شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية 2020-11-30 |
في لقاء مع السيدة أسما كنعان رئيسة مجلس تجمّع المهجرين اللبنانيين "نحن والمدارس والجامعات الخاصة في معركة" عن عدد مجلة "صباح الخير" تاريخ 1995/02/23 |
عرفت الأمينة أسما مكارم، وعرفت زوجها الرفيق فؤاد كنعان في ستينات القرن الماضي، في تلك الفترة التي تولّيت فيها مسؤولية بيروت الكبرى (الممتدة من بلدة ضبية إلى الشويفات، صعوداً إلى الحدث والحازمية)، ثمّ تعرّفت إلى الرفيقتين أمينة وأمية، وفرحت بهما صبيّتين عرفتا الحزب حياة جديدة تنهض بالمجتمع. هذا الحديث عثرت عليه أثناء مراجعتي لأعداد من مجلات الحزب، وقد ورد في العدد 471 تاريخ 23/2/1995 من مجلة صباح الخير، فرغبت أن أعجّل بنشره، لأدعو حضرة الأمينة أسما، مجدداً، كي تدوّن مذكّراتها الغنية: في الحزب، وفي المؤسسات التي أسّستها أو شاركت في تأسيسها، لأن عدم تحقيق ذلك سيسبب خسارة لا تعوّض لجزء من تاريخنا الحزبي. ل. ن. * حملوا الهمّ والغمّ على أكتافهم ومشوا تاركين وراءهم كلّ شيء، بيوتهم المدمّرة وأرزاقهم البايرة وقراهم المهدّمة المهجورة ولم يبقَ لهم شيء. تحمّلوا وطأة المؤامرة وصبروا، ولكنّهم عندما تحوّلوا إلى نتيجة قرّرتها الحرب صار لهم وضع خاص.. لقد أصبحوا مهجّرين! ورغم ذلك بقيوا ينتظرون الفرج، عساه يأتي من الحلم القابع في عيون أولادهم إلى أن تأتيهم صدمة مذهلة، فهم لا يمكنهم أن يستمروا في دفع أقساط أولادهم المدرسية من الذي يفعلونه، والحلم يكاد يضيع، وكيف يرضخون وماضيهم ضائع وحاضرهم تزعزع، فهل أقلّ من أن يضمنوا المستقبل الذي لا يضمنه سوى الأجيال الصاعدة! من هنا، قمنا بلقاء من يحمل هذا الهمّ الكبير، ويحاول أن يجد له مخرجاً، السيدة أسما مكارم كنعان رئيسة مجلس تجمّع المهجرين اللبنانيين. • لا شكّ سيدة كنعان أنّ من يحمل همّ المهجرين يحمل همّ شأن كبير له مشاكله الخاصة، رغم أنّه مرتبط تماماً بنتائج الحرب، فما هي الخطوات التي اتخذتموها حتى الآن عبر "مجلس تجمّع المهجرين اللبنانيين". - "إنّنا بإنشاء المجلس كنا نقصد حماية المهجر بعد متاجرة دامت عدّة سنوات الحرب، وعلى الأقل استطعنا حماية أنفسنا بعدّة أمور. فنحن قد سعينا أولاً إلى إيجاد مركز للمجلس أو ما يسمّى بغرفة عمليات، كي نتحرك عبره لاستقبال جميع المهجرين وإسكانهم حيث يتوفّر المكان، وقد تمّ هذا بالتعاون مع الأحزاب الوطنية، وكنا قد استطعنا لهذا الشأن حسم 40 % من إيجار الشقق المفروشة والفنادق لكلّ المهجرين. هذا، وعدا عن الدور الاجتماعي، فقد كان للمجلس دوراً سياسياً، فعندما بدأت الخلوات الوزارية وجّهنا للمجتمعين برقية قلنا فيها "مهما حاولتم أن تجدوا حلولاً سياسية واجتماعية واقتصادية مهمة، فإنّ حلّ مشكلة المهجرين هو الأهم، إذ منه يمكن العبور إلى الحلول الأخرى". • كان لكم دوراً مهمّاً مع المهجرين على الصعيد التربوي، فهل تحدّثينا عن هذا الدور وعن العراقيل التي اعترضتكم؟ - الطالب يعنينا كونه هو الجيل المؤهل لإنقاذ لبنان ممّا وصل إليه من احتلالات وتمزيقات طائفية واحتكارات، من هنا اهتمامنا بإيجاد مقاعد دراسية لأبناء المهجرين، وقد استطعنا تأمين ستة آلاف طالب تقريباً في المدارس الرسمية والخاصة. وقد سهّلت المدارس الخاصة إيجاد المقاعد للطلاب مع حسومات تزيد عن 40 – 50 %، بالإضافة لمنح مدرسية كاملة وذلك نتيجة الاتصال المباشر بمدراء المدارس. وتابعت السيدة كنعان: "لنا شكر خاص لوزير التربية الدكتور سليم الحص، الذي ساعدنا بتأمين آلاف الطلاب في المدارس الرسمية مع تأمين الكتب المدرسية، ونشكر أيضاً نقيب المدارس الخاصة الأستاذ حسين يتيم، وعدداً آخر من مدراء المدارس الذين ساعدونا كثيراً، وكذلك بعض دور النشر التي أمّنت لنا الكتاب المدرسي بحسم 40 و50% بعد جولة ميدانية قام بها أعضاء المجلس على هذه الدور". وهنا أوضحت السيدة كنعان قائلة: "هناك مشكلة كبيرة تعترضنا اليوم على الصعيد التربوي أيضاً، وذلك بالنسبة للأقساط المدرسية لأبناء المهجرين الذين لم يدخلوا المدارس عبرنا منذ بداية العام الدراسي، وهم اليوم غير قادرين على دفع بقيّة الأقساط نظراً لحالة الانهيار الاقتصادي التي يعيشها الوطن، وهذا يهدد مصير مئات الطلاب، ممّا قد يؤدي إلى رميهم خارج مدارسهم وجامعاتهم إذا لم نجد حلاً ". • ما الإجراءات التي اتخذتموها؟ - لقد عقدنا مؤتمراً صحافياً في 31/1/85 في مقر نقابة الصحافة، وأصدرنا قراراً منذ ذلك التاريخ يقضي بحسم 30% من الأقساط المدرسية في جميع الجامعات والمدارس الخاصة، ويشمل قرار الحسم هذا أولاد المهجرين والشهداء والمخطوفين. وقد أصدرنا خلاصة بيان بعد المؤتمر ووزّعناه على جميع الجامعات والمدارس، ولكنّنا لم نلحظ حتى اليوم أيّة ردّة فعل، ونحن لهذا السبب ما زلنا نعتبر أنفسنا في معركة، كما وأننا نتمنى من جميع المدارس والجامعات الخاصة أن تتجاوب معنا كي لا نضطر مكرهين لدعوة الطلاب إلى التوقف النهائي عن الدفع كما تصرّفنا إزاء مشكلة سابقة تتعلّق بالإنسان. وأضافت السيدة كنعان: "نحن نتمنى من جميع الهيئات التربوية المسؤولة أن ترفع صفة التجارة عن المؤسسات التربوية فقط من باب الشعور مع هذا الجيل الصاعد الذي لم يحصد شيئاً حتى الآن، ليعتمد عليه في المستقبل، لا وطن ولا أرض ولا شيء إطلاقاً، فلنهتمّ على الأقلّ بأن نوفّر له التحصيل العلمي الجيد كي يتمكّن من مواجهة المستقبل". |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 -- شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه |