدناه ليلة الاثنين الثلاثاء عينة عما يمكن أن تؤول إليه الأمور، في حال استمرت لغة الشتم والإهانات والهتك، التي تخطت كلّ السقوف الأدبية والأخلاقية، وتعدّت القامات السياسية والوطنية إلى حدّ التطاول على المقامات الدينية! في المقابل، يتسلح الثنائي الشيعي بالصبر والتحمّل، والعمل المضني لضبط الشارع المستفَزّ، خصوصاً أنّ قيادته تتعرّض لحملة افتراءات إعلامية منظمة، تعمل على قلب الحقائق وتوتير الشارع، ضمن منظومة فضائية محلية وعربية مُدارة من غرف سوداء محترفة، تعرف متى تفتح الهواء ومتى تغلقه، بتزامن مشبوه، يؤكد بأنّ الإدارة واحدة، والهدف واحد. في الأثناء، ينشغل الرئيس نبيه بري بمواجهة الموفدين الغربيين الذين يأتون برسائل “إسرائيلية”، تتعلق بالبلوك النفطي رقم 9، وهو لبّ القضية، وما بعد الزيارة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، ليس كما قبلها، فهي الزيارة الأولى لمسؤول أميركي للقاء مسؤولين رسميين وسياسيين لبنانيين منذ انطلاق أحداث 17 تشرين الأول، فالرئيس نبيه بري سيكون كعادته سداً منيعاً، وحارساً أميناً، ومفاوضاً صلباً حاسماً وجازماً في مواقفه الوطنية، دفاعاً عن كرامة لبنان وسيادته، وحقه في ثرواته، مدعوماً بقوة المقاومة العسكرية، وترسانتها الصاروخية الرادعة للمطامع الاسرائيلية، وقدرة السيد حسن نصرالله الإقناعية، في توجيه البوصلة، ومخاطبة الشعب اللبناني، بقوة المنطق، لتوضيح خيوط المؤامرة، وأبعادها وخلفياتها. سيأتي هيل ويرحل كما أتى، لن يأخذ من النفط كوباً، ولن يستطيع التسويق لنواف سلام، كرئيس لحكومة لبنان؟ ولن يأخذ معه جزار الخيام، وبالتأكيد، لن يقدر على فرض إخراج حزب الله من التركيبة الحكومية، لكنه، سيضع لبنان على أعتاب الفوضى الأمنية، والكارثة المعيشية، والفراغ في مؤسّسات الدولة، آملاً في فرض إملاءاته وشروطه، تحت ضغط الجوع والأمن..أسابيع، وربما أيام قليلة تكشف ما خفي، وهو أعظم، على أمل ألا يكون هناك الكثير من الندم، الذي يجدي عندها نفعاً، ولن ينتج حلاً! |
||
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |